عرض مشاركة واحدة
قديم 18-01-2005, 03:37 PM   #80
$$ كن كن $$
(حلا نشِـط )
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Oct 2004
رقم العضوية: 2278
المشاركات: 122
عدد المواضيع: 19
عدد الردود: 103


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
$$ كن كن $$ is on a distinguished road

$$ كن كن $$ غير متصل
افتراضي

تـــــــــــابع




كنت أعلم أن الأمر لن ينتهي بسلام .

ها قد أقبلت خالتي و تعقّدت الأوضاع أكثر فأكثر ...

خالتي تحدّثت مباشرة إلى سامر و قات له أن أقل ما يجب فعله هو تأجيل موعد الزفاف حتى تستقر الأمور .

سامر و الذي كان مثخنا بالكدمات محمر الوجه متهيج الأعصاب طلب منها بنبرة حادة ألا تتدخل ، ألا أن خالتي قالت :

" لن أدعكم تتحكمون في مصير ابنتي كيفما شئتم "

ثم نظرت إلى و قالت :

" سآخذها معي إلى أن تعود أم وليد و نضع حدا لهذا الزواج "


سامر اعترض و كذلك دانة ، ألا أنني تشبثت بخالتي و خرجت معها رغم ذلك .

حين كنت أعبر الفناء الخارجي وجدت وليد هناك ..

قال :

" إلى أين ؟ "

خالتي تولت الإجابة :

" سآخذها معي لبعض الوقت "

لم أر في عيني وليد أي اعتراض ، فخرجت معها ...




في غرفة نهلة ذرفت الكثير من الدموع و أنا أروي لها ما حدث و أصف الهجوم الوحشي الذي قام به وليد ... و أرعبني .


" كنت أعرف أن هذا ما سيحدث ... الآن أنا أحدثت شرخا في العائلة ... ماذا سيفعل والداي حين يعودان ؟؟ أنا نادمة على تهوري ... كان يجب أن أرضخ لقدري ... "

" يكفي يا رغد ... أنت لم ترغبي في الزواج منه ، هذه الحقيقة إذن دافعي عنها "

قلت :

" لأجل ماذا أدافع عنها ؟ ماذا سأربح إن تخلصت من سامر و جعلت الجميع يتخذ مني موقفا معاديا ؟ ثم ماذا ؟ هل تتخيلين كيف سأعيش بينهم و قد حصل ما حصل ؟ "

" ابقي معنا هنا "

" مستحيل ... عمّي هو ولي أمري ... إنه أبي و لا يمكنني العيش في غير بيته "

" ستعيشين في بيت زوجك ! "

" أي زوج هذا ؟؟ "

" الذي تحبين ! "

قلت بألم و يأس :

" و هل تعتقدين أنه بعد أن أنفصل عن أخيه سيكون من الطبيعي أن أرتبط به هكذا ببساطة ! أم هل تظنين أن وليد يفكر بي ؟ "

" إذن لماذا ساندك في موقفك ؟ "

" لأنه يشعر بالمسؤولية تجاهي .. كما لو كنت واجبا عليه تأديته لا أكثر ... "

و هي حقيقة مرة أتجرعها لحظة بعد لحظة ... رغما عني .

ساعات طويلة قضيتها في التفكير ... إلام سيؤول أمري بعد الذي حصل ؟

و كلما تخيلت الوحشية التي طغت على وليد هذا الصباح شعرت بالخوف و الفزع .. أهذا هو ابن عمي الذي كنت أعرف ؟؟

أهذا هو الرجل الذي أحببت ؟

إنني حتى لا أجرؤ الآن على مجرد النطق باسمه ...



عندما عدت إلى البيت في المساء لم يكن هو موجودا ، استقبلتني دانة بوجه عابس مليء باللوم و العتاب ...

قالت :

" هل أنت راضية عما فعلت ِ ؟ أي جنون هذا الذي أصابك ؟ "

كنت أريد الهروب منها ألا أنها لحقتني و تابعت كلامها بكل إصرار و قسوة :

" رغد اخبريني ماذا جرى لك ؟ إن سامر حزين جدا فهل يرضيك هذا ؟ ألا تشعرين بما يحس به ؟ ألا تعلمين أنه متلهف للزواج منك منذ زمن ؟ إنه يحبك بجنون .. أنت ِ خالية من المشاعر تماما كالجدار الذي خلفك "


قلت بعصبية :

" حلّي عنّي ! اتركوني و شأني "

" لا لن أدعك و شأنك و أنا أراك تحطمين أخي بهذا الشكل . ستتزوجين منه و ينتهي الأمر كما رسمنا له "

قلت :

" و ماذا عن مشاعري أنا ؟؟ ألا يحق لي الزواج من الرجل الذي اختاره ؟ "

نظرت إلي دانة بدهشة و قالت :

" ماذا تقصدين ؟؟ أنك لا تريدين أخي ؟ "

التزمت الصمت ، قالت :

" لا تحبين أخي ؟؟ "

قلت بانفعال :

" بلى أحبه ... تماما كما تحبينه أنت ِ .. كأخي الذي تربيت معه ... فهل علي أن أتزوج من أخي ؟؟ "

دانة بدت مذهولة و قالت بتردد :

" رغد ... ما الذي تعنينه ؟؟ أتعنين أنك ... تحلمين بالزواج من شخص آخر ؟؟ "

فاجأني سؤالها و أربك تعبيرات وجهي ، ما جعل الشكوك تكبر في ر أسها ...

صمتت برهة ثم قالت :

" لقد فهمت ... فهمتك أيتها الخبيثة ... إذن فقد أقنعتك خالتك و عائلتها ... تبا لكم جميعا "

لم استطع قول كلمة بعد .. بقيت أحملق في دانة بذهول و تشتت ، أما هي فقالت :

" سأخبر والدتي بكل شيء ... سترين "


و تركتني و انصرفت .


لازمت غرفتي لبعض الوقت ثم ذهبت إلى غرفة سامر ... حينما طرقت الباب و ذكرت اسمي لم يأذن لي بالدخول ... ألا أنني فتحت الباب و تركته نصف مغلق .. و تقدّمت إلى الداخل .


سامر كان يجلس على كرسي مكتبه في شرود و حزن ... حينما وقعت عيناه علي رأيت فيهما بحرا من الآهات و الألم ...


سامر نهض و وقف ليواجهني ، كنت أعرف أنني لا أستطيع مواجهته .. ألا أنني لا أستطيع أيضا تركه هكذا ..


تقدم سامر نحوي و قال بصوت كئيب :

" لماذا يا رغد ؟ "

لم أقو َ على إبقاء عيني مركزتين في عينيه بل هويت بهما نحو الأرض في خجل و خذلان .. و شعور بالذنب و الإثم ...

اقترب مني أكثر و أمسك بوجهي و رفعه إليه ليجبرني على النظر إليه .. و قال :

" أخبريني .. لماذا ؟ هل فعلت ما ضايقك مني ذات يوم ؟ "

هززت رأسي نفيا ... أبدا ... مطلقا ...كلا .. إنه لم يكن هناك من يهتم بي و يحرص على مشاعري و يحسن معاملتي بمقدار ما كان سامر يفعل ..

قال :

" إذن لماذا ؟ أن .. تؤجلي الزفاف ربما بعد عسر كبير أجد له مبررا أو آخر .. أما أن .. أن .. تهدمي جسر الوصل بيننا هكذا فجأة .. فجأة و دون سابق تلميح .. و تعلني أنك أجبرت ِ على الارتباط بي .. و أنك لم ترغبي في ذلك يوما .. بعد كل هذه السنين يا رغد .. بعد كل هذه السنين .. فهذا ما لا أستطيع أن أجد له أي تفسير أو سبب مهما فتشت .. لماذا أخبريني ؟؟ "


فاضت الدموع من عيني جوابا على سؤال لم يعرف لساني له إجابة .. سامر أخذ يمسح دموعي .. و قال بعطف :

" أنا آسف لما حصل هذا الصباح .. كنت مجنونا .. سامحيني "

أغمضت عيني إشارة إلى أنني قد نسيت الأمر .. و حين فتحتهما رأيت لمعان دمعة محبوسة في عين سامر المشوهة .. يخشى إطلاق سراحها ..

قال :

" لا تفعلي هذا بي يا رغد .. تعلمين كم أحبك .. "

و طوّقني بين ذراعيه بعاطفة حميمة ...
فتحت المجال أمام سامر للتعبير عن مشاعره ، و بقيت أسيرة بين ذراعيه فترة من الزمن .. لم أتحرك إلا حين سمعت صوتا قادما من ناحية الباب فالتفت كما التفت سامر .. و رأينا وليد يقف هناك .


لا أستطيع أن أصف لكم النظرات الوحشية المرعبة التي كان يرمينا بها .. لقد كنت أشعر بها تلسعني و تحرقني ..




تابع الحلقة الثالثة والعشرون

تقدّم خطوة بعد خطوة ، تكاد خطواته تهز الأرض من قسوتها .. كان الشرر يتطاير من عينيه و هو يحملق في سامر و يعض على أسنانه ..

شعرت بالخوف .. تراجعت للوراء .. اختبأت خلف سامر .. امتدت يدا وليد و أمسك بتلابيب سامر بعنف و قال :

" قلت لك لا تحاول استدرار تعاطفها ثانية .. حذّرتك من الاقتراب منها حتى يعود والدي .. ألم تفهم ؟ "

ثم سحبه و دفع به نحو الجدار ..

سامر رفع رجله و سدّد ركله بركبته إلى وليد ، فقام هذا الأخير بلكم سامر بعنف على خدّه المشوه ..

وليد قال و هو يلصق سامر بالجدار بقوة :

" لن أسمح لرغد بالزواج منك .. أفهمت ؟ لا تستحق رجلا مشوها مثلك "

قال سامر :

" نعم ، فالأفضل لها الزواج من القتلة المجرمين "

و ما إن قال سامر ذلك حتى تحوّل وليد إلى وحش .. نعم وحش .. فهو أقل وصف يمكنني نعته به ..

صرخت :

" توقفا "

ألا أن الاثنين دخلا في عراك مميت ...

أسرعت أجري بحثا عن دانة .. فوجدتها في غرفتها تتحدث إلى خطيبها .. صرخت :

" أسرعي دانة .. يتقاتلان مجددا "

دانة تركت السماعة و جاءت تركض معي ..


حاولنا التدخل لفض العراك الجنوني ألا أننا فشلنا تماما .. و أخذت كل واحدة منا تصرخ من جهة دون جدوى ..


يد الغلبة كانت بطبيعة الحال لوليد الذي كان يفوق سامر بدانة وبنية و قوة ..

استمر العراك فترة من الزمن .. كنت أصرخ و أنا أبكي

" توقفا .. يكفي "

ألا أن أحدهما لم يكن ليستجب لي ...

قلت :

" أنا سأتزوج من سامر .. سأفعل ما تريدون .. هذا يكفي .. يكفي .. "

ألا أن ذلك لم يزد الأمرإلا وطيسا ..

دانة التفتت نحوي و صرخت بوجهي :

" هذا كلّه بسببك أنت .. أيتها اللعينة رغد ابتعدي عن وجهي الآن .. "

و دفعت بي نحو الخارج عنوة ..


ركضت أنا نحو غرفتي و جعلت أبكي بصراخ .. و أنادي أمي و أبي ..



~~~~~~~~~~