عرض مشاركة واحدة
قديم 18-01-2005, 03:10 PM   #76
$$ كن كن $$
(حلا نشِـط )
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Oct 2004
رقم العضوية: 2278
المشاركات: 122
عدد المواضيع: 19
عدد الردود: 103


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
$$ كن كن $$ is on a distinguished road

$$ كن كن $$ غير متصل
افتراضي

الحلقة الثانية و العشرون

لم تمر ليلتي بسلام ...

و رغم أنني نمت متأخرة على غير العادة ألا أنني نهضت باكرا ...


لم يكن أحدهم قد نهض آنذاك ، و بعد قليل نهضت دانة و ذهبنا للمطبخ لإعداد كعكة العيد !

دانة كانت مفعمة بالحيوية و النشاط أما أنا فكنت في غاية الكسل و الملل و الكآبة أيضا ...



بعد مدة اجتمعنا نحن الأربعة حول مائدة الفطور ... و تناولنا حصصنا من الكعكة ...

سامر كان متحمسا جدا و منفعلا ، و يتحدث عن النزهات التي ينوي القيام بها هذا اليوم ...


قالت دانة :

" أنا لن أشارككم فأنا سأخرج مع خطيبي ! "

قال وليد :

" و أنا سأخرج الآن "

و نهض مباشرة ...

سامر قال :

" إلى أين ؟؟ "

" سأتجول في المنطقة "


و سرعان ما غادر


قال سامر :

" ما به ؟ لا يبدو طبيعيا ! "

قلت :

" إنه يريد الرحيل "

قال :

" لن يغادر قبل زفافنا على أية حال ! "

ثم ابتسم ابتسامته التي تزعجني و هو يقول :

" بعد أيام فقط ... "



أهداني سامر زوجا من الأقراط الذهبية ، أما أنا فأهديته إحدى لوحاتي !

لم تكن لدي فكرة عن شيء جديد أهديه إليه !

قضينا نهار العيد ، أنا و سامر نتجول من مكان لآخر ...

و عند العصر ، و نحن في الطريق إلى البيت قال سامر :

" حصلت على هذا اليوم بصعوبة ، لا زال أمامي مشوار العودة الطويل "

قلت :

" أنت تكلف نفسك مشقة ! ما كان يجدر بك الحضور ! "

سامر التفت إلي باستغراب و قال :

" لا أحضر ؟؟ في يوم مميز كهذا ؟؟ "

قلت :

" أقصد .. مشقة السفر ... حضورا و ذهابا ... "

قال :

" لأجلك أنت ِ "


صمت ، و أخذت أراقب الأشياء المتحركة من حولي من خلال النافذة ...


بعد قليل ، قال سامر :

" لم كنت ساهرة لذلك الوقت المتأخر ... البارحة ؟؟ "


التفت نحوه بتعجب !

قلت :

" لم أشعر بالنعاس قبلها ... "

و أضفت :

" كما و أن ... وليد كان قد عاد قبل ذلك بقليل من الخارج ، و لم أشعر بارتياح للنوم و هو خارج المنزل "


قال :

" هل ... يسهر بعيدا كل ليلة ؟؟ "

" لا ! أبدا ... فقط البارحة ، ربما حضر أحد احتفالات العيد ! "

عندما عندنا للمنزل كنا أول الواصلين

تجازوت الساعة السادسة و لم يعد لا وليد و لا دانة ... سامر بدأ يلقي بنظرة بين حين و آخر عليها في اضطراب ...

" تأخرا ! يجب أن أغادر الآن فأمامي مشوار طويل "

و المشوار بين المدينتين يستغرق ساعات يقضيها سامر في قيادة السيارة

لابد أنه متعب الآن ! فقد قضينا ساعات أيضا في السيارة ...



قام سامر و اتصل بوليد ، و يبدو أن هذا الأخير أخبره بأنه لن يعود قريبا

لذا أتى سامر و قال :

" أ آخذك إلى بيت خالتك ؟؟ "

لم أحبذ الفكرة و مع ذلك اتصلت بهم ، و لم أجد أحدا ... لابد أنهم ذهبوا أيضا للتمتع بيوم العيد ...


قلت :

" أين هو وليد ؟؟ "

" يقول أنه في مكان بعيد ، و قد يتأخر في الحضور ... "

و تنهد سامر باستياء !


إنها المرة الأولى التي يكون فيها معي و يرغب في الذهاب !

قبيل الثامنة ، خرجنا مجددا و اشترينا عشاء خفيفا من مطعم قريب و عندنا للمنزل

و أيضا لم نجد أحدا هناك ...

عاود سامر الاتصال بوليد بعد العشاء ...

" إن علي ّ الذهاب الآن ... فمتى ستعود ؟؟ "



و من خلال تعابير سامر المستاءة استنتجت رد وليد !


قال سامر :

" و الآن هللا حضرت ؟؟ "

بعد أقل من ساعة من المكالمة وصل وليد ...


بادره سامر بالعتاب :

" تأخرت يا وليد كثيرا .. متى سأصل إلى شقتي ؟؟ "

قال :

" شاركت الآخرين مهرجانات العيد ... لا أحد يبقى في المنزل في يوم كهذا "


فهمت أنه يقصد أن وجودي يعيقه عن الترفيه عن نفسه في يوم مميز ...


التزمت الصمت ... قال سامر :

" سأذهب الآن ... "

و صافحني ، ثم صافح وليد و قال :

" تصبحان على خير "




بقيت مع وليد ... وحيدين في المنزل ...


حينما رأيت الضجر باد عليه قلت :

" إن كنت تود الذهاب لمتابعة سهرتك في مكان ما ... فخذني إلى بيت إحدى صديقاتي ثم اذهب "


و ببساطة تجاهلني !

قلت بغضب :

" وليد أنا أتحدث معك ! "

الفت إلي و قال :

" أسمعك ، لكنني لست مجنونا لأفعل ذلك "

صمت قليلا ، ثم قلت :

" أنا آسفة ... للتسبب بإزعاجك طوال هذه المدة ... بقيت بضع أيام "

لم يرد ...

قلت :

" أنا أستطيع المكوث في بيت خالتي ، لكن المشكلة مع دانة ... و إلا لكنا وفرنا عليك عناء البقاء معنا "


رماني وليد بنظرة مخيفة أخرست لساني !


لم أشأ أن أتركه وحيدا و أنعزل في غرفتي ... أحضرت كراستي و عدّة الرسم إلى غرفة المعيشة ، حيث يجلس هو ، و بدأت أرسم !


وليد كان يتصفح قنوات التلفاز و لا يجد فيها من يجذبه للمتابعة

لكنه مهووس على ما يبدو بالأخبار ...

بعد قليل ، أوقف وليد التلفاز و أخذ الهاتف ، و طلب أحد الأرقام ...

أنا لم أكن أرسم بقدر ما كنت أراقب تحركاته ...

و هاهو يتحدّث إلى الطرف الآخر :

" مرحبا ، أنا وليد شاكر "

( ........................ )

( أهلا بك آنسة أروى ، كل عام و أنتم بخير ، كيف هي أموركم ؟؟ )

تركت القلم من يدي و أصغيت باهتمام ...

( ماذا ؟؟ متى حدث ذلك ؟؟ )

( ...................... )

" أوه ... أنا آسف ... و كيف حالتها الآن ؟؟ أهي أفضل ؟؟ "

( .................... )

" لا تقلقي ، بلغيها و العم سلامي ... و أخبريهما بأنني سأعود في أقرب فرصة إن شاء الله "

( .................. )


" شكرا لك ، وافوني بأخباركم أولا بأول ، تصبحين على خير "

و أنهى المكالمة ...

و عاد و شغّل التلفاز ، ألا أنه كان شاردا ...

من تكون أروى هذه ؟؟

تركت اللوحة جانبا ، و قلت بعد تردد قصير ضعيف غلبه الفضول الشديد :

" وليد "

" نعم ؟؟ "

" من كنت تحدّث ؟؟ "

بدا عليه الاستغراب ، ثم قال :

" لم السؤال ؟؟ "

" لاحظت ... استيائك من خبر وصلك من الطرف الآخر ... خيرا ؟؟ "

قال :

" زوجة صديقي رحمه الله تعرضت لنوبة قلبية و ترقد في المستشفى "

صمت ّ قليلا ثم سألته :

" و هي من كنت تتحدّث معها ؟؟ "

" كلا . هذه ابنتها "

ابنة صديقه ؟ إذن لابد أنها مجرد طفلة !
بعد قليل أوقف وليد التلفاز و نهض هاما بالمغادرة

قلت :

" إلى أين ؟؟ "

التفت إلي بانزعاج و قال :

" سأذهب للنوم ، إلا إذا كنت ِ تريدين من حارسك البقاء ساهرا لحين نومك ؟ "

لم أجب ، فأنا لم أجد الكلمات المناسبة ... و هو لا يدرك كم هي جارحة كلماته و قاسية معاملته ...

ليته يعرف !

استدار ليخرج فعدت أناديه :

" وليد "

تنهد و هو يلتفت نحوي قائلا :

" ماذا الآن ؟؟ "



تابع الحلقة الثانية والعشرون

تقدمت نحوه قليلا ، و فتشت في وجهه عن أي ملامح تشجعني على سؤالي ، لكنني لم أجد ... فبقيت صامتة ...

" نعم ؟؟ ماذا لديك ؟؟ "

توترت ، لكني بعدها جمعت غبار شجاعتي و قلت :

" هل أعجبَتـْـك ؟؟ "

" ما هي ؟؟ "

" الهدية ! "

وليد بعثر نظره هنا و هناك ، ثم قال :

" لا أذكر أين تركتها ... آسف ! "

ّّّّّّّ~~~~~~~~~~~~