عرض مشاركة واحدة
قديم 13-11-2008, 02:45 AM   #9
لطفي

¨¤¨نائب الإدارة¨¤¨

 
الصورة الرمزية لطفي
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Nov 2005
رقم العضوية: 16277
المشاركات: 8,515
عدد المواضيع: 493
عدد الردود: 8022
الجنس: ذكر


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
لطفي is on a distinguished road

لطفي غير متصل
افتراضي رد: لن انساك يا أبي ( نزيف الفكر)

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد...



قال ابو العتاهية مسليا اصحابه في ولد له




اصبر لكل مصيبة وتجلد ***** واعلم بأن المرء غير مخلد
أو ما ترى أن المصائب جمة ***** وترى المنية للعباد بمرصد
من لم يصب ممن ترى بمصيبة ***** هذا سبيل لست فيه بأوحد
فإذا ذكرت محمداً ومصابه ***** فاذكر مصابك بالنبي محمد
المرء رهن مصائب لا تنقضي ***** حتى يوسد جسمه في رمسه
فمؤجل يلقى الردى في غيره ***** ومعجل يلقى الردى في نفسه
فإذا شكوت إلى ابن آدم إنما ***** تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم
لا يترك الله عبداً ليس يذكره ***** ممن يؤدبه أو ممن يؤنبه
أو نعمة تقتضي شكراً يدوم له ***** أو نقمة حين ينسى الشكر تنكبه
لا تشكون إلى صديق حالة ***** تأتيك بالسراء والضراء
فلرحمة المتوجعين مرارة ***** في القلب مثل شماتة الأعداء
قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت ***** ويبتلى الله بعض القوم بالنعم
سبكناه ونحسبه لجيناً ***** فأبدى الكير من خبث الحديد
بالملح يحفظ ما يخشى تغيره ***** فكيف بالملح إن حلت به الغير
إذا لم تكن للمرء عين صحيحة ***** فلا غرو أن يرتاب والصبح طالع
إذا أنت لم تزرع وأبصرت حاصداً ***** ندمت على التفريط في زمن البذر
وما هي إلا جيفة مستحيلة ***** عليها كلاب همهن انتهابها
فإن تجتنبها كنت سلماً لأهلها ***** وإن تجتذبها نازعتك كلابها
الجد في الجد والحرمان في الكسل ***** فانصب تصب عن قريب غاية الأمل






اخي العزيز محمد ان اعظم مصيبة يصاب بها الانسان هي مصيبة الدين وكلنا نعلم هذا جيدا وقد اعجبني الحديث الذي ورد في مشاركة الاخت شمس وحتى اكمل لتلك الاضافة الرائعة منها اضفة قصيدة ابا العتاهية



التي تثارة جدا لقراتها وحين سمعتها في درس عن وفاة الحبيب صلى الله عليه وسلم فان عيني لم تملك دمعتها


ومن ادرك حقيقة ان المصيبة العظمى هي ان يصاب المرء في دينه فان كل المصائب ستصغر وتهون في عينه ولنا في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسوة الحسن وساضرب لك امثلا صغيرا لكنه عظيما في معناه



كانت امرأة من بني النجار قد قتل أبوها وأخوها وابنها وزوجها.
انظروا إلى هذه الفجيعة لقد قتل كل هؤلاء في المعركة فلما أقبلوا إليها قالوا قتل أخوك قالت فما فعل رسول الله فقالوا قتل أبوك أيضا قالت ما فعل رسول الله انظروا إلى الآنها لم تسأل عن زوجها وأبيها فقالوا قتل زوجك أيضا قالت ما فعل رسول الله قالوا قتل ولدك أيضا فقالت ما فعل رسول الله قالوا إنه سالم وصالح فقالت أين هو أريد رؤيته فأقبلوا بها إلى رسول الله فإذا هو مصاب والنبي عليه الصلاة والسلام كان قد كسرت رباعيته وشج رأسه وجرحت ركبته.
فلما رأته قالت أما إذ رأيتك سالما يا رسول الله فكل مصيبة بعدك جلل .
انظرو الى هذه القوة والثبات على الصبر وعلى المصائب التي تصيب الناس قل أن تجد لها مثيلا اليوم


اخي العزيز ان اباك صحيح قد رحل الا انه ترك رجل يعتمد عليه في ادارة شؤون بيته الذي رحل عنه وترك


ان اباك يريدك ان تكون رجل صامدا امام المصائب والكرب وان تكون قويا لا تضعف ولا تجعل الياس والحزن يتسلل الى قلبك ويشعع فيه فياكل شبابك ويهرم قلبك وانت صغيرا



اخي العزيز بدل هذا الحزن كله وتلك الدموع التي تذرفها عيناك من حين الى اخر


سالدلك على شيء ان فعلته سيسعد اباك وهو في قبره وان انت ادرك معناه حقيقة فستشعر بالسعادة


قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له ) رواه مسلم و البخاري وغيرهما




قال ابن تيمية من أئمة الحنابلة:


إن الميت ينتفع بقراءة القرآن كما ينتفع بالعبادات المالية من الصدقة وغيرها،



وقال ابن القيم في كتاب الروح:



أفضل ما يُهْدَى إلى الميت الصدقة والاستغفار، والدعاء له والحج عنه، وأما قراءة القرآن وإهداؤها إليه تطوعًا من غير أجر، فهذا يصل إليه، كما يَصِلُ إليه ثواب الصوم والحج، وقال في موضع آخر من كتابه: والأَوْلَى أن يَنْوِيَ عند الفعل أنها للميت ولا يشترط التلفظ بذلكـ.



بعد كل ما ذكرت لك يااخي كن ذالك الولد الصالح الذي يدعوا الى ابيه ويتصدق عليه واعو له بالمغفرة و الرحمة

ولا يبقى سوى ان نقول ربنا اغفر لنا والودينا للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات يوم يقوم الحساب

دمت بحفظ الرحمن
اخوك في الله
لطفي
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة