منتديات حــلا - عرض مشاركة واحدة

**doly** · 30-05-2008, 05:41 PM

أبـراج

ابراج نحاسية
تتجرع لوحدها الشمس
وتردّها على أعقابها
لتصير هي الشمس البدايلة
في الليل
في النهار
وفي ذاكرة البشر
أيضا .

* * *

سراديب

رأيته يتسلق خيوط
أوهامه
الخيوط قوية جدا
بحيث مكّنته من أن يصل
الى ما هي متصلة به
أي بكتل صخرية مروسة
لا ينالها في الاخير
سوى ضوء عينيه
الذي حطم بسهولة
كل شيء
ثم أذابه في سراديبه
المسترخية البيضاء
التي لا تخيف أحدا.

* * *

هكذا الى ما لا نهاية

الليلة
زاد احتمال انسحابه
من عالم الناس
بغية الانخراط في عالم
الكائنات البحرية
وماسوى ساعات حتى
كان له ما أراد
وتوارى في أعماق البحار
لا يئن ولا يتوجع
بل يترنّح فائضا
بالماء وبنفسه
بغنج متثاقل
اكتشف بعدها أن الماء
هوى لا يمكن اجتيازه
انه شبق نفسه
بشراسات دائما حنونة
ورحيبة
لا تعرف ما الذي
تحتضنه
لكنها تهمي عليه بخيالات صاخبة
ومميتة بيسر يشبه
لحظة ميلاد الانثى
من بياض نفسها
الماء يمتطي ظهره
وهو يمتطي ظهر
الماء .. هكذا
الى ما لانهاية .

* * *

وطنـي

ليست الارض وطني
ولا السماء
ولا البحار
ولا الكواكب
ولا الشموس
ولا المجرّات الظاهرة
والمستترة
وطني جسدي
الذي يضم هذه المظاهر
كلَّها .. المظاهر التي
بعين واحدة مني
تكون موجودة
أو لا تكون .

* * *

جثة

رأيته يحمل جثته
كل صباح
ويرميها بعيدا حتى
تصل أعماق المساء
ظل هذا النجم
يمارس عادته
كل يوم
حتى صار محجوزا
فى عين كل من يراقبه
هكذا بلا ذعر
أو عناد .

* * *

غزارة

في جُبّ قميصي
الهندي الوسيع
احتضن ما يكفي من حب العالم
المطر يقترح عليّ ان اكف عن العطاء
لا أوافق
فيقرر , أن
يزداد غزارة معي
لنكمل قتل ما تبقى
من خوف أصفر
و بوار معشش
فى الأرض وفي النفوس

* * *

لحظة مصير

الصحراء حجارة كريمة
من الصعب أن يكتشف
قبة أحلامها المعقدة
غير الشعراء
الصحراء لحظة مصير
إغماضة تهبني كل
ما أريد
وفي لحظة انسجام خصوصي
آه كم من مرة
ضحك الموت عليّ
فأنقذتني الصحراء التي
بتّ أؤمن بخلودها.

* * *

سـاعة شاحبة

أحتشد
في ابتسامتكِ الضيقة
وأنشر نوافذ
بعيدة التوهج
تشرّد عشاقك
وأولهم أنا
المتمايل يهددني
أملي
وترددي في أن أقول
لك : أحبـك
الشاطئ يختفي
والذكريات باتت سماء مجهولة
والشمس ساعة شاحبة
في رأسي .

* * *

حكمة بلا مأوى

كنا صامتين مثل
رمل الصحراء
فأيقظنا فجأة
صوت بدوي
يفهم في الفراق قائلا :
(السلام عليكم )
لقد اختصر بهاتين الكلمتين
سر بدايات ونهايات
البشرية
أيها البدوي :
كم من زمن طويل يلزمنا
كي نفهم حكمتك
التي بلا مأوى .

* * *

حفلة تأمل

فى الساعة الرابعة
من كل يوم
أحب أن استلقي
على ظهري
وأتأمل في من كان
يتأمل فيَّ
في ما مضى من ساعات
..
..
..
لاشيء مهم
يقول بعض تأملي لبعضه
الآخر
ولكن لماذا هذه النقطة
السـوداء في سقف
الغرفة لا تمل من
التأمل فيّ ؟

* * *
عينـاه

عيناه تأكلان النيران
والبحار والغابات
تأكلان الصحراء
والغبار والطوفان
عيناه تأكلان كلّ ما
يصادفهما
لكنهما عاجزتان دوما
عن أكل نفسيهما
اللهم إلا من خلال المرآة .

30-05-2008, 05:41 PM	#2
doly مراقبة الأرشيف الأدبي الملف الشخصي: تاريخ التسجيل: Aug 2006 رقم العضوية: 27391 الدولة: ღ sea of fears ღ المشاركات: 6,623 عدد المواضيع: 317 عدد الردود: 6306 مزاجي اليوم: تقييم العضو:	مشاركة: تغذية الشمس ؛ أبـراج ابراج نحاسية تتجرع لوحدها الشمس وتردّها على أعقابها لتصير هي الشمس البدايلة في الليل في النهار وفي ذاكرة البشر أيضا . * * * سراديب رأيته يتسلق خيوط أوهامه الخيوط قوية جدا بحيث مكّنته من أن يصل الى ما هي متصلة به أي بكتل صخرية مروسة لا ينالها في الاخير سوى ضوء عينيه الذي حطم بسهولة كل شيء ثم أذابه في سراديبه المسترخية البيضاء التي لا تخيف أحدا. * * * هكذا الى ما لا نهاية الليلة زاد احتمال انسحابه من عالم الناس بغية الانخراط في عالم الكائنات البحرية وماسوى ساعات حتى كان له ما أراد وتوارى في أعماق البحار لا يئن ولا يتوجع بل يترنّح فائضا بالماء وبنفسه بغنج متثاقل اكتشف بعدها أن الماء هوى لا يمكن اجتيازه انه شبق نفسه بشراسات دائما حنونة ورحيبة لا تعرف ما الذي تحتضنه لكنها تهمي عليه بخيالات صاخبة ومميتة بيسر يشبه لحظة ميلاد الانثى من بياض نفسها الماء يمتطي ظهره وهو يمتطي ظهر الماء .. هكذا الى ما لانهاية . * * * وطنـي ليست الارض وطني ولا السماء ولا البحار ولا الكواكب ولا الشموس ولا المجرّات الظاهرة والمستترة وطني جسدي الذي يضم هذه المظاهر كلَّها .. المظاهر التي بعين واحدة مني تكون موجودة أو لا تكون . * * * جثة رأيته يحمل جثته كل صباح ويرميها بعيدا حتى تصل أعماق المساء ظل هذا النجم يمارس عادته كل يوم حتى صار محجوزا فى عين كل من يراقبه هكذا بلا ذعر أو عناد . * * * غزارة في جُبّ قميصي الهندي الوسيع احتضن ما يكفي من حب العالم المطر يقترح عليّ ان اكف عن العطاء لا أوافق فيقرر , أن يزداد غزارة معي لنكمل قتل ما تبقى من خوف أصفر و بوار معشش فى الأرض وفي النفوس * * * لحظة مصير الصحراء حجارة كريمة من الصعب أن يكتشف قبة أحلامها المعقدة غير الشعراء الصحراء لحظة مصير إغماضة تهبني كل ما أريد وفي لحظة انسجام خصوصي آه كم من مرة ضحك الموت عليّ فأنقذتني الصحراء التي بتّ أؤمن بخلودها. * * * سـاعة شاحبة أحتشد في ابتسامتكِ الضيقة وأنشر نوافذ بعيدة التوهج تشرّد عشاقك وأولهم أنا المتمايل يهددني أملي وترددي في أن أقول لك : أحبـك الشاطئ يختفي والذكريات باتت سماء مجهولة والشمس ساعة شاحبة في رأسي . * * * حكمة بلا مأوى كنا صامتين مثل رمل الصحراء فأيقظنا فجأة صوت بدوي يفهم في الفراق قائلا : (السلام عليكم ) لقد اختصر بهاتين الكلمتين سر بدايات ونهايات البشرية أيها البدوي : كم من زمن طويل يلزمنا كي نفهم حكمتك التي بلا مأوى . * * * حفلة تأمل فى الساعة الرابعة من كل يوم أحب أن استلقي على ظهري وأتأمل في من كان يتأمل فيَّ في ما مضى من ساعات .. .. .. لاشيء مهم يقول بعض تأملي لبعضه الآخر ولكن لماذا هذه النقطة السـوداء في سقف الغرفة لا تمل من التأمل فيّ ؟ * * * عينـاه عيناه تأكلان النيران والبحار والغابات تأكلان الصحراء والغبار والطوفان عيناه تأكلان كلّ ما يصادفهما لكنهما عاجزتان دوما عن أكل نفسيهما اللهم إلا من خلال المرآة .