[رحااال]

تنص المادة الثالثة من نظام الحكم الاساسي في السعودية (الدستور) على ان «العلم لا ينكس ابداً»، وعملاً بهذا النص الدستوري فلم ينكس العلم السعودي منذ تأسيس المملكة في العام 2391 على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، بما في ذلك ايام وفاة الملوك الستة الذين حكموا منذ التأسيس وحتى وفاة الملك فهد في الاول من اغسطس الحالي.

وتتبنى المملكة السعودية الدين الاسلامي نظاماً لحكمها وفقاً لاحكام المواد الاولى والسادسة والسابعة والثامنة من دستورها، ويعتبر الائمة الدينيون في المملكة ان الحداد على وفاة اي شخص او البكاء عليه استحداث محرم على الدين الاسلامي، ولذلك لم تعلن المملكة الحداد على وفاة فهد كما لم تغير شيئاً من مسيرة حياتها اليومية، ولم تتعطل فيها الدوائر ولا المصالح وشوهدت المحال التجارية وابوابها مفتوحة كالمعتاد منذ صباح اليوم التالي لوفاة الملك فهد بن عبدالعزيز، ووفقاً لذلك ايضاً دفن الملك فهد كمن سبقه من الملوك في المقبرة العامة بالرياض ودون اية شعائر سياسية او عسكرية.

واعلنت غالبية الدول العربية وعدة دول اجنبية الحداد لوفاة الملك فهد، ونكست اعلامها الوطنية، فيما لم تعلن السعودية ذاتها الحداد ولم تنكس علمها التزاماً بالنص الدستوري، كما لم تتقبل العائلة السعودية المالكة العزاء في فقيدها لاكثر من ثلاث ايام، وفقاً للشريعة الاسلامية.

وشكل تواضع وبساطة جنازة الملك فهد والشعائر التي ترافقت معها علامة فارقة في الحياة السياسية السعودية، كما كانت محط اهتمام المراقبين، واجتذاب انظارهم، فهو الملك او الرئيس الوحيد في العالم الذي لا تقام له مراسم تشييع رسمية ولا شعبية، وهو الوحيد الذي يرأس دولة في العالم ويدفن مع عموم ابنائها عند موته، ولا يرفع قبره عن الارض، كما لا يقام له ضريح في المكان!.