عرض مشاركة واحدة
قديم 04-07-2005, 07:31 PM   #5
الجاســر
(حلا جديد )
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2005
رقم العضوية: 6504
المشاركات: 53
عدد المواضيع: 18
عدد الردود: 35


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
الجاســر is on a distinguished road

الجاســر غير متصل
افتراضي

عنوان الفتوى : ما حكم تقسيم البدعة إلى بدعة حسنة وبدعة سيئة؟
سماحة الشيخ صالح الفوزان اسم المفتى
15561 رقم الفتوى
25/08/2003 تاريخ نشر الفتوى

نص السؤال

ما حكم تقسيم البدعة إلى بدعة حسنة وبدعة سيئة؟ وهل يصِحُّ لمن رأى هذا التقسيم أن يحتجَّ بقول الرسول: "مَن سنَّ سُنَّةً حسنةً في الإسلام..." الحديث، وبقول عمرَ: "نعمتِ البدعةُ هذه..."؟
نرجو في ذلك الإفادة، جزاكم الله خيرًا.


نص الفتوى
الحمد لله
ليس مع من قسَّم البدعة إلى بدعةٍ حسنة وبدعةٍ سيئةٍ دليلٌ؛ لأن البدع كلَّها سيئةٌ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار" [رواه النسائي في "سننه" (3/188-189) من حديث جابر بن عبد الله بنحوه، ورواه الإمام مسلم في "صحيحه" (2/592) بدون ذكر: "وكل ضلالة في النار" من حديث جابر بن عبد الله. وللفائدة انظر: "كتاب الباعث على إنكار البدع والحوادث" لأبي شامة رحمه الله تعالى ص(93) وما بعدها.].

وأما قوله صلى الله عليه وسلم: "مَن سنَّ في الإسلام سُنَّةً حسنةً" [رواه الإمام مسلم في "صحيحه" (2/704-705) من حديث جرير بن عبد الله.]؛ فالمرادُ به: من أحيا سنَّةً؛ لأنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك بمناسبة ما فعلَهُ أحد الصَّحابة من مجيئه بالصَّدقة في أزمةٍ من الأزمات، حتى اقتدى به الناس وتتابعوا في تقديم الصَّدقات.
وأما قول عمر رضي الله عنه: "نعمتِ البدعةُ هذه" [رواه البخاري في "صحيحه" (2/252) من حديث عبد الرحمن بن عبد القاري.]؛ فالمراد بذلك البدعة اللغويَّة لا البدعة الشرعيَّةُ؛ لأنَّ عمر قال ذلك بمناسبة جمعه الناس على إمام واحد في صلاة التَّراويح، وصلاة التَّراويح جماعة قد شرعها الرسول صلى الله عليه وسلم؛ حيث صلاها بأصحابه ليالي، ثم تخلَّفَ عنهم خشية أن تُفرضَ عليهم [انظر: "صحيح البخاري" (2/252) من حديث عائشة رضي الله عنها.]، وبقي الناس يصلُّونها فرادى وجماعات متفرِّقة، فجمعهم عمر على إمام واحد كما كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الليالي التي صلاها بهم، فأحيى عمر تلك السُّنَّة، فيكون قد أعاد شيئًا قد انقطع، فيُعتبَرُ فعله هذا بدعة لغويَّة لا شرعيَّةً؛ لأنَّ البدعة الشرعية محرَّمة، لا يمكن لعمر ولا لغيره أن يفعلها، وهم يعلمون تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من البدع [للفائدة: انظر كتاب "الباعث على إنكار البدع والحوادث" لأبي شامة (ص93-95).].