لم اجد اجمل من هذه القصيدة لمعاوية بن يزيد ردا على جمال ما كتبت
نالت على يدهـا مالـم تنلـه iiيـدي=نقشاً على معصمٍ أوهت به iiجلـدي
كأنـهُ طُـرْقُ نمـلٍ فــي أناملـهـا=أو روضةٌ رصعتها السُحْبُ iiبالبـردِ
وقـوسُ حاجبهـا مِـنْ كُـلِّ ناحيـةٍ=وَنَبْـلُ مُقْلَتِهـا ترمـي بـه iiكبـدي
مدتْ مَوَاشِطهـا فـي كفهـا شَرَكـاً=تَصِيدُ قلبي بها مِـنْ داخـل الجسـد
إنسيةٌ لو رأتها الشمـسُ مـا طلعـتْ=من بعدِ رُؤيَتهـا يومـاً علـى أحـدِ
سَألْتُها الوصل قالـتْ : لا تَغُـرَّ بِنـا=من رام مِنا وِصـالاً مَـاتَ iiبِالكمـدِ
فَكَم قَتِيلٍ لَنـا بالحـبِ مـاتَ جَـوَىً=من الغرامِ ، ولـم يُبْـدِئ ولـم يعـدِ
فقلتُ : استغفرُ الرحمنَ مِـنْ iiزَلَـلٍ=إن المحبَّ قليـل الصبـر iiوالجلـدِ
قـد خَلفتنـي طرِيحـاً وهـي قائلـةٌ=تَأملوا كيف فِعْـلُ الظبـيِ iiبالأسـدِ
قالتْ : لطيف خيالٍ زارنـي ومضـى=بالله صِفهُ ، ولا تنقـص ولا iiتَـزِدِ
فقال : خَلَّفتُـهُ لـو مـات مِـنْ ظمَـأٍ=وقلتُ : قف عن ورود الماء ، لم يرِدِ
قالتْ : صَدَقْتَ ، الوفا في الحبِّ شِيمتُهُ=يا بَردَ ذاكَ الذي قالتْ علـى كبـدي
واسترجعتْ سألتْ عَني ، فقيل iiلهـا=ما فيه من رمـقٍ ، دقـتْ يـداً بِيَـدِ
وأمطرتْ لُؤلؤاً من نرجسٍ ، وسقـتْ=ورداً ، وعضتْ على العِنابِ بِالبـردِ
وأنشـدتْ بِلِسـان الـحـالِ قائـلـةً=مِنْ غيرِ كُـرْهٍ ولا مَطْـلٍ ولا مـددِ
واللهِ مـا حزنـتْ أخـتٌ لِفقـدِ iiأخٍ=حُزنـي عليـه ولا أمٌ علـى ولــدِ
إن يحسدوني على موتي ، فَوَا أسفـي=حتى على الموتِ لا أخلو مِنَ الحسدِ