[ولهان وحزين]

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
يعطيك ربي العافية ويسلمك
بالنسبة للموضوع فهو مهم جدا ويجب الوقوف عندها طويل وبالنسبة لتفكيري النقدي يجب اولا على الانسان معرفة ذاتة معرفة كبيرة حتى يصل لهذه المرحلة.


النقص والقصور من سمات كل شيئ في هذه الدنيا والكمال لله وحده (سبحانه وتعالى ) فكل شيئ يحتاج للتطوير والتعديل ونجد فيه القابلية للتحسين،، فعندما يكتب أحدنا مقالا (على سبيل المثال ) ويراه بعد فترة ....سيرى بالتأكيد أن من الأفضل أن يضيف سطر ويحذف آخر .. وقد يتغير كل ما في المقال ..و قد تتغير الفكرة ..وربما يصبح معارضا لها .. فمن ناحية أن كل شيئ قابل للتحسين والتصويب أو التعديل .. فالأمر يحتاج الى .. "وسيلة" ، وهذه الوسيلة مع الأسف لا يتم استخدامها في بعض الأحيان وتكون غائبة في كثير من الأحيان وإن استخدمت فلا تستخدم الاستخدام الأمثل ..الا وهي .." النقد " .

ولمعرفة الذات القضية تطول وتطول تابعي معي

:-
فطر الانسان على حب المعرفة والسعي وراء اكتساب الخبرات والمهارات , وكل مافيه تنمية قدراته الذهنية والفكرية والمعرفية بمختلف جوانب الحياة سواء من خلال بحثه في كل مايحيط به او يقع عليه ادراكه واكتشاف ماينطوي عليه من حقائق عن طريق تجاربه الحياتية المختلفة والتعلم منها ..........الخ , اومن خلال التزودبما توصل اليه الاخرين بواسطة اطلاعه على ما تحتويه الوسائل المعرفية والتعليمية .....الخ , وبالتالي فأن المعرفة تنقسم الى قسمين هما :-
ا- المعرفة الذاتية وهي ما يتوصل اليه الانسان من معرفة عن طريق استخدام قدراته الذاتية الفكرية والادراكية ..........الخ
ب - المعرفة المكتسبة وهي مايحققه الانسان من معرفة مكتسبة من الاخرين ........الخ

الـــــذات :-
هي التكوين الشامل لشخصية الانسان وبنفس الوقت هي النفس البشرية وماتحتويه من تكوين رحب وواسع الجوانب والمعالم والاقسام والخصائص كلية وجزئية , ومافيها من ابهام وغموض ...... الخ , بما يجعلها تكاد تكون كون مستقل فيه تتعدد الافلاك والمجرات والكواكب ....الخ

معــــــرفة الذات :-
ان الانسان بما اؤتئ من قدرات فطرية تجعله قادرا على تحقيق واكتساب المعرفة بمختلف اشكالها وجوانبها وطرقها , بل واكتشاف وسائلها والعمل على تطويرها ......... الخ , فأنه يمكن للانسان ان يتعرف على كل مايحيط به من مكونات طبيعية وان يكتشف جميع الدلالات الكونية , بل ومن السهل عليه ان يدرك جميع الحقائق وعلاقاتها الثابتة والمتغيرة في الكون . وان يوجد مختلف التفسيرات والتبريرات لكل مايصادفه او يمر به من تجارب او معالم او دلالات علمية واجتماعية وعقائدية وطبيعية ............ الخ , وان يفلسف الكون والوجود بجميع مكوناته والحياة بمختلف جوانبها وان يتوصل لادق الاسرار فيهما ...........الخ , وان يؤسس العلوم والمعارف ويعمل على تطويرها بشكل دائم ومستمر , وان يبتكر الوسائل والطرق والاساليب المعرفية والعلمية والفكرية ............الخ
وبما يجعلنا نعتقد ومن خلال ما توصل اليه التقدم العلمي المعاصر وماينطوي عليه من ثوره تقنية وعلمية وفكرية بمختلف المجالات .....الخ , بأنه اصبح لا شي في هذا المحيط الكوني والحياتي عصي على الانسان ان يدركه ويكتشف مافيه من حقائق واسرار ومجاهيل .........الخ
لقد استطاع الانسان بما سخر له الله سبحانه وتعالى واتاه من العلم ان يعرف حدود كل شي محيط به , بدء من حدود الكون الفلكية والكواكب والمجرات ......., وايضا الحدود الجغرافية للارش وبقية الكواكب , وحدود البلدان ....... الخ واوجد في سبيل ذلك جميع الوسائل الاستكشافية والتقنية ......الخ , الا انه ظل عاجزا عن ايجاد الوسائل التي تمكنه من اكتشاف نفسه ومعرفة حدودها ........ الخ
وبالتالي لم يبقى سوى الذات البشرية هي التي يعجز ان يدرك او يعرف معالمها لتبقى مجهولة عليه بما
تحتويه من غموض وابهام , وبالتالي يبقى الانسان عاجزا عن ان يعرف نفسه وجاهلا خفاياها مهما حاول ان يدرك حوياها ......الخ , وان اقصى مايمكنه الوصول الى معرفتها فيها يقتصر على مايطفوا على سطحها وهذا لايشكل سوى الجزء البسيط جدا مقارنة بمكنوناتها ومكوناتها ....... الخ
ولقد وصف الله عز وجل وهو الخبير العليم بخلقه , الانسان بانه ظلوم جهول , وان الجزء الاعظم من ذلك الظلم والجهل ان لم يكن بمجمله يرتكز اساسا في النفس البشرية ذاتها , ناهيك عن علمه بما اودعه في هذه النفس من كوامن ودوافع ونزعات وغرائز وشهوات واهواء , وحب الذات وجميعها تتصف بالطغيان والذي يعد صفه من صفاتها ايضا ....... الخ وكذلك حب الحياة والبقاء فيها بما يحقق استمرار الحياة وتعميرها تجسيدا لحكمة الخالق ......... الخ , بالاضافة الى وصفها بانها امارة بالسوء والمفاسد والملاهي والملذات ............ الخ

** والخلاصــــــــــة :-


1- ومن هنا فأنه يمكننا القول انه قد يكون من اسرار الحكمة الالهية ان يبقى الانسان جاهلا عن نفسه وطوايا النفس البشرية عموما , وذلك حتى لا يكتشف ما تنطوي عليه من نزعات طاغية وجامحة بالمساوئ والمهاوي , وكما سبق الذكر , الامر الذي قد يجعله يمقتها ومعها يمقت الحياة , وبالتالي تتوقف عنده نوازع ودوافع الاستمرار بالحياة والبقاء فيها وبذلك تتوقف الحياة التي ارادها الخالق وهيأ له سبحانه ان يستمر الى مايعلمه من اسباب وأجال ........ الخ , هذا والعلم لله وحده سبحانه وجل شانه

2- مع التسليم المطلق بأن الكمال المطلق هو لله سبحانه وتعالى , الا انه قد جعل للانسان كمال جزئي يحدد من خلاله امكانية الارتقاء بمكانته بين البشر ..... ويطول الشرح لو اردنا التفصيل بهذا الخصوص , ومايهمنا هنا ان كمال الانسان يتحدد من خلال قدرته على معرفة نفسه والذي من خلاله يمكنه الارتقاء بها الى مرتبة النفس الكاملة.......... الخ
واذا كان الانسان واياٍ كان دأبه في تلوصول للكمال الجزئي هذا فأنه يضل مخلوق ناقص ......... الخ , ويعود ذلك النقص الى مايعتريه من جهل وظلم كما سبق التوضيح ,,,,, ولذا وباختصار وبمأن كمال الانسان يتأتى من خلال معرفته بنفسه , فأن كمال المرء يتجلى اذا عرف واعترف بأنه ناقص

3- ويبقى السؤال المحير والذي عجز عبر القرون جميع الفلاسفة والمفكرون والعلماء عن التوصل الى اجابته - الا وهو :- هل تعرف نفسك ؟؟؟!!!

فلما تصل الى هذه المرحلة من معرفة الذات اصبحت تفكر بطريقة نقدية سليمة والقضية متشعبه وليس موضوع بسيط واهنيك على مثل هذه المواضيع واتمنى لك التوفيق والى الامام

اخوكم وضاح اليمن