عرض مشاركة واحدة
قديم 16-11-2008, 06:04 PM   #5
فرح
مراقبة الديكور والأشغال اليدويه
 
الصورة الرمزية فرح
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2005
رقم العضوية: 6157
المشاركات: 2,311
عدد المواضيع: 872
عدد الردود: 1439


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
فرح is on a distinguished road

فرح غير متصل
افتراضي رد: قضية فلسطين .. من جديد

المقاومة الفلسطينية المبكرة (1908ـ 1914)

بعد أن تمت الموجة الثانية من هجرة اليهود الى فلسطين، عمت المجتمع الفلسطيني موجة استياء عارمة موجهة الى كبار ملاك الأراضي الإقطاعيين، وقد (ورد بأحد التقارير البريطانية في شهر تشرين الثاني/نوفمبر 1908 معلومات تفيد بأن االفلاحين في منطقة حيفا وطبرية يضمرون شعورا من العداء نحو الملاكين العرب أصحاب الأراضي الشاسعة (مصطفى باشا، فؤاد سعد، آل سرسق) وكذلك الأمر بالنسبة للمستعمرين اليهود)*1

كما فرغ بعض السياسيين الفلسطينيين المثقفين من عائلة الخالدي المقدسية، من وضع مخطوطة هامة سميت (المسألة الصهيونية)*2، أثرت فيما بعد على أن يلعب هؤلاء المثقفون أدوارا حساسة في الحركة الوطنية الفلسطينية مثل الحاج أمين الحسيني.

بائعو الأرض

وقد ورد في الوثيقة شرحا عن الكيفية التي كانت تباع فيها الأراضي، وتم تصنيف فئات البائعين للأرض كالتالي:

1ـ الملاكون الغائبون ومعظمهم من الأسر اللبنانية (سرسق، تيان ، تويني، مدور وغيرهم.

2ـ الحكومة العثمانية وذلك عن طريق المزاد العلني الذي تباع به أراضي الفلاحين العاجزين عن دفع الضرائب المترتبة عليهم.

3ـ الملاكون الفلسطينيون ومعظمهم من العائلات المسيحية (كسار، روك، خوري، حنا وغيرهم). ومع أنه يوجد من البائعين من الوجهاء المسلمين الى أن المؤلف (للوثيقة) لم يكشف إلا عن حالتين منها في (صفد والرملة). كما أن هناك نسبة بسيطة باعها أصحابها العرب المسلمين في ثلاث قرى، بلغت نسبتها 7% من مجموع الأراضي التي تم بيعها لليهود.

ومع ذلك فإن مساحة كل الأراضي التي بيعت لحين وضع الوثيقة بلغ 27949 هكتار أي حوالي 280كم2 من مجموع الأراضي الفلسطينية.

المعارضة الإعلامية للهجرة الصهيونية

ما أن انتهت عام 1909 حتى قامت الصحيفتان الوحيدتان (الأصمعي والكرمل) بفضح سياسة التهجير والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، وكان رئيس تحرير صحيفة الكرمل (نجيب الخوري نصار) وهو من سكان طبرية قد عمل في مطلع حياته وكيلا لجمعية الاستعمار اليهودي، فتمكن من الاطلاع على الكثير من الأسرار، فأنشأ صحيفة الكرمل لغرض التحريض ضد الاستيطان. وقد تم تعطيل الصحيفة عدة مرات.

ثم تصاعدت المعارضة وأخذت أشكالا مختلفة، منها البرقيات والوفود الإعلامية داخل فلسطين وخارجها وتسجيل الاحتجاجات الخ.

وقد أثمرت تلك الحملات التي قادها نجيب نصار، فشنت الصحف العربية حملات ضد آل سرسق لاعتزامهم بيع قريتين (الفولة والعفولة). وعندما تحدث أحد موظفي السفارة البريطانية باستانبول مع (طلعت بك) عن وضع قيود على بيع الأراضي الفلسطينية، أجابه بأنه تلقى شكاوى من السكان وممثليهم.

حزب وطني ضد الصهيونية

في أيار/مايو نشرت صحيفة (ها ـ هيروت) نص كراس أكد ظهور معارضة عربية فلسطينية منظمة للصهيونية. وكان هذا الكراس صادرا عن (الحزب الوطني العثماني) وجاء في هذا الكراس الموجه الى العرب الفلسطينيين :

(( الصهيونية هي الخطر الذي يحدق بوطننا، وهي الموجة الرهيبة التي تضرب شواطئ بلادنا، إنها مصدر الأعمال الخداعة الغادرة التي تجتاحنا والتي ينبغي أن تكون أشد إخافة لنا من السير على انفراد في ظلمة الليل الحالكة. ولا يقتصر الأمر على ذلك بل أنها أيضا نذير بنفينا عن وطننا وطردنا من بيوتنا وممتلكاتنا)*3

وحاول الشيخ سليمان التاجي الفاروقي أحد مؤسسي الحزب الوطني العثماني تأليب الرأي العام العربي في البلدان العربية المجاورة من خلال كتابته لمقال مطول نشرته صحيفة (المفيد) واسعة الانتشار [آنذاك] والتي كان يتولى رئاسة تحريرها عبد الغني العريسي وهو من السياسيين العرب البارزين. وجاء بالمقال أن الغزو الصهيوني (كما أسماه الفلسطينيون منذ وقت مبكر) يتفوق علينا بالمتعلمين وأصحاب المال، ونحن الفلسطينيون فقراء مهددون بالطرد.. هذه المقالة تبرز الرد الواضح لمن يحاول الغمز بأن الفلسطينيين لم ينتبهوا الى الخطر الصهيوني..

وقد أثمرت تلك الجهود بتجميع جماعة من الشباب لتأسيس حزب يضع كل حيل الصهاينة على طاولة البحث، وطالبت الحكومة العثمانية باتخاذ إجراءات ملائمة لها:

1ـ منع الهجرة وذلك بتطبيق نظام جواز السفر الأحمر*4
2ـ منع بيع الأراضي.
3ـ إجراء إحصاء لليهود وإعطاء العثمانيين منهم بطاقات هوية واضحة.
4ـ فرض رقابة حكومية وبرنامج الدراسة الرسمي على مدارسهم.
5ـ حظر اجتماعاتهم الخاصة ما لم يسبقها الحصول على إذن خاص من السلطات العثمانية.
6ـ إجراء أعمال مسح لأراضي المستعمرات، وفرض مختلف الضرائب والأعشار و (الويركو) عليهم مع إعادة تقييم وتقدير المبالغ المالية التي ضاعت على الخزينة عن السنوات الماضية*5

من خلال تلك الأنشطة يتضح أن استشعار الخطر كان مبكرا من قبل النخب الفلسطينية، وردة الفعل تجاهه كانت تتلاءم مع الإمكانيات ووضع فلسطين الإداري كونها تحت الحكم العثماني.



المراجع

*1ـ الأتراك والعرب والهجرة اليهودية لفلسطين 1882ـ1914/ نيفيل مندل/ أطروحة دكتوراه/ غير منشورة/ كلية سانت أنطوني/ جامعة أكسفورد 1965/ ص 171ـ 179.

*2ـ تاريخ فلسطين الحديث/ عبد الوهاب الكيالي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر/ط 3/1973/ ص 57.

*3ـ المصدر السابق ص 62
*4ـ كان الهدف منه منع المتحايلين القائلين بأنهم جاءوا لفلسطين من أجل السياحة، فتؤخذ جوازات سفرهم العادية ويعطوا وثيقة حمراء تبقى معهم لحين مغادرتهم فلسطين، حيث يستردون عندها جوازاتهم الأصلية.
*5ـ عن صحيفة المفيد البيروتية عدد يوم 11/8/1911
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة مشرفة قسم الديكور فرووووحه نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة مشاركتكم تسرنا و غيابكم يحزننانقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة