عرض مشاركة واحدة
قديم 16-11-2008, 06:00 PM   #2
فرح
مراقبة الديكور والأشغال اليدويه
 
الصورة الرمزية فرح
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jun 2005
رقم العضوية: 6157
المشاركات: 2,311
عدد المواضيع: 872
عدد الردود: 1439


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
فرح is on a distinguished road

فرح غير متصل
افتراضي رد: قضية فلسطين .. من جديد

الصهيونية .. حركة وفكرا

في البداية، نشير الى ما وصل إليه الباحث (عبد الوهاب المسيري) في أن اليهود الحاليين ليسوا أمة، ولكنهم مجتمع وظيفي تشابهت طرقهم ووسائلهم في التعامل مع المحيط الذي كانوا يعيشون فيه ـ أينما كان ـ فكان التشابه هذا هو ما جمعهم حوله حتى بدوا وكأنهم مجتمع له هويته القومية والدينية، في حين أن هذه الرؤية خاطئة وغير متوفرة لدى اليهود.

فاليهود كأصحاب دين آمنوا بما جاء فيه رسل الله، انتقلوا من الإيمان بما جاء به هؤلاء الرسل تباعا، أي أن هناك الكثير منهم من انتقل الى المسيحية، والإسلام، ومن تبقى وهم القلة كانت صفاتهم تتلخص بما يلي:

1ـ إنهم أينما وجدوا ينغلقون على أنفسهم (غيتو) ويتمسكون بتقاليدهم، وتبقى أفكارهم وما ينتج عنها تنسجم مع الصفة الانغلاقية، وتنتج عنهم تشكيلات وهيئات مغلقة أيضا، كالماسونية والصهيونية ومعظم الهيئات السرية في العالم بعكس باقي الأمم التي تميل الى الانفتاح والتعامل مع غيرها بوضوح.

2ـ إنهم يقومون بأعمال، ترفع المجتمع الذي يعيشون في وسطه عن القيام بها، كالربا وبيع الخمر وبيوت الدعارة وغيرها، وهذا أتاح لهم فرصة أن يلتقوا بنماذج تحسب على علية القوم في المجتمعات التي يعيشون بينها، فقد يتسترون على موظف كبير يلتقي بعشيقة تحت مرأى اليهود، وعلمهم (فقط) أو يؤمنون مالا له أو يبتكرون له وسائل ترفيه وعربدة، لا يحب أن يطلع عليها غيرهم، ويتكتمون على أوضاع ذلك المسئول الكبير، ولا يفرطون بأي معلومة يرونها، إلا وقت الحاجة وبثمن غير قليل. هذا في كل بلدان العالم التي تواجدوا بها، وكانت معظم الدول وقادتها يعرفون عنهم تلك الخاصية، لذا كان 63% من سفراء الدول الغربية بين عامي 1870 و 1935 من اليهود، الذين يتبادلون المعلومات فيما بينهم لإضفاء صفة الجدارة على السفراء منهم.

ما هي الصهيونية؟ ومتى نشأت؟

الصهيونية بجوهرها فكرة ودعوة وحركة سياسية عنصرية توسعية ثيوقراطية. اعتمدت على مقولات وأهداف ظاهرها ديني وباطنها استعماري استيطاني توسعي. فقد مارست التحايل على الماضي معتبرة اليهود (أمة أو شعبا من الأعراق النقية) ولذا ادعت وجوب لم شملهم مما وصفته ب (المنفى ـ الشتات) في كل أصقاع العالم ورجوعهم الى (الأرض الموعودة)، أي الاستيلاء على فلسطين واستعمارها لإقامة (الدولة اليهودية ـ الصهيونية).

لقد ظهر مفهوم الصهيونية في العصر الحديث، على هامش المشروع الإمبريالي الغربي والذي تحالف معها في النهاية لتكامل دوري المشروعين الصهيوني والإمبريالي. لقد كانت الأجواء التي نتجت عن الثورة الفرنسية والتي كان شعارها (الحرية والإخاء والمساواة) فاستغل اليهود ذلك أسوأ استغلال، وبالذات بعد غزو نابليون لمصر، فواجهوا القائمين على الثورة الفرنسية بما جاءت به الثور من (أنه لا يجوز الاستيلاء على ممتلكات الغير إلا بقانون يبين وجه الحق في هذا الاستيلاء) فتساءل اليهود بخبث : أليس مصر أرض (غير) فبأي حق تم الاستيلاء عليها، وهنا جاءت أجوبة القائمين على الثورة الفرنسية بأن مبادئها تخص الفرنسيين فقط ولا تشمل المصريين.. فتصاعدت أشكال تجميع اليهود وتنظيماتهم لتكون مرافقة لما كان يجري في أوروبا من تغييرات وبالذات فرنسا، وسنذكر من تلك الأشكال ما يلي:

1ـ حركة (الهاسكالا) أي حركة التنوير

أسسها (موسى مندلسون) يهودي ألماني، دعا فيها الى إنهاء اليهود لعزلتهم والاندماج مع الشعوب الأوروبية والغرف من معين علمها وتقنياتها، كانت حركة هذا الإصلاحي اليهودي محفزا لمن يناقض مثل تلك الأفكار .. فقام عليه كل من: (زكريا فرانكل) و (سمولنسكين) و(ماكس نوردو) و (خام رفائيل هرش) وغيرهم وهم فلاسفة متعصبين كبار، فشتموه وحرضوا اليهود عليه وعلى حركته، ودعوا الى تنظيم اليهود بما يعيق مثل تلك الدعوات.

2ـ الحلف الإسرائيلي العالمي، ونشأ في فرنسا عام 1860 ثم تلاه (الاتحاد الإنجليزي اليهودي) عام 1871 ، والجدير بالذكر أن السباق على نيل رضا اليهود قد سبق ذلك التاريخ، ففي عام 1839 أقامت بريطانيا قنصلية لها في القدس كان جل عملها حماية الجالية اليهودية التي لم يكن عدد أفرادها أكثر من تسعة آلاف يهودي، وقد بادرت ألمانيا في إنشاء قنصلية مماثلة (في القدس) للغرض نفسه عام 1842، وهكذا حذت الدول الأوروبية الأخرى هذا الحذو، ومن هنا كان عدد السفراء اليهود في الدول الغربية يتزايد شيئا فشيئا.

3ـ بعد وضع القيود على اليهود في (بروسيا) [ألمانيا الحالية] في تنقلاتهم وحركتهم الداخلية بإجبارهم على لبس ملابس تختلف عن ملابس الألمان وإجبارهم على دفع رسوم (تعادل 4 أضعاف ما يدفع الثور) في التنقل من مكان الى مكان، ظهرت الدعوة للتفكير بالهجرة من أوروبا الى خارجها. وبعد أن كان اليهود يقدمون خدمات (استخبارية) للدول الاستعمارية، تطورت الدعوة لإنشاء الحركة الصهيونية.. وهناك من يرجع فكرة الصهيونية الى عدد من الفلاسفة والمفكرين اليهود منهم:

أ ـ يهودا الكلعي (1798ـ 1878)

حاخام يوغسلافي، دعا الى تجميع اليهود وترحيلهم الى فلسطين، وإحياء لغتهم العبرية الميتة، لا بل انتهج طريقا لتدريس اللغة العبرية لكل اليهود في العالم، فطاف في بريطانيا وفرنسا وباقي الدول الغربية. وحاول إيجاد نشاط استيطاني في فلسطين لكنه أخفق، فهاجر في أواخر أيامه الى فلسطين ومات فيها.

ب ـ زفي هيرش كاليشر (1795ـ 1874)

حاخام الطائفة اليهودية في مدينة (تورين) الألمانية، كان متزمتا عنصريا يفوق الكلعي بتشدده، وقد دعا لاستيطان فلسطين، واتصل بأثرياء اليهود ومنهم (روتشيلد) و (مونتفيوري) لإقامة مستوطنات ليهود أوروبا الشرقية المضطهدين في فلسطين. ونشر كتابه المعروف (البحث عن صهيون) عام 1862، دعا فيه لعقد مؤتمر لوجهاء اليهود غرضه تأسيس جمعية يهودية صهيونية لتمويل عملية استيطان اليهود في فلسطين. واستجابة له تأسست في برلين عام 1864 (جمعية استعمار أرض إسرائيل) وتجاوبت الجمعية اليهودية الفرنسية فبادرت الى تأسيس أول مدرسة زراعية يهودية في فلسطين قرب يافا.

ج ـ موشي هيس (1812ـ 1875)

يهودي ألماني من (بون) تلقى ثقافة تلمودية، ويعد أول من ربط بين الصهيونية واليهودية. نشر في عام 1862 كتاب (روما والقدس)، بين فيه أن حل مشكلة اليهود في أوروبا تكمن في إنشاء وطن قومي لهم في فلسطين.

د ـ ليون بينسكر (1821ـ 1891)

يهودي روسي كان من دعاة الاندماج مع الأوروبيين، لكن بعد مقتل قيصر روسيا (الاسكندر الثاني) عام 1881 والتنكيل باليهود كمتهمين بقتله، انقلب على موقفه السابق وبينه في كتابه (التحرر الذاتي) عام 1882 دعا فيه لتكوين أمة لليهود وإنشاء وطن لهم سواء في فلسطين أو غيرها. وقد لاقت أفكاره رواجا واسعا.

هـ ـ جمعية (أحباء صهيون):

نشأت هذه الجمعية في (أوديسا ـ روسيا) عام 1881 على إثر التنكيل باليهود، وكان شعارها (الى فلسطين) .. وقد عملت على تهجير يهود من روسيا وبولندا ورومانيا الى فلسطين وإقامة مستوطنات لهم.

و ـ آحاد هعام (1856ـ 1927)

هو أحد أعضاء جمعية أحباء صهيون، واسمه الحقيقي (آشر غينزبيرغ) ويعرف باسمه الحركي (آحاد هعام) أي واحد من الناس. وقد تعرض بالنقد الى المطالبين بالذهاب الى فلسطين كوطن يتسع لليهود، فشكك بإمكانية استيعاب فلسطين لكل يهود العالم، فطالب بإحياء الروح اليهودية والتركيز على أن تكون فلسطين مركزا لتنظيم تلك الروحية اليهودية.

ز ـ أليعازر بن يهودا (1857ـ 1922)

أحد المغالين اليهود، الذي دعا الى توحيد اليهود من خلال تعليمهم كلهم العبرية وفي آن واحد حتى يكونوا على اتصال مع منظماتهم. وقد سافر الى فلسطين ولاقى مشروعه نجاحا كبيرا.

هذه هي الأفكار التي مهدت لقيام الصهيونية

يتبع
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة مشرفة قسم الديكور فرووووحه نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة مشاركتكم تسرنا و غيابكم يحزننانقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة