الموضوع
:
سـلاسـل أدبـيـة مـن ذهـب .. الـرأى والـعـقـيـدة
عرض مشاركة واحدة
12-07-2008, 01:13 PM
#
1
أشرف
(مراقب مجلس حلا للشعر وهمس القوافي)
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Apr 2008
رقم العضوية: 44282
المشاركات: 614
عدد المواضيع: 76
عدد الردود: 538
مزاجي اليوم:
تقييم العضو:
سـلاسـل أدبـيـة مـن ذهـب .. الـرأى والـعـقـيـدة
سـلاسـل أدبـيـة مـن ذهـب
[u]الــرأي والـعــقــيـــدة[/u]
للأستاذ / أحمد أمين – رحمه الله
فرق كبير بين أن ترى الرأي وأن تعتقده
- إذا رأيت الرأي فقد أدخلته في دائرة معلوماتك
- وإذا اعتقدته جرى في دمك ،
وسرى في مخ عظامك،
وتغلغل إلى أعماق قلبك .
- [u]ذو الرأي فيلسوف[/u]
يقول : إني أرى الرأي صوابًا ، وقد يكون في الواقع باطلاً ...
وهذا ما قامت الأدلة عليه اليوم وقد تقوم الأدلة على عكسه غدًا ،
وقد أكون مخطئًا فيه ، وقد أكون مصيبًا ...
- [u]أما ذو العقيدة[/u]
فجازم بات لا شك عنده ولا ظن ،
وعقيدته هي الحق لا محالة ...
هي الحق اليوم وهي الحق غدًا ...
خرجت عن أن تكون مجالاً للدليل ،
وسمت عن معترك الشكوك والظنون .
- [u]ذو الرأي[/u]
فاتر أو بارد ...
إن تحقق ما رأى إبتسم إبتسامة هادئة رزينة ،
وإن لم يتحقق ما رأى فلا بأس ...
فقد إحترز من قبل بأن رأيه صواب يحتمل الخطأ ،
ورأي غيره خطأ يحتمل الصواب .
- [u]وذو العقيدة[/u]
حار متحمس لا يهدأ إلا إذا حقق عقيدته ...
هو حرج الصدر - لهيف القلب - تتناجى في صدره الهموم -
أرق جفنه وأطال ليله تفكيره في عقيدته - كيف يعمل لها ,
ويدعو إليها ، وهو طلق المحيا مشرق الجبين ...
إذا أدرك غايته - أو قارب بغيته .
- [u]ذو الرأي[/u]
سهل أن يتحول ويتحور .. هو عبد الدليل -
أو عبد المصلحة تظهر في شكل دليل .
- [u]أما ذو العقيدة[/u]
فخير مظهر له ما قاله رسول الله :
" لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي ع
لى أن أدع هذا الذي جئت به ما تركته"
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكما يتجلى في دعاء عمر " [u]اللهم إيمانا ً كإيمان ِ العجائز [/u]" .
لقد نقل عن "سقراط " أنه قال :
" [u]إن الفضيلة هي المعرفة[/u] "
وناقشوه في رأيه ، وأبانوا له خطأه ، واستدلوا بأن العلم
قد يكون في ناحية والعمل في ناحية .
- وكثيرًا ما رأينا أعرف الناس بمضار الخمر شاربها ،
وبمضار القمار لاعبه , ولكن لو قال سقراط :
إن الفضيلة هي العقيدة لم أعرف وجهًا للرد عليه ...
- فالعقيدة تستتبع العمل على وفقها لا محالة – قد ترى
أن الكرم فضيلة ثم تبخل ، والشجاعة خير ثم تجبن ,
ولكنْ محال أن تؤمن بالشجاعة والكرم ، ثم تجبن أو تبخل .
- العقيدة حق مشاع بين الناس على السواء ...
تجدها في السذج ، وفي الأوساط , وفي الفلاسفة –
- أما الرأي فليس إلا للخاصة الذين يعرفون الدليل وأنواعه ،
والقياس وأشكاله , والناس يسيرون في الحياة بعقيدتهم أكثر مما
يسيرون بآرائهم , والمؤمن يرى بعقيدته ما لا يرى الباحث برأيه ...
قد منح المؤمن من الحواس الباطنة والذوق ما قصر عن إدراكه
القياس والدليل .
((( [u]علم الكلام وطلب الإيمان[/u] )))
لقد ضل من طلب الإيمان بعلم الكلام وحججه وبراهينه ...
فنتيجة ذلك كله عواصف في الدماغ أقصى غايتها أن تنتج رأيًا ...
- أما الإيمان والعقيدة فموطنهما القلب ، ووسائلهما مد خيوط بين
الأشجار والأزهار والبحار والأنهار وبين قلب الإنسان ،
ومن أجل هذا كانت : " أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت
وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت"
أفعل في الإيمان من قوله : " العالم متغير وكل متغير حادث "
فالأول عقيدة والثاني رأي .
الناس إنما يخضعون لذي العقيدة ، وليس ذوو الرأي إلا ( ثرثارين ) ...
عنوا بظواهر الحجج أكثر مما عنوا بالواقع ...
لا يزالون يتجادلون في آرائهم حتى يأتي ذو العقيدة فيكتسحهم .
قد يجود الرأي ، وقد ينفع ، وقد ينير الظلام ، وقد يظهر الصواب ،
ولكن لا قيمة لذلك كله ما لم تدعمه العقيدة ، وقَلَّ أن تــُـؤتى أمة من
نقص ٍ في الرأي ، ولكن أكثر ما تــُـؤتى من ضعفٍ في العقيدة ...
بل قد تــُـؤتى من قبل كثرة الآراء أكثر مما تؤتى من قلتها .
- الرأي جثة هامدة لا حياة لها ما لم تنفخ فيها العقيدة من رحمها .
- والرأي كهفٌ مظلمٌ لا ينير حتى تلقي عليه العقيدة من أشعتها .
- والرأي مستنقع راكد يبيض فوقه البعوض .
- والعقيدة بحر زاخر لا يسمح للهوام الوضيعة أن تتولد على سطحه .
- والرأي سديمٌ يتكون .
- والعقيدة نجمٌ يتألق .
- ذو الرأي يخضع للظالم وللقوي ...
لأنه يرى أن للظالم والقوي رأيا ً كرأيه
- ولكنّ ذا العقيدة يأبى الضيم ويمقت الظلم ...
لأنه يؤمن أن ما يعتقده من عدل ٍ وإباء ٍ هو الحق ، ولا حق غيره .
- من العقيدة ينبثق نورٌ باطنيٌ يضيءُ جوانبَ النفس ،
ويبعث فيها القوة والحياة ، يستعذب صاحبها العذاب ،
ويستصغر العظائم ، ويستخف بالأهوال ،
وما المصلحون الصادقون في كل أمة إلا أصحاب العقائد فيها .
- الرأي يخلق المصاعب ، ويضع العقبات ، ويصغي لأماني الجسد ،
ويثير الشبهات ، ويبعث على التردد ،
- والعقيدة تقتحم الأخطار ، وتزلزل الجبال ، وتلفت وجه الدهر ،
وتغير سير التواريخ ، وتنسف الشك والتردد ، وتبعث الحزم واليقين ،
ولا تسمح إلا لمراد الروح .
- ليس ينقص الشرق لنهوضه رأي ، ولكن تنقصه العقيدة ...
لو منح الشرق عظماء يعتقدون ما يقولون لتغير وجهه وحال حاله ،
وأصبح شيئًا آخر .
[u]وبعد[/u]...
فهل حـُرم الإيمان مهبط الإيمان ..؟؟!!!
* [u]أحمد أمين[/u]
*" هو من هؤلاء الذين رحلوا عنا "رحمهم الله "
ولكن بقي علمهم بيننا ومضات على الطريق
((( [u] مـــــنـــــقــــــــول[/u] )))
التعديل الأخير تم بواسطة أشرف ; 12-07-2008 الساعة
01:24 PM
.
أشرف
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كل مشاركات أشرف