الموضوع
:
أغــنــيـــة أم
عرض مشاركة واحدة
19-06-2008, 03:53 PM
#
1
أشرف
(مراقب مجلس حلا للشعر وهمس القوافي)
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Apr 2008
رقم العضوية: 44282
المشاركات: 614
عدد المواضيع: 76
عدد الردود: 538
مزاجي اليوم:
تقييم العضو:
أغــنــيـــة أم
قــصــيــــدة
( أغـــنـــيـــة أم )
للشاعر المصرى الراحل
هـاشـم الـرفـاعـى
نم يا صغيري إن هذا المهدَّ يحرسه الرجـــــــاء
من مقلةٍ سهرت لآلام ٍ تثورُ مع الـمـســــــــــاء
فأصوغها لحنا ً مقـَاطِعُهُ تــَـأَجُّّــجُ في الدمـــــاء
أشدو بأغنيـتي الحزينة ثم يـَـغـلـُـبـني الـبُـكـــاء
وأمـُـدُ كفي للسماء ِ لأستـَـحِـثَ خـُطى السمــاء
*****
نم لا تشاركنــي المــــــــــــرارة َ والـمـحـــــــــن
فلسوف أرضعــــكَ الجـــــــــراح مع اللبـــــــــن
حتى أنال على يديك مُـنــَّـىً وهـبـتُ لها الحيـــاة
يا من رأى الدنيا ولكن لن يرى فـيها أبــــــــــاه
*****
ستمرُ أعوامٌ طوالٌ في الأنين ِ وفي الــعـــــذابْ
وأراكَ يا ولدي قوي الخطو ِ موفــورَ الشبـــابْ
تأوى إلى أم ٍ محطمـــةٍ مُـغــَـضـَّـــنـةِ الإهـــابْ
وهناك تسألني كثيرا ً عن أبيـكَ وكـيـف غـــابْ
هذا ســـؤالٌ يا صغيري قــــد أعِــدَّ لهُ الجــوابْ
*****
فلئـــــن حُـيـيـتُ فـسـوف أســـــــر ِدُهُ عـلـيــــــكْ
أو مِــتُ فانــظـــر مـن يُســـَّــــرُ به إليـــــــــــــكْ
فإذا عرفت جريمـة الجاني وما اقترفـت يــــــداه
فانـثــُر على قبري وقبر أبيكَ شيئـا ً من دِمَـــــاه
*****
غـَـدُكَ الـذي كـُـنـا نـَأمـلُ أن يُـصـَـاغ من الـورود
نسجوهُ من نار ٍ ومن ظــُـلم ٍ تـَـدَجَّـج بالـحـديــــــد
فـلكـل ِ مولود ٍ مكـــانٌ بين أســــــراب العبيـــــــد
المسلمينَ ظهورهم للسوط ِ في أيــدي الـجـنــود
والزاكِمينَ أنوفهم بالترب ِ من طول ِ السجــــــود
*****
فـلــقـــد وُلــِــدتَّ لـكي تـــــــــــرى إذلال أمــــــــــة
غـَـفـَـلتْ فعاشـــــت في دياجيـــــــر ِ الملـمــــــــــة
مات الأبيُّ بها ولم نسمع بصوتٍ قد بـَـكـــَــــــــــاه
وسعوا إلى الشاكي الحزين فألجموا بالرعب فـَاه
*****
أما حكايتنا فمن لون ِالحكايــــــات القديـمـــــــــة
تلك التي يمضي بها التاريخُ دامية ٌ ألـيـمــــــــــة
الحاكمُ الجبارُ والبطشُ المسلح والجريـمـــــــــة
وشريعة ٌ لم تعترف بالرأي أو شرفِ الخصومة
ما عاد في تنورها لحضارة ِ الإنسان قيمــــــــة
*****
الحـــــــــــــرُ يعـــــــرفُ ما تريــــدُ الـمَـحـكَـمـــة
وقــُـضَـاتـــــــهُ سلفـــــــا ً قـــــــد ارتـشفــوا دَمَه
لا ترتجي دفعا ً لبهتان ٍ رمـــَــاهُ بهِ الطــُـغــَـــــاة
المجرمونَ الجَالِسُونَ عـلى كراسي القــُـضـَـــاة
حكموا بـما شـَـاءوا وسِـيـقَ أبـُوكَ في أغـلالـِـهِ
قد كان يرجو رحمـة ً للنـــــاس ِ مـن جـــــــلادهِ
ما كان - يرحمهُ الإلـهُ - يخون حـب بـــــــلادهِ
لكنهُ كيـدَّ الــمُــذِل بجـنــــــــدهِ وعــَــتـــَــــــــادهِ
الـمُـشـْـتــَّـهى سفكَ الدماء ِ عـلى ثـرى روادهِ
*****
كـذبــوا فـقـالـوا عـــن بـُـطـــُـولــَـتـِــــهِ خـيـَـانــــة
وأمَـامُـنــَـا الـتــَـقــريــــرُ يــَـنــطـِــــــقُ بالإدانــــة
هذا الذي قالوه غدا ً سوف يُـرَددُّ عــن ســــــواه
ما دُمــتُ أبـحـَـث عـن أبِى في الــبــلاد ِ ولا أراه
*****
هــو مشهدٌ من قصةٍ حمراء في أرض ٍ خــَـصـيـبـة
كـُـتـِـبـَـتْ وقائِعُها على جدر ٍ مضرجةٍ رَهِــيـبــــــــة
قـد شـَادهـَـا الطــُـغـيـَانُ أكفانا ً لعزتـِـنـَـا السَـلـيـبـة
مـَـشَتْ الكَتِـيـبَة ُ تـَـنشـُرُ الأهوالُ في إثر ِ الكـَتِـيـبَة
والـنـَاسُ في صمتٍ وقدْ عَـقــَدَتْ لِسَانـُهُمُ المُصِيبة
*****
حـتى صـَدى الـهـمـســـــــــاتِ غـشـــــــاهُ الـوَهـَــنْ
لا تــَـنـطـِـقـــــوا إن الجـــــــــدارَ لـــــــــــــــــهُ أذنْ
وتــَخـَاذلـوا والظالمونَ نِعَالـُهُــمْ فوقَ الجــِـبـَـــــاه
كـَـشـِـيـَـاهِ جَزَارْ وهل تسـتــَـنكِر الذبح الشيــاه .؟!
*****
لا تــُـصغ ِ يا ولــــدي إلى ما لفــَـقـــــــــوهُ وَرَدَدُوهْ
من أنهم قاموا إلى الوطن ِ السليب فــَـحـَـــــرَرٌوهْ
لو كان حـقـا ً ذاكَ ما جـاروا عليهِ وكــَـبـَّــلــُـــــوهْ
ولـما رَمـَّـوا بالحر ِ في كهفِ العذاب ِ لـيـقـتــُـلــُوهْ
ولـما مَشـَّوا بالحق ِ في وجهِ السلاح ِ فأخرَسُــوهْ
*****
هـذا الـذي كـَـتــَـبُـــــــوهُ مـَسـمـُــــــــــومُ الـمـَــذاقْ
لم يـبـق مَسـمـُـوعــــا ً ســـــــوى صوتُ الـنـِفــَـاقْ
صوتُ الذينَ يقدسونَ الـفـــــردَ من دون ِ الإلــــــهْ
ويـُـسَـبحُـون بحمدهِ ويـُـقــَدِمُونَ لهُ الصَــــــــــــلاهْ
*****
لا تــَرحـَـم الـجـاني اذا ظـفـرت به يـوما ً يـَـداكْ
فهو الذي جلبَ الشقاءَ لـنـا ولـم يــَرحــَـمْ أبـَاكْ
كـَمْ كانَ يهـوى أن يعـيـشَ كي يُظـلـلَ في حِمَاكْ
فاطـلـُب عَدُوكَ لا يَفـُـتـكَ تـُر ِحْ فؤادا ً قدْ رَعَاكْ
هَــذي مُــنـَاي وأمـنـيـات أبـيـكَ فاجعـلهـا مُناكْ
*****
فـــإذا بـَـطــَـشــتَ بــهِ فـــَــذاكَ هــــو الــثــَـمـَـنْ
ثــَــمـَـنُ الــجــِـرَاحــَـاتِ الــمــَـشــُـوبةِ بالـلـَبـَـنْ
و هـُـناكَ أدركُ يا صَغـيـري ما وهبتُ لهُ الحـَياهْ
و أقــولُ هـَذا ابني و لـم يـَرى في طـفـُولتهِ أباهْ
مــــنــــقــــــول
أشرف
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كل مشاركات أشرف