اضطربَ النَّبضُ مرحاً
أمسكَ القلبُ ريشَتُه من جديدْ
ليلوّنَ السماءَ أطيافَ قوسِ قُزحْ
وينثرَ النجومَ بريقاً قُبَيْلَ السَّحَرْ...
زعَقَ به العقلُ ناهراً غاضباً:
أ نسيتَ أيّها الأعمى ظلمَه؟...
جفاءَه...صَلَفَه...وغدرَه؟...
أما حجَّرَتْكَ القسوةْ؟...
الألم؟...والآهات؟...والزفراتْ؟...
انكفأ القلبُ خائفاً...
انزوى صامتاً يفكّرْ...
قدميَّ مسمّرتين
أمرَهُ تنتظرْ...
لا يا قلبي الحزينْ...
دعْ العقلَ وراءَنا
وهيّا...ما كان العشقُ يوماً إلا جنوناً...
رفّ قلبي يسبقُنِي
نحو كفّيه...
خانتني قدميَّ
ومضتا تفرّانِ إليهْ...
بحثتُ عن حبيبٍ عندَ الموعدِ ينتظرْ...
وانهمرَ المطرْ...
قهقهت وريقاتُ الصنوبرْ
تَهزأُ مني وتسخرْ...
لمْ أجده...مِنْ جديدٍ أضاعَني...
مواعيدُه كانت دائماً مواعيدَ عرقوبِ...
دَمَعَ المِحْجَر
صرخَ العقلُ موبِّخاً:
أنْ يا عين عبراتَك أَخرِسِي...
ويا قلباً أعطيتُهُ من قبل العِلْمَ
والحذرْ...
هذا الحبَّ انسَ واهجرْ...
و امضِ هذا المكان نغادرْ...
احتجّ القلبُ النابضُ الطيّب:
لا، يا عقلُ لننتظرْ...
قد يكونُ للحبيبِ ألفَ ألفَ عذرْ...
ومرّ الوقتُ...والعقلُ على
القلبِ الآملِ يصطبرْ...
وحينَ طال بالقلبِ الانتظارَ
وأخذه اليأسُ و الضجرْ...
التفتَ للعقلِ مصدّقاً:
مَنْ قسيَ على حبيبه مرّة قسيَ طول الدهرْ...
تقدّمْ قلبيَ النازفُ من القناديلِ بألمْ
لنُطفأَ آخرَ بصيصَ أملٍ
أضَأْناه من أجلِ حبيبٍ قد غدرْ...
ولا تحزنْ ...ولا تَأْسَ يا قلبي
فالحبيبُ ضعفَك أبداً لم يرحمْ ولم يعذرْ...
جفاك...تَجاهَلكَ...نسيكَ..
فَمَنْ بعدُ يا قلبي تُحبُّ أو تنتظرْ...
دعكَ من جنونِ الحبّ
وهيا معي... لنَعِشْ باقي العمرَ حلواً
فما بقي من العمرِ
أكثرَ مما مَرّْ...
مساء الخميس 5 أيار 2005