عرض مشاركة واحدة
قديم 12-10-2007, 10:04 PM   #1
لطفي

¨¤¨نائب الإدارة¨¤¨

 
الصورة الرمزية لطفي
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Nov 2005
رقم العضوية: 16277
المشاركات: 8,515
عدد المواضيع: 493
عدد الردود: 8022
الجنس: ذكر


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
لطفي is on a distinguished road

لطفي غير متصل
Lightbulb خطبة الجمعة زكاة الفكر و تسهيل الزواج

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بعد...

زكاة الفكر و تسهيل الزواج





إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليما والحمد لله الذي سهل لعباده طرق العبادة ويسر وتابع لهم مواسم العبادة لتزدان أوقاتهم بالطاعة وتؤمر فما انتهى شهر الصيام إلا بدخول أشهر حج بيت الله المطهر أحمده على صفاته الكاملة واشكره على آلاءه السابغة التي لا تحصر وأقر بوحدانيته وتقديره وتدبيره فهو المتفرد بالخلق والتدبير وكل شئ عنده بأجل مقدر
أما بعد
أيها الناس اتقوا الله تعالى واشكروا نعمته عليكم بهذا العيد السعيد فإنه اليوم الذي توج الله به شهر الصيام وأفتتح به أشهر الحج الى بيت الله الحرام وهو أحد الأعياد الشرعية الثلاثة وثانيها عيد الاضحى وثالثها عيد الاسبوع وهو يوم الجمعة وليس في الاسلام سواها عيد ليس في الإسلام عيد لمولد نبي ولا لمولد زعيم ولا لانتصار على عدو ولا لقيام دولة ليس في الاسلام سوى هذه الأعياد الثلاثة عيد الاضحى وعيد الفطر وعيد الاسبوع الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله اكبر الله اكبر ولله الحمد أيها المسلمون في هذا اليوم تخرجون قبل الصلاة زكاة الفطر تقربا إلى الله تعالى وأداء للفريضة فقد فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر وأمر أن تخرج قبل صلاة العيد فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة ولو في يوم العيد فهي صدقة من الصدقات لا تجزئ عن فريضة الزكاة إلا أن يكون الإنسان معذورا فرضها رسول الله صلي الله عليه وسلم على المسلمين تطهيرا لصيامهم وطعمة لمساكينهم فرضها على الكبير والصغير والذكر والانثى والحر والعبد فرضها صلى الله عليه وسلم صاعا من طعام الآدميين من تمر أو بر أو رز أو غيرها فلا تخرج من الدراهم ولا من الثياب والامتعة وانما تخرج مما فرضه رسول الله صلي الله عليه وسلم من طعام الادميين خاصة فمن أخرجها من غيره فهي مردودة لقول النبي صلى الله عليه وسلم( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) أيها المسلمون في هذا اليوم تخرجون إلى مصلى العيد معظمين لربكم بأفئدتكم وألسنتكم تكبرون الله عز وجل وتوحدنه وتحمدونه على ما هداكم ويسر لكم من نعمة الصيام والقيام وغيرهما من الطاعات في هذا اليوم تؤدون صلاة العيد تعظيما لله عز وجل وإقامة لذكره وبرهانا على ما في قلوبكم من محبته وشكره تؤدونها أيها المسلمون في الصحراء تعظيما إظهارا لشعائر الله واتباعا لسنة رسول الله صلي الله عليه وسلم تنتظرون جوائز ربكم وتحسنون الظن أن يتقبل منكم أيها المسلمون في هذا اليوم ودعتم بالأمس شهر رمضان وانقسم الناس فيه الى قسمين قسم فرح بالتخلص منه لانه ثقيل عليه متعب لنفسه وبدنه فهو يريد أن يتخلص من رمضان ويفارقه وقسم آخر فرح بفطره فرح بتخلصه به من الذنوب (فإن من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه) الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر والله أكبر ولله الحمد الله أكبر على ما هدانا للاسلام وعلى ما من به علينا من اتمام الصيام والقيام والحمد لله على ما أنعم به علينا من دين الاسلام ذلك الدين القيم الذي أكمله الله تعالى لنا عقيدة ومنهجا ثم نحمده أن هدانا له وقد أضل عنه كثيرا أيها المسلمون إن دين الاسلام هو الذي ارتضاه الله لنفسه وفرضه على عباده إلى يوم القيامة إن الدين عند الله الاسلام ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين ولذلك ختم الله بهذا الدين الأديان كلها بما بعث به محمدا صلى الله عليه وسلم فلا نبي بعده ولا دين سوى ما جاء به وفيه إصلاح الخلق والعز والتمكين في كل زمان ومكان فمن تمسك بهذا الاسلام عقيدة ومنهجا من تمسك به نال العزة والرفعة في الدنيا والآخرة واسمعوا قول الله عز جل وهو سبحانه لا يخلف الميعاد (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا) ويقول الله تعالى ( ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز* الذين إن مكناهم في الارض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهواعن المنكر ولله عاقبة الأمور) أيها المسلمون إن ذلك لوعد حق مثلما أنكم تنطقون ولقد كان ذلك في سلف هذه الأمة حين تمسكوا بهذا الدين فصاروا قادة العالم بالعلم والعقيدة والأخلاق الفاضلة والحضارة الراقية وفتحوا بدينهم وأخلاقهم مشارق الارض ومغاربها فلو عدنا نحن المسلمين اليوم الى ما كان عليه سلفنا بالامس لحصل لنا من العز والتمكين ما حصل لهم أيها المسلمون لقد فهم أعداء الاسلام ذلك فهموه منذ ظهر الإسلام فها هو هرقل ملك الروم قال لأبي سفيان حين سأله عن النبي صلى الله عليه وسلم وما يدعو اليه قال له هرقل وهو ملك الروم قال ان كان ما تقول صدقا فسيملك موضع قدمي هاتين ولقد كان صدقا ولقد ملكت الأمة الإسلامية ملكت ما تحت قدمي هرقل وكسرى وسادوا العالم وبهذا القرن قال أحد رؤساء الوزارة البريطانية مادام هذا القرآن موجودا في أيدي المسلمين فلن تستطيع أوروبا السيطرة على الشرق ولا أن تكون هي نفسها في أمان وقال أحد المسئولين في وزارة الخارجية الفرنسية إن الخطر الذي يهددنا تهديدا مباشرا وعنيفا هو الخطر الاسلامي ومن أجل خوف أعداء الاسلام من ظهور المسلمين عليهم حاول أعداء المسلمين والاسلام بكل ما أوتوا من قوة بالمكر والخديعة حاولوا أن يقضوا على الإسلام بالغزو العسكري المسلح وبالغزو الفكري والخلقي فاحتلوا كثيرا من بلاد المسلمين في مصر العراق والشام وافسدوا عقائد كثير منهم وأخلاقهم وغزوا كثير من المسلمين ولا سيما ذووا الضعف في الدين والبصيرة حتى خففوا الدين في نفوسهم وأخرجوهم من الإسلام أو كادوا لولا أن من الله على هذه البلاد بالتخلص من استعمارهم لقد أدخل أعداء الاسلام على المسلمين أنواعا من اللهو واللعب ليصرفوهم عن دينهم وعن الجد في أمورهم زينوا في قلوبهم الشهوات وأدخلوا في عقولهم الشبهات وثقلوا عليهم الصلوات والعبادات بل صوروا لهم صوروا لهم الصلاة والعبادة في الأمور التقليدية البالية التي لا مكان لها في هذا العصر فانخدع كثير من الناس بهذه الدعاية الباطلة واستهانوا بشرائع دينهم وأنكروا عقائده وصاروا كالأنعام بل هم أضل سبيلا يتبعون الشهوات ويضيعون الصلوات كما قال الله عز وجل ( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا * إلا من تاب وأمن وعمل صالحا ) أيها المسلمون إن هذه الدعاية الباطلة وهذا الترويج الكاذب إنه خدع كثيرا من الناس ولا سيما الشباب الذي يذهبون الى بلاد الكفر والذين يشاهدون ما يشاهدون من أنواع الفسق والفجور حتى هان عليهم الدين وهان عليه ما كان أسلافهم الصالحة أيها المسلمون إن ترك الصلاة كفر مخرج عن الملة إن ترك الصلاة كفر مخرج عن الملة كما قال الله عز وجل : ( فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين ) ومفهوم الاية الكريمة إنهم إن لم يفعلوا ذلك فليسوا إخوانا لنا في الدين والأخوة في الدين لا تنتفي إلا بالكفر ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه (بين الرجل وبني الشرك والكفر ترك الصلاة ) وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ( لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة ) وحظ نكرة في سياغ النفي العام فلا حظ من قليل أو كثير في الاسلام لمن ترك الصلاة هذا ما يدل عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والآثار عن الصحابة رضي الله عنهم وإذا كفر المسلم بعد اسلامه صار مرتدا يجب قتله إلا أن يتوب ويترتب على ردته أحكام دنيوية وأحكام أخروية أما الأحكام الدنيوية فان من كفر فان زوجته ينفسخ نكاحها منه ولا تحل له حتى يرجع الى الأسلام ويصلي فلا يحل له النظر الى زوجته ولا مباشرتها ولا جماعها ولا يحل لنا أن نأكل ما ذبحه فتصوروا أيها المسلمون يذبح اليهودي أو النصراني الذبيحة فنأكلها لقول الله تعالى ( وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم ) ويذبح تارك الصلاة الذبيحة فلا نأكلها لأنها ميتة فلا تحل أيها المسلمون وإذا مات تارك الصلاة على تركها فإنه لا يصلى عليه ولا يدعى له ولا يدفن مع المسلمين ولا يحل لأحد من أقاربه أن يرث شيئا من ماله بل يكون ماله في بيت مال المسلمين للدولة لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم ) هذه أحكام الدنيا في تارك الصلاة أما أحكام الآخرة فان تارك الصلاة كما جاء به الحديث يحشر مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف رؤساء الكفر ويخلد في النار وهذه الأحكام كلها ترتفع إذا رجع الإنسان إلى الإسلام وتاب إلى ربه وأقام الصلاة أيها المسلمون كنا نتكلم في كل يوم عيد بما يناسب من المشاكل الاجتماعية وإننا قبل ذلك تكلمنا عن حكم تارك الصلاة وتكلمنا أيضا عن هؤلاء الذين يجلبون اليهود والنصارى والوثنيين الى جزيرة العرب وبينا أن هؤلاء مخالفون لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ) هكذا قال صلى الله عليه وسلم عهد به الى أمته وهو في مرض موته وفي السنن عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال ( أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب) فجزيرة العرب أيها المسلمون ليست كغيرها من بلدان الاسلام لأنها مهد الإسلام ومنها خرج الإسلام واليها يعود الإسلام كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الدين ليأزر الى المدينة كما تأزر الحية الى جحرها ) وإني أقرع على رؤوس هؤلاء أقرع عليه وأقرع رؤوسهم أيضا بقول النبي صلى الله عليه وسلم ( أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ) وإنني أقول لهم إن الله سائلكم يوم القيامة اذا وقفتم بين يديه ولم يكن عندكم مال ينجيكم ولا ولد يفديكم إنكم مسئولون عن هذا الحديث الذي قاله النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مرض موته في آخر حياته يعهد به إلى أمته صلى الله عليه وسلم فاعدوا لأنفسكم جوابا وأعدوا لأقدامكم مرتقى وإلا فما أدري ماذا يكون حالكم اما المشكلة التي هي موضوع بحثنا هذا العام فانها مشكلة الزواج وهي مشكلة اجتماعية عامة وسنتناولها من وجوه أربعة أولا من جهة راتفاع المهور هذا الارتفاع الفاحش الذي هو خلاف شريعة الله فان المشروع تقليل المهور وإن أعظم النساء بركة أيسره مؤونة أيها المسلمون أيها المؤمنون أيها المواطنون أتريدون ان يخرج شبابكم الى بلاد اخر يتزوجون منها وحينئذ تحدث مشاكل ومشاكل رويدكم أيها الناس إن ارتفاع المهور خلاف السنة وإن فيه مشاكل ومضار عديدة ولهذا ادعوكم وأبدأ أولا بولاة الأمور من الأمراء والعلماء والوجهاء والأعيان أن يكونوا قدوة في هذا الأمر حتى يحلوا هذه المشكلة العظيمة أما الأمر الثاني فهو عزوف كثير من الشباب والشابات عن الزواج خصوصا المتعلمين منهم وهذا جهل وخلاف ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج) إذن ألا يجدر بكم ايها الشباب من ذكور وإناث ألا يجدر بكم أن تقولوا سمعنا وأطعنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أتريدون أن تذهبوا شبابكم بدون زواج حتى إذا بردت الشهوة فكيم وكبرت سنكم ذهبتم تطلبون الزواج بعد فوات الاوان أما الأمر الثالث فهو الاسراف في الولائم ذلك الاسراف الذي هو وقوع فيما نهى الله عنه فإن الله يقول (ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) أيها الناس ماهذا الاسراف الذي نسمع به والذي قد نشاهده نحن في هذه الولائم إن هذه الأطعمة وان هذه اللحوم إنها ربما تلقى في المزابل وربما تلقى في البراري مال ضائع ووقوع في الاسراف الذي نهى الله عنه فيا أيها الاغنياء تذكروا حال الفقر السابقة وتذكروا حال الفقراء في بلاد المسلمين ولا تلهكوا أموالكم فيما ينهى الله عنه ورسوله اتقوا الله تعالى في الاسراف واحذروه فان الله تعالى يقول (إنه لا يحب المسرفين) أما الأمر الرابع وما أدراك ما الأمر الرابع فهو اتخاذ بعض الأولياء اتخاذ مولياتهم بمنزلة السلعة يزوجونهن حسب رغبتهم لا حسب ما تقتضيه الأمانة ومصلحتهن إن بعض الناس يحتكر بناته وأخواته ومن له ولاية عليها من النساء حتى لا يزوجها إلا إذا دفع له مال يرضيه وأنه لا يحل للأب ولا لغيره أن يشترط لنفسه شيئا من مهر المرأة لان المهر لها كما قال الله عز وجل (وآتوا النساء صدقاتهن نحلة ) فاضاف الصدقات وهي المهور الى الزوجات لا الى أوليائهن فلا يحل للاب ولا للام من حضر وبدو ان يشترط لنفسه شيئا من مهر المرأة فان ذلك حرام عليه ولكن المرأة اذا ملكته فلها ان تكرم به أو منه من شاءت من أبيها أو أخيها أو أحدا من أقاربها أيها المسلمون وإن بعض الناس يحتكر ابنته يخطبها الكفء ولكنه يمنع هذه صغيرة وهي قد فاتت وهو كاذب في هذا ولكنه قد لا يرضى الرجل الخاطب لغرض شخصي بينه وبينه وهذا حرام عليه ولا يحل له أيها المسلمون إني أقص عليكم قصة ولو أطلت عليكم فالامر مهم سمعت أن أحدا من الناس عنده ثلاث بنات وكانت الكبيرة منهن تخطب ولكنه يمنعها فاراد الله عز وجل فمرضت الكبيرة وحضرها الموت فكانت في سياق الموت توصي من حولها وتقول قولوا لأبي حسبي الله عليك حيث منعني شبابي ومنعني شهوتي واني واقفة بين يدي الله أنا وهو فليعد لنفسه الجواب أو كما قالت أفلا تخافون أن تكون هذه عاقبة بناتكم اذا منعتموهن فاتقوا الله عباد الله ولا يحل للرجل كذلك أن يجبر ابنته على زواج من لا تريد من لا تريد النكاح به لأن ذلك محرم عليه سواء كان الاب أو غيره لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تنكح البكر حتى تستأذن ) وفي رواية لمسلم ( والبكر يستأمرها أبوها ) فاتقوا الله عباد الله تمسكوا بدينكم واعتصموا به واحذورا كيد أعدائكم ومكرهم ولا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور وإني مواصل معكم بالخطبة الثانية نرجو الله تعالى أن ينفعنا جميعا بما سمعنا .......
فأما بعد
أيها الناس اتقوا الله تعالى واشكروه على ما أنعم به عليكم من إتمام الصيام والقيام واسألوه قبول ذلك فإنما المعول على القبول واعلموا أيها المسلمون أنه وان كان شهركم ناقص العدد فهو كامل الأجر لان الله إنما فرض عليكم صوم الشهر وقد صمتموه ولله الحمد ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( شهرا عيد لا ينقصان رمضان وذو الحجة ) أيها المسلمون إنكم تجتمعون في هذا المكان على طبقات مختلفة ما بين صغير وكبير وغني وفقير وذكر وأنثى فتذكروا بهذا الاجتماع وهذا الاختلاف اجتماعكم يوم الجمع الأكبر يوم القيامة فذلك والله يوم التغابن انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة افضل درجات وأكبر تفضيلا. اذكروا أيها المسلمون يوم يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد يسمعهم الداعي ويأخذهم البصر حافية أقدامهم عارية أجسامهم ( يوم تذهل كل مرضعة عن ما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ) يوم توضع الموازين فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون أسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يجعلني وإياكم من هؤلاء ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون أعوذ بالله منها أسأله تعالى أن يعيذني وإياكم منها تذكروا يوما ينصب الصراط على نار جهنم فتمرون عليه على قدر أعمالكم فمسلم ناج ومكردس في نار جهنم من كان مستقيما في هذه الدنيا على دين الله كان مستقيما يوم القيامة على الصراط ومن كان منحرفا وزائغا في هذه الدنيا زلت به قدمه على الصراط يوم القيامة أيها المسلمون إنكم بعد اجتماعكم هنا سوف تتفرقون إلى منازلكم فتذكروا تذكروا بذلك تفرق الناس من المجتمع العظيم يوم القيامة ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحضرون وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة فأولئك في العذاب محضرون. أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا أيها المسلمون تذكروا ذلك واعملوا ما ينجيكم في هذا اليوم فالله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا خرج لصلاة العيد من طريق رجع من طريق أخرى لتظهر بذلك شعائر العيد فاتبعوه بذلك فإنه بكم أجدر وأحرى ولا بأس أن يهنئ الناس بعضهم بعضا في العيد لأنه فعل بعض الصحابة رضي الله عنهم ولأن التهنئة بالعيد تجلب المودة والألفة ويحصل بها التزاور والمودة ولكن لا يهنئ الرجل المرأة إلا أن تكون من محارمه فإن بدأته هي بالتهنئة وهي من معارفه لا بأس أن يرد عليها إذا لم يحصل بذلك خلوة بها أو فتنة ولا يصافح الرجل المرأة إلا أن تكون من محارمه وإن كثيرا من الناس يصافح المرأة من ليس من محرمها لكونه ابن عمها أو ابن خالها أو أخا زوجها أو ما أشبه ذلك وهذا حرام عليهم سواء كانوا من الحاضرة أم من البدو لا فرق في ذلك فلا يجوز لامرأة أن تصافح أحدا بيدها مباشرة إلا أن يكون من محارمها إما إذا كان من وراء حائل فانه لا باس به إذا لم تخش الفتنة ولا يقبل الإنسان امرأة على فمها إلا أن تكون زوجته أما إذا كانت ليست زوجته فلا حق له ولكنها من محارمه فلا بأس أن يقبل رأسها وجبهتها .....


الخطبه للشيخ محمد بن صالح العثيمين


دمتم في حفظ الرحمن
أخوكم و محكبم في الله
لطفي
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة