عرض مشاركة واحدة
قديم 30-09-2007, 12:36 AM   #3
شمس القوايل

نائبة الإدارة

 
الصورة الرمزية شمس القوايل
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: May 2007
رقم العضوية: 35230
المشاركات: 42,377
عدد المواضيع: 1355
عدد الردود: 41022


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
شمس القوايل is on a distinguished road

شمس القوايل غير متصل
افتراضي رد: :::: لم أهرب هذه المره ::::

- (لا تستغربي.. فأنا أعيش في بيت لا أحد فيه يهتم
بي.. لم يأمرني أحد بالصلاة منذ طفولتي.. أعيش في
منزل والدي الذي لا أراه مع جدتي المسنة منذ أن كنت
في الخامسة.. وأمي متزوجة ولا تريدني.. لم يعلمني
أحد يوماً ما هو الخطأ والصح.. الكل يكرهني..
ويعتبرني عالة.. لم أشعر يوماً بالحب أو الاهتمام..
حتى أنتم يا أستاذة أسماء.. لم تقترب مني أستاذة
يوماً لتنصحني وتربت على كتفي بحنان وحب.. الكل
كان يصرخ في وجهي ويعتبرني سيئة ووقحة.. لذا
كنت أعاملهم بالمثل..
كنت أشعر بنظرات المدرسات القاسية التي تنظر لي
بكره ونفور..
لماذا؟ لماذا لم تنصحني مدرسة واحدة لا في المدرسة ولا
في الجامعة؟.. كلهن يتجنبن مواجهتي.. أو ينصحنني
بترفع وفوقية وبصوت عال..)

أخذت أبكي..

( كيف لمن هي مثلي أن تتوب.. وهي تغرق.. ولا أحد
يمد يده إليها؟ قولي لي.. أنا خائفة الآن.. لأني مللت
هذه الحياة.. ومللت الضياع.. وأريد أن أجد نفسي
التائهة.. وأرتاح..)

نظرت إلي أسماء بتأثر..
وقالت بهدوء..

(الإنسان كلما ابتعد عن خالقه.. كلما شعر بأنه صغير
وضعيف وضائع..
نحن نستمد قوتنا منه سبحانه.. فكلما اقتربنا منه..
شعرنا بالراحة والطمأنينة والأمان..
إذا أردت العودة لربك.. فابدئي بذلك... الله سبحانه
وتعالى يمد يديه إليك لتتوبي.. ينتظرك.. يتشوق
لعودتك إليه..
وتأكدي أن توبتك.. هي لنفسك أنت.. وليست لأحد
آخر)

نظرت إلي بثقة ثم قالت..

(قولي لي يا أحلام.. نبي الله ابراهيم عليه السلام..
كان يعيش في مجتمع كافر أليس كذلك؟)

(نعم)

(والداه كافران.. وقومه كفار.. وليس هناك من يوجهه
ولا من ينصحه.. فكيف اهتدى لعبادة الله سبحانه
وتعالى؟)

( من نفسه..)

(وهل ساعده أحد.. هل أيده أحد؟ كلا على العكس
استهزأ به قومه ثم حاربوه وكادوا يقتلونه..)

نظرت إليها باستغراب..

(إذا بقينا ننتظر من يأخذ بأيدينا لنتوب.. فقد ننتظر
طويلاً.. وقد يفوت الأوان دون أن نشعر..
إنها حياتك أنت لا حياة أحد غيرك... حددي مسارها..
إلى النار.. أم إلى الجنة..
كوني قوية.. وابدئي الآن..
وإذا كنت صادقة التوبة والعزيمة.. فستواصلين بإذن
الله)..

* *
صليت العشاء.. ثم السنة الراتبة..
واستلقيت على سريري بهدوء وراحة لم أعشها في
حياتي من قبل وأنا أستمع بلذة لإذاعة القرآن الكريم..
دون الرغبة في الهروب هذه المرة..





منقول للفائده

التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة