الموضوع: الحب الصادق
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-04-2005, 04:15 PM   #1
هاجر العدواني
(حلا فعّال)
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Mar 2005
رقم العضوية: 4897
المشاركات: 184
عدد المواضيع: 74
عدد الردود: 110


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
هاجر العدواني is on a distinguished road

هاجر العدواني غير متصل
Thumbs up الحب الصادق

الحب الصادـــــــــــــــــــــــــــــــــق

رأيتها فأحببتها , وما كنت أعرف الحب من قبلها ..
كان قلبي في ظلامٍ حالكٍ لا يرى حتى نفسه , فلما أشرق فيه الحب ، أشرقت فيه شمسٌ ساطعة منيرة , لها من الشمس نورها وجمالها , وليس منها حرارتها ولذعتها , كنت أشعر قبل اليوم كأن قلبي في صحراء هذه الحياة وحيدٌ موحشٌ لا يعرف القلوب !! أو يعرفها ثم ينكرها !! فلما أحببتُ ~ رأيت بجانبِِهِ قلباً يؤنسه ويزيل وحشته , فوجدت بين جوانحي من اللذة والغبطة ما لو قُسّمَ على القلوب جميعاً ما خالطها حزنٌ ولا مسها ألم ..

كنت اسمع باسم السعادة , ولا أفهم معناها غير أني كنت اسمعهم إذا ذكروها ذكروا بجانبها القصر والحديقة , والفضة والذهب , والجاهـ والسلطة , والشهرة والصيت ,فلما أحببتُ اعتقدتُ ألا سعادة في الدنيا غير سعادة الحب !! وأيقنت أن الناس جميعاً إنما يطلبون سعادة الأجسام لا سعادة النفوس !! فمثلهم كمثل الدفين المكفّن بالحرير والديباج وباطنه مسرح الدود ومرتع الهوام والحشرات !!
أحببتها قبل أن أعرف عنها شأن من الشؤون سوى أنها تحبني , فكأني ما منحتها قلبي إلا لأنها منحتني قلبها , وهو ثمن قليل في جانب هذه المنحة الغالية التي ما كنت أُحدثُ نفسي بها , ولا كانت تستطيع أن تمثلها في عيني خواطر الأماني ولا سواغ الأحلام ..

عشت دهراً بين أقوام لا يعنيهم أمري ولا يهمهم شأني , لم أرَ بجانبي يوماً من الأيام : عيناً تدمع ولا قلباً يخفق !!
رأيت من يحب جمالي كما يحب تمثال متقن الصنع , ومن يحب مالي كما يحبه في كيسه أو خزانتهِ , و من يعجب بحديثي إعجابه بروايةٍ بديعةٍ , ولكني لم أرَ في حياتي من يحبني لنفسي !!
أما اليوم : فقد وجدتُ بجانبي القلب الذي يخفق لأجلي , والعين التي تبكي في سبيلي , والنفس التي تحبني لا لشيءٍ سوايَ , فقليلٌ لها مني أن أمنحها حياتي .. فكيف أبخلُ عليها بقلبي !!

جلستُ إليها للمرة الأولى فـ حدثتني نفسي أن أمدَّ يدي إلى يديها فأضعها على صدري لأطفئ بها غلتي , فما لمستها حتى نظرت إليَّ نظرَ العاتب وقالت : "كُن رجُلاً في حُبِكَ واترك الطُفولةًَ لغيرِكَ " إن كنت تحبني لنفسي فها أنت قد ملكتها علي وأحرزتها من دوني .. وإن كنتَ تحبني لهذه الصورة الجسمانية فما أضعف همتك !! وما أصغر نفسك !!!
أنتَ شريفٌ في نفسكَ , فكن شريفاً في حبك .. واعلم أنني ما أحببتُ غير نفسِكَ فلا تحبَ غير نفسي ..

وما وصلت من حديثها إلى هذا الحد حتى رأيتني قد صغرتُ في عينِ نفسي , وتمنيت أن لو عُجّل إلي أجلي قبل أن يمرَّ هذا الخاطر الفاسد في ذهني , ثم استسمحتها فـ سامحتني وما عدتُ من بعدها إلى مثلها ..
الآن عرفت مبلغ عظمتها , وفضل هدايتها , ومقدار ما يبلغه الحب الشريف من النفس فهاأنذا أشعر كأن نفسي مرآةٌ يغشاها الصدأُ , وكأن الحب صيقلٌ يصقلها فيجلوا صفاتها شيئاً فشيئاً ..


سلامٌ عليكَ أيها الحب الجميل ..
سلامٌ على دوحتك الفينانة الغنّاء التي كنا نمرح في ظلالها مرح الظباء العفر في رملتها الوعثاء ..
ننظر إلى السماء فـ يُخيّل إلينا أنها مغدًى ومراحٌ لنا
فكأن العالم كله مملكتنا الواسعة العظيمة التي نسيطر عليها ..
سلامٌ عليكَ أيها الحب الجميل ..
لقد كنت ميداناً فسيحاً للآمال والأحلام
كان يخيل إلينا أن هذا الزورق الجميل الذي ينحدر بنا في بحيرتك الصافية الرائقة سيستمر في طريقه مطرداً مندفعاً لا يعترضه معترض , ولا يُلوي به عن طريقه لاوٍ إلى ما لا نهاية ..


هذا هو الحبُ الطاهرُ البريء الذي لا تشوبُهُ الأغراض والغايات ولا تحيطُ بِهِ الريب والشكوك , والذي طالما نشدهُ الناس في كل مكان فأضلوه , وذابت قلوبهم حسرةً عليه فلم يجدوه !!
وأي سعادةٍ في الدنيا أعظم من سعادةِ نفسٍ تجد بين يديها نفساً طاهرة مخلصه , تحبها وتعشقها , وتمتزج بها امتزاج الماء بالخمر , والأريج بالزهر ...
هاجر العدواني
التوقيع:
ليتني لا جيت ابكتب......
انسى طيفك ولو دقيقة...
ليتني لا جيت احبك .......
انسى اني كنت احبك....
واخترع في الحب 1000طريقة وطريقة..