عرض مشاركة واحدة
قديم 23-06-2007, 03:26 AM   #103
مــ الحزن ــلاك

-+[¨¤ نائبة الإدارة ¤¨]+-

 
الصورة الرمزية مــ الحزن ــلاك
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jul 2005
رقم العضوية: 8011
المشاركات: 30,871
عدد المواضيع: 871
عدد الردود: 30000
الجنس: انثي


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
مــ الحزن ــلاك is on a distinguished road

مــ الحزن ــلاك غير متصل
افتراضي رد: .¸¸۝❝:..رواية (فجعتَ قلبي ) للكاتبة الدكتورة قمرة Dr.MJM ..:❝۝¸¸.





التشنجات العصبية العضلية هي شي متوقع يصير في حالات كثيرة من أمراض أوجراحات الدماغ .

و كنت خايفة أن قمر تجيها لا قدر الله هذه المضاعفات ... و اللي خفت منه صار ....



التشنجات تكررت عليها مرة ثانية بالمستشفى و بديناها على علاجات جديدة مضادة للتشنج



تخطيط الدماغ و الأشعة المقطعية للراس بينت بؤرة التشنج عند منطقة النزيف و حولها كتلة من الدم المتجمد .


و احترنا ... هل نكتفي بالأدوية و إلا نسوي جراحة ثانية ؟


قررنا نعطي الأدوية فرصة كم يوم و نشوف ...





في اليوم الثاني جيت لعندها و هي بغرفة العناية المركزة مو عارفة إش أقول لها ؟؟

تصبري ؟ الحمد لله أنت أحسن ؟ صحتك أفضل ... ؟؟؟ و أنا أشوفها قدامي من تدهور إلى تدهور ثاني .... ؟؟


لكن ...

الحمد لله على كل حال ...

قمر كانت صاحية و بكامل وعيها ... و بنفس قدرتها الحركية ما تأثرت ... كانت سرحانة تطالع صوب النافذة ...


- أم بدر فإيش سرحانة يا ترى ! أكيد تفكر بالولد المدلل !



قلت بأسلوب مرح و أنا متوجسة من ردة الفعل ، بس أشوى ... ابتسمت لي ابتسامة خفيفة ...



- كيفك اليوم ؟




سألتها و أنا أمد يدي صوبها أبي أصافحها و أشجعها على الكلام و في الواقع ودي أتأكد من قدرتها على الحركة الكلام


صافحتني و قالت :



- الحمد لله


ارتحت ... و تأكدت من أنها بخير رغم كل شي



- وش شاغل بالك ؟ بدر ؟


سألتها ، و ردت علي :


- بدر ... ودي أتصل به ... أطمنه علي و أتطمن عليه ....


و طالعت صوب النافذة ... و اكتشفت أنها كانت تطالع في الهاتف اللي جنب النافذة ... لحظة دخولي الغرفة ...


كان هاتفي الجوال معي بس ممنوع استخدمه داخل غرفة العناية المركزة ... قمت و رحت لعند الهاتف
و اتصلت ببيت أبو ثامر و طمنتهم على قمر ... و كلمت الولد و قلت له أن أمه ودها تكلمه بس ما تقدر
تقوم عن السرير و الأجهزة موصلة بجسمها



و على كل ... كلها كم ساعة و يجي وقت الزيارة ... و تشوفه و يشوفها و ترتاح قلوبهم ....




و طلعت ( كذابة ) ... لما جاها التشنج قبل هالكم ساعة ... و اضطر الطبيب يعطيها جرعة عالية من دواء التشنج ... خلاها تدخل في نوم طويل و عميق ...








أذكر نظرة بدر لي و هو يطالع أمه و يشوفها غايبة عن الوعي تماما ... و أنا اللي قلت له الصباح أنها
بخير و دها تتلكلم معه ...



الولد كان يبكي بمرارة و بحرارة ... و أنا ما قدرت أقول أي كلمة زود ... طلعت من الغرفة و خليته معها ...

و برى الغرفة قابلت بقية أهلها ... و أول ما سألوني عنها قلت :



- اسألوا الطبيب اللي يعالجها أفضل



و استأذنت و مشيت عنهم ...




*
* *
*












لأني كنت أسأل عنها باستمرار عرفت آخر أخبار قمر ... و أنها بالمستشفى منومة ....

سلطان بعد كان يسألني عنها من وقت لوقت ... بالتالي عرف مني أنها بالمستشفى

أخوي طبعا كان بالكاد توه بدأ يلتقط أنفاسه بعد رحيل الغالية ... قبل عشر شهور ...





الشركة للحين ما رد لها بس صار يناقش بعض أمورها مع ياسر أخيرا ...

لما قلت له أن قمر بالمستشفى تضايق ... أصر أن إحنا نزورها




هي كانت بالعناية المركزة و قانون المستشفى ما يسمح لأكثر من شخص واحد يدخل يزور المريض
في الوقت الواحد ... و لا يسمح أن الزاير يظل بالغرفة أكثر من دقيقتين .




و في الغرفة ، كل سرير يكون مستور بستار حواليه ... و الممرضة غالبا ما تكون جالسة جنب السرير
تراقب ...




كنت خايفة أن أهلها يكونون موجودين ... و يشوفونا ... ما هي عدلة أن أخوي يجي يزورها ...

و أنا أدري أنها مو عدلة ... بس وش أسوي في أخوي ... ؟؟



أنا بعد هالأخو ما لي غيره ... و أبي أسوي أي شي يرضيه أو يسعده ... المهم أنه يرجع مثل أول ...







الحمد لله ما كان أحد منهم موجود ... الظاهر جوا و راحوا ...

دخلت عليها ... سلمت عليها و صافحتها ...

ردت علي السلام و ابتسمت لي ...


- ما تشوفين شر ... الله يقومك بالسلامة قريب يا رب ...

- الله يسلمك ...




تكلمت معها شوي ... و بعدها قلت و أنا متخوفة :


- بو نواف وده يسلم عليك ...




و بسرعة ارتفعت نبضات قلبها و طالعت بمؤشر النبض .... و شفت كيف اضطرب ... و رديت أطالع بها ...

أكيد ... مو راضية ...




من بين أنفاسها اللي شهقت و تسابقت ... طلعت كلمة مرتجفة متخوفة :


- طيب ...



طيب ! يعني ما عندها مانع يسلم عليها ... ابتسمت ... و تركتها و جيت برى الغرفة و أخوي ينتظر ...

قلت له :


- تفضل ...



وقفت عند الباب ... و أنا حاطة يدي على قلبي ... إن شاء الله ما يجي أحد من أهلها و نصير بموقف محرج !



و الحمد لله عدت على خير ...




بعد ثواني ... طلع أخوي من الغرفة ... و شكله مرتاح ... ما أدري إش قال لها ... و بإيش ردت عليه ... ؟




رجعت لها مرة ثانية ودي أسلم عليها ...


فتحت الستارة شوي و دخلت عندها ...


مؤشر النبض كان ضارب سرعة ... و العرق يلمع على جبينها ...


مسكت إيدها و شجعتها و قلت ...



- إن شاء الله تطلعي من هنا قريب ... بارجع أزورك مرة ثانية ...




و الحمد لله في زيارتي الثانية كانوا نقلوها إلى القسم العادي ... برى غرفة العناية المشؤومة ...





و احنا رادين بطريقنا في السيارة ، أخوي شغّل اغنية ( أهواك ) لعبد الحليم حافظ ! و طلع مسبحته الفضية و يلاعبها في إيده و هو مبسوط !



أنا كنت جالسة على الكرسي اللي جنبه و أراقبه في كل حركاته ... دون ما يدري ، و صرت أعد الفصوص و هو يحركها ... كان ناقصها واحد !







- بانزل معك بيتكم شوق ...


قال أخوي و احنا نقترب من البيت ، رديت :


- حياك الله أخوي ...


دخلنا البيت و لقينا الأولاد يلعبوا ... و أول ما شافهم سلطان ناداهم و سلم عليهم و حصنهم ، و شال الصغير

على كتفه و صار يلاعبه و يقبله بحراره ... و ولدي مبسوط أن خاله أخيرا رد يلاعبه مثل أول ...

و هو ما يدرك ... انه خاله قاعد يتخيل بنته فيه و يعبر عن الأحاسيس اللي فقدها من يوم ما توفت ...




ياسر شافنا عند الباب و جا يسلّم :



- هلا بو نوّاف ! حياك الله تفضل ...

- الله يحييك . وحشوني الأولاد قلت أجي أشوفهم .

- الاولاد بس ؟ و أبو الأولاد ؟ ما له رب ؟




ضحكنا لحظتها بسعادة ... سعادة بسيطة ما كنا عشناها من وفاة الغالية ... بس ما لحقت تعيش ...



يوم جا سلطان يبي تنزّل ولدي من على كتفه الولد تعلق به أكثر ، مو مصدّق خبر ... ياسر ابتسم و جا يبي ياخذه بس هو مو راضي ....





- الولد طالع يحبك أكثر مني يا سلطان ! وش رايك تجيب له بنت و تزوجه إياها و نتخلص منه ؟




طبعا ياسر قالها بمزحة ، و مزحة عادية جدا ... بس سلطان طاحت عليه كأنها صخرة كسرت قطعة السعادة الزجاجية اللي كانت عليه ... و نزّل الولد على الأرض ... و قال :




- يالله ... أنا ماشي ...




بعد ما طلع أخوي سلطان تهاوشت مع ياسر ...


يعني لازم يجيب طاري بنت قدّام سلطان ؟ أنا ما صدقت أنه أخيرا ابتسم و بدا يتغيّر ...





بعدين ... اتصل علي أخوي و قال لي :


- ( لا بغيت ِ تزوري قمرة قولي لي )


ها الشي خلاني أحس ... أنه سلطان قاعد يحاول ينسى حزن بنته بأنه يشغل تفكيره بقمر ...

و الفكرة ... ما عجبتني أبدا ...






بعد كم يوم ، رحت أنا و أخوي نزور قمر في القسم العادي ...


تعمدنا نجي قبل موعد الزيارة بربع ساعة و سمحوا لنا تجاوزا ندخل الجناح .


قمر كانت بحالة مستقرة و ابتهجت لما شافتني ... و شكلها توقعت أن سلطان جاي معي ... !

أو يمكن هو اللي قال لها إنه رح يجي ... لما زارها المرة اللي فاتت ؟؟






عدلت وضع الحاجز جنب السرير ... لأن أخوي قال أنه يبي يدخل الغرفة ...

حتى و هي مريضة و تعبانه ... البريق اللي ظهر بعيونها كان واضح ... كانت فرحانة ...

لو تبوا تعبير أدق ...




يوم دخل أخوي ... سلم ... و ردت قمر السلام ...




- كيف الأحوال اليوم ؟ إن شاء الله أفضل ؟

- الحمد لله ...

- الله يقومكم بالسلامة قريب إن شاء الله

- الله يسلمك ...






أنا كنت جالسة عند قمر ... و أشوف إيدها و هي تلعب بطرف الشرشف بتوتر ... أما أخوي ما كنت أقدر أشوفه من ورا الحاجز ...






حل صمت للحظة ... و ظنيت أخوي طلع مع أني ما سمعت خطواته ... و رفعت قمر عينها لي – و كانت قبل متبعثرة بكل مكان – كأنها تسألني : راح ؟





وقفت ... و مشيت خطوتين أبي أشوف ورا الحاجز ... و وقفت فجأة لما جا صوت أخوي مرة ثانية ...



- قمرة ...




ارتبكت قمر ... و لا ردت ... و طالعت بأخوي اللي صرت أقدر أشوفه من مكاني – و هو بعد مرتبك يمسح العرق بمنديله ... بس ما طالعني ...




- تتزوجيني ؟





أظن ... أن الكلمة طلعت من لسان أخوي ؟؟

لأن الصوت كان صوت رجالي ... و بالغرفة ما فيه رجال غير أخوي ؟؟





مديت راسي أكثر أطالع أخوي من ورا الحاجز ... أتأكد ... هذا أخوي ؟ هو اللي تكلم ؟؟؟


و بعدها طالعت صوب قمر ...





ما أدري من فينا كانت مذهولة اكثر من الثانية ؟ كانت قمر تطالع فيني بعيون مفتوحة على حدها ...

و جسمها كله متجمد ... للحظة خفت تكون متشنجة و أنا مو دارية ؟





نفس السؤال كان طالع من عيونها بقوة :

هذا سلطان ؟

هذا هو اللي تكلم ؟؟؟






رديت أطالع بسلطان و أنا شبه واعية للي أسمع ... و هو ... أضاف :




- أول ما تطلعي من المستشفى بالسلامة بامركم البيت ...




و بعدها حل صمت الذهول ... لين قال أخيرا :



- ما تشوفي شر ... مع السلامة




و شفته يروح ... و سمعت خطواته تبتعد ... و طلع من الغرفة ....



أنا .. و قمر ... و جملة أخوي ... تدوي بالغرفة ... ما وحدة فينا عرفت إإش تقول ... ؟؟؟




*
* *
*




التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة