عرض مشاركة واحدة
قديم 23-06-2007, 02:40 AM   #55
مــ الحزن ــلاك

-+[¨¤ نائبة الإدارة ¤¨]+-

 
الصورة الرمزية مــ الحزن ــلاك
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jul 2005
رقم العضوية: 8011
المشاركات: 30,871
عدد المواضيع: 871
عدد الردود: 30000
الجنس: انثي


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
مــ الحزن ــلاك is on a distinguished road

مــ الحزن ــلاك غير متصل
افتراضي رد: .¸¸۝❝:..رواية (فجعتَ قلبي ) للكاتبة الدكتورة قمرة Dr.MJM ..:❝۝¸¸.







الدكتور ( هيثم ) – زميلي في التخصص – كان بأجازة و رح يرد بعد كم أسبوع ... و كنت

المسؤولة عن كل المرضى في الوقت الحالي ...







كنت أراجع بعض نتايج التحاليل لمريض جديد محول علينا من مستشفى ثاني ...

لما سمعت صوت الباب يندق ...




- تفضل ...

- مرحبا دكتورة ....... هذا والد المريضة الجديدة ...





كانت الممرضة ، كنت طلبت منها تجيب والد أو والدة المريضة معها ...

رفعت عيني من على الأوراق ... و طالعت صوب الباب ...









شخصين اثنين ، غير الممرضة ... كانوا واقفين ...

امرأة ... و رجال ...

شوق ... و سلطان ... !










تجمدت نظراتي ... ما ادري أنا أتخيل .... ؟؟ أتوهم ...؟؟؟





طاح القلم من إيدي فجأة ...


و نزّ لت عيني في الملف بالغصب ... أبى أدور اسم المريضة ...

و شفته ... ( هبه سلطان ) ...






- تفضلوا ...




قالت الممرضة ... و سلـّـم سلطان ، و جا جلس على الكرسي قدام المكتب ... و ظلت شوق ...

متجمدة عند الباب ........








التفتت الممرضة لشوق و هي تأشر لها على الكرسي ( تفضلي ؟ ) لكنها ظلت متيبسة بمكانها ...




الله لا يوريكم مثل هالموقف ...






ما ادري ... أنظاري كانت تطالع في الأوراق اللي بين يديني ... و إلا تخترقها و تخترق الطاولة ...

و تطالع برجلي اللي صارت ترتجف مثل يدي ... ؟؟







حاولت ... أرفع عيني صوب شوق ... ودي بس أتأكد ... هي شوق اللي أعرفها أو غيرها ؟ لكن ...





- طمنينا يا دكتورة فيه شي جديد بالتحاليل ؟





جا صوت سلطان ....

كان يكلمني ؟ أكيد كان يكلمني ...

هذا سلطان ؟ طبعا ... هذا سلطان ...

أنا مو بحلم ؟ مو خيال ؟

معقول ؟؟؟

معقول ؟؟؟




الاوكسجين خلّص من الغرفة فجأة ، لأني شوي و أختنق ...

التكييف انقطع فجأة ...

لأني شوي و اخترق ...

المطر نزل فجأة ... أحسه يبلل جسمي كله ... و شوي ... و أغرق .....




هذا سلطان ...

سلطان نفسه ...

العسل ...

قدامي الحين !

إنتوا تشوفوا ؟

قولوا لي ... هو و الا مو هو ؟

يشبهه ؟

الصوت ، الشكل ، الهيئة ... الإحساس اللي أحسه لا كان قريب مني ...

أنا قلبي مستحيل يتوه عنه ...

هذا سلطان أكيد ...

شوي و يغمى علي ...

أرجوكم امسكوني ....











ما أدري كيف ، هزيت رأسي ... ففهم مني أنه ما فيه شي جديد ...



- و العلاج ؟ ممكن ؟ موجود هنا أو أسافر برى ؟ الحالة ذي شفتوا زيها قبل ؟ عالجتوا مثلها ؟

ممكن تطيب زي أول ؟؟؟





هزيت راسي ... ما فيني صوت أتكلم ...






سلطان كان يتكلم بنبرة هلع ... نبرة فزع ... خوف و قلق ... أمل و يأس ... تصديق و تكذيب ...

و الله كل هالمشاعر كانت تنبعث من صوته و كلماته في اللحظة نفسها ....







- متى نبدأ العلاج ؟ اليوم ؟ و كم يطول ؟ و رح ترجع طبيعية مثل أول ؟

ترى ما عندي بنت غيرها أرجوكم لا تتأخروا عنها ...








لها الحد ... و شوق ما قدرت ... انفجرت بصيحة مكبوتة فجأة ... و التفتنا كلنا صوبها ...

و شفتها و هي شوي و تطيح ...






و رحت بسرعة ... و بسرعة فتحت ذراعيني و أخذتها بحضني ...

بلا شعور ... بلا إدراك ...

و صرت أطبطب عليها و أنا أبكي معها ...





لا تلوموني ...

أنا قبل ما أكون طبيبة ... إنسانة ... و صديقة ... و في ها اللحظة بالذات ... صديقة في وقت محنة ...







- عيدوا التحليل يمكن ما يطلع صحيح ...




قالت شوق و هي تبكي بمرارة ... أنا ما أذكر وش رديت ...





- ما أدري من وين طلعت لنا هالبلوة ...

- يكفي شوق ... يكفي ...






هل كنت أواسيها أو أواسى نفسي ...؟؟؟ ما أدري .....





- الله يخليك قمر سووا أي شي عشانها أي شي ...

- أكيد ... أكيد ...





بعد ما هدأت شوق شوي ... قلت :



- خلينا نروح نشوفها الحين ...








شوق طالعت بسلطان ... اللي كان جالس على الكرسي ... و الله يعلم من فيهم أجمد من الثاني ...؟؟؟




وقف سلطان ببطء ... و وجه نظراته صوبي أنا ...

و للمرة الأولى ... تلتقي نظراتنا ...







للمرة الأولى .... بعد فراق كل ذيك السنين ....

التقت نظراتنا .. في موقف فاجع ... مثل ما افترقت في موقف فاجع ... قبل ... 13 سنة ....




كانت نظراته مذهولة ...


أنا ... بسرعة طالعت صوب مقبض الباب ... و مديت يدي ... و فتحته ...



سلطان ... الحين أدرك أنا من أكون ... بس يمكن ذهول المفاجأة ... أو يمكن هول المصيبة

اللي هو فيها ... ما خلاه يقدر يعبر ... بأي كلمة ...













طلعنا إحنا الأربعة ... أنا و شوق و الممرضة و سلطان ... و رحنا لغرفة هبه ...






رجلي بالكاد كانت تحملني ...

ودي أنهار ...

ودي أطيح ...

ودي أصرخ لا ... لا ... لا ...







بس مسكت حالي ... و حركت رجلي غصبا عليها ... و أجبرت نفسي أني أتظاهر بالتماسك

... كطبيبة ... مع مريض و أهله ...







الانفعالات الثانية محوتها من الوجود و ما عطيتها أي فرصة أنها تظهر ...






دخلنا الغرفة ... و شفت هبة ... الطفلة الصغيرة ... ملمومة بلا حول و لا قوة ... في حضن أمها ...

... منال ... أكثر امرأة كرهتها في هذا الكون ....







عيونها ... من فتحة النقاب ... كانت باينة ... حمراء و متورمة ... و أثر الدموع ما برحها ....






سلـّـمت ... و سألت عن الأحوال ... و جيت لعند الطفلة أحاول أكلمها و أداعبها شوي ... قبل الفحص ...



الطفلة بس شافتني قامت تبكي .... و أشرت على أبوها و جا و شالها بحضنه ... و صار يحضنها

و يطبطب عليها ... و يقبلها .....







أنا بشر ...

و الله مو قادرة أتحمل ...

يا ليتني بحلم و اصحا منه بسرعة ...









بعد كذا فحصت عليها ... و أخذت من أمها و من شوق بعض المعلومات ... و منال ... ما تدري ...

... من أكون ...









كان كل همها العلاج ... و كل شوي تسأل متى نبدأ و متى تطيب ... و توصيني ببنتها الوحيدة المدللة ...






طلعت مع شوق و رحنا المكتب ...




تكلمنا كطبيبتين نتناقش بحالة مريض ... و قررت أني أبدأ العلاج بكرة و أعطي لنفسي و لهم

فرصة استيعاب أني أنا قمر ... باتولى علاج بنتهم ...







و اتفقنا ... أن والد المريضة ... يوقع أوراق الإجراءات الضرورية بكرة ...











ما صدقت أني وصلت البيت أخيرا ...




كان ولدي بدر جالس ( يبني عشة طيور ) بالحديقة – و على فكرة ذي هواية عنده ، تربية الطيور -

و أول ما شافني كالعادة جا يسلم علي و يحضني ...




- هلا يمه

- هلا حبيبي ...





أخذته بحضني بالقوة ... و حبسته بين ذراعيني لفترة ...

الولد ... على حس أن فيني شي ...






- خير يمه ؟

- خير حبيبي ... ما خلصت العشة ؟

- لا باقي ! ...

يمه فيه شي ؟؟







ابتسمت و أكدت ...





- لا بدري ... ، تغذيت هنا و إلا عند الجدة ؟ ( أقصد أم بسام )

- عند الجدة ، يمه عمي ماجد بيمرني بعد المغرب باروح معه مشوار ...










مشاويره مع عمينه ما تخلص ... أحس أنهم أبعدوه عني ... بس ما فيني قوة أعلـّق الحين ... قلت باستسلام ...




- طيب حبيبي ... أباروح أرتاح ....








وقبـّـلت جبينه ... و تركته منهمك ببني العشة ...





وصلت داري منهارة تماما ... رميت بجسمي على السرير .... و تأوهت بمرارة ...










يوم القدر ... بعد كل هالعمر ... كتب أنه يجمعني بسلطان ... جمعني به ... في أسوأ الحالات ... و أسوأ الظروف ........










بكيت بكاء ما بكيت مثله من مدة ...


طلعت الفصوص الثلاث اللي بقت لي من سبحة سلطان ....و شديت عليها بين يديني ... و قربتها

عند قلبي ... و صحت ....









سلطان ...

سلطان ...

يا رب يكون حلم ...

يا رب يكون كابوس ...

يا رب ما يكون حقيقة ....









شوي ... و اندق الباب ، و جاني صوت ولدي بدر يناديني ...



بسرعة مسحت دموعي و جيت و فتحت الباب ...




- هلا حبيبي ؟

- يمه بس بغيت منك ...






و سكت ... و صار يطالع فيني بقلق ...





- نعم بدر وش بغيت ؟

- يمه أنت بخير ؟

- بخير ... بس قل لي وش بغيت ...؟





طبعا ألح علي ، و قلت له أن وحدة من صاحباتي بنت أخوها مرضت و تتعالج عندي ... و أنا متأثرة
عشانها ...




- إذا بتتأثرين يمه كذا لا تعالجي ناس تعرفيهم !





هو قالها جملة عابرة ، و أنا أخذتها بجد ... هذا اللي لازم يصير ... أبي أحول الحالة على الدكتور هيثم

أول ما يرد من أجازته... بس الحين ... ما لي إلا أني أبدأ العلاج ... قبل فوات الأوان ....







*
* *
*












... يتبع ...
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة