عرض مشاركة واحدة
قديم 23-06-2007, 01:52 AM   #35
مــ الحزن ــلاك

-+[¨¤ نائبة الإدارة ¤¨]+-

 
الصورة الرمزية مــ الحزن ــلاك
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jul 2005
رقم العضوية: 8011
المشاركات: 30,871
عدد المواضيع: 871
عدد الردود: 30000
الجنس: انثي


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
مــ الحزن ــلاك is on a distinguished road

مــ الحزن ــلاك غير متصل
افتراضي رد: .¸¸۝❝:..رواية (فجعتَ قلبي ) للكاتبة الدكتورة قمرة Dr.MJM ..:❝۝¸¸.





كنا متواعدين أنا و شوق ، نطلع رحلة بحرية مع بسام و ياسر ، نغير جو و ننبسط شوي ...


رائد و ماجد ما صدقوا خبر ، على طول جهزوا عدتهم و لباس العوم يبوا يروحوا معنا ، و طبعا ما كسرنا

بخاطرهم ، و أخذناهم ...



الولدين اليتيمين متعلقين بأخوهم بسام ، تعلقهم بالأب ، اللي فقدوه من سنين ...





لما وصلنا المكان اللي اتفقنا عليه ، انصدمت ...





كان فيه سيارة ثانية ... أعرفها زين ....

سيارة ما ركبتها من سنتين ...

و صاحبها شخص ... ما شفته من سنتين ... و لا أبي أشوفه أبدا ....







حسيت أنها حفرة و طحت فيها و ما قدرت أطلع ، بسام وقف السيارة جنب سيارتينهم ، و ماجد و رائد قفزوا

على طول للبحر ...


و أنا ... تدبّست ... و ما قدرت أنسحب ...







جت شوق لعندي تسلم علي ، و طالعتها بنظرة غضب و استياء ، و لسان حالي يقول :



- ( وش جابهم هذولا بعد ؟ )





شوق فهمت علي و قالت لي أنه صار غصبا عنها ...



ما كان عندي خيار ، ليتني قدرت أرجع ...

يا ليت ...





بعدين ، لو انسحبت ، رح يظن ( صاحب السيارة ) أن وجوده أثر علي ...

رفعت عيني للسماء ، الله يعدي الوقت بسرعة و بخير ...


و بعدها ناظرت المرأة الثانية ، اللي كانت مع شوق ...





كانت زوجة ( صاحب السيارة ) جالسة على سجادة مفروشة على الرمل ، و بيدها ولدها الصغير نواف ...

و الله يعيني عليها ...







رحنا و جلسنا معها ، و بدينا نسولف و أنا مو طايقة أسمعها ..

من بد كل البشر اللي خلقهم ربي ، هذه الانسانة أنا ما أطيقها بالمرة ... !

غصب هي ؟ ...

ما أقدر أستحملها أبدا !








- الجو حلو كثير ! ليتنا نجي كل اسبوع هنا !




قالت منال ، و ردت شوق :




- ياليت ! بس وين ؟ ! ياسر كله مشغول بعمله ، ما قدر ياخذ أجازة نسافر لنا كم يوم، اذا بغيته لازم أحجز قبل

اسبوع على الأقل !

- يعني سلطان اللي فاضي ؟ و الله ما ادري كيف صادفت فرصة نجي معكم !

يا حظك يا قمر ، زوجك يقدر يأجز وقت ما يبي !







استثقلتها ، وش قصدها يعني ؟ عشان بسام شغله حر ، و مو صاحب منصب مثل أزواجهم ؟



رديت بلهجة حادة :



- بسام بعد مو فاضي ، و الحين نبني بيت جديد و ماخذ كل وقته ... و بعدين عنده مسؤوليات كثيرة في البيت و

العيلة ، و لا يقدر يأجز أو يسافر بكيفه ...






و على هالحال ، كلما قالت شي وقفت لها برد اعتراض ، يمكن هي ما حست ، أو ما اهتمت ، بس شوق كل

شوي تناظرني ( هدّي الجو شوي ) ... !


حتى و أنا أتكلم ، عيوني ما كنت أجيبها بعينها ! أسوي حالي منبهرة بالبحر و السماء ...

ما أبي أشوفها ...





و لأني كنت اناظر البحر ... كان لابد إن عيني تجي على ... ( صاحب السيارة ) ... تلقائيا ....



و بسرعة ، أبعدها ...

أصرفها أي مكان ...

يا ليت مركبة فوق راسي عشان ما أشوف إلا السماء !









جا الجماعة من جولتهم الأولى بالقارب ، مبسوطين ، و أصروا ياخذونا معهم في الجولة الثانية ، قبل ما تغرب

الشمس ...






الفكرة كانت فكرة ياسر ، أنا طبعا ما عجبتني ، ما بغيت أركب مع ذاك الشخص في زورق واحد ، و بعد معنا

زوجته و ولده ... ؟؟ هذا اللي ناقص !






ما ابي اقترب منه مسافة أقل من عشرين متر .... ما أبي أحس بوجوده و أكون في الحيز اللي تقدر فيه أنسام

الهواء تعبر عليه و تجيني ...

ما أبي صوته يهز طبلتي ...

يا ليتني جبت معي ( سدّادة آذان ) !

أو حتى ...

سدادة حناجر أبلعه إياها !

ما كنت أبي أرطب معهم أبدا ...

لكن ، لما شفتهم كلهم راكبين ، اضطريت أركب غصبا علي ...








جلسنا احنا الثلاث في مؤخرة القارب ، و الرجال كانوا قدام ، و رائد و ماجد يتنقلوا من جهة لجهه و معهم

كورة صغيرة ...







انطلق القارب بسرعة معتدلة ، كان ياسر هو اللي يقود ، و جت الأنسام تلفح الوجوه و تداعب الرموش ، و

تشرح الصدور ...





كانت الشمس تقرأ خواتيم السورة ، قريب تودع ...



أمواج البحر كانت هائجة نوعا ما ... و كان القارب يتراقص مع رقصتها المستمرة ، فوق و تحت ...

يمين و شمال ...






شوق كانت تتأمل الموجات اللي يتركها القارب وراه ، و منال كانت تداعب طفلها الصغير ...





بعد شوي ، وقــّـف ياسر القارب وسط البحر ...




صرنا كأننا بجزيرة صغيرة ، الماء يحيط بنا من كل الجهات ، و السماء تعانق البحر عند الأفق ، الساحل

بعيد ... قرص الشمي ( يذوب ) داخل البحر شوي شوي ...






المنظر الجميل ، و وجوده هو على نفس القارب ، على بعد كم متر مني ، خلى الذكريات تدور براسي رغما

عني ....







تذكرته ، و هو يقول لي :


- ( اعتبريني موجه و عدت ، و ما بقى الا الزبد )










انتهزت فرصة انشغال الكل بجمال المنظر ، و تسللت بنظري ... و القيت نظرة خاطفة عليه ...




كان جالس على يسار ياسر ، و بسـّـام على الطرف اليمين ، كانوا يتكلموا و يضحكوا ...



صوت المحرك اللي غاب – بعد ما وقف ياسر القارب – عطى فرصة لصوته أنه يوصلني ...

جهور و رنان و واضح ... مثل ما كان ...





يا ليت ياسر يشغل المحرك مرة ثانية ، ما أبي أسمع صوته ، ما ابي أشوفه ، ما ابي أكون و هو بمكان واحد ....




شحت بوجهي بعيد ، و على وسع البحر و السماء ، ضاق صدري ... الكل كان مبسوط و أنا كنت أبي بس يمر

الوقت بسرعة ، و أرجع لبيتي ....



آه يا بيتي ...











رائد ، و هو يلعب – يسوي حاله يقود – ما ادري اش سوى و ضرب بالمحرك و انكسر شي منه بدون

قصد ...



جا ياسر يبي يشغل المحرك ، ما اشتغل ...


كرر المحاولة مرة و ثنتين و عشر ... دون فايدة ....


المحرك تعطل ، و احنا علقنا في وسط البحر ....






تسعة أشخاص ... على قارب صغير يتأرجح على الموجات الغاضبة ، وسط البحر




ما كان في القارب أية مجاديف ، و المسافة بيننا و بين الساحل ، مو قصيرة ...


بدا التوتر يسود الأجواء ، بدل الانبساط و المرح اللي كانوا قبل شوي ..








ياسر مازال يحاول و المحرك عنيد ...

إش يصير لو ظلينا كذا ....؟؟؟





الشمس ، كانت تنذرنا بالرحيل الموشك ، لازم نرجع الساحل و إلا ...





بعد مدة ، و ياسر و البقية يحاولوا يسووا اي شي بالمحرك ، و بعد ضربات متكررة ، كسر ياسر منه جزء ثاني

، ما ادري وش صار له و فجأة اشتغل ....







اشتغل المحرك ، و انطلق القارب فجأة بسرعة مذهلة ، بأقصى سرعة يقدر عليها ...

اهتز و كلنا اهتزينا معه ، و الأولاد طاحوا و تعوروا ......





حاول ياسر يخفف من السرعة ، لكن المقود المكسور ، و المحرك الخربان عصوا الأوامر ...



بدا كل واحد يصرخ من جهه ، ( وقفوه ... وقفوه ) ، و القارب منطلق بلا مبالاه مصر يكمل مشواره


للآخر ....







أي شي يطلع قدامنا رح نصطدم به ، و تكون العواقب وخيمة ...


و هذا الـ ( أي شي ) ، كان قارب كبير مهجور ، عايم وسط البحر ...







صرنا نقترب من القارب ، و لا نقدر نروح يمين و لا شمال ، و قاربنا ( مفلوت من غير فرامل ) ....




ترافعت الصرخات ، و وقفنا كلنا مرة وحدة ، و اهتز القارب و اختل توازنه ، و اللي قدر يمسك بشي مسك ، و

اللي ما لحق ... طار ...







عرفنا أن حنا رايحين فيها لا محالة ، و الضوء الأحمر توهج قدامنا ... و دقت أجراس الخطر ... و كل ٍ علق

يده عند قلبه ...







- اقفزوا كلكم ... بسرعة .......





صرخ ياسر صرخة النداء الأخير ... و فزعنا الفزعة الأخيرة ...





ما اذكر ... إش اللي صار بالضبط ...


الفزع و الذعر اللي عشته ، كان أعظم من انه يسمح لذاكرتي أنها تسجل تفاصيله

أو حتى تلحق تشوف تفاصيله ...










أذكر ، أني كنت أشوف القارب العائم يقترب ... و أن قاربنا كان يتأرجح بعنف ...


ما اذكر ، من اللي قفز ... و إذا كان أحد قفز أو لا ... بس أذكر ... أن سلطان كان بعده واقف ....










- سلطان اقفز ....





قلت له بفزع ، و التفت سلطان لي ، و جت عيني بعينه ...



- اقفز يا سلطان بسرعة ...





ما اذكر ، كيف كانت تعابير وجهه ، اظن كان مذعور ؟ لا ... كان يبتسم ؟ تهيأ لي أنه ابتسم ... أو يمكن

اختلطت علي الأمور ...






ما عاد بيننا و بين القارب إلا ثواني ...




كأني سمعت صوت بسـّـام يناديني ؟؟؟




- قمر ... يا قمر ... انزلي ...




خلاص ... القارب الثاني قدّام عيوني على طول ...


خلاص رح نصطدم به ...


خلاص هذه النهاية ...






صرخت ... بكل قوة الصراخ اللي سمح بها الكون تطلع من حنجرة بشر ...

صرخة زلزلت الأرض ، و هزت البحر ، صدعت السماء و دوت الكون ...





- اقفز يا ســـــــــــلــــــــــــطـــــــــااااااااان
























فجأة شفت روحي وسط الماء ، داخل في عمق البحر ... شوي و أختنق ...

بلعت ماء كثير ... و انكتمت انفاسي ...





سبحت لفوق لين وصلت سطح الماء ، هجمت الأنفاس على صدري بقوة ...






طالعت صوب القارب ، شفته و نصه غارق و نصه طافي ، و بعده يمشي صوب القارب الثاني ، و سلطان

واقف فوقه ....






- سـلـطـان ... سـلـطـااااان ... ســـلـــطــــــــااااااااااااان ....




*
* *
*




التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة