[المتأمل]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله

.. ترقب الفتاة فارس الأحلام بعين يرتسم الأمل فيها .زتحيط بها غشاوة من المثاليات بعيدآ عن الواقع المشاهد فتتخيل وتتمنى الأمنيات وتبلغ بها الأحلام الوردية عنان السماء فتسير فوق غمامة بيضاء فكلما تقدم لها خاطب تراجعت لماذا؟؟

لم تكتمل الشروط؟
هذا فيه كذا؟
وهذا ينقصه كذا؟
ويتقدم لها من يرتضى في دينه وخلقه ولكنها تعيده كسير الخاطر مهموم النفس لقلة ذات اليد أو لنقص في تعليمة أو لزيادة سنتيمترات في طوله فتستمر في الرفض فترد حاضرآ وتحلم بغائبآ, ويسير بها قطار العمر يأخذ أيامها ويسري بلياليها , تفيق المسكينة فأذا بمن في سنها قد أنجبن وأصبحن ربات بيوت وأمهات أطفال وهي لاتزال عندرأيها باية عند شروطها مصرة على مطالبها.
سنوات تمر ويحول الربيع الى الخريف والنظرة الى الشحوب فاذا سيل التنازلات يقبل فترضى بمن هو أقل دينآ وخلقآ وتعليمآ , وسنوات أخرى فاذا بها تتنازل عن أمور أكبر.
وماذاك كله أنها في أول الأمر لم تطع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : أذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه.)
والرسول أختي الكريمة قد جمع لك في هذين الشرطين أهم مقومات الحياة الزوجية السعيدة الدين والخلق وهما أمران متلازمان لتكوين حياة مستقرة , ترفف السعادة فوقها وتنثر المودة عطرها.
وسبرت حلم فتاة الأحلام فوجدت أن جميع الشباب في مرحلة الزواج أحوالهم المادية متقاربة ومرتباتهم الوظيفية متدنية , لم يتقدم شاب لايتجاوز الخمسة والعشرين من عمرة يملك الملايين أو بمرتبة وزير, كثير من الشباب يقدم على الزواج وهوا طالب لايملك من حطام الدنيا شيئآ ولا ضير في ذلك ولم نسمع أن طالبآ تزوج ومات من الجوع هو وزوجته بل أنها ربما كانت مشجعة ومساعدة له في أتمام دراسته وأمثاله الواقع في هذا كثير.
والبعض يؤكد أن من أسعد سنوات زواجه هي سنوات التحصيل بجوار زوجته تعينه وتشد أزره.
بقى أختي أن يكون الأمر واقعآ في نظرك بعيدآ عن الأحلام فلا تبحثين عن المضاهر البراقة ولاتجري خلف سراب المادة أذا جاءك من ترضين دينه وخلقه فلا تترددي ستبنين معه طريق الحياة , نعم طريق الحياة وتستقرين وياه لاتترددي لقلة ماله وجاهه كثيرات جمعن المال ولبسن الذهب ولكنهن لم يرن السعادة ولم يلبسن المودة ...

ألبسك الله لباس التقوى وبلغ نفسك ماترضى..

وتقبلوا تحياتي