كلمات في نصرة دولة العراق الإسلامية
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومَن والاه.
أما بعد /
فنهنئُ إخواننا المجاهدين في العراق بانتصاراتهم وما منّ الله به عليهم من النكاية العظيمة في جيوش الصليب التي أمست تترنح آيلة للسقوط بحول الله تعالى وقوته، وما أجرى الله على أيديهم من أسباب سرور أمتنا ونهضتها وإحياء معاني العزة والكرامة فيها، فجزاهم الله خيرا.
ونجدد التهنئة لهم وللمسلمين جميعا بتأسيس دولة الإسلام في العراق، أعزها الله وقواها وحماها وبارك فيها.
ونسأل المولى الكريم عز وجل أن يجعلها عزاً وسنداً لجميع المسلمين، ومأوى للخائفين، وملاذاً للضعفة المعوزين، وأنساً للثكالى، وثِـمالاً لليتامى وعصمة ً للأراملِ.. آمين آمين.
ثم أما بعد/
فإنه قد كثر تساؤل الإخوة عن بعض المسائل المتعلقة بإعلان الدولة، وأورد بعضُ الناس إيراداتٍ وتشكيكات حولها، وإخواننا المجاهدون في دولة العراق الإسلامية -أعزهم الله ونصرهم- في شغل بجهاد أعداء الله وبالعمل في الميدان، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، ونصيبُ الكثيرين من غيرهم الكلامُ، {فضّل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة}.
فاستخرتُ الله تعالى أن أكتب في هذا الموضوع بعض التوجيهات والوصايا لإخواني المسلمين المحبين، وبعض التوضيحات التي أراها مهمة، نصحا للمسلمين وذبّـاً عن إخواننا المجاهدين ودولتهم الفتية، ومساهمة في إزالة بعض اللبس الذي حصل عند بعض المحبّين بخصوص هذا الحدث الكبير. وأسأل الله الإعانة والتسديد، وما أكتبه هو رأيي ونظري، استوجبه سؤال الإخوان والحاجة إلى البيان والتوضيح للمحبين ولعموم المسلمين، فإن أصبتُ فمن الله تعالى وبتوفيقه، وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان، وأنا راجعٌ عنه متى تبيّن لي خطؤه، نسأل الله أن يقينا الزلل ويعصمنا وإخواننا من مضلات الفتن.
ـــ
اللقب والعنوان :
فأول ما أود تنبيه إخواني إليه هو أن هذا الاسم "دولة العراق الإسلامية" هو لقبٌ لهذا الكائن السياسي والاجتماعي للمجاهدين والمسلمين أهل السنة في هذا القطر من بلاد الإسلام، فينبغي ألا يغيب هذا عنا، فإذا تقرر أنه لقبٌ فهو اسم وضعيّ اصطلاحي، وضعه إخواننا القائمون على هذا الأمر الذين هم أهل الحل والعقد بالنسبة إليه، فلا مشاحّة إذن.!
وبناء عليه ، فلو قائل قائل : لماذا هذا الاسم على الخصوص؟
فنقول : هذا اجتهاد إخواننا واختيارهم ، ولكن لماذا هذا اللقب بخصوصه دون "الدولة الإسلامية في العراق" مثلا ، أو "الإمارة...الخ" أي لماذا لم يسمّوها "إمارة" واختاروا تسميتها "دولة"؟ فهذا سؤال جيدٌ وغيرُ منكرٍ ، لكن لابد أن نعرف أن هذا كله مقام اجتهادٍ ، وأن إخواننا قد اختاروا ما رأوه مناسباً، بعد الدراسة والمشاورة واستفراغ الوسع في النصح لله ولرسوله ولدينه وللمسلمين، نحسبهم كذلك، فما بقي إلا أن يقول القائل : كان الأولى عندي تسميتها كذا مثلا.. فهذا له، ولا يمنعه أحدٌ من ذلك من حيث هو، إلا أن يصل إلى حدّ المشاغبة والتشويش وإحداث فتنةٍ فيمنَـعُ!!
ومع ذلك فمن الحصافة التنبّه إلى أن إخواننا لهم مزية المعرفة ببواطن الأمور وعميق الظروف والمعطيات على الأرض، فأصول المعاملة تقتضي التسليم لهم اجتهادهم في هذا ما لم يخالف قطعياً في الدين أو ما قاربه، والحمد لله.
وإذا كان الأمر كذلك فقد انحصر الاختلاف في الرأي في اللفظ، وهو اختلاف لا يضر إن شاء الله.
ومع أن لفظ الإمارة له ما يرجحه من النظر ..
فللفظ الدولة أيضا مرجحاتٌ ، ولعل إخواننا لاحظوا أن لفظ "الدولة" أنسب للثقافة السائدة، وأوقع في الظرف السياسيّ الحاليّ للعراق وللمنطقة، وأقرب لإحداث التأثير السياسيّ المطلوب، أو غير ذلك، فرجّحوه بمرجحاتٍ خفي بعضها على البعيد.!
فعلى كل حالٍ ، فإن الذي ينبغي أن نعتقده هو كما قدمتُ : أن هذا هو اسمٌ ولقبٌ، وأن النظر إلى المعاني والحقائق هو المتعين دائما، ثم يُصحََح اللفظ ليصدُق على المعنى ويناسبه بحسب الإمكان، وفي ذلك مجالٌ للاجتهاد دائماً.
ومثل لقب الدولة لقبُ "أمير المؤمنين" :
وهو لقب أمير هذه الدولة ورئيسيها، وهو وليّ الأمر والسلطان في هذا الكيان السياسيّ "الدولة".
فهذا اللقبُ هو اجتهاديّ، وهو اسم رئيس هذه الدولة كما قلنا.
وليس المراد منه أنه الإمام الأعظم والخليفة الذي انعقدت له بيعة من عموم المسلمين أو من أهل الحل والعقد منهم، أو تغلب على بلاد الإسلام حتى سُـمّي أميرَ المؤمنين، بالمعنى الذي هو للإمام الأعظم والخليفة.
بل هذه التسمية هنا هي لقبٌ لأمير هذه الدولة.
وهنا يقال كما قيل في لفظ الدولة والإمارة : لعل إخواننا رجّحوا اختيار هذا اللقب دون غيره، لمرجحات رأوها وخفيت علينا نحن البعداء، وإن كان بادي الرأي عندي أن اختيار غيره أولى وأحسن، وقد قلتُ رأيي هذا حتى في أمير المؤمنين الملا محمد عمر حفظه الله، من قبل.
فلعل الأحسن كان هو تسميته : أميراً (الأمير) ، بدون إضافة للمؤمنين، حتى يكون المعنى المتبادر الواضح : أنه أمير هذه الدولة، لأن التسمية بــ "أمير المؤمنين" توهِــم أنه الإمام الأعظم، وتوهِم أن إخواننا ربما يعتقدون فيه أنه كذلك! لما استقرّ في عُرف المسلمين مِن لدن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن هذا لقب الإمام الأعظم الذي هو الخليفة.
فإذا انضاف إلى هذا أنه –حفظه الله وسدده- قرشيّ حسينيّ ، فقد قويَ الإيهام.!
ومع أن الأمر بحمد الله واضحٌ من أدبيات الإخوة وإصداراتهم لمن صفا وأراد الخير، فليتَ الإخوة أيضا يوضحون هذه الأمور أكثر مع الفرص إن شاء الله، والله الموفق.
ـــ
النواة (
نواة دولة الإسلام الكبرى والخلافة الراشدة) :
الذي نعتقد أن إخواننا قصدوه وأرادوه –أعزهم الله وسددهم ونصرهم- هو أن تكون هذه الدولة هي نواة وبداية تأسيس لدولة الإسلام الكبرى وللخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فهذه الدولة إذن هي نواةٌ وبداية، تجمع أهل الإسلام أهل السنة في هذا القطر والإقليم والناحية من بلاد الإسلام، وهي العراق وربما ما جاورها بحسب الإمكان، وتذوب فيها كياناتهم الصغرى وجماعاتهم ويحصل لهم بها القوة والمنعة والعزة، فينطلقون للمراحل القادمة ومواجهة ما فيها من تحديات جسامٍ.
وبلغنا عن إخواننا أنهم استبقوا بهذا الإعلان والإنشاء بعضَ ما يُـحذر..!
وأنهم كانوا في موقف فرصةٍ مواتية يرونَ أنهم إن لم يستغلوها فاتت وضاعتْ.
وأنهم يرون أن الحاجة شديدة جداً لإيجاد كيانٍ بهذا الشكل.
ويرون أن عندهم من الأرض والجمهور ما يمكّنهم من التأسيس والإعلان.
وأنها بكل حالٍ نواةٌ كما قلنا وهيكل وقالبٌ يُرادُ له أن يجمع أكثر الناس أو كلهم بانطلاقةٍ كبرى وقفزة، ثم بالتدريج.
والشاهد يرى ما لا يرى الغائب، وهم أهل الثقة والأمانة والقوة، نحسبهم كذلك والله حسيبنا وحسيبهم.
والحاصل : أن "دولة العراق الإسلامية" هي دولة للمسلمين في هذا المِـصر من بلاد المسلمين، أعني العراق بمعناه المعروف اليوم وربما ما حوله بحسب الإمكان، وليس المقصود منها الآن أنها دولة الإسلام الكبرى (الإمامة العظمى والخلافة)، فإن هذا لايزال مبكراً، بحسب ما يعطيه النظرُ والاجتهادُ، والله أعلم، وأن أمير هذه الدولة لقبه "أمير المؤمنين" ، وأن هذه الدولة هي نواة –إن شاء الله- لدولة الإسلام الكبرى والخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وأنها خطوة مرحلية، قابلة للتطوير والتعديل والترشيد بحسب الاجتهاد، على وفق ما يتطلبه النظر السياسيّ الشرعيّ على قاعدة التقوى والنظر لمصلحة الإسلام والمسلمين.
والله الموفق..
نسأل الله أن يبارك فيها ، اللهم إنه لا غنى لنا عن بركتك يا رب العالمين.. آمين
ـــ
ماهية البيعة :
وماهية البيعة لهذه الدولة المباركة إن شاء الله ، ولأميرها حفظه الله وسدده، أنها بيعة شرعية على أساس أنه أمير للمسلمين في هذا القطر وهذا الإقليم، وحكمها –والله أعلم- على حسب ما بلغنا من معطياتٍ على الأرض : أنها كبيعة الإمام الأعظم في سائر الأحكام، إلا أنه ليس بإمام أعظم، أي ليس إماما لكل المسلمين، بل هو إمام وأميرٌ للمسلمين في قطره وتحت سلطانه.
وخلاصة هذا المبحث أنه يدخل تحت ولاية "أمير المؤمنين" في "دولة العراق الإسلامية" صنفان :
الصنف الأول : مَن كان من المسلمين في تلك البقعة وممن يطوله سلطان هذه الدولة، بالقوة والغلبة، وهذا هل يعمّ كل أحدٍ في تلك البلاد؟
الجواب والله أعلم أن هذا مبنيّ على شيئين :
الشيء الأولى : حصول البيعة لهذه الدولة ولأميرها من أهل الحل والعقد في هذا القطر، والمقصود أكثرهم، بحيث يقوم بمثلهم الأمر وتجتمع كلمة الأكثر.
الشيء الثاني : حصول الغلبة بالقوة المادية (العسكرية والسياسية الاجتماعية العصبية) بحيث يخضع لها أكثر الناس في القطر والإقليم، فيلزم الباقين الخضوعُ لها شرعاً والدخول تحت سلطانها ويحرم عليهم الخروج عنها، من جهة أن الخروج حينئذٍ فيه نفس المفاسد التي حرّم من أجلها الخروج على الأئمة، وقد صرّح أهل العلم بمثل ذلك ونصوا عليه، وطبقوا حديث "من أتاكم وأمركم جميعٌ..." وغيره على مثل هذا الواقع بل على أقل منه بكثير جداً، كما لو استقام لأهل النواحي والبوادي إمارة واجتمعوا على عالم أو قاضٍ أو سيد قبيلة ونحوه في أزمنة التياث الظـُلـَم.!
قال الشيخ أبو المنذر الساعدي فرج الله عنه في كتابه وبل الغمامة في بيان أحكام الإمامة :
"فإن قيل : كيف تستدل بأحكام الخليفة على الملا محمد عمر وهو ليس خليفة المسلمين جميعاً، وإنما غاية أمره أن يكون أميراً مسلماً على بقعة من أرض الإسلام؟
فالجواب : نعم هو ليس خليفة لكل المسلمين، ولكنه في القطر الذي يحكمه يأخذ أحكام الخليفة في شروطه وطريقة تعيينه وغير ذلك من الأحكام التكليفية والوضعية.
قال ابن ضويان الحنبلي في منار السبيل : [قال في الغاية : ويتجه : لا يجوز تعدد الإمام ، وأنه لو تغلب كل سلطان على ناحية كزماننا فحكمه كالإمام]منار السبيل 2/353
وقال الإمام الصنعاني في شرح حديث أبي هريرة الذي رواه مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : {من خرج عن الطاعة ، وفارق الجماعة ، ومات فميتته ميتة جاهلية}قال :[عن الطاعة : أي طاعة الخليفة الذي وقع الإجماع عليه، وكأن المراد خليفة أي قطر من الأقطار، إذ لم يجمع الناس على خليفة في جميع البلاد الإسلامية من أثناء الدولة العباسية، بل استقل أهل كل إقليم بقائم أمورهم ، إذ لو حمل الحديث على خليفة اجتمع عليه أهل الإسلام لقلَّت فائدة الحديث] سبل السلام 3/1627 ط دار الفكر
وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب التميمي : [الأئمة مجمعون من كل مذهب على أن من تغلب على بلد أو بلدان، له حكم الإمام في جميع الأشياء، ولولا هذا ما استقامت الدنيا، لأن الناس من زمن طويل قبل الإمام أحمد إلى يومنا هذا ما اجتمعوا على إمام واحد، ولا يعرفون أحداً من العلماء ذكر أن شيئاً من الأحكام لا يصح إلا بالإمام الأعظم]الدرر السنية 7/239
وهذا الجواب تحتاج إليه في كثير من مباحث الإمامة، فكن منه على ذكر وأنت تقرأ هذا الكتاب، والله الهادي إلى صراط مستقيم."اهـــ
وما يقال في إحدى الإمارتين يقال في الأخرى فهما أختان.
والإمامة العظمى بعد ذلك لعلها تتقرر بشكل أكبر من الفرصة للاختيار، وفرصة أكبر لاجتماع أهل الحل والعقد على مستوى الأمة، أو غلبةٍ يُذعِن لها الناس.
والله أعلم، وهو وليّ التوفيق سبحانه وتعالى.
والصنف الثاني ممن يدخل تحت ولاية أمير المؤمنين في دولة العراق الإسلامية : من دخل فيها اختياراً وبايعَها طوعاً، فإننا إذا قررنا أنها ليست إمامة عظمى، فإنه لا يجب على عموم المسلمين في جميع الأقطار بيعتها كما يجب في حال الإمامة العظمى، وحينئذٍ فلو بايعها مسلمٌ في قطرٍ بعيدٍ مختاراً، فإن البيعة تلزمه، فهذا لزومٌ بالشرط لا بالشرع. والله أعلم
بقي أن يقال : هل هذا جيدٌ مستحسنٌ؟
فالله أعلم، ولا يبعُــد ذلك لمَن لم يكن له إمارة خاصة في إقليمه وناحيته.
ـــ
موقع التنظيمات :
وأما التنظيمات فقد بين الشيخ أبو حمزة في خطاب إعلان البيعة للدولة أن تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، ومجلس شورى المجاهدين بما يضمه من تنظيمات، قد حُلّت وذابت في الدولة، فهذا واضحٌ، والحمد لله.
وأما التنظيمات الأخرى (الجماعات) العاملة في الساحة العراقية، فهي مدعوّة بقوة الآن للدخول في دولة العراق الإسلامية، ونحن نأمل في ذلك ونرجوه وننتظره، فإن هذا الاتحاد قد صار اليوم بعد نشوء الدولة آكد وأشد مطلوبية من كل وقت مضى، وإن كثيراً من التعللات التى كانت في السابق قد ضعُفت أو زالت.!
فالقيادة عراقية، والدولة مستحوذة على أكثر قواعد المجاهدين، واجتمع عليها أكثر أهل التأثير في البلد فيما نرى وفيما بلغنا (أعني من أهل السنة وأنصار الجهاد منهم)، وواقع المرحلة لا يسمح بأي تفرّق أو تأخير للاتحاد، والمنهج بحمد الله واضحٌ ، وخطابات الشيخ أبي حمزة أبانت عن تكامل منهج ورصانة فكر وقوة نظر وسلامة صدور، نحسبهم كذلك.
ولعل من المستحسن أن نذكر أن دخول أي تنظيم أو جماعة في الدولة يحتمل صورتين :
إما حلّ التنظيم وذوبانه بشكل تامّ في الدولة، وهذه هي الصورة الأكمل.
وإما دخول التنظيم بشخصيته التنظيمية (الاجتماعية) في الدولة، بحيث يبقى تنظيما داخل الدولة، فهذا محتملٌ ، وينظر إخواننا في ذلك، وهل يناسب أو لا، لأنه يختلف من حال إلى حال.
والله الموفق.
ومثال هذه الصورة الأخيرة تنظيم القاعدة (الأصل) في أفغانستان وباكستان، فإنه تنظيم متكامل مستقل وإن كان داخلا تحت إمارة أمير المؤمنين الملا محمد عمر حفظه الله.
وعلى إخواننا في دولة العراق الإسلامية أن يتنازلوا قدر الإمكان ويتواضعوا لإخوانهم إلى أقصى حدّ، ليشملوهم معهم، ويعرفوا للسابقين سابقتهم، ويعرفوا لأهل الفضل والمكانة فضلهم ومكانتهم، وينزلوا الناس منازلهم، ويتألفوهم، فإن الشريف غير عامة الناس، وأهل السابقة والتاريخ والتأسيس يحتاجون إلى أن يطمئنوا إلى أنهم يضعون أيدهم في أيدي إخوانهم على كامل اطمئنان وأنس.
والناس تتفاوت في الدين والتقوى والصدق والإخلاص تفاوتاً عظيماً أكثر مما تتفاوت في ظواهر الأمور، فأهل الدين الكامل والتجرد الكامل يُوكلون إلى دينهم ويكفيهم، ومَن دون ذلك من المؤمنين قد لا يكفيهم، وفي كلٍ خيرٌ، والفضل لله يؤتيه مَن يشاء.
توصية وتحذير :
ونوصي إخواننا في دولة العراق الإسلامية ومَن أحبها وعاضدها من سائر المسلمين، أن يعذروا مَن أبطأ عن الدخول معهم وتريّث أو كان له رأيٌ حتى يطمئن أكثر وحتى يرى ما لا يمكنه معه الانفراد، فإنكم ستجدون هذا في الناس لا محالة.!
وقاعدة النجاح في مثل هذا هي : أن تصلح نفسك أنت أولاً، وتُري الناسَ أنك أنت الأصلح والأفضل، والأحق والأولى شرعاً وسياسةً، وذلك من خلال قوتك في كل المجالات : الدين والتقوى والصلاح، والعلم والاستعداد والكمال المعنوي، وفي القوة المادية عسكرية وغيرها، والقوة الاجتماعية ومحبة الناس واجتماعهم، وغير ذلك.
فإذا كنت أنت الأقوى والأفضل ، فإن المستقبل لك، ولا يضرّك بعضُ مَن تخلف، ولو كثروا.
وأما الفتوى فهي هنا تتبع الحال والواقع كما أشرنا : فإن كان قد تحقق اجتماع أكثر أهل التأثير والقوة لهذه الدولة حتى يُـعدّ الخارج عنها المنفرد المفارق لها مفسداً شاقا للعصا مضعفا للمسلمين فاتّـاً في عضدهم مضيّعاً لهم... أمكن أن نقول بوجوب البيعة لها والدخول تحت سلطانها وتحريم الانفراد عنها.
وعليه فنحذر شبابنا المحبّين -سددهم الله ورعاهم- من التسرّع في الأحكام على الناس في هذا الأمر، والتسرّع في تطبيق الأحاديث الواردة في الخروج على جماعة المسلمين وأحاديث عدم البيعة ونحوها.
فإن هذه مسائل يقع فيها الالتباس، ويختلف فيها الاجتهاد بحسب الوقائع والأحوال، ويحتاج تنزيلها على الوقائع إلى نظر أهل الشأن وأهل العلم.
والله وليّ التوفيق، نسأله عز وجل أن يهدينا ويسددنا وجميع إخواننا.
شبهـات وردود :
هناك مجموعة من الشبهات والإيرادات سمعناها وقرأناها على تأسيس وإعلان هذه الدولة، يوردها بعض الإخوة الصالحين عن تساؤل وحسن نية، أو المغرضون ممن "لا يقصّرون في ذمي ومنقصتي" ولا يألون المجاهدين خبالاً، أو بعضُ من يقال فيهم : وظلمُ ذوي القربى أشدُّ مضاضة...!
وأذكر بعض هذه الإيرادات وننظر فيها بما يفتح الله ، وهو سبحانه ولي التوفيق :
ــ يقولون :
لا يوجد أرضٌ تُقام عليها الدولة :
وجوابها المنعُ ، بل الأرض موجودة، أو على الأقل فإن إخواننا في "دولة العراق الإسلامية" وهم قوة كبيرة مؤثرة في الساحة يرون أنه ثمتَ أرضٌ قابلة لتأسيس دولة، وأن معنى الأرض نسبيّ إضافيّ، وعندنا بالنسبة إلينا وإلى حالنا منه ما يكفي.
الأنبار وما أدراك ما الأنبار، وهي قاعدتها، وأجزاء أخرى حولها وقريبا منها.
ثم هذه غايتها أنها مسألة اجتهادية محتملة، والظاهر إن شاء الله أنها لا تنهض للخلافِ والمشاقةِ.!
وبعضهم يستصغر هذه الأرض، فيقال له : هي أكبر بكثير من الأرض التي أقام عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم دولته في يثربَ المدينة النبوية.
وغيرُ بعيد عن أهل التوحيد قصة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وكيف أقام دولته في "الدرعية" وهي في حجم قرية من قرى الأنبار.!
وبالجملة فقد قلنا إن الأمر نسبيّ ، ولا يستقل بالحكم ، وإنما يقوى اعتباره وتأثيره أويضعف بضميمة غيره من العوامل أو عدمها.
ــ
تقسيم العراق :
فيقولون إن إعلان هذه الدولة تقسيم للعراق أو "شرعنة" –كذا- لتقسيمه، أو "تكريس" لهذا التقسيم..!!
وهذه شبهة ساقطة، لولا أن بعض المنتسبين إلى الإسلام والدين ذكرها، وإنا لله وإنا إليه راجعون، لما خطر بالبال إيرادها والرد عليها، وحسبنا الله ونعم الوكيل.!
وقد أشار الشيخ أبو حمزة حفظه الله إلى الردّ عليها في خطاب إعلان البيعة للدولة بما حاصله السؤال : وهل كان تأسيس النبيّ صلى الله عليه وسلم دولته في المدينة تقسيما (بالمعنى المذموم في نظر قائلي هذه المقالة) لجزيرة العرب وللمجتمع العربيّ؟!
ويمكن أن يضاف إليه استدلالاتٌ أخرى نسجاً على منواله، يُستأنَس بها، وتفيد أن ما فعله إخواننا في دولة العراق الإسلامية ليس بدعاً في أفعال أهل التوحيد والعلم والفضل والجهاد، كما أشرنا إلى دولة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، مع أن الدولة الإسلامية الجامعة كانت يومها في زمنه قائمة، على قول الأكثرين، أو بحسب الظاهر والرسوم على الأقلّ، فكيف بنا اليوم ولا دولة للإسلام جامعة على الحقيقة ولا حتى في الظاهر والصورة، وإنما يحكم بلادَ المسلمين دولُ الزنادقة والمرتدين الذين مزقوها بكل معاني التمزيق، وهذه العراق والشام كلها تحت أيدي الكفرة.؟!
وذلك فصلٌ يطول..!
ثم ما ميزان التقسيم في ديننا وأمرنا نحن المسلمين؟
فليقسّم العراق وتقسّم الدنيا كلها إذا كان لابد من التقسيم، حتى نقيم لنا دولة ننطلق منها لتوحيد العالَـم تحت راية التوحيد..!
وأي وحدةٍ للأرض يرجوها ويفرح بها هذا القائلُ لهذه المقالة تحت راية الردّة والرفض وهيمنة الصليبِ؟!!
سبحانك هذا بهتان عظيم.!
ومن العجائب والعجائبُ جمة في زماننا أن بعض المنتسبين إلى العلم والدعوة إلى الله يقول للناس إنه يرفض تقسيم العراق ولو كان إسلامياً!!
وهذا خطأ فاحشٌ، ربما حمل عليه هوىً وتعصّبٌ خفيّ لقومٍ أو منافرةٌ لآخرين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم.!
ألم يعلم أن محمداً فرقٌ بين الناس؛ فرّق بين الحق والباطل وفرّق بدين الله الذي جاء به بين المرء وأخيه وبين الابن وأمه وأبيه وبين أهل الوطن الواحد؟!!
والحاصل أن هذه الشبهة ما هي إلا لوثة من لوثات الفكر الجاهلي المعاصر، فكر الوطنية الضيقة، التي هي في الحقيقة "وثنية" جديدة، وفكر القطرية والقومية، ونتيجة للائتسار لصنائع الغرب الكافر الذي أملى علينا حدوداً وتقسيماتٍ، وأسس لنا مشارع ووضع لنا شرائع، قاتله الله وأخزاه.!
وأما نحن فقد كفرنا به وبما جاء به، وآمنا بالله وحده واتبعنا رسوله صلى الله عليه وسلم، فالحمد لله رب العالمين.
ــ
الافتئات :
وهي من أقوى ما يورده بعض الطيبين من إخواننا، فيقولون : إن إعلان الإخوة الذين أسسوا هذه الدولة وأعلنوها، وهم جماعة مجلس شورى المجاهدين وعلى رأسهم القاعدة، ثم مَن دخل معهم في حلف المطيِّبين، ثم بعض مَن وافقهم ودخل معهم بعد ذلك من قواعد وأجنحة بعض الجماعات الأخرى، هم ليسوا كل أهل الأمر، ولا يمثلون الجميع، وليس لهم الحق في هذا الإعلان دون موافقة بقية الفصائل والجماعات العاملة في الساحة.
والجواب على هذا أننا علمنا من إخواننا أن الأكثرين معهم، مع قواعد المجاهدين، ومن رجال العشائر، ومن عامة الشعب من أهل السنة في الأنبار وما جاورها من معاقل أهل السنة وعقر دارهم، بالإضافة إلى كونهم هم (أعني إخواننا في مجلس شورى المجاهدين ومَن دخل معهم) أكبر وأقوى الجماعات والفصائل.
فإذا كان هذا أو ما قاربه صحيحاً ، فلا افتئاتَ..!
والواقع سيبيّن ذلك ويوضّحه مع الأيام إن شاء الله.
ثم ما العمل؟ وماذا يعمل السياسيّ والقائد في ميدان الصراع؟!
أيترك استغلال الفرص المتاحة لاجتماع القوى والطاقات الفاعلة أكثرها أو كثير منها، ويبني عليها ويسعى في تطويرها وتكميلها؟ أو يركن للقعود والانتظار حتى يجتمع كلُّ الناسِ؟
ومتى كان الناسُ كلهم (أو ما يقاربُ كلَّهم) يجتمعون على مثل هذه الأمور؟!
وهذا عندكم المثال أمام ناظريكم قرابة أربعة سنين، ولو أرادوا أن يجتمعوا في تنظيم واحدٍ حتى قبل إعلان الدولة لفعلوا..!
إن الغالب في سنة الله في خلقه في مثل هذا أن الناس لا يمكن أن يجتمعوا على اختيار، بل لابد أن تقوم طائفة منهم قوية ذات جلد وتتهيأ لها أسبابٌ، فتتقدم لإبرام هذا الشأن وتأسيسه، ثم ينقسم الناس آنيّـاً؛ فمنهم من يسارع إلى متابعتهم ومبايعتهم، ومنهم من يتأخر ينتظر ويستأني، ومنهم من يجادل ويماحل ويحاول أن يكون له شِركٌ في الأمر وينازع فيه، ومنهم ومنهم...!
حتى تستقر الأمور على ما يقدره الله عز وجل.
والتوفيق بيد الله وحده عز وجل، والموفق المسدد مَن أعانه الله.
نسأل الله تعالى أن يبرم لأهل الإسلام والجهاد الصالحين الصادقين أمر رشدٍ وأن يعليَ كلمة الحق.. آمين
ــ
أهل مكة أدرى بشعابها :
وهي كلمة حق في الغالبِ ، لكن لطالما استُـعملت في باطلٍ، وتعاورتها أطراف الجدل ولاكتها ألسنة أهل الحيدة وقلة الإنصاف..!
ومقصود مَن يقولها هنا الإشارة إلى أن هذه الدولة هي بمنزلة دولة تنظيم القاعدة، وأنها ليست عراقية خالصة، وهذه شبهة خائرة متهالكة تشبه ما تقدم من شبهة تقسيم العراق، بل هي أختها وبنت لبانها!!
وحسبنا الله ونعم الوكيل.
والذي جاء به ديننا الحقُ هو : نصر الحق حيثما وأينما كان، وقبوله من أيٍ كان، وتحقيق المصالح وتكثيرها وإزالة المضارّ والمفاسد أو تقليلها بحسب الإمكان.
ثم تفاصيل ذلك تعرف في كل شيء بحسبه، وما أشكل منه يُرد إلى موارد الاجتهاد على قاعدة التقوى.
فكون أهل مكة أدرى بشعابها مع كونه أغلبياً، بمعنى أن غير أهل مكة قد يعرفها أكثر من أهلها أحياناً لكونه سكنها مدة واستوطنها فأتقن معرفتها مثلا ، لا سيما إذا انضاف إلى ذلك أنه سبق له دراستها ومعرفة نظرية بها وتواصلٌ ما، أو أنها تشبه أرضه وأصل موطنه وأنها قريبة منه قرباً مكانياً واجتماعياً، ونحو ذلك من العوامل، أقول : فهو (أي كون أهل مكة أدرى بشعابها) على كل حالٍ ميزة من المزايا، لها قدرها وحدّها، ولا نتجاوز بها منزلتها، وليست هي كل المزيّة، ولا هي أكبر المزايا وأعلاها درجة.
فإذا تقرر هذا فإذا عارض هذه المزية (بعد التسليم بها في حال صدقها) مزايا أخرى، فإنه يُـنظر في مجموع المزايا ويُوازَن بين الحسنات والسيئات.
وأنا على يقينٍ أن من فعل ذلك واتقى الله أنه يصل إلى الحق ويعينه الله ويسدده.!
فإذا انضاف إلى كل ما تقدم أن أمير المؤمنين وهو رأس الدولة وأميرها هو من "أهل مكة" أعني من صلب أهل البلد ومن أوسط أهلها نسباً، فهو من أدرى الناس بـ "شعاب مكة"، وأن جمهرة من معه من العاملين والقوى الضاربة، ومن أهل الرفد هم كذلك من أهل البلد، فكيف يليق بعاقل رزين أن يورد هذا الإيراد.؟!
ــ
الجهالة :
ومما يورَد أيضاً أن أمير المؤمنين، وهو أمير هذه الدولة "أبو عمر البغدادي" سدده الله وأعانه، مجهول غير معروف، كذا قال بعضهم.
فإن كان المقصود أنه مجهول للجميع فهذا باطل قطعا ، بل هو معروفٌ ولله الحمد، يعرفه أهل بغداد والأنبار وكثير من أهل المناطق المجاورة، يعرفه أهل الفضل وأهل العلم والدعوة، ويعرفه أهل الجهاد، وله سابقة في العلم والدعوة والجهاد، وشرف نسبٍ، وحكى عنه إخواننا فضائل وميزاتٍ تجعله أهلاً لهذا الأمرِ ومحلاً للثقة ولله الحمد.
وإن كان المقصود أنه غير معروف لهذا القائل لهذه المقالة، فهذا لا يضرّه وقد عرفه غيره الذين هم معظم أهل التأثير والقوة واطمأنوا إليه ووثقوا في قدرته وفضله وأهليته واختاروه أميراً.
ومَن كان من أهل السنة في العراق لا يعرفه فلا يصعُب عليه معرفته والتأكد منه والاطمئنان إلى حاله والتوثق منه.
فلمَ المجادلة؟!
وإن كان المقصود أنه غير مشهور في العراق وفي العالَـم الإسلاميّ، فهذا صحيح، ولا يضرّ، فإن الشهرة لها أسبابها المتعددة والتنوعة، وتكون بحق وتكون بباطل، ولا تلازم الصلاحَ..!
ثم الحروبُ تحدث في الاجتماع البشريّ تغييرات كبيرة جوهرية وجذرية، ويرفع الله بها (بالجهاد) أقواماً ويضع آخرين.
والحاصل أن الأميرَ معروفٌ بحمد الله تعالى عند أهل الحل والعقد لهذا الشأن، وعند وجهاء أهل البلد وكثير من عامة أهلها، ومعروفٌ عند قيادات المجاهدين وأهل العلم والدعوة، فليس مجهولاً كما قال هذا القائل لهذه المقالة، والحمد لله رب العالمين.
والله تعالى أعلم وأحكم، وهو سبحانه وليّ التوفيق.
ـــ
توصيات للمسلمين :
ــ
الصبرُ والانتظار (وعدم العجلة) :
فإن العجلة من الشيطان، والتأني من الله تعالى، فعلينا جميعا بالتثبّت والتبيّن وحسن الانتظار والصبر، والتمهل، وأن نعرف كيف نأتي كل شيء من بابه بالطريق الصحيح المحمود الذي يعطيه الفقهُ في الدين، ولذا : "مَن يردِ الله به خيراً يفقهّه في الدين".
ــ
الثقة وحسن الظن :
فإن من محاسن أهل الإسلام تآلف قلوبهم واجتماعهم على الأمانة، والثقة في أهل التقوى والصدق والبذل والجهاد في سبيل الله، وحسن الظن بهم وبأهل العلم والفضل والإحسان.
فلنتذكر هذا جيدا، ولنحسن الظن بإخواننا، ولنعلم أنهم حينما يقدمون على أمر ويختارون اختياراً فإنهم لا يفعلون إلا عن دراسة وحسن فكر ونظر ومشورة ونصح للمسلمين، ثم قد يخطئون، فيؤجَـرون أجراً واحداً، ويغفر الله لهم، وقد يصيبون ويُـوَفّقون فيتمّ لهم الأجرُ والثواب.
فلنسلّم لإخواننا اختيارهم واجتهادهم، ونحن البُعداء على مسافة آلاف الآميال علينا أن نجتهد في المعونة لهم بالثقة وحسن الظن وفي توحيد كلمة الجميع لا أن نفرّق!
والخيرُ والبركة في الاجتماع.
و
الكلمة الطيبة :
وعلينا أن نقول دائما الكلمة الطيبة التي تحبب المؤمنين بعضهم إلى بعض، والتي تجمع ولا تفرّق، والتي تُعين على الخير ولا تثبّط عنه، ولا تعين على باطل، ولا تُحدث فتنة ولا تخذيلا ولا إرجافاً، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمتْ" وقال : "الكلمة الطيبة صدقة".
قال الله تعالى : {وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم}
وقال تعالى : {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديداً يصلح لكم أعمالكم}الآية
الإكثار من الدعاء :
وهذا أقل الواجب علينا جميعا تجاه إخواننا المجاهدين وأهل السنة في العراق عامة، فلنجتهد يا إخواني –بارك الله فيكم- في الدعاء، ولا نستهِن به، فوالله إنه لسلاح عظيم جداً نملك ولا يملكه غيرنا، فسبحان الله كيف نذهل عنه!!
جهاد القاعدين :
فما تقدم هو من جملة جهاد القاعدين ممن يصدق عليهم قول الله تعالى : {ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرجٌ إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيلٍ والله غفورٌ رحيم} {فمَنْ تعجّل في يومين فلا إثم عليه ومَن تأخّر فلا إثم عليه لمنِ اتقى} والذي استجابوا لأمر الله ورسوله وفعلوا ما يقدرون عليه وما استطاعوا، ونصحوا لله ورسوله وفعلوا الخيرَ {وافعلوا الخيرَ لعلكم تفلحون} : ديدنهم كلمة طيبة ودعوة مباركة صالحة خالصة، وأملٌ ورجاء في الخير، وتبشيرٌ ورفع للمعنويات، ومحبة وإجلال لأهل الجهاد والبذل والسبق إلى الخيرات، ورحمة للجميع.
والحمد لله رب العالمين.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم..
اللهم أبرم لنا أمرَ رشدٍ وهدىً وسداد، وأصلح لنا برحمتك ولطفك شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عينٍ ، أنت مولانا ، نعم المولى ونعم النصير.
اللهم بارك لنا في دولة العراق الإسلامية .
اللهم انصرْ عبادك المجاهدين في سبيلك، وألف بين قلوبهم وأصلح ذات بينهم واجمع كلمتهم، واعطف قلوب العبادِ عليهم يا مَن قلوب العباد بين أصابعك يا رحمن يا رحيم.
اللهم وانصر أهل السنة وانتصر لهم وفرج كربهم واكشف عنهم الغمة برحمتك ولطفك يا رحيم يا ودود يا مَن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء.
اللهم واكبتْ أعداءك أعداء الدين، وشتت شملهم، وسلط عليهم الآفات والمعايب والمشكلات، واشغلهم بأنفسهم، واجعل بأسهم بينهم شديداً، واجعل تدبيرهم تدميرهم يا قويّ يا عزيز.
والحمد لله رب العالمين أولا وآخراً وظاهراً وباطناً..
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه والتابعين لهم بإحسان.
وكتبه : عطية الله
الأربعاء 22 ذو القعدة 1427هــ
الموافق : 13 ديسمبر 2006م
لتحميل
http://www.al-mobile.org/File/1167085839.rar
http://www.rogepost.com/n/5183252451
http://www.sendspace.com/file/wa8slj
http://www.openupload.com/?d=7629D444
ولا تنسونا من خالص الدعاء
إخوانكم في مجموعة الأنصار البريدية
http://www.ansar-jihad.net/