عرض مشاركة واحدة
قديم 20-10-2006, 01:52 PM   #1
لطفي

¨¤¨نائب الإدارة¨¤¨

 
الصورة الرمزية لطفي
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Nov 2005
رقم العضوية: 16277
المشاركات: 8,515
عدد المواضيع: 493
عدد الردود: 8022
الجنس: ذكر


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
لطفي is on a distinguished road

لطفي غير متصل
Lightbulb خطبة الجمعة ليوم 27 رمضان 1427 هـ ( فضل صيام رمضان وآدابه )

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بعد...





فضل صيام رمضان وآدابه


الحمد لله الذي منَّ على عباده بمواسم الخيرات، وجعلها غنيمة لهم تغفر فيها الذنوب وتكفر فيها السيئات, ويضاعف الثواب وترفع الدرجات، أحمده تعالى على جميع الإقبال والإنعام، وأشكره أن بلغنا بلطفه وكرمه شهر رمضان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أفضل من صلى وصام، وأتقى من تهجد وقام، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان.
أما بعـد: أيها المسلمون: اتقوا الله تعالى واشكروه على ما شرع لكم من العبادات العظيمة، وهيء لكم من المناسبات الكريمة، مناسبات البر والإحسان والرحمة والغفران؛ لتكون منهلاً عذباً للطائعين ليزيدوا في طاعتهم وإقبالهم على ربهم، وفرصة للمقصرين والمفرطين ليجددوا التوبة من ذنوبهم، ويفتحوا صفحة جديدة من حياتهم.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
فضل شهر رمضان

عباد الله: تعيشون هذه الأيام شهراً كريماً، وموسماً عظيماً، تضاعف فيه الحسنات وتغفر فيه الخطايا والسيئات، وترفع فيه الدرجات وتقال العثرات، إنه نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[البقرة:185].
شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، فيه ليلة خير من ألف شهر، أعطيت فيه هذه الأمة خمس خصال لم تعطهن أمة من الأمم قبلها: خلوف فم الصائم أطيب من ريح المسك، وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا، ويزين الله كل يوم جنته، وتصفد فيه مردة الشياطين، ويغفر للصائمين في آخر ليلة منه، كما جاء في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه: {من صام هذا الشهر إيماناً واحتسباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قامه إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه }، كما صح في ذلك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، وفي هذا الشهر الكريم تفتح أبواب الجنان، وتغلق أبواب النيران. وكم في رمضان من المحامد والفضائل والخيرات والبركات، فيجب على المسلمين اغتنام أيامه الغر، ولياليه المباركة بالأعمال الصالحة، وكثرة العبادة، والصلاة، وتلاوة القرآن وتدبره، والإحسان والصدقة، والدعاء والاستغفار، ونحو ذلك.


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
من آداب الصيام

أيها المسلمون الصائمون: احفظوا صيامكم عن النواقض والنواقص، وأدركوا حقيقته وأسراره، وتعلموا آدابه وأحكامه، فبعض المسلمين هداهم الله يجهل هذه الأمور، فلا يؤدي هذه الفريضة على الوجه الشرعي، فمن الناس من يقصر صومه على الإمساك عن الطعام والشراب فحسب ويطلق لجوارحه العنان تصول وتجول في المحرمات، قولاً وفعلاً، ونظراً واستماعاً، وهؤلاء قد فرطوا وضيعوا حقيقة الصوم، يقول صلى الله عليه وسلم: {من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه } أخرجه البخاري ، وقال عليه الصلاة والسلام: {فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب } أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه. وقال جابر بن عبد الله رضي الله عنه: [[إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع أذى الجار، وليكن عليك سكينة ووقار، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء، فطوبى لمن حفظ صيامه، وصانه عما يدنسه، وعمر شهره بالصيام والقيام وتلاوة الكتاب والإحسان إلى الفقراء والمساكين ]].

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رمضان شاهد لك أو عليك
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ويا سعادة من جعل من رمضان وقت تغير وتحول في حياته من المعصية إلى الطاعة، ومن البدعة إلى السنة، ومن الإصرار على الذنوب إلى التوبة النصوح.
ويا فلاح أمة عرفت ما صدره التاريخ الإسلامي من أمجاد وانتصارات في رمضان، في معارك الإسلام الفاصلة بين المسلمين وأعدائهم في بدر ، وفتح مكة ، وعين جالوت وحطين وحذت حذو أسلافها ونصرت دين ربها ورفعت راية الجهاد في سبيل الله، ضد أعداء الإسلام الذين تربصوا بالمسلمين، وغزوا ديارهم، وعبثوا بمقدساتهم!
ويا شقاوة من هتك حرمة هذا الشهر، ودنسه بالمعاصي! فنهاره نوم وخمول، وليله سهر على ما حرم الله، اجتماعات سيئة، ولقاءات فاسدة، الشهر عنده للموائد والتفنن بالمآكل والمشارب، يفطر في تناول أعراض المسلمين بالغيبة والنميمة واللمز والتنابز بالألقاب، لسانه لا يفتؤ يكذب ويظلم ويخاصم ويخوض في القيل والقال، يسمع ويبصر ما حرم الله، يستثقل الصيام، ويستطيل الأيام، فيا خسارة من حظه من صيامه الجوع والعطش، ومن قيامه السهر والتعب!
فلنتقي الله يا عباد الله! ولنحافظ على صومنا ونستغل أوقات شهرنا بالعمل الصالح الذي ينفعنا، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةشَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[البقرة:185]. بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم، ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين، وثبتني وإياكم على الصراط المستقيم، وتقبل منا صيامنا وقيامنا وهو السميع العليم. أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين، فاستغفروه وتوبوا إليه لعلكم تفلحون.


لا تنسوني من صالح دعئكم
دمتم جميعا في حفظ الرحمن
أخوكم و محبكم في الله
لطفي
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة