عرض مشاركة واحدة
قديم 31-08-2006, 12:45 PM   #1
لطفي

¨¤¨نائب الإدارة¨¤¨

 
الصورة الرمزية لطفي
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Nov 2005
رقم العضوية: 16277
المشاركات: 8,515
عدد المواضيع: 493
عدد الردود: 8022
الجنس: ذكر


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
لطفي is on a distinguished road

لطفي غير متصل
Lightbulb الحلقة الخامسة في تفسير الأحلام (في الحرب وحالاتها)

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بعد...



في الحرب وحالاتها والأسلحة وآلاتها والقتل والصلب والحبس والقيد وأشباه ذلك

الحرب في المنام على ثلاثة أضرب:


أحدها : بين سلطانين .
الثاني : بين السلطان والرعية .
والثالث : بين الرعية




الحرب


فأما الحرب بين السلطانين فيدل على فتنة أو وباء نعوذ بالله منها . وإذا كان الحرب بين السلطانين والرعية ، دلت الرؤيا على رخص الطعام . وإذا كانت الحرب بين الرعية ، دلت على غلاء الطعام وقدوم العسكر بلدة ، دليل المطر بها . ومن رأى جنودا مجتمعة دل على هلاك المبطلين ونصرة المحققين ، لقوله تعالى ( فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ) ــ النمل : 37 . وقلة الجند دليل الظفر ، بدليل قوله تعالى ( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ) ــ البقرة : 249 ورؤية الجندي بيده سوطا أو نشابا ، دليل على حسن معاشه ، ورؤية الغبار دليل السفر . وقيل : إذا كان معه رعد وبرق ، فهو دليل القحط والشدة ،بدليل قوله تعالى ( ووجوه يومئذ عليها غبرة * ترهقها قترة ) ـ عبس 40 ــ 41 . وإذا لم يكن معه ذلك ، فهو دليل إصابة الغنيمة ،لقوله تعالى ( فأثرن به نقعا ) ـ العاديات : 4 . والتراب مال . ومنه يكون الغبار ، وقيل : من رأى عليه غبارا سافر ، وقيل : يتمول في حرب .ومن ركب فرسا ، وركضه حتى ثار الغبار ، فإنه يعلو أمره ، ويأخذ البطر ، ويخوض في الباطل، ويسرف فيه ، ويهيج فتنة ، لأن النشاط في التأويل بطر، والغبار فتنة


العلم


فعالم زاهد ، أو موسر جواد يقتدي به الناس . لقوله تعالى ( وعلامات وبالنجم هم يهتدون ) ـ النحل : 16 . والأعلام الحمر ، تدل على الحبوب ، والصفر تدل على وقوع الوباء في العسكر ، والخضر تدل على سفر في خير ، والبيض تدل على المطر ، والسود تدل على القحط . وقيل : من رأى راية صار في بلدة مذكورا والمتحير إذا رأى في منامه العلم م، يدل على اهتدائه ، لقوله تعالى ( وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها ) ـ الزخرف : 61 . والعلم للمرأة زوج . والعلم الذي ينسب إلى العالم الزاهد ، إن كان أحمر فهو فرج ، سرور . وإن كان أسود ، فإنه يرى منه سؤدد وقيل : الأعلام السود تدل على المطر العام ، والبيض تدل على المطر العبور ، والحمر حرب ورأت امرأة كأنها دفنت ثلاثة ألوية ، فأتت أمها ابن سيرين فقصت رؤياها عليه ، فقال : إن صدقت الرؤيا ، تزوجت ثلاثة أشراف كلهم يقتل عنها . فكان كذلك والحرب اضطراب لجميع الناس ، ما خلا القواد وأصحاب الجيش ، ومن كان عمله بالسلاح أو بسبب السلاح ، فإنه لهم دليل خير وصلاح والسيف ولد ذكر وسلطان ، وقبيعته ولد . ونعله ولد .


السيف

فمن رأى أنه تقلد سيفا ، تقلد ولاية كبيرة ، لأن العنق موضع الأمانة ، والحديد بأس شديد . فإن رأى أنه استثقل السيف وجره في الأرض ، فإنه يضعف عن ولايته فإن رأى أن الحمائل انقطعت عزل عن ولايته والحمائل فيها جمال ولايته . فإن رأى أنه ناول امرأته نصلا ، ا, ناولته نصلا ، فهو ولد ذكر ، فإن رأى أنه ناول امرأته سيفا في غمده ، رزقت بنتا . وإن ناولته سيفا في غمده ، رزق منها ابنا ،وقيل : بنتا . فإن رأى أنه متقلد أربعة سيوف ، سيفا من حديد ، وسيفا من رصاص ، وسيفا من صفر ، وسيفا من خشب . فإنه يولد له أربعة بنين ، فالحديد ولد شجاع ، والصفر ولد يرزق غنى ، والرصاص ولد مخنث ، والخشب ولد منافق . وإن رأى أنه سل سيفه وهو صدئ ، ولد له ولد قبيح . وإن انكسر السيف في غمده ، مات الولد في بطن أمه . وإن انكسر الغمد وسل السيف ، ماتت المرأة وسلم الولد . فإن انكسرا جميعا ، مات الولد والأم . فإن رأى أنه سل سيفا من غمده ولم تكن امرأته حبلى ، فهو كلام قد هيأه . فإن كان السيف قاطعا لامعا، فإن كلامه حق وله حلاوة . وإن كان السيف ثقيلا ، فإنه يتكلم بكلام لا يطيقه . فإن كان السيف ثلمة ، فهو عجز لسانه عما يتكلم به . فإن رأى في يده سيفا مسلولا وكان في الخصومة ، فالحق له . وإن وجد السيف فتناوله ، فإنه صاحب حق يجده . فإن دفع إليه سيف ، فهي امرأة ، لقول لقمان عن السيف : ألا ترى ما أحسن منظره وأقبح أثره . ومن رأى أنه متقلد سيفين أو ثلاثة فانقطعت ، فإنه يطلق امرأته ثلاثا . وقيل من رأى أنه سل سيفه ، فإنه يطلب من أناس شهادة ولا يقومون بها له ، لقوله تعالى ( سلقوكم بألسنة حداد) ـ الأحزاب : 19 .، يعني السيوف . فإن رأى أنه يضرب في بلد المسلمين بسيف يمينا وشمالا ، فإنه يبسط لسانه ويتكلم بما لا يحل والسيف إذا رؤي موضوعا جانبا ، فإنه رجل ذو بأس ونجدة . ومن تقلد حمائل بلا سيف ، فإنه يتقلد أمانة . وقائم السيف أب أو عم ، وقيل : أم أو خالة ، وانكساره موت أحدهم . وقيل : إن نعل السيف خادم أو بيع . وانكساره موت خادمه أو بيعه. واللعب بالسيف منسوبا إلى الولاية فهو حذاقته فيها . وإن كان منسوبا إلى الكلام فهو فصاحته . فإن كان منسوبا إلى الولد فهو عجبه وإن رأى السيوف مع الريج ، فإنه طاعون . وقيل : إن السيف يدل على غضب صاحب الرؤيا وشدة أمره

أتى ابن سيرين رجل فقال : رأيت رجلا قائما وسط هذا المسجد ـ يعني مسجد البصرة ـ متجرا وبيده سيف مسلول ، فضرب صخرة ففلقها . فقال ابن سيرين : ينبغي أن يكون هذا الرجل الحسن البصري . فقال الرجل هو ،والله هو . قال ابن سيرين : قد ظننت أنه الذي تجرد في الدين لموضع المسجد ، وأن سيفه الذي كان يضرب به ، لسانه الذي كان يفلق بكلامه صخرة الحق في الدين وقال هشام لابن سيرين : رأيت كأن في يدي سيفا مسلولا وأنا أمشي ،قد وضعت طرفه في الأرض كما يضع الرجال العصا . فقال ابن سيرين : هل بالمرأة حبل ؟ قال : نعم ، قال : تلد غلاما أن شاء الله ورأى شجاع من الهنود كأنه ابتلع سيفا ، وقص رؤياه على معبر ، فقال : ستأكل مال عدوك . ولو رأيت كأن السيف ابتلعك للدغتك حية والسيف مع غيره من السلاح سلطان والقتال بالسيف منازعة لقوم . والضرب بالسيف بسط اللسان ، واليدين إذا كانت فيها سلاطة تشبه بالسيف . والسيف على الانفراد بغير شيء من السلاح ، فإنه ولد غلام . فإن رأى سيفا في يده قد رفعه فوق رأسه مخترطا وهو ولا ينوي أن يضرب به ، نال سلطانا مشهورا له فيه صيت . وقال ابن سيرين : الأقرب من السيف إن كان ينبغي له السلطان فالسلطان ، وإلا فهو ولد ذكر


الرمح

فهو السلاح مع سلطان ينفذ فيه أمره . والرمح على الانفراد ولد أو أخ . والطعن بالرمح هو العيب والوقيعة ، ولذلك قيل للعباب : طعان وهماز . وقيل : إن الرمح شهادة حق . وقيل : هو سفر . وقيل : هو امرأة . ومن رأى في يده رمحا وهو يولد له غلام ، فإن كان فيه سنان فإنه ولد يكون قيما على الناس . ومن رأى بيده رمحا وهو راكب ، فهو سلطان في عز ورفعة . وانكساره في يد الراكب وهن في سلطانه . وانكسار الرمح المنسوب إلى الولد أو الأخ غلة في الولد والأخ . فإن كان الكسر مما يرجى إصلاحه ، فهو يبرأ . وإن كان الكسر مما لا يجبر ، فهو موت أحد هؤلاء . وكسر الرمح للوالي عزله . وضياع السنان موت الولد أو الأخ . والمرزاق يدل على ما يدل عليه الرمح وحكي أن رجلا أتى ابن سيرين فقال : رأيت كأن بيدي رمحا وأنا ماش بين يدي الأمير . فقال : إن صدقت رؤياك لتشهدن بين يدي الأمير شهادة حق وحكي أن أبا مخلد رأى في ا لمنام كأنه أعطي محا ردينيا ، فولد غلاما فسماه رديني ورأى رجلا كأن حربة وقعت من السماء فجرحته في رجله الواحدة ، فلدغته حية في تلك الرجل. والطعن بالرمح كلام يتكلم به الطاعن في المطعون والوهق : رجل مستعان به ، فإن كان نمن حبل ، فإنه رجل متين . وإن كان من ليف ، فهو رجل محسن . فمن رأى أنه وهق رجلا ، فإن الواهق يستعين برجل إن وقع الوهق في عنق الموهوق ، فإن وقع في وسطه فإن الواهق يخدعه وينتصف من الموهوق ويظفر به ، ويشرف الموهوق على الهلاك؟


النشاب


فإنه رسول ، فمن رأى أنه رمي بسهم فلم يصب الغرض ، فإنه يرسل رسولا في حاجة فلا يقضيها . فإن أصاب الغرض ، فإنه يقضيها . فإن كانت النشابة سوية ، فهي كتاب فيه كلام حق . فإن نفذت النشابة فإن الكلام يقبل . فإن كانت من قصب ناقصة فإن ذلك الكلام باطل . فإن نفذ بها ما أراد وأصاب العلامة ، نفذ أمره . فإن كانت النشابة سهما ، فإنه رجل لسن . فإن أصاب نفذ ما يقوله . فإن رأى أن امرأة رمته فأصاب ق لبه ، فإنها تمازحه فيعلق قلبه بها . وإن كانت نشابة من ذهب ،فإنها رسالة إلى امرأة أو بسبب امرأة . فإن كانت سهاما معاريض ، فإنهم رسل معهم لطف ولين في كلامهم . فإن رمي بها مقلوبة نصولها إلى جانب الوتر ، فإنها رسالة مقلوبة . فإن كانت بلا ريش ، فإن الرسول مسخر والنصل : في النشابة رسالة في بأس وقوة . والنصل من رصاص رسالة في وهن .
ومن صفر متاع الدنيا ، ومن ذهب رسالة كراهية وإن كانت نشابته بغير نصل ، فإنه يريد رسالة إلى امرأة ولا يصيب رسولا ، فإن كانت بلا فواق ، فإن الرسول وغير حازم . واضطراب السهم خوف الرسول على نفسه . فإن رأى أنه رمى سهما فأصاب ، فإنه إن رجا ولدا ، كان ذكرا والنشاب قول الحق والرد على من لا يطيع الله . فإن أصاب ، قبل قوله . وإن أخطأ ، لم يقبل قوله . والسهم الواحد المنكوس إذا رأته امرأة في الجعبة ، فهو انقلاب زوجها عنها . وقيل : من رأى قوسا يرمى منها سهام ، فإن القوس أب . وربما كانت النشاب رجلا رباه غير أبيه . والسهم ولاية . وقيل : من رأى بيده سهما فإنه ينال ولاية وعزا ومالا . وقيل : من رأى بيده نشابا أتاه خبر سار ورأى رجل كأنه يضرب بالنشاب ، فقص رؤياه على معبر فقال : إنك تنسب إلى النميمة والغمز . فكان كذلك وانكسار القوس : عجزه عن أداء الرسالة . والسهم للمرأة زوجها ،والجعبة قيل : هي كوره وبلد . فمن رأى أنه أعطي جعبة أصاب سلطانا . وقيل : الجعبة امرأة حافظة ، أو هيبة على الأعداء ، والجعبة ولاية لأهل الولاية وللعرب امرأة . والرمي بالسهام في الأصل كلام رسائل . والقوس امرأة سريعة الولادة ، أو ولد أو أخ أو سفر أو قربة إلى الله تعالى . والقوس في غلاف غلام في بطن أمه . والقوس مع غيره من السلاح سلطان وعز . ومن ناول امرأته قوسا ولدت بنتا ، فإن ناولته المرأة قوسا ، رزق ابنا . ومد القوس بغير سهم دليل السفر . ومن رأى كأنه مد قوسا عربية ، فإنه يسافر إلى رجل شريف سفرا في عز ، فإن كانت القوس فارسية ، سافر إلى قوم عجم


انقطاع الوتر


دليل العاقة عن السفر ، ويدل على طلاق المرأة . وانكسار القوس دليل موت المرأة أو الولد والشريك أو بعض الأقرباء ، وربما دلت القوس على ولاية ، وانكسارها على العز . وصعوبة القوس دليل للمسافر على كثرة التعب ، وللتجار على الخسران ، وفي الولد على العقوق ، وفي المرأة على النشوز ، وسهولتها تدل على الضد من ذلك ، وإن رمى عنها سهما فأصاب الغرض ، نال مراده . وربما تدل رؤية القوس على القرب من بعض الأشراف ، لقوله تعالى : ( ثم دنا فتدلى … الآية ) ـ النجم : 8 ومن مد قوسا بلا سهم سافر سفرا بعيدا وعاد صالح الحال . فإن انقطع الوتر ، أقام بالموضع الذي سافر إليه إن كان وصول إليه . وإن انكسرت قوسه أصابه مصيبة في سلطانه بأمره ونهيه . والرمي عن قوس البندق قذف من يرميه . ومن اتخذ قوسا أصاب ولدا غلاما وازداد سلطانا . ومن رأى أنه ينحت قوسا وكان عازبا ونوى التزوج ، فإنه يتزوج وتحبل امرأته عند دخوله بها . وإن تولى ولاية فإن الرعية لا تطيعه . وإنما جعل تأويل القوس امرأة ، لقول الناس : المرأة كالقوس ، إن سويتها انكسرت . والقوس المنسوب إلى الولد يكون ولدا صاحب كتابة ورسالات وإن مد قوسا لها صوت صاف فرمى عنها ونفذ السهم ، فإنه يلي ولاية مهيبة وينفذ أمره على العدل والإنصاف وقيل : منن رأى بيده قوسا مكسورة تزوج امرأة حرة


المنجنيق والقذيفة


فيدلان على قذف وبهتان . فإن رأى كأنه يرمي بهما حصنا من حصون الكفار قاصدا فتحه ، فإنه يدعو قوما إلى خير . وحجر المنجنيق رسول فيه قسوة ومن رأى كأنه يرمي الحجر من مكان مرتفع نال ملكا وجار فيه . والصخور التي على الجبل أو في أسفله من غيره فهم رجال قلوبهم قاسية في الدين . فإن رأى أن يشيل حجرا لتجربة القوة ، فإنه يقاتل بطلا قويا معينا قاسيا . فإن شاله كان غالبا له . وإن عجز فهو مغلوب رأى رجل أبو بنات وكان مقلا كأن صخرة دخلت داره ، فقص رؤياه على معبر ، فقال : يولد لك غلام قاسي القلب . فعرض له أن زوج ابنته رجلا فاسد الدين ورأى رجل كأن حصاة وقعت في أذنه فنفضها فزعا فخرجت ،فقص رؤياه على ابن سيرين فقال : هذا الرجل جالس أهل البدع فسمع كلمة قاسية مجتها أذنه ومن رأى أنه رمى إنسانا بحجر في مقلاع ، فإن الرامي يدعو إلى المرمي في أمر حق في قسوة قلب . وقيل من رأى كأن النساء رمينه بالحجارة ، فإنهن بالسحر يكدنه والدبوس : أخ موافق ، أو ولد ذكر ، أو خادم يذب عن صاحبه مشفق عليه والطبرزين : عز وسلطان ، وللتجار ربح وأما الدرع : فحصن ، ولابسه ينال سلطانا عظيما ولبس السلاح كله جنة منم الأعداء. والدرع حصانة الدين . وهو للعامة نعمة ووقاية من البلايا والمكايد ،قال الله تعالى ( سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم كذلك يتم نعمته عليكم ) ـ النحل : 81 . وقال عز وجل ( وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم ) ـ الأنبياء:80

ومن رأى كأنه يصنع درعا ، فإنه يبني مدينة حصينة . ولبس الدرع أيضا يدل على أخ ظهير ، أو ابن شفيق ولبسه للتجارة فضل يصير إليه من تجارى دائمة ،وأمن وحفظ . وقيل : الدرع مال وملك إن ما كان من السلاح تغطى مثل الترس والبيضة والجوشن والصدور والساق ، فإنه يدل على ثياب كسوة ، والجوشن مثل الدرع ، إلا أنه أحصن وأحفظ وأقوى . وقيل : إن لبسه يدل على التزويج بامرأة قوية عزيزة ، وحسناء ذات مال . وأما المغفر والبيضة ، فمن رأى على رأسه مغفرا أو بيضة ، فإنه يأمن نقصان ماله وينال عزا وشرفا . وقيل : إن البيضة ذات قيمة مرتفعة ، دلت على امرأة غنية جميلة ، وإذا كانت غير مرتفعة ، دلت على امرأة قبيحة . وقيل : من رأى رأسه بيضة حديد ، بلغ وسيلة عظيمة . قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ( رأيت كأني في درع حصينة ، فأولتها المدينة . وأني مردف كبشا ، فأولته كبش الكتيبة . ورأيت كأن بسيفي ذي الفقار فلا ، فأولته فلا يكون فيكم . ورأيت بقرا تذبح ، فأولته القتلى من أصحابي ) والساعدان من الحديد : هما من رجال قراباته ، فمن رؤي عليه ساعدان ، فإنه يقوى على يدي رجل من قراباته . وقيل : إنه يصحب رجلين قويين عظيمين وربما وقع التأويل على ابنه أو أخيه . ومن رأى عليه ساقين من حديد ، فهما ولد وقوة في سفر


الترس


رجل أديب كريم الطبع مطيع كاف لإخوانه في كل شيء من الفضائل ، حافظ لهم ناصر لهم يقيهم المكاره والأسواء . وقيل : هو يمين يحلف بها . وقيل : هو ولد ذاب عن أبيه . والترس الأبيض رجل ذو دين وبهاء ، والأخضر ذوو ورع ،والأحمر صاحب لهو وسرور ، والأسود ذو مال وسؤدد والملون ذو تخاليط ، وإن رأى مع الترس أسلحة ، فإن أعداءه لا يصلون إليه بمكروه . فإن رأى صائغ أو تاجر أن ترسا موضوعا عند متاعه أو في حانوته أو عند معامليه ، فإنه رجل حلاف . وقد جعل يمينه جنة لبيعه وشرائه ، لقوله تعالى ( اتخذوا أيمانهم جنة ) ـ المنافقون : 2 ومن رأى معه ترسا وكان له ولد ، فإن ولده يكفيه المؤن كلها ويقيه الأسواء والمكاره . وقيل : من تترس بترس ، فإنه يلجأ إلى رجل قوي يستظهر به . وقيل : : إن الترس إذا كان ذا قيمة يدل على امرأة موسرة جميلة ، وإلا فهي امرأة قبيحة . فإن رأى أن عليه أسلحة وهو بين رجال لا أسلحة عليهم ، نال الرياسة على قوم . فإن كان القوم شيوخا فهم أصدقاؤه ، وإن كانوا شبابا فهم أعداؤه . وقيل : إن كان صاحب هذه الرؤيا مريضا دلت على موته وصوت الطبل الموكبي : خبر كاذب . وتمزق طبل الملك موت صاحب خبرة . وقيل : الطبل الموكبي رجل حماد الله تعالى على كل حال . والطبل الذي يدلدل ، يدل على اغترار وصلف .الدبادب أغنياء بخلاء . ومن رأى على بابه الدبادب والصنوج تضرب ، نال ولاية في العجم . والبوق من القرن خادم في رياسة والمبارزة: تدل على خصومة إنسان أو على تشتيت واختلاف وقتال مع آخر . وذلك أن المبارزة أول المقاتلة ، وتكون أيضا مع سلاح تدل على المقاتلين ، وهذه الرؤيا تدل على تزويج امرأة تشاكل ما رأى النائم إن كان مسلحا بأنواع السلاح في مبارزته . والإنسان إذا رأى أنه مبارز بالسلاح الذي هو عندنا أو نوع من الجوشن ، فإن الرؤيا تدل على أنه يتزوج امرأة غنية خداعه محبة للفقراء لا شكل لها ، أما غنية فلأن السلاح يغطي بعض البدن ، وأما خداعه فلأن سيف المبارزة ليس بقائم ظاهر ، وأما محبة للفقراء فلأن هذا السلاح لا يغطي البدن كله


الضرب بالسيف


إصابة شرف في سبيل الله ، ورؤية السيف المشهور بيد رجل اشتهاره بعمل يعمله والطعن بالرمح طعن بكلام . وكذلك بالسيف والعصا والعمود . فإن أشار بأحد هذه الأشياء ولم يطعن فإنه يهم بكلام ولا يتكلمه . والمناضلة إن كانت في سبيل الله وكان هو المرمي والمصاب بالسهم ، فإنه ينال حاجته من القربة إلى الله تعالى . وإن كانت في الدنيا فإنه ينال شرفها. أتى ابن سيرين رجل فقال : رأيت صفين من الناس يرمي كل صف منهما الصف الآخر ، فكان أحد الصفين يرمون فيصيبون ، والآخرون يرمون فلا يصيبون قال : هؤلاء فريقان بينهما خصومة ، والمصيبون يعملون بالحق ،والمخطئون يتكلمون بالباطل والرمي بالسهم : إذا أصاب وكان فلي سبيل الله فإن الله يستجيب دعوته . وإذا كان لأجل الدنيا أصاب عزها ,


الجراحات

فمن رأى أنه جرح في يديه ، فإن ذلك مال يصير إليه .وإن جرح في يده اليمنى فإنه مال يفيده من قرابة له من الرجال ، وفي اليسرى من قرابة له من ا لنساء . فإن جرح في رجله اليسرى ، فمال من الحرث والزرع . فإن جرح في عقبه أصاب مالا من جهة عقبه وولده . والجراحة في إبهام يده اليمنى ، دليل على ركوب ا لدين إياه . وكل جراحة سائلة نفقة وصرر في المال . ومن رأى فبجسده جراحة طرية يسيل منها الدم ، فإنها مضرة لصاحبها في مال وكلام من إنسان يقع فيه ويصيب على ذلك أجرا . والجراحة في الرأس ولم يسل منها الدم ، فإنه قد قرب من أن يصيب مالا . فإن سال منها الدم ، فإنه مال يبين أثره عليه . فإن رأى سلطان أو إمام أنه جرح في رأسه حتى بضعت جلدته والعظم ، فإنه يطول وعمره ويرى أترابه . فإن هشمت العظم انهزم جيش له . فإن جرح في يده اليسرى زاد عسكره . فإن جرح في اليمنى زاد ملكه . فإن جرح في بطنه زاد مال خزانته . فإن جرح فخذه زادت عشيرته. فإن جرح في ساقه طال عمره . وإن جرح في قدميه زاد في الأمور استقامة في المال وثباتا فإن رأى كأن إنسانا قطع أعضاءه وفرقها ، فإن القاطع يتكلم في أمره بكلام حق يورث ذلك ويفرق أولادهم ويشتتهم في البلاد . فإن تلطخ الجارح بدم المجروح، فإنه يصيب مالا حراما بقدر الدم الذي تلطخ به . ومن جرح كافرا وسال من الكافر دم ، فإنه يظفر بعدو له ظاهر العداوة ، وينال منه مالا حلالا بقدر الدم الخارج منه ، لأن دم الكافر حلال للمؤمن ، فإن تلطخ بدمه فهو أقوى . ومن رأى كأن إنسانا جرحه ولم يخرج منه دم ، فإن الجارح يقول فيهي قولا حقا جوابا له . فإن خرج دم ، فإنه يغتابه بما يصدق فيه ، ويخرج المضروب من إثم . وقيل من رأى كأنه جرح بشيء من الحديد بسكين أو غيرها ، فإنه تظهر مساويه ومعا يبه ولا خير فيه وقال بعضهم : من رأى في بعض أعضائه جرحا ، فإن التعبير فيه للعضو الذي حلت فيه الجراحة . فإن كانت في الصدر هو الفؤاد ، فإنها في الشاب من الرجال والنساء تدل على عشق .


المشايخ والعجائز

فإنها تدل على حزن وأما القتل: فمن رأى أنه قتل إنسانا فإنه يرتكب أمرا عظيما . وقيل : إنه نجاة من غم ، لقوله تعالى ( وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا ) ـ طـه : 40 ومن رأى أنه يقتل نفسه أصاب خيرا وتاب توبة نصوحا ؛ لقوله تعالى ( فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم … الآية ) ـ البقرة : 54 . ومن رأى أنه يقتل فإنه يطول عمره . ومن رأى كأنه قتل نفسا من غير ذبح ، أصاب المقتول خيرا . والأصل أن الذبح فيما لا يحل ذبحه ظلم . وأما من قتل أو سمي قتيلا وعرف قاتله ، فإنه ينال خيرا وغناء ومالا وسلطانا . وقد ينال ذلك من القاتل أو من شريكه ؛ لقوله تعالى ( ومن قتل مظلوما فقد حعلنا لوليه سلطانا ) ـ الإسراء : 33 . وإن لم يعرف قاتله ، فإنه رجل كفور يجري كفره على قدره . إما كفر الدين وإما كفر النعمة ؛ لقوله تعالى ( قتل الإنسان ما أكفره ) ـ عبس : 17 ومن رأى مذبوحا لا يدري من ذبحه ، فإنه رجل ابتدع بدعة أو قلد عنقه شهادة زور وحكومة وقضاء . وأما من ذبح أباه أو أمه أو وولده ، فإنه يعقه ويتعدى عليه . وأما من ذبح امرأة فإنه يطأها . وكذلك إن ذبح أنثى من إناث الحيوان ، وطئ امرأة أو افتض بكرا . ومن ذبح حيوانا ذكرا من ورائه ، فإنه يلوط . فإن رأى أنه ذبح صبيا طفلا وشواه ولم ينضج للشواء ، فإن الظلم في ذلك لأبيه وأمه .فإن كان الصبي موضعا للظلامة ، فإنه يظلم في حقه ، ويقال فيه القبيح ، كما نالت النار من لحمه ولم ينضج ، ولو كان يقال ما فيه لنضج الشواء . فإن لم يكن الصبي لما يقول فيه ويظلم به موضعا ، فإن ذلك لأبويه ، فإنهما يظلمان ويرميان بكذب ،ويكثر الناس فيهما ، وكل ذلك باطل ما لم تنضج النار الشواء . فإن رأى الصبي مذبوحا مشويا ، فإن ذلك بلوغ الصبي مبلغ الرجال . فإن أكل أهله من لحمه نالهم من خيره وفض له . فإن رأى سلطانا ذبح رجلا ووضعه على عنق صاحب الرؤيا بلا رأس ، فإن السلطان يظلم إنسانا ويطلب منه ما لا يقدر عليه ، ويطالب هذا الحامل تلك المطالبة ، ويطالبه بمال ثقيل ثقل المذبوح . فإن عرفه فهو بعينه ، وإن لم يعرفه وكان شيخا فإنه يؤاخذه بصديق ويلزمه بغرامة على قدر ثقله وخفته . وإن كان شابا أخذ بعدو وغرم . وإن كان المذبوح معه رأسه فإنه يؤذن به ولا يغرم ، وتكون الغرامة على صاحبه ، ولكن ينال منه ثقلا وهما . والمملوك إذا رأى أن مولاه قتله فإنه يعتقه

وأتى ابن سيرين رجل فقال : رأيت امرأة مذبوحة وسط بيتها تضطرب على فراشها . فقال له ابن سيرين ينبغي أن تكون هذه المرأة قد نكحت على فراشها في هذه الليلة . وكان الرجل أخا وكان زوجها غائبا ،فقام الرجل من عند ابن سيرين وهو مغضب على أخته مضمر لها الشر ، فأتى بيته فإذا بجارية أخته وقد أتته بهدية وقالت إن سيدي قدم البارحة من السفر . ففرح الرجل وزال عنه الغضب وأتت ابن سيرين امرأة فقالت : رأيت كأني قتلت زوجي مع قوم . فقال لها : إنك حملت زوجك على إثم فاتقي الله عز وجل . قالت : صدقت وأتاه آخر فقال : رأيت كأني قتلت صبيا وشويته . فقال : إنك ستظلم هذا الصبي بأن تدعوه إلى أمر محظور وإنه سيطيعك وأما ضرب الرقبة : فمن ضربت رقبته وبان عنه رأسه ، فإن كان مريضا شفي . وإن كان مديونا قضي دينه ، وإن كان صرورة حج . وإن كان في خوف أو كرب فرج عنه .فإن عرف الذي ضرب رقبته ، فإن ذلك يجري على يديه ، فإن كان الذي ضربه صبيا لم يبلغ ، فإن ذلك راحته وفرجه مما هو فيه من كرب المرض . إلى ما يصير إليه من فراق الدنيا وهو موته على تلك الحال . وكذلك لو ورأى وهو مريض وقد طال مرضه وتساقطت عنه ذنوبه ، أو هو معروف بالصلاح ، فهو يلقى الله تعالى على خير حالاته ويفرج عنه ما هو فيه من الكرب والبلاء . وكذلك المرأة النفساء ، والمريض ، والمبطون ، أو من هو في بحر العدو . وما يستدل به على الشهادة ، فإن رأى ضرب العنق لمن ليس به كرب ولا شيء مما وصفت ، فإنه ينقطع ما هو فيه من النعيم ، ويفارقه بفرقة ويزول سلطانه عنه ، ويتغير حاله في جميع أمره .
فإن رأى كأن ملكا أو واليا يضرب عنقه ، فإن تأويل الوالي هو الله تعالى ينجيه من همومه ويعينه على أموره . فإن رأى كأن ملكا ضرب رقاب رعيته ، فإنه يعفو عن المذنبين ويعتق رقابهم . وضرب الرقبة للمملوك عتقه أو بيعه ، وللصيارفة وأرباب رؤوس الأموال فإنها تدل على ذهاب رؤوس أموالهم . وتدل في المسافرين على رجوعهم . ومن رأى رأسه في يده . فإنه صالح لم يكن له أولاد ، ولم يكن متزوجا ، ولم يقدر على الخروج في سفر . ومن رأى كأن سلطانا ضرب أوساط رعيته فإنه ينتصف منهم . ومن رأى كأنه جعل نصفين وحمل كل نصف منه إلى موضع ، فإنه يتزوج امرأتين لا يقدر على إمساكهما بالمعروف ، ولا تطيب نفسه على تسريحهما . وقيل : من رأى ذلك فرق بينه وبين ماله والدم مال حرام أو إثم ، فإن رأى أنه يتشحط في الدم فإنه يتقلب في مال حرام أو إثم عظيم . فإن رأى على قميصه دما من حيث لا يعلم ،فإنه يكذب عليه من حيث لا يشعر ، لقصة يوسف عليه السلام . فإن رأى قميصه تلطخ بالدم دم سنور فإنه يكذب عليه سلطان غشوم ظلوم . فإن تلطخ بدم كبش ، فإنه يكذب عليه رجل شريف غني منيع . وكذلك دم جميع الحيوان ، فإنه يكذب عليه من ينسب إلى ذلك الحيوان . فإن رأى أنه شرب دم إنسان ، فإنه ينال مالا ومنفعة وينجو من كل فتنة وبلية وشدة وقيل من شرب دم الناس ارعوى عن إثم ونجا منه . ومن وقع في بئر من دم فإنه يبتلى بدم أو مال حرام وسيلان الدم من الجسم صحة وسلامة . وإن كان غائبا رجع من سفره سالما وذكر رجل من الأزد قال : صلى معنا رجل من عظمائنا صلاة العشاء الآخرة صحيحا بصيرا ، فأصبح وهو أعمى ، فأتيناه وقلنا له : ما هذا الذي طرقك ؟ قال : أتيت في منامي فأخذت ، فذهب بي إلى رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وإذا هو قاعد بين يديه طشت مملوء دما ، قال : إنك كنت فيمن قاتل الحسن ؟ قلت : نعم ، فأخذ إصبعي هاتين السبابة والوسطى فغمسهما في الدم ثم قال بهما هكذا في عيني. وأومأ بإصبعيه ، قال فأصبحت لا أبصر شيئا. وجاء رجل إلى ابن المسيب فقال : رأيت كأن في يدي قطرة من دم ، وكلما غسلتها ازدادت إشراقا . فقال أنت رجل تنتفي من ولدك فاتق الله واستلحقه وقال سفيان : رأيت كأن على ثوبي دما ، فلما أصبحت خرجت إلى المسجد ، وكان على بابه معبر ، فصصت رؤياي عليه ، فقال : يكذب عليك


الصلب

فهو على ثلاثة أضرب : صلب مع الحياة ، وصلب مع الموت ، وصلب مع القتل، فمين رأى كأنه صلب حيا أصاب رفعة وشرفا مع صلاح دينه ، ومن صلب ميتا أصاب رفعة مع فساد دينه ، ومن صلب مقتولا نال رفعة ويكذب عليه . ومن رأى كأنه مصلوب ولا يدري متى صلب ، فإنه يرجع إليه مال قد ذهب عنه ، وقال بعضهم : للأغنياء رديء ربما كان فقرا ، لأن المصلوب يصلب عاريا ،وللفقراء دليل غنى . وفي مسافري البحار دليل ا لمراد من أسفارهم ،والنجاة من الأهوال ، لأن الخشبة مركب من خشب ، وشبيه بذيل السفينة وقيل : إن صلب العبد عنقه . وقال بعضهم : من رأى كأنه مصلوب على سور المدينة والناس ينظرون إليه ، نال رفعة وسلطانا ، وتصير الأقوياء والضعفاء تحت يده ، فإن سال منه الدم فإن رعيته ينتفعون به ومن رأى كأنه يأكل لحم مصلوب ، نال مالا ومنفعة من جهة رئيس مرتفع . وقيل : إنه يدل على أنه يغتاب سلطانا أو رئيسا دونه ، إذا لم يكن لما يأكل أثر وأما الهزيمة : فللكفار هي بعينها ، لقوله لتعالى ( وقذف في قلوبهم الرعب ) ـ الأحزاب : 26 . وللمؤمنين ظفر في الحرب . ومن رأى جندا عادلين دخلوا بلدة منهزمين ، رزقوا النصر والظفر . وإن كانوا ظالمين حلت بهمم العقوبة ، ومن رأي الفرار من الموت أو القتل ، دل على قرب أجله ، لقوله تعلية ( قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل ) ـ الأحزاب : 16 . وقيل : إن الفرار من العدو أمن وبلوغ مراد . لقوله تعالى ( ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما ) ـ الشعراء : 21 ومن دعا رجلا وهو يفر منه ، وقيل : وهو يفر منه ، فإنه لا يقبل قوله ولا يطيعه ؛ لقوله تعالى ( فلم يزدهم دعائي إلا فرارا ) ـ نوح :6 .. وقيل : الفرار أمان ؛ لقوله تعالى ( ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين ) ـ الذاريات : 50 . ومن اختفى من عدوه فإنه يظفر به ، فإن اطلع عليه العدو أصابته نائبة من عدوه . فإن ارتعد أو ارتخت مفاصله ، أصابه هم ولا يقوى به . ورؤية الخيل يتراكضون في بلده أو محله ، فإنا أمطار وسيول . والخوف أمن ، والأسر هو شديد

القيد



فإن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، قال ( أحب القيد وأكره الغل ، والقيد ثبات في الدين . فإن كان من فضة ، فهو ثبات في أمر التزويج ، وإن كان من صفر ، فثبات في أمر مكروه . وإن كان من رصاص ، فهو ثبات في أمر فيه وهن وضعف . وإن كان فهو ثبات في ا لدين ؛ لقوله تعالى ) واعتصموا بحبل الله ) ـ آل عمران 103 . وإن كان من خشب فهو ثبات في نفاق . وإن كان من خرقة أو خيط ، فهو مقام في أمر لا دوام له وإن كان المقيد صاحب دين أو في مسجد ، فهو ثباته على طاعة الله تعالى . وإن كان ذا سلطان ورأى مع ذلك تقلد سيف ، فهو ثبات على طاعة الله تعالى . وإن كان من أبناء الدنيا ، فهو ثباته في عصارتها والقيد للمسافر عاقة عن سفره ، وللتجار متاع كاسد يتقيدون به . وللمهموم دوام همه . وللمريض طول مرضه . ومن رأى أنه مقيد في سبيل الله ، فهو يجتهد في أمر عياله مقيما عليهم . وإن رأى أنه مقيد في بلدة أو في قرية ، فهو مستوطنها . فإن رأى أنه مقيد في بيت ، فهو مبتلى بامرأة . فإن رأى القيد ضيقا فإنه يضيق عليه الأمر فيها . والقيد للمسرور دوام سروره وزيادته . وإن كان المقيد رأى أنه ازداد قيدا آخر ، فإن كان مريضا فإنه يموت فيه . وإن كان في حبس طال حبسه.ومن رأى أنه مربوط إلى خشبة ، فإنه محبوس في أمر رجل منافق . ومن رأى أنه مقيد وهو لابس ثيابا خضر ، فمقامه في أمر الدين واكتساب ثواب عظيم الخطر ، وإن كانت بيضاء ، فمقامه في أمر علم وفقه وبهاء وجمال . فإن كانت حمراء ، فمقامه في أمر لهو وطرب . وإن كانت صفراء ، فمقامه في مرض ،ومن رأى أنه مقيد بقيد من ذهب ، فإنه ينتظر مالا قد ذهب إليه. ومن رأى أنه مقيد في قصر من القوارير ، فإنه يصحب امرأة جميلة وتدوم صحبتها معه . وإن كان على سفر أقام بسبب امرأة. ومن رأى أنه مقرون مع رجل آخر في قيد ، دل على اكتساب معصية كبيرة يخاف عليها انتقام السلطان . لقوله تعالى ( وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد ) ـ إبراهيم :49 . وقيل : إن القيد في الأصل هرم وفقر . وقال بعضهم : إن القيد يدل على السفر ، لأنه يغير المشية وأما الغل : فمن رأى يده مغلولة إلى عنقه ، فإنه يصيب مالا لا يؤدي زكاته . وقيل : إنه يمنع عن معصية . فإن رأى كأن يديه مغلولتان دل على شدة بخله . فإن كان الغل من ساجور وهو الذي حوله حديد ووسطه خشب ، دل على نفاقه . ومن رأى أنه مقيد مغلول ، فهو كافر يدعى إلى الإسلام . ومن رأى أنه أخذ وغل ، فإنه يقع في شدة عظيمة من حبس أو غيره ، لقوله تعالى ( خذوه فغلوه ) ـ الحاقة : 30

وأتت ابن سيرين امرأة فقالت : رأيت رجلا عليه قيد يوغل وساجور ، فقال لها : الغل والساجور من خشب ، فهذا الرجل يدعي أنه من العرب وليس بصادق في دعواه . فكان كما قال وحكي أن الشافعي رضي الله عنه رأى في الحبس كأنه مصلوب مع أمير المؤمنين رضي الله عنه على قفاه ، فبلغت رؤياه بعض المعبرين فقال : إن صاحب هذه الرؤيا سينشر ذكره ويرتفع صيته ، فبلغ أمره إلى ما بلغ وأتى ابن سيرين رجل في زمن يزيد بن المهلب فقال : رأيت كأن قتادة مصلوب ، فقال : هذا رجل له شرف وهو يسمع منه . فكان قتادة في تلك الأيام يثبط الناس عن الخروج مع يزيد ، ويحملهم على القعود والسلسلة تدل على ارتكاب معصية عظيمة ، لقوله تعالى ( إنا أعتدنا للكافرين سلاسل ) ـ الإنسان : 4 والسلسلة في عنق الرجل تزوج امرأة سيئة الخلق ، ومن ربط بسلسلة دل على حزن فيه أو في المستقبل وأما دخول الحبس فلا يحمد البتة . ويدل على طول المرض ،وامتداد الحزن إن دخله برأي نفسه أو أكرهه غيره على دعوته ، نعوذ بالله من البلاء وأما المصالحة فتدل على ظهور خير ، لقوله تعالى ( والصلح خير ) ـ النساء : 128 . والدعوة إلى الصلح دعوة إلى الصلاح والهدى ، والنهي عن الصلح يدل على أن صاحبه مناع للخير ، والصلح يدل على السلامة فإن أحد معانيه السل.


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة