الموضوع: ذكريات فتاة
عرض مشاركة واحدة
قديم 23-05-2006, 02:47 PM   #6
حزينه^وحيده
(حلا نشِـط )
 
الصورة الرمزية حزينه^وحيده
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Nov 2005
رقم العضوية: 15324
المشاركات: 128
عدد المواضيع: 16
عدد الردود: 112


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
حزينه^وحيده is on a distinguished road

حزينه^وحيده غير متصل
افتراضي مشاركة: ذكريات فتاة

بسم الله الرحمن الرحيم

الجزء السادس


فتحت باب المنزل لأرى سيارة والدي و كما توقعت لم أرى سيارة أبي .... عدت للمنزل و صعدت الدرجات بسرعة فائقة ... و اتجهت حيث غرفة أخي سامي فتحت الباب .... لم أجد سامي في غرفته


إذن لقد خرجوا


شاهدت التلفاز بعض الوقت ثم شعرت بالملل .... يــا للملل


فتحت بعض كتب والدتي و أخذت أقرا ... مع العلم أنني اكره القراءة كرها جما و لكن الملل و الشعور بالوحدة جعلني الجأ إلى الكتب


لم يمض وقت طويل على قراءتي في ذلك الكتاب فقد عادت أسرتي


دخل أخي المزعج سامي أولا ... نظرت إليهم و الغضب يشع من عيناي


قال أخي سامي: " لا تنظري إلينا هكذا ... لقد قرأ والدي بإحدى الصحف إعلان عن نادي لتدريب الموسيقى و بما أن الاجازه الصيفية على الأبواب فقد قام والدي بتسجيل أسمائنا في ذلك النادي "


ازداد غضبي


" الست مسرورة ؟! ... أنا أكاد أطير من الفرحة "


قلت و الغضب يكاد يمزقني: " لا أحب الموسيقى أبدا ... أريد أن تكون لي حرية اختيار كيفية قضاء إجازتي "

قالت والدتي : " إذن فلتذهبي مع لبنى و خالتك لمياء و ابنتها يمنى إلى نادي السباحة "

صرخت : " لا أريد ... لا اريـــــــــــــــــد فانا اكره السباحة أيضا ... و مهما حاولتم فانا لن اذهب إلى أي نادي "

قال والدي بلا مبالاة : " ستذهبين رغما عنك "

رميت الكتاب الذي كنت ممسكه به بيدي و التفت لصعود الدرج و لكن قبل أن أخطو سمعت صوت أمي

: " ريــــــــــما "

التفت إليها فقالت : " احضري لي بالدواء .. انه في المطبخ في الرف العلوي الأيمن ... و لا تنسي أن تحضري كاس من الماء الدافئ "

لم انطق بحرف و إنما ذهبت للمطبخ و قد نسيت أن أقول أن والدتي مصابه بــمرض القلب و يجب أن تتناول الدواء باستمرار

وقفت على أصابع قدماي لكي استطيع الوصول إلى الرفوف العليا لجلب الدواء .. فقد كانت أمي تخشى أن تتناوله ليلى من دون علمها

.............

يـــــــــتــــــــــــبـــــــــــــع


بسم الله الرحمن الرحيم

الجزء السابع


تناولت والدتي الدواء ... أما أنا فتناولت بعض الفواكه ... و قد كنت اشعر بالنعاس ففي الأمس نمت الساعة الثالثة بعد منتصف الليل و استيقظت الحادية عشر ظهرا ... فذهبت إلى سريري


سرعان ما أحسست أن جفوني ثقيلة فأغلقتها و نمت


" لبنى ... لبنى كم الساعة الآن ؟ "

أجابت لبنى بصوت متقطع أنهكه كثرة الدراسة: " الثالثة عصرا "

قفزت من سريري كالملسوعة


كالعادة أمي بالمطبخ تعد بعض الحلويات اللذيذة

قلت : " أمي لماذا تركتموني أنام إلى هذه الساعة المتاخره ؟ "

قالت أمي : " لقد قال سامي انك تريدين إكمال نومك "

لم أجيب على ما قالته أمي بل أسرعت إلى غرفة سامي ... تلك الغرفة الموجودة في ركن منعزل عن بقية الغرف ... دفعت ذلك الباب الخشبي ... وجدت سامي جالس على الحاسوب و يتحدث مع أصدقائه عبر الانترنت ... اقتربت منه كأنني مجنونه و اطفات الحاسوب


اخذ ينظر إلي لبرهة و هو صامت ... لعله لم يستوعب الأمر بعد


ثم قال بصوت حاد: " ما بك أيتها المجنونة ؟؟ ماذا فعلت ؟!! "


قلت له بغضب: " لماذا قلت لامي أنني أريد إكمال نومي ... لماذا ؟؟"

قال و هو يحاول أن يبرر موقفه: " أنا لم اقل ذلك "

قلت: " كاذب ... لقد قالت أمي انك قلت ذلك ... اعترف و إلا سأحطم هذا الحاسوب على راسك "

قال و هو يتجه نحو الباب : " بل أنا الذي سأحطم راسك و احرق قلبك "

جرى إلى غرفتي بسرعة فائقة ... و جريت أنا ورائه و لكنه سبقني

فتح الغرفة


ماذا يريد ذلك المخرب من غرفتي


دخلت الغرفة ورائه فتح الدرج السفلي لمكتبي

قلت بغضب: " ماذا تريد ؟؟ ... إياك أن تلمس أي شيء من إغراضي "

قالت لبنى بغضب: " اخرجوا و اتركوني ادرس الاختبار "

اخرج أخي سامي بل عدوي سامي ... لأنه لا يعرف معنى الاخوه ... كلمة أخ هي كلمة عظيمة لا يستحقها أي شخص

اخرج سامي بعض الكتب التي اكتب فيها الشعر و مزقها

" لااااااااااااااااااااا "

لقد مزق كل أشعاري التي كتبتها ... انطلقت كالأسد الذي وجد فريسته

شددت عليه من قميصه و صرخت به: "اغرب عن وجهي "

شد على شعري بقوه حتى كاد أن يقتلعه من راسي ... تركته و صرخت متالمه ... فانطلق ليهرب و لكني مسكته بقوه فاخذ يصرخ: " اتركيني "

سمعت صوتا اهتز له كياني

" ريـــــــــــــــــــــــــــــمــــا "

..............

يــــــــــــتــــــــــــــبـــــــــع



بسم الله الرحمن الرحيم

الجزء الثامن




" ريـــــــــــــــــــــــــــــمــــا "

التفت ناحية الصوت فرأيت أبي يقف و الغضب يشع من عينيه فقال لي: " هل تضربين أخاك... "

قلت و الدموع تسيل من مقلتاي: " لا... أنت لا تعرف ما الذي قام بفعله... لقد مزق أشعاري و ضربني كذلك مــ "

قال والدي بغضب: " مهما كانت الأسباب يجب أن لا تضربي أخاك "

ذهبت إلى غرفتي و الدموع تسيل على وجنتاي ... و قلبي يكاد يحترق .. فليس هناك أصعب من أن تكوني مظلومة ... فتحت باب الغرفة ... وجدت أشعاري الممزقة و الأوراق متناثرة هنا و هناك

التقطت ورقه من تلك الأوراق ... أين هي تلك الأشعار الجميلة ؟ ... تلك الأشعار التي كثيرا ما كانت مصدر فخري ... الآن ما هي إلا حروف مبعثره لا معنى لها


منذ كنت صغيرة كانت هوايتي المفضلة هي كتابة الشعر ... و بالفعل كتبت الكثير من الأشعار التي لا أستطيع القول أنها رائعة و لكن لا باس بها ... فانا لا زلت مبتدئه ... كنت أفضل أن اكتب الشعر عن وطني ... و كنت دائما احلم أن أصبح مثل أمير الشعراء احمد شوقي ...

آه


لماذا ؟؟ لماذا يا أخي فعلت ذلك ؟؟ و أنت تعلم أن أغلى ما املكه هو ذلك الكتاب ...الذي أخذت اكتب فيه أياما عديدة ... و كنت في كل ليلة أفكر في فرحة والدي عندما يريان هذا الكتاب ...


جلست بجانب مكتبي ... و أخذت دموعي تنهمر من مقلتاي... يا للقهر... أخذت أفكر في كل ما جرى منذ دقائق ... سامي هو الذي أخطا و في النهاية أنا التي أعاقب ... أبي دائما يفرق بيننا و بين سامي .. إلى حد جعلنا نكرهه .. فوالدي من دون أن يعلم زرع الحقد و الغيرة و الكراهية في أنفسنا ... فدائما ما اسأل نفسي : لماذا يفرق أبي بيني و بين أخي ... الست أنا ابنته ؟؟ !
اقتربت لبنى مني ... و جلست بجانبي و أخذت تواسيني

فقالت لي :" لا عليك يا ريما ... لا تهتمي ... "

قلت لها : " و كيف لا اهتم ... هل تعلمين أن هذه الــ "

قالت لبنى و كأنها تقرا أفكاري : " اعلم ذلك ... أن هذه الأشعار هي أغلى ما تملكينه ... و بالطبع اقدر لك تعبك على كتابة هذا الكتاب ... الذي يدل على إبداعك ... و لكن ... لا تحزني ... فأنتي كتبت الشعر من قبل و بالطبع لن تكوني عاجزة عن كتابته ثانيه ... أليس هذا صحيحا؟؟ ... صدقيني لا شيء يدعو للأسف في هذه الدنيا الفانية .. ابتسمي للحياة فالحياة .... جميله "

حاولت أن أرغم نفسي على الابتسام و لكنني لم استطع

فذهبت إلى سريري و جلست عليه ثم أخذت أفكر قليلا


ثم قلت بصوت خافت : " نعم ... حقا إن الحياة جميله ... جدا "

ضحكت لبنى ثم ذهبت لتكمل دراستها

" كم احبك يا أختي "


حاولت نسيان ما جرى ... و لكي أنسى ذلك الحدث المؤلم أخرجت مجلة من مجلات لبنى الموجودة في ركن من غرفتنا الصغيرة ...

أخذت اقلب المجلة ... اقرأ مره و أتصفح مره ... و لكن عقلي لم يستطع نسيان كتاب أشعاري الممزق
فجأة !!

فتحت أمي باب الغرفة و قالت لنا : " هــــيــا ... بما أن اليوم هو يوم الخميس ... ففي المساء سنذهب لزيارة خالتكم لمياء ... "

قالت لبنى :" أمي أنا لا أستطيع أن اذهب معكم "

قالت أمي و هي تستعد للخروج من الغرفة :" ابنة خالتك يمنى تريد أن تراك و كذلك خالتك "


خرجت والدتي من الغرفة ... فلحقت بها و قلت لها : " لا أريد الذهاب معكم ... فـــخالتي لمياء ليس لديها أبناء بعمري "

بدا الغضب على وجه والدتي فالتفتت إلي وقالت :" بل ستذهبين .. إنها خالتك "


بعد أن قمت بتغيير ملابسي ... ذهبت لأساعد والدتي في إعداد الحلويات ... نزلت الدرجات مسرعه


حيث رأيت والدي يشاهد التلفاز .... يا للـــملل ... أبي لا يشاهد إلا الأخبار

لهذه الدرجة الأخبار ممتعه ؟؟؟ !


عند وصولنا إلى منزل خالتي لمياء ... جلست بوحدي لا اعلم ماذا افعل ...

فأمي و خالتي لا يكفون عن الثرثرة .. و أنا لا أطيق ذلك أبدا

أما لبنى و يمنى أخذتا تتحدثان بأمور كثيرة عن المدرسة الثانوية و صديقاتهن ..

صحيح أن منزل خالتي كبير جدا و واسع إلا أنني أفضل منزلنا المتواضع الذي أجد فيه كل ما يسعدني


قلت في نفسي : يا ليتني قمت بإحضار بعض واجباتي المدرسية لأنجزها



تناولت بعض الحلويات التي أعدتها والدتي مع القهوة العربية

مــــــــا الــــــذهـــا !!

..........

يــــــــتـــــــبــــــــع
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة عندي شعور قد البحر عندي الحنان قد الربيع
عندي هموم قد المطر عندي محبه للجميع
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة