عرض مشاركة واحدة
قديم 09-04-2006, 12:53 AM   #1
ماكنزي
][§¤حلا ذهبي ¤§][
 
الصورة الرمزية ماكنزي
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jan 2006
رقم العضوية: 19945
المشاركات: 3,548
عدد المواضيع: 344
عدد الردود: 3204


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
ماكنزي is on a distinguished road

ماكنزي غير متصل
افتراضي عقول من النوع السنجابي!!!!

إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا‏..


‏ جاء في حكم و قصص الصين القديمة أن ملكا أراد أن

يكافئ أحد مواطنيه فقال له‏:‏ امتلك من الأرض كل

المساحات التي تستطيع أن تقطعها سيرا علي قدميك‏..‏

فرح الرجل و شرع يزرع الأرض مسرعا و مهرولا في

جنون‏..‏ سار مسافة طويلة فتعب و فكر أن يعود للملك

ليمنحه المساحة التي قطعها‏..‏ و لكنه غير رأيه و قرر

مواصلة السير ليحصل علي المزيد‏..‏ سار مسافات أطول و

أطول و فكر في أن يعود للملك مكتفيا بما وصل إليه‏..‏

لكنه تردد مرة أخري و قرر مواصلة السير ليحصل علي

المزيد و المزيد‏..‏ ظل الرجل يسير و يسير ولم يعد

أبدا‏..‏ فقد ضل طريقه و ضاع في الحياة، و يقال إنه

وقع صريعا من جراء الإنهاك الشديد‏..‏ لم يمتلك شيئا و

لم يشعر بالاكتفاء و السعادة لأنه لم يعرف حد الكفاية

(القناعة)‏.‏



النجاح الكافي صيحة أطلقها لوراناش و هوارد

ستيفنسون‏..‏ يحذران فيها من النجاح الزائف المراوغ

الذي يفترس عمر الإنسان فيظل متعطشا للمزيد دون أن

يشعر بالارتواء‏..‏ من يستطيع أن يقول لا في الوقت

المناسب و يقاوم الشهرة و الأضواء و الثروة و الجاه و

السلطان‏؟



لا سقف للطموحات في هذه الدنيا‏..‏ فعليك أن تختار ما

يكفيك منها ثم تقول نكتفي بهذا القدر‏..‏ و نواصل

الإرسال بعد الفاصل‏..‏ بعد فاصل من التأمل يتم فيه

إعادة ترتيب أولويات المخطط‏..‏

الطموح مصيدة‏..‏ تتصور إنك تصطاده‏..‏ فإذا بك أنت

الصيد الثمين‏..‏ لا تصدق؟‏!..‏ إليك هذه القصة‏..

‏ ذهب صديقان يصطادان الأسماك فاصطاد أحدهما سمكة

كبيرة فوضعها في حقيبته و نهض لينصرف‏..‏ فسأله

الآخر‏:‏ إلي أين تذهب؟‏!..‏ فأجابه الصديق‏:‏ إلي

البيت‏ لقد اصطدت سمكة كبيرة جدا تكفيني‏..‏ فرد

الرجل‏:‏ انتظر لتصطاد المزيد من الأسماك الكبيرة

مثلي‏..‏ فسأله صديقه‏:‏ و لماذا أفعل ذلك؟‏!..‏ فرد

الرجل‏..‏ عندما تصطاد أكثر من سمكة يمكنك أن

تبيعها‏..‏ فسأله صديقه‏:‏ و لماذا أفعل هذا؟‏..‏ قال

له كي تحصل علي المزيد من المال‏..‏ فسأله صديقه‏:‏ و

لماذا أفعل ذلك؟‏ فرد الرجل‏:‏ يمكنك أن تدخره وتزيد

من رصيدك في البنك‏..‏ فسأله‏:‏ ولماذا أفعل ذلك؟ فرد

الرجل‏:‏ لكي تصبح ثريا‏..‏ فسأله الصديق‏:‏ و ماذا

سأفعل بالثراء؟‏!‏ فرد الرجل تستطيع في يوم من الأيام

عندما تكبر أن تستمتع بوقتك مع أولادك و زوجتك‏..‏

فقال له الصديق العاقل‏ هذا هو بالضبط ما أفعله الآن و

لا أريد تأجيله حتي أكبر و يضيع العمر‏..‏ رجل

عاقل‏..‏ أليس كذلك‏!!‏

يقولون المستقبل من نصيب أصحاب الأسئلة الصعبة، و لكن

الإنسان ـ كما يقول فنس بوسنت ـ أصبح في هذا العالم

مثل النملة التي تركب علي ظهر الفيل‏..‏ تتجه شرقا

بينما هو يتجه غربا‏..‏ فيصبح من المستحيل أن تصل إلى

ما تريد‏..‏ لماذا؟ لأن عقل الإنسان الواعي يفكر

بألفين فقط من الخلايا، أما عقله الباطن فيفكر بأربعة

ملايين خلية‏.‏



و هكذا يعيش الإنسان معركتين‏..‏ معركة مع نفسه و مع

العالم المتغير المتوحش‏..‏ و لا يستطيع أن يصل إلي سر

السعادة أبدا‏.‏

يحكى أن أحد التجار أرسل ابنه لكي يتعلم سر السعادة

لدى أحكم رجل في العالم‏..‏ مشي الفتى أربعين يوما حتي

وصل إلى قصر جميل علي قمة جبل‏..‏ و فيه يسكن الحكيم

الذي يسعي إليه‏..‏ و عندما وصل وجد في قصر الحكيم

جمعا كبيرا من الناس‏..‏ انتظر الشاب ساعتين حين يحين

دوره‏..‏ انصت الحكيم بانتباه إلي الشاب ثم قال له‏:‏

الوقت لا يتسع الآن و طلب منه أن يقوم بجولة داخل

القصر و يعود لمقابلته بعد ساعتين‏..‏ و أضاف الحكيم و

هو يقدم للفتى ملعقة صغيرة فيها نقطتين من الزيت‏:‏

امسك بهذه الملعقة في يدك طوال جولتك و حاذر أن ينسكب

منها الزيت‏.‏

أخذ الفتى يصعد سلالم القصر و يهبط مثبتا عينيه علي

الملعقة‏..‏ ثم رجع لمقابلة الحكيم الذي سأله‏:‏ هل

رأيت السجاد الفارسي في غرفة الطعام؟‏..‏ الحديقة

الجميلة؟‏..‏ و هل استوقفتك المجلدات الجميلة في

مكتبتي؟‏..‏ ارتبك الفتى و اعترف له بأنه لم ير شيئا،

فقد كان همه الأول ألا يسكب نقطتي الزيت من

الملعقة‏..‏ فقال الحكيم‏:‏ ارجع وتعرف علي معالم

القصر‏..‏ فلا يمكنك أن تعتمد علي شخص لا يعرف البيت

الذي يسكن فيه‏..‏ عاد الفتى يتجول في القصر منتبها

إلي الروائع الفنية المعلقة علي الجدران‏..‏ شاهد

الحديقة و الزهور الجميلة‏..‏ و عندما رجع إلي الحكيم



قص عليه بالتفصيل ما رأي‏..‏ فسأله الحكيم‏:‏ و لكن

أين قطرتي الزيت اللتان عهدت بهما إليك؟‏..‏ نظر الفتى

إلي الملعقة فلاحظ أنهما انسكبتا‏..‏ فقال له

الحكيم‏:‏

تلك هي النصيحة التي أستطيع أن أسديها إليك سر السعادة

هو أن تري روائع الدنيا و تستمتع بها دون أن تسكب أبدا

قطرتي الزيت‏.‏

فهم الفتى مغزى القصة فالسعادة هي حاصل ضرب التوازن

بين الأشياء، و قطرتا الزيت هما الستر والصحة‏..‏ فهما

التوليفة الناجحة ضد التعاسة‏.‏

يقول إدوارد دي بونو أفضل تعريف للتعاسة هو انها تمثل

الفجوة بين قدراتنا و توقعاتنا‏..‏

اننا نعيش في هذه الحياة بعقلية السنجاب‏..‏ فالسناجب

تفتقر إلي القدرة علي التنظيم رغم نشاطها و

حيويتها‏..‏ فهي تقضي عمرها في قطف و تخزين ثمار

البندق بكميات أكبربكثير من قدر حاجتها.

مع التحية
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة