الموضوع: هلوسات
عرض مشاركة واحدة
قديم 26-03-2006, 02:17 AM   #1
ماكنزي
][§¤حلا ذهبي ¤§][
 
الصورة الرمزية ماكنزي
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jan 2006
رقم العضوية: 19945
المشاركات: 3,548
عدد المواضيع: 344
عدد الردود: 3204


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
ماكنزي is on a distinguished road

ماكنزي غير متصل
افتراضي هلوسات

هلوسات

تبدأ الهلوسة عندما تحاول الراحة والاسترخاء متجاهلاً مشاكل وهموم
فتجد الأرق يحتجزك في عقلك .. يثقل جفنيك ... تشعر بارتفاع في درجة
حرارة رأسك ...

فقد كنت مستلقياً .. ولعيناي مغمضاً .. فبدأت أرى أمورا ما بين النوم واليقظة
ورأيت اشباحاً ما بين الخيال والحقيقة .. لا اعلم اي زمان كان هذا .. ؟!!
ولا أدرك اي مكان هو ...؟!! سمعت المحافظ يقول على شاشة تلفزيون رأسي ...
(( طولكرم مش سهل أنهم يدخلوها اليهود )) واستفقت وأنا أقول .. لقد اجتاحوا
طولكرم ( ولعنوا أبوها على الي فيها ) وتابعت هلوستي وسمعت صوت
الدبابات تقصف بالمدينة وصوت المحافظ لا زال يصرخ في رأسي ( طولكرم أشبه
ما تكون بيروت الغربية اذا يحدها من الشرق عجلون ومن الجنوب باريس ..
وهلم جراً ) ثم مرت من قربي صلية دبابة كادت ان تقتلني فهربت .... وكان
يركض خلفي رجال الانتفاضة ... فاتكأ احدهم على جدار إحدى المحال التجارية
وراح يطلق النار على الدبابات ويتوارى تارة أخرى ... وبينما انظر اليه واذ
بقذيفة دبابة تهدم المكان الذي هو فيه وتتطاير الشظايا في كل مكان فأهرب
مجدداً الى مكان آمن حتى دخلت عمارة ووجدت فيها مصعد ... فدخلت المصعد
وفوجئت أنني قد دخلت الى صحراء نجد ووجدت هناك عبد الحليم حافظ ومحمد
علي باشا يجلسان ويقولان لأن اتانا هذا الرجل لنسأله مسألة فان عرفها
سنلعب معه لعبة الطرنيب ... وبينما انا أتقدم خاشياً السؤال وكأن موتي
على حده فاجأتني نانسي عجرم وهي تغني آه ونص ..

رحت اقول لهم : بالله عليكم .. أيهون عليكم ؟! فلسطين في حرب ..
وانتم هنا تجلسون وتلعبون وتغنون ....؟؟!!!!

التفت اليّ فرناندو خوسيه وقال لي : روزاليندا ستغني لنا أغنية جميلة .

وضعت يدي على رأسي لأتأكد أنني على قيد الحياة ... فجاء رجل أعمش العينين ..
أخمص القدمين .. اعتك الحاجبين .. اجعص البطن والردفين ... تعلوه ابتسامة حلوة ...
ولم يتكلم بكلمة اكتشفت عندما استيقظت انه أطرش ... ولكن كان هناك أشباح يسرقون
دار جيراننا ... وكانوا يوقدون النار ويجلسون حولها .. وآخرون يصعدون على سطح
المنازل ... يا الهي ... أنهم ينتحرون ثم يقومون ويصعدون وينتحرون ...
لماذا يفعلون ذلك ... ؟؟؟ وبعد قليل ومع هذا المشهد المخيف جائت سيارة دراكولا ...
فنزلت منها أمنا الغولة ولم تنطق عبارتها المشهورة ...(( انتشرووووووووا.........))

وإنما نظرت إلى اليمين والى الشمال ... تأكدت ان احداً لا ينظر إليها ...
فصعدت لتنتحر ولكنها لم تسقط ..... بقي الأمر سراً الى ان علمنا من مصادر موثوق بها
ان شارون قام بزيارة للحرم القدسي الشريف ... يا للعجب .. ويا لفظاعة المنظر ...
الزعماء العرب يرقصون في باحات المسجد الأقصى ويسكرون ... وهناك .. خارج الأسوار ...
أطفال على أعمدة المشانق يشنقون ... ونساء يصرخن .... وامعتصماااااااه ...
واااا إسلااااماااااه ... ولمحت جيشاً عرمرم ... وجياد بلقاء ... ورجال غر محجلون ....
يتقدمون ... فينزلون ... فالسلاح يرمون واللحى يحلقون ... واللباس الإسلامي يحرقون ...
والجياد هدايا الى العجم والرومان واليهود يهدون ويدخلون الى المقصلة ... واحد تلو الأخر ...
فينحنون ... فينقطع الرأس ... ليوضع في ثلاجة اسكيمو........ ويوضع فوق أعناقهم بدل
الرأس علامة استفهام ... وأخر واحد .. لم توضع على عنقه علامة استفهام ..
لقد كانت علامة تعجب .....!!!!!!!!!!!!

بدأت اشعر بالضيق من كل هذه المشاهد ... حتى رأيت أسوار الصين ترتفع
من حولي وتعانق السماء .... فتجمعت فوقها غيوم سوداء .... لتصبح سقفاً
جليدياً قاتماً ...... وانا اصرخ ... أيها الناااااااااااااااس .... ايها العرب ....
( يا نااااااااس .. يا عااااالاااام ) وصوتي مخنوق وفي أعماقي قتيل ... لقد خرج
من داخلي رجل يشبهني ... ولكنه مقتول , وخرج أخر ايضاً قتيل .. لكنه مخنوق ..
وأخر .. لكنه مهموم ... وأخر .. فهو سجين .. واما الأخير فالنور يسطع منه ...
قلت له من انت ..؟؟ فوجهك الجميل .. ونورك المستميل ... اجـــــــاب
انا الإيمان انا الأمل ... فسألته الى أين يا أخ العرب ...؟؟ قال : لقد فقدتني ...
فقلت له : " الا هذه ".. أدخلته اليّ وسجنته فلا يخرج ابداً ............

ومرت الحكاية ... ومرت شهور .. ولم تمر السنة بعد ... وتغير المكان ...
وصار السجناء حكاية الحكاية ... وصرت انا الميت بالوراثة .. انتظر ان تطل
الشمس علينا من فوق النهاية فترتسم على شفاهنا ابتسامة البداية ....
وحدث ما لم يكن في الحسبان .... لقد عطست ... فحمدت الله .. فانبجست
الظلمة الى نفسها فتقوقعت .. فتلاشت ... فانهمرت الفرحة من سقاية أجفاني
دمعة حرية ... ولم أجد بعد هذه اللحظات سوى قصة او حكاية وربما رواية ,
مشيت ويلحقني رجال كنت اعرفهم وألان نسيتهم ... لم اعد أتذكر واحد منهم ...
صاروا ظلالي ... ثم ردائي ... ثم شجني ... ثم أحوالي ... ثم مضيت اغني ...
ثم نمت في نومي ثم صحوت .. لأجد نفسي بين أهلي .. فأقص عليهم رؤياي ...
فتقول لي امي .. احمد الله يا يوسف لقد كنت في كابوس ... لطالما كنت اسمع
هذا الاسم في قديم الزمان ... كان يحكم البلاد المظلمة والآن لا اعلم من يحكم
البلاد التي تسمى بأحلام .... فردت علي وهي تقول ... تناظر الساعة وليش مستعجل ...
احد معاه خله ... ويناظر الساعة ... فقلت لها يا بنت الناس .. فقاطعتني وهي تقول
أنت بحياتي كل شي وانا بحياتك من أكون ... اردت ان اعتذر لها وقلت يا بنت الاوادم ...
فقاطعتني وهي تقول .... جرى ايه يا حسنين ... إحنا بنلعب والا بنلعب ... ميحكمشي ...

فقلت لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .. وبينما اضرب كف بكف ... وصل القادة
العرب الى مؤتمر شرم الشيخ وهناك استقبلهم الشيخ وقدم لهم هدايا العيد ... كان لقاءاً
تاريخياً ... سطرته كتب الحساب ودونته دواوين الرحالة .... كانت الجماهير تعلم عن
البيان الذي أجبرت حكوماتها على قبوله وإلا سيضطر الشعب الى الاستقالة ....

خرج الزعيم الأول ... لا اذكر اسمه ولا كنيته .... لكني لا أنسى ابداً لطفه وادبه
امسك البيان الافتتاحي .... فقال باختصار مفيد .... السلام عليكم والسلام عليكم
ورحمة الله .... فصفق الحشد الغفير من الجماهير وخرجت المظاهرات من شاشات
التفاز بعد ان انفجرت .... وراح الكل يهتف ... بالروح .. بالدم ... نفديك يا قومية .

صعد الملك العربي التالي .... بيده رزنامة كتب عليها موعد المحاضرة .....
قال عبارته المشهورة ...... ايها الإخوة والسادة والملوك .... ان القضية العربية
لا تحل الا بالخطب السياسية ... ان القضية العربية .... يجب ان تحل بالطرق السلمية
فأجهش الجميع بالبكاء لشدة ما وقع في قلوبهم من تلك الموعظة المؤثرة ......

في أخر القمة .... كان البيان الختامي ..... كم كان الشعب متلهف لسماعه ..
فالكل يجلس على أعصابه ..... كأن العرب التحموا فصاروا جسداً واحداً ...
يحده من الغرب المحيط الأطلسي ومن الجنوب ........ وكان الكل يبكي ...
إنها الحقيقة .... بكى الرجال وابتلت لحاهم ..... وبكت النساء وبكى الأطفال
لا احد يعلم كم من الشوق يحمل في قلبه لقمة عربية جديدة ...,,!!؟؟

في هذه اللحظات .... كنت اجلس في احد المقاهي أتابع الأنباء أولا بأول
والمظاهرات تلو المظاهرات عقب القمة العربية للتصويت لفناني سوبر ستار .
كانت رائحة أقدامهم تفتح بلادنا بالفن المتعري ... لقد تثقف العرب وسبق الغرب
وتقدمنا سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ... حتى أمريكا باتت تحسدنا على علاقاتنا
المميزة مع بعضنا البعض ... فالأخ عدو أخوه والجار صاحبه اللدود ...
اما عن التقدم الاقتصادي .... فحدث بحرج .... للعرب عملة واحدة كتب عليها
نحن من نكون ؟؟ وتوثقت بعبارة .. حقوق الطبع مصادرة .. وعلى خلف القيمة
النقدية أرقام شتى .... يا لهذا التقدم العجيب ... انك لن تستطيع ان تميز بسبب
الرقم ان كنت غنياً او فقيراً .... لقد صار المجتمع متساوي مادياً .. أليس أخر
السطر نقطة . ؟؟
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة