لماذا أصبح العبد أسوداً؟
أصدقائي:
تمر بنا مواقف كثيرة نحتار في الحكم عليها
أحياناً نتسرع بحكمنا و إن كان جائراً
لكن نقول أنه صحيح حسب العرف
فهل دائماً العرف صحيح؟
و هل نكتفي بالعودة إليه؟
دون تحكيم مشاعرنا و عقولنا؟
إقرأوا هذا المقال تفهموا الفكرة
بس على شرط......
بعدها تعلقوا.........
ضروري...........
إليكم المقال:
في ساعة متأخرة من اللّيل أو متقدّمة من الصباح ، اجتمعت أنا وأحد الزّملاء لمناقشة أحد الكُتب المرجعية لطب الأسرة والمجتمع. وأثناء القراءة ، كان يتحدّث الموضوع عن العرقيّات. ولم نكن مقتنعين بما ورد في الكتاب لأنّه يتحدّث بدون مرجعيّة تاريخيّة أو دينيّة.ثم تطرّقنا إلى كلمة (عبد) ومدلولاتها.
أنا وهو نقول أن كلمة عبد في العُرف العام تعني(أسود) ! ، ولكِن في المصادِر الصّحيحة تعني: مملوك وقد يكون أبيض أو أسود. ولكِن الّذي اختلفنا فيه هو هل العُرف العام يكون صحيح دائماً ، وننقاد له حتّى لو خالف المنطقيّة الصّحيحة ؟
هو يقول أنّ العُرف يكون صحيح حينما لا يترتّب عليه حلال أو حرام ،
وهو مقرّ أنّني يجب أن أفهم عبد على أنّها أسود ، وأنا أقول له : يجب أن نتحاكم إلى المرجعيّة اللغوية المُعتمدة . فمن المُسلمات أنّ العُرف له موطن معيّن وزمان معيّن ، أمّا العلم والمرجع الصحيح فهو صالِح لكل الأزمان والمواطِن.
ثُم أنّ تحريف معاني اللّغة لتُناسِب العُرف سيجعلنا نحيد عن الفِهم الصّحيح للقرآن الكريم ، وجيل وراء جيل يورّث كلمات خاطئة ،سنجِد أنّنا في النّهاية بِلا لُغة!.
أثناء ذلِك ، قدّمت له وجبة عبارة عن فطيرة لحم ( وجبة العزّاب) فحينما فرغ من أكلها ، قلتُ له: هل تعلم أنّي اشريت هذه الفطيرة البارحة في الليل!، وكانت السّاعة تشير إلى الــ 1 صباحاً.
فتغيّرت ملامح وجهه ، وقال : لمَ لمْ تُخبرني ؟.
قُلت له: أنّ العرف هو الّذي فرض عليك الفِهم الخاطئ.
فالبارحة الليل هو قريب علميّاً ، فأنا اشتريتها السّاعة 11 ونص مساءاً ،
أي لم يمضِ عليها ساعة ونصف. فزاده هذا الموقِف عناداً وتمسّكاً بوجهة نظره. وبعد ذلِك تطرّقنا إلى وجود أول انسان أسود على وجه الأرض ، فبحثنا ووجدنا أن أول انسان أسود هو من أولاد سيّدنا نوح عليه الصّلاة والسّلام.
حينما افترقنا ، اتّصلتُ بِه وقلتُ له ضاحكاً : ياصديقي, لقد نسيتَ قلمك العبد عندي !
هل العُرف إذا لم يترتّب عليه حلال أو حرام وهو مُخالف للحقائق والمرجعيّات الصحيحة ، يجب علي أن أتّبعه ؟
أريد آرائكم؟