[بندرالذيابي]

خذ ورقة بيضاء وضع في وسطها بقلم عريض نقطة سوداء، أرفع الورقة أمام أصدقاءك

أو إخوانك واسألهم: ما هذا؟ في الغالب ستكون إجابتهم: نقطة سوداء! هؤلاء نسوا أن

أمامهم صفحة بيضاء ناصعة البياض كما تقول إعلانات منظفات الغسيل، نسوا أن معظم

مساحة الصفحة نظيفة لا يوجد فيها شيء، لكنهم لم يلتفتوا لهذا بل ركزوا على النقطة السوداء

فقط، ولو كانوا أكثرة دقة لقالوا: صفحة بيضاء فيها نقطة سوداء.

دعونا من هذه الفلسفة، ما أريد أن أقوله هنا أن الناس يركزون على النقاط السوداء في

كل شيء حولهم ، وبعض الناس لديهم هواية الشكوى من كل شيء ونقد كل شيء، حتى

أنك لاتراهم إلا وتعرف أن لديهم شيئاً ما ينتقدونه، بعضهم يفعل ذلك فقط لمجردالنقد لا لرغبة

في التطوير والتغيير، ففي رمضان تتاح الشكوى من لا شئ ...

الشكوى من إعلامنا العربي مثلا الذي كالعادة لم يقصر في استغلال شهر رمضان لتحويل

الفضائيات إلى انواع من البرامج والمسلسلات و المواد المنسوخة الافكار من الاذاعات الاوروبية

وهذا موضوع اخر لن نتحدث فيه ولا أدري ما الحكمة اساسا من تخصيص رمضان بعشرات

المسلسل و البرامج دون بقية العام ، هل الناس في هم ونكد بسبب الجوع و العطش ولذلك

يريد إعلامنا الترفيه عنا؟كان ذلك في السابق فلم تعد الشكوى تكفي هنا، لكل إنسان حق

الاختيار واتخاذ القرار، فلتعرض هذه الفضائيات ما تريد، نحن علينا فقط أن نختار ما نريد، هناك

برامج تستحق المشاهدة، لكن ماذا يحدث اثناء تغيير القنوات ..؟ هناك من هوايته بل وظيفته

الرئيسية التركيز على ما تقدمه كل دول من برامج بعد الافطار وقد يكون هناك باحثين اعلام

يدونون ذلك و بغض النظر عن هذا و ذاك ..

و متتطلبات الفضائيات بمشاهد و افكار حركية ؟ لكي نراه بوجه جديد ام نظل في مسئلة

تكرار النسخ ؟ أليس تكرار النسخ يؤدي الى طبعات مشوهة في بعض الاعداد ؟

هل يعقل أن نكون موجودين فقط لغرض الحضور ؟







تحياتي



الذيابي