[البريئة]

الشرود الذهني مرض يهاجم الأشخاص المتأثرين بحوادث أليمة

بريدة: بكر عبد الله
حبست فتاة سعودية في بريدة تبلغ من العمر 25 عاما نفسها داخل غرفتها منذ ما يقارب سنتين ونصف (900 يوم) وذلك منذ أن توفي زوجها بحادث مروري بعد عودتهما من شهر العسل الذي قضياه في إحدى الدول العربية. ولم تفلح كل الجهود والمحاولات من قبل أهل الفتاة بمساعدتها على تجاوز محنتها التي أخذت من وقت وجهد الأسرة الكثير, حيث أصرت الفتاة على حبس نفسها في غرفتها التي حرصت على بقاء كل أشيائها بمكانها كما نظر إليها زوجها المتوفى آخر مرة قبل خروجه منها للأبد ذاهباً للعمل . ورفضت الفتاة رفضاً قاطعاً الخروج من البيت لأي سبب كان رغم محاولات الأهل إقناعها بزيارة إحدى عيادات الطب النفسي, مما دفع الأهل لإحضار أخصائيين نفسانيين لمنزلهم أكثر من مرة إلا أن الفتاة تقفل أبواب غرفتها على نفسها وتبدأ بإطلاق صرخات مدوية تتوسل لهم بإخراج الأخصائيين من البيت.
من جهتها تعاني فتاة أخرى ( 21 عاما)ً من حالة نفسية سيئة تسببت بحدوث مشاجرات واشتباكات بينها وبين كل من تلمحه عيناها مبتسماً فقد كرهت ضحكة أي إنسان بل الضحكة نفسها وقد هبت العاصفة التي دمرت حياتها في شهر رجب من عام 1425هـ حينما توفي والدها بحادث مروري وزاد من ألمها وجرحها وفاة والدتها بعد 4 أشهر.
"الوطن" اتجهت بالسؤال للمستشار بالإدارة العامة للشؤون الاجتماعية بالقصيم صالح بن عبدالله العثيم فقال إن أية مشكلة يقابلها الإنسان ويعاني منها كثيرا قد ينتج عنها الشرود الذهني الذي قد يستغرق فترات زمنية طويلة مما يفقده الإحساس بمن حوله وغالبا يستهوي المرء هذه الرحلات البعيدة لنسيان واقعه المؤلم ومن أجل أن نضعه على الخط الأول علينا أن نعمل له خطة علاجية تشخص حوافز ودوافع مشكلته والسبل الملائمة لعودته إلى واقعه ومن هذه السبل: انشغاله بممارسة هواياته مثل - الرياضة - اللعب- حتى يبدأ بالتركيز على الجانب الذي يهواه وبهذا نستطيع أن نبعده عن الشرود الذهني المقيت.