عرض مشاركة واحدة
قديم 27-11-2004, 07:31 PM   #1
الريـــــــــــــــــــم
مميزة حـــــلا
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Nov 2004
رقم العضوية: 2920
المشاركات: 1,604
عدد المواضيع: 367
عدد الردود: 1237


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
الريـــــــــــــــــــم is on a distinguished road

الريـــــــــــــــــــم غير متصل
افتراضي العنصرية في السعودية الي اين

العــنصــرية في الســعــودية إلى إيـــن


العنصريين يختارون ضحاياهم بعناية، فهم يعرفون من يضربون, ومن يهينون بالكلام, ومن يغمزون بعيونهم في حضرته ساخرين وقادحين! موضوعي هذا بصدد العنصرية بين أبناء وطني

موقف 1: يأتي إلى المجلس العام , يتثاقل " البعض " ممن كان قبل قليل نشيط جداً في القيام للسلام عليه, يصافحونه بأيديهم بلامبالاة واضحة كمن يُرى للمرة الأولى , بعد أن قبَّلوا أنوف ورؤوس من قبله ممن لا يكبرونه سِنَّاً! يجلس حيث وجد فسحة. يتجاهلون عن عمدٍ أن يدْعوه للجلوس في صدر المجلس! وحين أسأل عن السبب , تأتيني الإجابة: خضيري لا قام ولا قعد!

موقف2: تأتي المرأة , البدويِّة , إلى حفل الزفاف. تجلس بجانب العائلة الحضريِّة. تنفذها العيون الحضريِّة, تبدأ إنزيمات العنصرية بالعمل. السخرية من الملبس , من طريقة الجلوس , من نوعية الماكياج, من طريقة الأكل. تسمع عبارات العنصريِّة: متخلفة...تفشَّل...مضيِّعة البر....جاهلة....بل ووسخة! في الجانب الآخر من صالة الحفل: تأتي المرأة الحضريِّة لتجلس بجانب العائلة البدويِّة. ترمقها العيون البدويِّة الواسعة. يبدأ دولاب العنصريِّة بالدوران , تشكيك في العِرض والشرف والحشمة نتيجة لطبيعة اللبس , وطريقة الماكياج. سخرية من طريقة الأكل , والجلوس. تسمع عبارات العنصريِّة: امحق تقدم...وأمحق تحضَّر....الله لا يبلانا ويحفظ ولايانا...ما عليها شرهة طرش بحر!!

موقف 3: يصرخ الأب في وجه ولده: أنت ما تقول لي وشعندك مع هـ"العبد" ( كناية مُهينة عن السواد ) تصادقه ؟ ما لقيت إلا العبيد. خلَّصوا عباد الله! ( يبدو أنَّه لا يدري أن عباد هي جمع عبد) وش يقولون عنك وعنَّا الناس؟! وبعدين إخوانك من اليوم ورايح ما أبغى أشوف واحد منهم يلعب مع هالعبيد!

مظاهر تؤذي....تؤذي جداً , أعلم ذلك , لكنها بين ظهرانينا بكل أسف, ولا أظن أنَّ هناك من يُنكرها...وإنني لأعجب والله كيف يستطيع مجتمع حسَّاس كمجتمعنا توظيف حساسيته باتجاه العدوانيِّة والنفي والنبذ , لا باتجاه التآلف والالتئام والاحتواء.

ثنائيات بنيويِّة مقيتة على أساسها توزع صكوك الاعتراف بالكينونة والتعديل أو النبذ والتجريح: خضيري وقبيلي, أسود وأبيض, سعودي أصل وفصل وسعودي مُتجنِّس, سعودي وغير سعودي...

كيف تسربت إلى سياقاتنا الاجتماعية, وكيف تسللت لغتها إلى ثقافتنا الشعبية, ولمَ بقيت حتى اليوم ونحن في مجتمع المدينة الذي يُفترض أنَّ التقسيمات الطائفية والمناطقيِّة قد انصهرت فيه, وأعقبت القبيلة وذهنيِّتها وعصبيَّتها ؟ كيف بقيت هذه العصبيِّة كامنة في الجذور, وهذا الكره دبِقٌ تحت الجلد؟

أتمــنى كــل من يقرأ يـدلـو بــدلــوه حــول ما قــرئ بكــل صــراحة و واقعــية










التوقيع: