الموضوع: زله قلب
عرض مشاركة واحدة
قديم 21-02-2006, 07:20 PM   #1
الساحرة
(حلا جديد )
 
الصورة الرمزية الساحرة
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Feb 2006
رقم العضوية: 22441
المشاركات: 39
عدد المواضيع: 8
عدد الردود: 31


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
الساحرة is on a distinguished road

الساحرة غير متصل
افتراضي زله قلب

يحبها ويحب كل شيء منها ويبحث عنها في كل تفاصيلها.. يحب القلم الذي تكتب به حين تمسكه بيديها البضتين.. يحب موديل الموبايل الخاص بها... يحب أن يراها من بعيد وهي تتهادى في مشيتها الممشوقة... يغازله هدوؤها ويستفزه فلا يملك إلا أن يشاكسها حتى تنطق.

تركته وقامت لتأتي بالواجب، أخذ الموبايل ليخفيه لكن ملمسه يشبه دفء يديها. أمسكه وقلّب في ذاكرته حتى انفجر أمام عينيه اسمه... اسم الذي كانت تحبه وصارحته به وأقسمت له إنه لم يعد له وجود في حياتها وإنها مسحت كل ما تعلق به من أشيائها وذاكرتها. ابتلع الشظايا التي علقت بحلقه وقال: "لابد أنها نست"... وأكمل تجواله في الموبايل ولما دخل على الأرقام التي طلبتها منذ يومين ليرى كم مرة اتصلت به واتصل بها... حدث الانفجار الثاني لنفس الاسم... "لا يمكن.. هل.... هل يعقل...."
قام من مجلسه وترك لها وراءه علامة استفهام كبيرة لم تفهمها إلا حين رأت تليفونها مفتوحا على الاسم.

انتظرته يتكلم.. لم يتكلم
انتظرته يرسل لها أي إشارة تعلن إنهاء أيام من الحب والأمل والحلم، لم يرسل...

الباقي على الزفاف أسبوعان... والبيت في مرحلة الإعداد وتم تجهيز كل اللوازم الثقيلة..

لم تأتِ سيارة عليها غرفة النوم، أو المطبخ، أو التنجيد...
لم تأتِ أخته بالهدايا التي اشترتها له..

إنما سارت الأمور وكأن شيئا لم يحدث. مرّ عليها في اليوم الذي اتفقا أن يفرشا البيت فيه... نزلت يملؤها خوف معقود اللسان. قابلها بوجه أقرب للبشاشة. ركبت معه وبدأ يسألها عن الأشياء الناقصة للبيت والمطبخ ومتى ستستلم الفستان.

لعنت نفسها.. تمنت لو أنه يتكلم، لو أن يسأل، لو أن ينهال عليها بالشتيمة، لو أن يصفها بالخائنة...
لم يفعل...

"لماذا تركتِني أحبك وأنت لم تنقِّ نفسك بعد؟!"
"لماذا أوهمتِني أنني أول من أحببتِ وأن ما كان لم يكن حباً؟"

دار رأسه من كثرة الأسئلة التي لا يجد لها إجابة.. لا يستطيع أن يتركها.. يحبها.. هي كل حياته.. لكن لابد أن هناك خطأ.. لابد أنها زلة قلب.. لكن لن أترك هذا الموقف يمر على خير سأتركها تتجرع الهوان.

كان يشعر بالألم يعتصره حين تتقابل عيناهما فلا تستطيع أن ترفع بصرها. لم يعد يستمتع بنظراتها الهادئة.. لم يعد يستطيع أن يبحر في دوائر عينيها العسلية.

كان سكونه يمر على قلبها بسكينة تذبحها رويداً رويداً... لا تستطيع أن تتحمل ذلك. وكأنه يطفئ لهيبه بالهوان الذي تعيشه جزاءً لها... اختار لها ولنفسه العذاب حتى تطهر ناره قلبيهما.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة الساحرهنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة