عرض مشاركة واحدة
قديم 10-02-2006, 12:04 AM   #1
اسيرالحب
مشرف القسم العام 
 
الصورة الرمزية اسيرالحب
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jul 2004
رقم العضوية: 596
الدولة: برطانيهuk
المشاركات: 4,055
عدد المواضيع: 931
عدد الردود: 3124


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
اسيرالحب is on a distinguished road

اسيرالحب غير متصل
افتراضي **أولادك أيتام وأنت حي!!**

(وقفة مع الأب المشغول عن أبنائه)
المعنى الحقيقي لليُتم
هو فقد الرعاية الأبوية للأبناء، وحرمان الابن من جهد الأب المتمثل في واجبات الأبوة الآتية:

فالأبوة هي: ضمير المسئولية، ومصدر العطاء، وكنف الحماية، وهي مصدر الرحمة والحزم وسلطة الضبط والربط وقانون المملكة والنظام.

والأب هو: راسم طريق المستقبل، ومخطط برنامج التألق، وعالم التقدم والاختراع، هو مذلل عقبات الطريق، ومقيل عثرة السائر، وحامي درب النجاح، هو مفجر التنمية البشرية، وصانع النهضة الاقتصادية، وراعي التربية الأخلاقية، هو مسعد القلوب، ومجفف الدموع، ومخفف الكروب، هو حامل الراية، والموصل للغاية، وواقي الأهل من نارٍ وقودها الناس والحجارة.

فانظر في نفسك أيها الأب: راجع جهودك مع أبنائك، هل أنت تقوم بواجباتٍ طِبق ما تتطلبه واجبات الأبوة التي ذكرناها، فإن كنت كذلك فأنت نعم الأب وأولادك ليسوا أيتامًا بل هم في رعاية أب حقيقي أدرك واجبه وقام بدور ولي الأمر كما أراد الله، وإن لم تكن كذلك فنقول لك بكل أسف:

أولادك أيتام وأنت حي!!
لغيابك عن مسرح الواجب الحقيقي الذي قد ينعم به الأبناء الذين مات أبوهم؛ لأنهم قد ينعمون برعاية المسلمين الذين أحسوا بالثغرة والفراغ بعد رحيل الأب.

لذلك يقول الشاعر:
ليس اليتيم من انتهى أبواه من هَمِّ الحياة وخلفاه ذليلا
إنَّ اليتيم هو الذي تلقى له أُمًا تخلَّت أو أبًا مشغولاً

مَن لهؤلاء الأبناء المساكين يعلمهم ويربيهم ويأخذ بأيديهم إلى الله تعالى، ويغرس فيهم القيم الصالحة والمبادئ النبيلة والأخلاقيات الرائعة، ويدفعهم إلى النجاح ويحميهم من الفشل والضياع.

مَن لهؤلاء الأبناء المساكين الذين فقدوا الرعاية التربوية والتنمية البشرية، وغاب الأب عن مسرح الإنسانيات ورعاية العقول والنفوس، وهو الأصل والأساس، وقام فقط بدور الصرَّاف الذي يوفر المال ويبني الأجساد ويوفر الملابس والأطعمة ويفاخر بما يرتدي أبناؤه من أزياء.

وقفات مع الانشغال عن الأبناء وأسبابه
1- عدم تقدير مسئولية ولي الأمر: التي أمر بها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في الأحاديث التالية:

- "كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته"

- "إنَّ الله سائل كل راع عما استرعاه حتى يسأل الرجل عن أهل بيته"

- "كفى بالمرء إثمًا أن يضيع مَن يعول"

2- عدم الإيمان بالدور المطلوب: ﴿وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾ (البقرة:132 ).

3- عدم تنظيم الوقت: "إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ" (رواه البخاري).

4- وَهْم الانشغال: كثير من الناس يتوهم أنه مشغول متعللاً بأنه يقوم بمهامٍ عديدةٍ، والواقع يشهد أنه رغم المهام العديدة التي يقوم بها إلا أنه ما زال يمتلك كثيرًا من الأوقات، والذي يدلل على ذلك هو نظرية المسافات البينية التي تنص على أنَّ (ثلث المادة فراغ).

أمثلة لخطورة تأثير الوهم على الإنسان:
1- شخص محكوم عليه بالإعدام تمَّ إيهامه بأنه سيتم تفريغ دمه عن طريق أنبوب يوضع في أحد أوردته، وتمَّ بالفعل تركيب الأنبوب ثم تمَّ عصب عينيه والأخذ به إلى حوض عليه صنبور ماء ولم يفتح الأنبوب المركب على الوريد بل تمَّ فتح صنبور الماء ومع سماع صوت خرير الماء ظنَّ الشخص أنَّ هذا خرير دمه وبعد فترة وجيزة سقط مغشيًّا عليه مفارقًا للحياةِ بتأثيرِ الوهم فقط لا غير.

2- طُلب من أحد الأشخاص أن يجتاز مسافةً على شريط رفيع ارتفاعه 2 متر وطوله 20 مترً.

أولاً: على سطح الأرض

ثانيًا: على سطح الماء

فاجتازها بسهولة فوق سطح الأرض، وعندما حاول اجتيازها فوق سطح الماء سقط بعد عدة خطوات، وذلك بتأثير الخوف من السقوط في الماء.

أيها الأب المسئول عن يتم أولاده بانشغاله عنهم لتكن لك وقفة مع نفسك تعيد فيها ترتيب الأمور، وتنقذ هؤلاء الأبناء من النار قبل أن يتعلقوا في رقبتك يوم القيامة ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لاَ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ (التحريم: 6).

أيها الأب الغالي يجب أن تدرك أن الاستثمار في الأجيال أفضل من الاستثمار في الأموال.

أيها الأب الغالي إنَّ الأمة تحتاج إلى صلاح الدين فهل تقوم أنت بإعداده.

- أنت تستطيع أن تختصر طريق النصر وتستنقذ الأمة من ضياعها بإعداد الجيل الصالح.

فقط لا نطلب منك الآن سوى أن تخصص جزءًا من وقتك يوميًا لأبنائك ولو لمدة نصف ساعة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
التوقيع:
اخذوا القصيدة من فمي
اخذوا الكتابة .. والقراءة
والطفولة .. والأماني
أني لا اعرف جيدا ..
أن الذين تورطوا في القتل
كان مرادهم أن يقتلوا كلماتي !!!

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة