عرض مشاركة واحدة
قديم 16-01-2006, 12:16 AM   #2
وردة الحبوبة
(حلا فعّال)
 
الصورة الرمزية وردة الحبوبة
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jan 2006
رقم العضوية: 19665
المشاركات: 316
عدد المواضيع: 69
عدد الردود: 247


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
وردة الحبوبة is on a distinguished road

وردة الحبوبة غير متصل
افتراضي مشاركة: قصة سلمى اسطورة الحمال الفاتن

امتطى الأمير الوسيم عربة يجرّها حصانان،،
تاركا البلدة متوجهاً إلى الناحية التي أشارت لها العجوز حيث توجد "سلمى" ابنة العملاق المتوحش التي ملكته دون أن يراها، والأذن تعشق قبل العين أحياناً..!!‏

كانت لـه شمس تضيء دربه المحفوف بالمخاطر، صورتها لم تفارق مخيلته طيلة سفره،، وجهها الجميل تتغمده الغيوم السوداء لكن حسنها يومض كالبرق من خلال السحب، خصلات شعرها المتطاير تلف سماء فكره.. نعم لقد كان طيفها رفيق سبيله طول المدة التي كان يقضيها بحثاً عن المكان المسمى غياهب الدنيا... قصد بيت أحد الشيوخ الحكماء وقص عليه حكايته رغبة في المساعدة بالرأي.‏

رحب به الشيخ واستضافه إذ قدّم له الطعام والحليب في بيته المتواضع المزين بالأواني المزخرفة التي تبدي مهارة اليد هوبة في الإتقان والإبداع،،، الشيخ الوقور بلحيته البيضاء المتدلية... تجاعيد الزمن وخبايا الأيام على جبينه مرسومة، تذكره بتعاسة الماضي وسوداويته المضنية،، إنه شيخ يعرف أسرار الحياة، كثير التجارب، راجح العقل، جامع الأخبار لذلك يسمى الشيخ المدبّر،،، قال للأمير في شفقة وحنو:‏

-أدرك أيها الأمير قصتك واعرف أن طريقك صعب، لأجل الوصول إلى الحسناء الموت يواجهك كل لحظة،، فكم من فارس مات قبلك في طريق غياهب الدنيا ولم يصل إلى "سلمى" ويا ليتك تنسى هذه الفتاة وتعود إلى أبيك تساعده في أمور السلطة، وقف الأمير "زهار" قائلاً:‏

-لا يهمني شيء ما دمت بعيداً عن "سلمى" لابد أن أصل مهما كان الثمن...‏

قال له الشيخ:‏

-إذاً عليك بتنفيذ التوجيهات التي قدمتها لك واحذر الصخرة العجيبة وستصل إلى "سلمى" بإذن الله...‏



** *‏

اختار الأمير جواده الأدهم رفيقاً له وسار في طريقه أياماً ولياليَ، قطع خلالها المسافات الطويلة ورأى الأهوال المرعبة، واجهها بشاعة،،
وشاهد الصخرة العجيبة التي تفتح وتغلق بسرعة غريبة، وفي الفضاء ترقص الوطاويط رقصة الموت وتوطوط منذرة الأمير بخطورة الأمر،، لكن الأمير "زهار" كان شجاعاً وذكياً واستطاع أن ينفذ من الثغرة بخفة وينجو من فم الصخرة كالبرق ودخل بأعجوبة خارقة....‏

وصل الأمير إلى قلعة ذات شكل عجيب مريب، كأنها رؤوس أسُود وأنياب وحُوش من العهد القديم، تقشعر لها الأبدان وتفزع لمنظرها النفوس.... وجد أمامه كلبة ضخمة هجمت نحوه فرمى لها قطعة لحم ثم لاعبها بمرونة وليونة حتى هدأ من روعها فسكنت حركتها،، ثم بدأ الأمير يصيح منادياً الحسناء:‏

سلمى أيتها الحسناء، هيا اخرجي،، لقد جئتك فارساً،، أبحث عن حقيقة الأسطورة التي سكنت قلبي فتحديت لأجلها الخطوب....‏

تظهر الحسناء من الأعالي كالشمس الساطعة في ظلمة الليل،، قائلة في دلال:‏

-من أنت أيها الغريب،، وكيف دخلت إلى هنا،،
(ثم أردفت ناصحة): -
أخفض صوتك،، اصمت حتى لا يسمعك الآخرون.‏

يرد عليها متحدياً:‏

-لن أخشى أحداً لأجلك، جئت راغباً في الزواج بك... أنا الشاب "زهار" من جزائر الأحلام... وهذا قلبي في كفي أهديه لك عربوناً...‏

سعدت "سلمى" بقوله ورمت بضفائرها إلى الأرض ليستعين بها عند الصعود.‏

-انبهر الأمير أمام طول شعرها الذي زادها سحراً، مسك به وصعد إلى غرفتها..‏

-عاد العملاق المتوحش والد "سلمى" تحسس المكان وأدرك أن أحداً دخل المنزل، اضطربت "سلمى" كثيراً لكنها وجدت مخرجاً لورطتها وقالت لأبيها:‏

-إن عابر سبيل جائعاً، اقترب من الصخرة طالباً القوت كي لا يموت بالطوى، فقدمت له الخبز واللبن،، ثم انصرف لحاله، اطمأن العملاق المتوحش لقول ابنته وراح ينام في سبات عميق، لكنه من حين لآخر كان يفتح إحدى عينيه وهو ينقلب على أحد جانبيه...‏


............يتبع..................
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


وردة الحبوبة