عرض مشاركة واحدة
قديم 16-01-2006, 12:16 AM   #3
وردة الحبوبة
(حلا فعّال)
 
الصورة الرمزية وردة الحبوبة
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Jan 2006
رقم العضوية: 19665
المشاركات: 316
عدد المواضيع: 69
عدد الردود: 247


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
وردة الحبوبة is on a distinguished road

وردة الحبوبة غير متصل
افتراضي مشاركة: قصة سلمى اسطورة الحمال الفاتن

في الصباح الباكر،، هربت "سلمى" مع الأمير "زهار" على صهوة الجواد الذي جاء به الأمير وأثناء خروجهم من المنفذ تفطنت كلبة العملاق المتوحش الحميمة عند سماعها صهيل الحصان وأدركت أن "سلمى" غير موجودة بل رأتها تهرب مع الشاب، فأيقظت العملاق الذي فتش عن ابنته،، ناداها،، ولا مجيب،، نظر من النافذة فرآها مع شاب يمتطيان الجواد....‏

هرع نحوهم راكضاً والغضب يملأ أحشاءه وهو يُزمجر بأنيابه الموحشة وبأظافره الشرسة،، لقد اسودت الدنيا أمام عينيه،، ها هو يبحث عن الطريق عن المخرج الضيق،، كأنه غريب عن المكان،، حاول الخروج فأطبقت عليه الصخرة لسمنته وخشونة جسمه واضطرابه الشديد،،، صرخ صرخة مدوية ضجت لها الأسماع وردّدت صداها القمم والأوهاد،، التفت الهاربان خلفهما مندهشين فإذا بهما يشاهدان العملاق المتوحش يَلفظ أنفاسه في منظر بشع ومريع، والصخرة منكبة عليه،، فعادا نحوه حائرين،، كان يخاطبهما بوصايا ثلاث، بمعاناة كبيرة من شدة الموت البطيء الذي يفتك به:‏

أوصيك "بسلمى" خيراً أيها الشاب الغريب قد تصادفك في طريقكما ثلاثة أشياء فاحذرا الاقتراب منها أولاها:‏

-رجلان يتنازعان
وثانيها محفظة مملوءة بالذهب
وثالثها نسران يقتتلان أمام النهر،،
لا تباليا بأي منهما وإلاّ هلكتما...
(وبعد إتمام وصيته سقط جثة هامدة...)‏

-أدمعت عينا "سلمى" الجميلتان حرقة على وفاة أبيها لكن الأمير الحليم هدأ من روعها وحملها على جواده ثانية، فاحتضنته من الخلف وأطلق العنان لجواده يطوي المسافات طياً فيثير النقع خلفه كالزوبعة الترابية..‏

** *‏

في طريقهما الغابي على سفح الجبل وجدا كيساً من الذهب فتعففا عن حمله ثم شاهدا رجلين يقتتلان،،
تذكر الأمير وصية "العملاق المتوحش" لكن بذرة الخير في نفسه جعلته
لم يُطق صبرا،، فقفز بجواده نحوهما وأصلح بينهم
ا ووزع كيس الذهب بينهما بالتساوي والتراضي، ثم واصل سيره
وهو في طريقه رفقة الحسناء "سلمىا"
إلى أن شاهدا نسرين يقتتلان،،
نسر ضخم يفتك بنسر دونه حجما، تحركت في جوانح الأمير المروءة وروح الإقدام ضد الظلم،، فتدخل بينهما يريد إنقاذ النسر المهيض الجناح،،
لكن النسر الكبير انتهز الفرصة واختطف بمخالبه الأمير من ظهره وحلق به في الأجواء العالية تاركاً وراءه "سلمى" وجواده،، ومع الهلع تذكر الأمير وصية "العملاق المتوحش" لكن سحر السماء ومناظر الأرض البديعة أنسته حاله....‏

"سلمى" الفتاة اليتيمة،، الوحيدة بعد غياب فارس أحلامها تبكي ألماً من لوعة فراق أبيها العملاق وشريك حياتها الأمير "زهار"، تقول نائحة:‏

-واحسرتاه..‏

تناديه.. لكن لا جدوى من صراخها ونحيبها‏

وحزنها...‏

ركبت حصان الأمير لا تدري لها اتجاهاً.. لكن الحصان كان بغريزته يسير نحو قصر الملك،، ها هي مكسورة الخاطر،، لا رفيق سوى هذا الجواد الأدهم، وطيف الأمير يرافقها الدرب. بعد أيام وليال من السير وحيدة ها هي تقترب من القصر الفاخر،، متخفية في ثياب رثة،، حين دخلته طلبت من الحراس مساعدتها على البقاء والعمل كخادمة لدى الملكة....‏

كان لها ما أرادت،، وهي بذلك تريد قضاء حياتها قرب والدي "زهار" الأمير، أغلى شيء لديها في الوجود، لكنها وجدت أبويه حزينين لغيابه، فتضاعفت تعاستها، وصار ذلك القصر يسمى: قصر الأحزان.....‏


............يتبع..................
التوقيع:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


وردة الحبوبة

التعديل الأخير تم بواسطة وردة الحبوبة ; 16-01-2006 الساعة 12:24 AM.