الموضوع: أطياف وأشواك
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-10-2005, 11:39 PM   #1
هاجر العدواني
(حلا فعّال)
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Mar 2005
رقم العضوية: 4897
المشاركات: 184
عدد المواضيع: 74
عدد الردود: 110


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
هاجر العدواني is on a distinguished road

هاجر العدواني غير متصل
افتراضي أطياف وأشواك

الأشواك العمياء

مؤخراً أصبحت الكتابة هم ، فكلما أمسكت بالقلم ... يلتف حول معصمي... كغصن لبلاب عملاق ...
غرسته ساحرة ... ذات لعنة سوداء و في منتصف ليلة حزن تحت نافذتي ..
وليته يكتفي بتكبيلي ، فهو يستعذب عذابي...
ينثر الحروف كالأشواك العمياء .. يطيرها من حولي فتطعنني بلا هوادة من جميع الجهات
بعد ان تتراقص أمام ناظري ... تمزق أعصابي و قبل أن
تتجه نحو قبلتها الأخيرة حيث قلبي !!

أشواك الحروف جوارح .. تنهش الأرواح حد الموت
وفي ذروة الشفقة تكتفي بنكأ الجراح الخفية حد الآة ... حد الحريق !!
حالياً ، يرهبني الرضوخ لجبروت القلم ...
وأهرب من نهش الحروف العطشى لنزفي .. أهرب من كل شيء ..
منظرها داخل الكلمات ... وقعها على الورق .. وعنفوانها فوق السطور
وأتمنى أن تنسى حروفي ملامح روحي بحيث لا تتعرف عليّ فتؤذيني ..
وكم أتمنى لو أنها تضيعُ عنوان ذاكرتي !!

****
هذه الحروف حفظتني وهي التي بلا قلب ...
ووضعتني في قائمة المطلوبين لأوجاعها اليومية ....
يا إلهي أين المفر ؟!
أين المفر.. وهذا الغصن المجنون... يلتف بغضب حول معصمي ..
وأشواكة القاسية تتسلل إلى أعماقي وتطعنني !!
***
إني أتوق لنسيان كل ألف وباء ..
و كل حرف ياتي بعدهما
وأتوق لنسيان درب كل قلم يرسمها ...
أنا المسكونة بألف كراوان وكروان يصيح داخلي
وأعشاشها شتات ما بين صدري و أناملي ..
***
ألف كروان وكروان يدعوني
في يقظتي ونومي كي أسرد الحكاية ..
كل الحكاية .. بكل وجوهها العتيقة والجديدة...
والتي مافتئت تهتصرني
تارة بالذكرى وتارة أخرى بالدمع السخين،
وبأصواتهم الـ مازالت تندهني من بعييييييييييد ..
أنا الموبؤة بحبهم .. المحزونة بفقدهم ..
أهتف حنيني مع كرواناتي الحزينة
كل ليلة كيتامى في لحظات قهر ..
" عودوا فكلي شوق .. كلي حنين .. كلي فقد "
أشتاقكم ويجلدني الفراق ..
و يا إلهي ... كم يذبحني فقدكم ..!
وتأتيني أصواتكم العتيقة : " أعيدينا أنتِ... "
وكيف لي أن أعيدكم أحبتي من غيابكم .. كيف ؟!
مؤخراً بدأتم تهلون عليّ كثيراً..
وأفرح حينا أراكم وأتمنى لو أن حبل الحلم السري يلتحم
بمشيمة الواقع لتبقوا معي على الدوام !!
****
وأنت َ ....
رأيتك واقفاً بباب حجرتي .. ببياضك المعهود ....
وكل ما منك ناصع كالثلج جبينك العالي .. ثوبك .. غترك ..
ومن تحت إبطك يطل مشلحك الأسود الثمين ...
وكنتُ أمام مرآتي .. أطوقني بلسلتي الـ يتدلى منها قلب من الماس صغير
ورائحة دهن العود وعطرك تضمخ المكان وتنساب كجداول من
طمأنينة قادمة من جنان سماوية نحو أعماقي ...
يا له من عبق أنتَ وحدكَ سيده ...
وحينما كان شذاك يسبقك نحو الداخل ..
كان هو بشيرنا بمقدمك ...
أخذتَ ترمقني بحنان وأنا المحرجة من التزين أمامك..
ومن تأخيري لك .. وكنت أدمدم باعتذار أبله .
و ضحكت مني عالياً .. وأخبرتني
أنه لايزال لدينا متسع من الوقت !!
يااااااااااا ه يا أبي
لم تكن هكذا في الواقع ..كنتَ دائماً عجولاً !
سقطت مني فردة الحلق .. أحسست بالحرج أكثر ... وأخذت أبحث عنها ..
ومن مكانها ، أزحت كل قوارير عطري و صناديقي الصغيرة ..
وبعثرتُ من أجلها أدارجي درجاً درجاً ولم أعثر عليها ..
وفتشت عنها تحت تسريحتي ولم يظهر لها أثر هناك..
ثم انتبهت أن لون حذائي لا يتناسب ولون ثوبي .. وشرق وجهي وأذناي بحمرة خجولة ...
أنت وبكل هيبتك واقف ببابي تنظرني .. وموعد العشاء على وشك أن يفوتنا ...
وحذائي الأسود الجديد.. أوه ... لم أجده ..!!
أحسست بالبؤس والإحراج معاً عندما بدأتَ تتململ ...
ثم استدرت وغادرت مكانك .. بعد أن طلبت مني اللحاق بك إلى هناك ...
وحينما رحلت .. جلستُ على حافة السرير ..
خلعت قلبي الماسي وقذفت به على وسادتي ..
وتحررت من ثوبي الذي تكوم على الأرض ...
ثم استدرت نحو الدولاب المشرعة أبوابة في وجهي
وأغلقتها بحنق !
لم أعثر على فردة الحلق المفقودة ولا على حذائي الأسود الجديد ..
وقررت عدم اللحاق بك .
ارتديت منامتي ثم نظرت من النافذة... فلم أجد سيارتك في مكانها المعتاد ..
كنت قد رحلت !!

أطيافكم يا أبي تذرعني بين حين وآخر _ حد البكاء_ في أحلامي وحتى تلك الصغيرة
زارتني _ لأول مرة _ وأنا التي حسبت أن الذكرة قد لفظت ملامحها مذ فراق !!

ساخبرك عنها فيما بعد... أشعر بوهن شديد الآن ..
والحروف أشواك تدميني وبتُ لا أقوى على احتمال جراحها ..
التوقيع:
ليتني لا جيت ابكتب......
انسى طيفك ولو دقيقة...
ليتني لا جيت احبك .......
انسى اني كنت احبك....
واخترع في الحب 1000طريقة وطريقة..