عرض مشاركة واحدة
قديم 07-09-2005, 08:21 AM   #2
الــــجــــنــــي
(حلا متميز)
 
الصورة الرمزية الــــجــــنــــي
 
الملف الشخصي:
تاريخ التسجيل: Aug 2005
رقم العضوية: 8722
المشاركات: 603
عدد المواضيع: 8
عدد الردود: 595


مزاجي اليوم:


تقييم العضو:
الــــجــــنــــي is on a distinguished road

الــــجــــنــــي غير متصل
افتراضي مشاركة: ولد الهندية قصة عن المساواة

الجزء الثاني


عندما أكملت السادسة عشر من عمري كانت مهاري قد وصلت للصف "الاول ثانوي" بينما لازلت أنا في الصف "الثاني الاعدادي" مع أني أكبرها بعام , كان أستاذتي يستغربون مني فأنا طالب ذكي جدا ولكني لا أهتم بالدراسة , كان يشغلني شيئا آخر وهو أن اعتمد على نفسي وأهرب من هذه العائلة القاسية!!!

في تلك الفترة توفي جدي والمسكينة جدتي تأثرت بموت رفيق دربها فبدأت تخرف ,عندها قام عمي الأكبر المسيطر على أموال وأملاك جدي قام بتقليل "المعاش الشهري" الذي كان يعطيه لنا ,فبعد أن كان "الف درهم" ومنها نعطي الخادمة معاشها !!قللها عمي إلى "سبعمائة درهم"فقط !!فلم يكن يتبقى لنا سوى "مئتين" بعد أن تأخذ الخادمة راتبها, وعشنا فترة صعبة جدا ,لم يكن أحد يهتم بنا فجدتي عجوز وبدأت تخرف وأنا لا أهمهم بالمرة فأنا لست فردا منهم!!!!رغم أن اعمامي يملكون الكثير الكثير إلا اننا كنا كالفقراء تماما لا فرق بيننا سوى أننا فقراء نحمل اسم عائلة غنية جدا جدا

****

عندها قررت ترك الدراسة بما أني طالب فاشل , وفي بلادي ف"الجيش" يفتح أحضانه لكل طالب فاشل ليصبح جندي على الأقل قد يخدم بلاده في يوما ما!! عندما أخبرت "مهاري" بقراري بكت كثيرا واستحلفتني بأن أعود عن قراري , وأخبرتني بأن قد أخترت الوقت الغير مناسب فهي في "الاول ثانوي" وهي أصعب مرحلة وعام دراسي بالنسبة لها و انها متأكدة تماما بانها لن تنجح هذا العام إذا انا ابتعدت عنها!!لكني وجدتها فرصة مناسبة لتهتم مهاري بدراستها وتبتعد قليلا عني فلقد كانت متعلقة بي جدا, واستطعت اقناعها بأنني عندما سألتحق بالجيش سيصبح لي راتب شهري وسأستطيع عندها أن اتزوجها وان اتكفل بمصاريفها, وأنني متأكد بأنني عندما سأعود ستتغير نظرتهم لي فربما أكون الوحيد الذي استطاع أن يكون شيئا بين شباب هذه العائلة , فلقد كان جميع شباب العائلة فاشلون في الدراسة والعمل ومشغولون بأشياء اخرى أخجل من ذكرها!!!

فاقتنعت مهاري بكلامي وبعد بكاء طويل سمحت لي بالمغادرة , وكنا تلك الفترة نلتقى تحت "شجرة سدر" لا أعلم من الذي قام بزراعتها بين بيتي وبيتها, ومع أنها كانت بنت عمي إلا اننا كنا نلتقي سرا وكأننا نقوم بجريمة ولقد كنا نتحدث عن أحلامنا "فقط" التي ربما تصبح يوما حقيقة!!

وفي المعسكر كان جميع أفراد دفعتي يشعرون بعدم الراحة وعدم رغبتهم في الاستمرار لانهم لم يتعودوا على الطعام القليل والمعاملة القاسية من المشرفين من الرواد,أما أنا فلقد كنت أكثرهم تحملا ولقد كانت حياتي خارج المعسكر أصعب بكثير من داخله , بل بالعكس فلقد كنت أحسن حالا في المعسكر فلقد تخلصت من ذلك اللقب "ابن الهندية" وأصبح الجميع يناديني باسمي(حمد), مرت فترة الدورة الاولى صعبة وطويلة لاني لم أكن ارى (مهاري) وأنا الذي كنت معتادا على رؤيتها كل يوم, لكن الدورة مرت والحمدلله وجاء يوم حفل "التخريج" كنت أنظر الى "منصة الزوار" لعلي أجد أبي أو أحد أعمامي أو أحد من عائلتي لكني لم أرى أحدا منهم, وعندما تم منادتي لاستلام جائزتي ولتكريمي فلقد كنت "الاول" على الدفعة وكانت الجائزة عبارة عن "شيك" بقيمة "عشرين ألف درهم" ,شعرت بالفخر والفرح ورفعت رأسي وأنا اسمع اسمي (حمد بن فلان الفلاني) صاحب المركز الاول, شعرت بأني انسان له قيمة بعد أن كان أفراد عائلتي يعاملوني وكأنني "نكرة"!