العراق ألم وأمل
 

ويمتد النفق ويطول...لكن الضوء الساطع يبقى في نهايته مهما تناهى النفق في طوله...ويبقى هناك ثمة أمل ...ولكن الألم يطغى ويكبر... ونرى الأيام تمضي سراعا ،تهرول وهي تتمزق وتحترق ... تهرول أمامنا ولكن إلى أين؟
إلى حيث تأمل أن تطفىء حريقها بالفرات المقدس ودجلة الخير، ولكن تتفاجيء بأن الذين قد سبقوها اليهما، وإلى الأهوار الفسيحة أبدلوا الماء بالنفط... فإذا الأيام التي استنجدت بالماء تلتهم نفطا، زاد من حريقها و تمادى لهيبها.

ولكن لماذا كل هذا؟
أين الماء الذي كنا نتأمل أن يطفيء نار أيامنا؟
أين الضوء الساطع في نهاية النفق الذي كنا نراهن عليه أن ينير لنا الطريق في الحاضر والمستقبل؟
ومن هم الذين أبدلوا الماء بالنفط ؟
ومن هم "المنقذين" الذي جعلوا من النفق القصير نفقا ممتدا على طول الألم؟
ثم لماذا كل هذا ؟
ما السبب؟
ومن هو المسبب؟
ومن هو المستفيد؟
ألا يحق لهذا الشعب المحروم العيش بأمان؟
أن يحصل على الاستقرار؟
ما الذي اقترفه هذا الشعب الطيب من ذنب حتى يعاقب بهذا العقاب الرهيب؟
هل إن الشعوب الأخرى القريبة والبعيدة أكثر نبلا وشرفا وصدقا من شعب العراق؟
قلنا إنه النظام السابق، نسبنا كل الأخطاء و الخطايا إليه، والآن ذهب النظام، فلم لم يتحقق المنشود من الأمن والرخاء؟
قلنا جاءنا إخوتنا المعذبين والمتنورين والواعدين بتحقيق الأمل المنشود، في الحرية و الأمن و الاستقرار، فلم لم تتحقق الآمال؟!!.
إن العراق العظيم الجريح السليب على مفترق طرق الآن... إنه يخضع لأخطر عملية جراحية في تاريخه، حيث المخاطر الجمة أمامه... فالتخدير يمكن أن يقضي عليه. ونزف الدم الشديد يمكن أن ينهي حياته. وصعوبة العملية يمكن أن تؤدي به. والجراح الخبير منهك وقد لا يتمكن من إجراء العملية بالكفاءة المرجوه.
ولكن إذا شاء الله سبحانه وتعالى أن يكلل العملية بالنجاح رغم كل هذه الصعوبات فإن هذه معجزة، و ليس ذاك على الله ببعيد، سبحانه فهو على كل شيء قدير. نبتهل إليه تعالى بتحقيق تلكم المعجزة.
إن القاصي والداني من شعب العراق وممن يحب العراق من بقية شعوب العالم، يبكي دما وتتقطع نياط قلبه على ما يجري على أرض العراق. لا فرق في ذلك إن كان في كربلاء والنجف وسامراء والفلوجة أم في الموصل وبعقوبة وأربيل والبصرة، أوكل شبر من العراق.
يقال الى الماء يسعى من يغص بلقمة إلى أين يسعى من يغص بماء.
رباه الى من نلتجيء سواك؟
في هذه الليلة أرقت بعد إطلاعي على موقع في الانترنت، تخصص هذا الموقع بمتابعة خسائر أرواح العراقيين المسجلة في وكالات الأنباء...وإذا بها تزيد على الأربعة عشر ألفا!! وبالتأكيد لا يقل عدد غير المسجلين عن هذا الرقم !!!!
أعانك الله يا شعب العراق على هذه الخسارة الفادحة.
أتساءل هنا، لمصلحة من خسرنا أهلنا، نسائنا، أمهاتنا، أطفالنا، أحبتنا، من كنا نأمل أن يساهموا في بناء الوطن.
ما الذي كسبناه من هذه الدماء المسفوحة؟
هل القتل و الموت هو الهدف الأوحد؟
الىالذين جاءوا من خارج الوطن؟
و إلى الذين هم في داخل الوطن؟
أين زعمهم بإنقاذ العراق؟
كيف يمكنهم أن يقنعوا أنفسهم قبل أن يقنعوا أرواح هؤلاء الأبرياء وأهلهم بأن هذه الأرواح الطاهرة التي زهقت كان يجب أن تزهق؟
ولمصلحة من تزهق؟
أبهذا الأسلوب نخدم وطننا؟
أبسفك دماء أهلنا نبني وطننا؟
و متى نتوقف؟
وهل هناك نهاية لهذا الطريق الدموي؟
ألا يوجد أسلوب غير سفك دماء أهلنا وأحبتنا لخدمة الوطن؟
هل هناك رقم محدد من الأموات، يجب أن نصل إليه، لنوقف مسيرة الدم ؟
أما آن للقائمة المؤلمة الكئيبة المبكية المتزايدة من أعداد الضحايا أن تنتهي ونضع خطا أفقيا ينهيها ويوقفها عند حدها؟
والله لم أنم ليلتي حينما اطلعت على هذا الموقع في الانترنت...لا أعلم من صاحب هذا الموقع؟
هل هو متألم أم مستفيد؟
هل هو يتفاخر بتزايد عدد الضحايا أم يتألم منه؟
ولكنه يبدو أنه يعطي أرقاما دقيقة مدعومة بمصادر مسئولة. ندعوا الله سبحانه و تعالى أن يكشف الغمة عن هذه الأمة وأن نصل في النفق إلى نهايته وأن نتمتع بالنور الساطع عندها، وأن يعيش العراق بسلام وأمان ورخاء وتقدم انه سميع مجيب .
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته

اسير الحب




يسلموووووووو اخى

يعطيك الف عافية

مع التحيــــــــة

الاخ اسير الحب

قال سبحانه وتعالى (ولاتقنطوا من رحمة الله )


ان بعد العسر يسرا صدق الله العظيم


يسلموووووووو اخي على موضوعك


مع التحيـــة

شكرا لكم جميعن على الطالع