صرخات مؤلمة ......عيون تحجر فيها الدمع ...... قلوب دامية .......ميتة ......أماتها الحزن والألم ..........
دماء في الطرقات .......شعارات مهددة بالضياع ...... ومع هذه الحياة ......ووسط ركام الجراح .........
لم يستطيعوا هؤلاء .....سلب ابتسامته من ثغره الصغير ...... رأيت ابتسامته الحزينة ........ رغم اندثار ما حوله
أيها الطفل ......صاحب الابتسامة..... لم يكن حالك أفضل من حالهم ...... لتبتسم .......
لم تسلم من اغتصاب أرضك ........ لتبتسم ...... عجبتُ منها ابتسامة ....... هل أنت غير مدرك ما يحدث ....
أنا أجزم أنك فقدت عزيز ..... أن لك دُمية بين ركام منزلك المتهالك ....... فما هذه الابتسامة .....؟
هل هي يأس بعد طول بكاء .........؟
أما هي رسالة عتاب منك لشعبك العربي الذي ينظر ويزيد في البعد ........
أما رسالة سلام صغيرة لهؤلاء الأوغاد ..... تبث فيها آلامك ليكفوا عن إيلامك
أما هي ابتسامة تحدي .... تحرق بها قلوب هؤلاء الخنازير .......وتقول لهم فيها .......
سلبتم منا كل شئ ..... أحرقتم أجسادنا الضعيفة ..... قبل أن تحرقوا بساتين الزيتون ..........
دمرتم منزلي ...... بعثرتم لعبي الصغيرة ....... حرمتوني من أجمل معاني الحياة ....فقتلتم صاحب
الحجارة التي لا تفارقه ولا يملك سواها ...... أبـــــــــي
وصديقي ..... الذي كنت ألهو معه ...... أين هو .......؟ أصبح من من طالتهم أسلحتكم الملطخة بالدماء
ماذا بقي لكم في أرضي لم تعبثوا به ...... وتجعلوا من أيديكم بصمة له .
بقيت ........ هذه الابتسامة ....... أنا من أهديكم إياها ........ وأقول لكم
لن..... ولن تقتلوها بسلاحكم ....... ولا بدباباتكم ........ فهي لي وأنا من أهديها لكم طواعية .......
لأقول للعالم بأسره ........ أنني لا أنتظر منكم قرارا لأبتسم .......
ولكم أنتم ......أني سوف أبتسم وأنا أحمل حجارتي ..... وأطاردكم بها
في كل مكان ...... لتعلموا أنكم لم تقتلوا قلبي وطفولتي ....
فما زلتُ أبتسم .....