قبل أن أبدأ في تنسيق موضوعي هذا أودّ أن أتدخل في العنوان أولاً وبسرعة ومن دون أسباب فحروفي قد تكون طويلة وكلماتي قد تكون كثيرة وقبل تنسيقها توقعت أنني لا أحتاج لورقة واحدة فقط .. وإنما لكامل صفحات المجلة ولم يكن بوسعي إلا اختصارها لأفتح المجال لغيري لكي يتسنى للجميع القراءة من دون ملل ولا شعور بالضيق النفسي .


عمر هذه الأوراق تعود إلى سنين عديدة لا حصر لها بين تنسيقي هذا كُتبت في هذه الأوراق رسالة طويلة جدّا .. إذا طلبت من أيّ شخص قراءتها ( غير محبّ القراءة ) رفض وقال أنها كثيرة جدّا ... فما كان بوسعي إلا الاحتفاظ بها بين أوراق ذكرياتي .. لكني واجهت مشكلة وهي أنني كلما فتحت مكتبي لأبحث عن ورقة مهمّة وجدت هذه الأوراق أمام ناظري في كلّ وقت .. وكنت اعتقد أنّ الأهمّية لها هي فقط ( أوراق الرسالة ) فتساءلت ما بالي بنشرها إذا ؟؟


كنت أخاف من الكلام الكثير غير ما قيل في أوراقي السابقة التي داومت على نشرها .. وبعد مدّة تراجعت وتنازلت عن نشر أوراقي بعد كتابتها .. أمّا هذه الرسالة فلا حياء لأن أنشرها قصيرة كانت أو طويلة .. فلا غرابة أن تقرأها وتعمل بها وإن رفضت العمل بها فإيصالها إلى من يحتاج لها .. وممّا يدور في حروفها هي عن معالجة ظاهرة الكبر !


نعم الكبر .. والأنانية .. لا عجب أن نسمع قول أيّ شخص أن هناك شابّ متكبّر أو أنانيّ .. لأن هذه الظاهرة منتشرة في كلّ مكان .. وقد صادفتني .. نعم لقد كانت في أحد من أصدقائي الأعزاء لم يكن مُتكبّرًا .. وإنما أنانيّا بعض الشيء كل شيء يريده لنفسه فقط !


يحسدني على كلّ الأشياء .. عجبًا وقد كنت من أوفى الأصدقاء له .. أعطيه ما يريد .. اكتب له ما يطلبه مني .. أراجع حياتي معه .. وأفضفض له هو فقط !


ولم اكتشف أنه أنانيّ إلا في ذلك اليوم عندما ظهرت النتيجة ( المستوى المدرسي ) وكان مستواي بنسبة93% بينما هو قد كانت 90% وعندما رأى مستواي من دون مقدّمات أخذ يسخر ويشمئزّ ويتمتم بكلام لم أفهم منه سوى ( أنت ) !


لا أدري ماذا حصل فقط .. وبعد فترة اكتشفت أنه يحسدني على أيّ شيء .. وأنا الذي طالما فرحت لفرحه .. وحزنت لحزنه .. وسعيت في إسعاده .. ولطريقه لمعانقة الشمس .. يا حسرة على كلّ الأسرار التي كنت أفضفض بها له .. ويا حسرة على النعمة التي وهبها الله إياه ... لكن للأسف لم يشكر الله على هذه النعمة قطّ !


فالأنانية كنز لدى كلّ مغرور .. وليس كنز فقط .. وإنما الطريق نحو الصواب والمستقبل !


وهذا فهم خاطئ جدّا .. الأنانية من أبغض الصفات لديّ أنا فأنا أكرهها ولا أحبّ الاتصاف بها مُطلقًا .. كم ندَم في النهاية كلّ أنانيّ .. دعوني أخبركم كيف ندم في النهاية .. .. ..


كان لا يعطيني ما اطلب منه وإن طلبت منه شيء تعذر أنه يفتقده أو أنه يقول أنها ليست ملكه .


ربّاه .. ليست ملكه وهي التي كانت معه طوال الشهور .. واسفاه على كلّ ما بذلته لأجلك ..


لكن في النهاية فزت أنا ( المظلوم ) وخسر وندم هو ( الظالم ) !


فلم أحسده أبدًا .. وقد كان يبكي .. فذهبت إليه لأراضيه وأمسح عنه دموع الحزن .. فما كان منه إلا أن صفعني وقال لي إن لم تبتعد عنّي فسأقوم بتوبيخك وضربك .. فذهبت وتركته في حال سبيله شاكرًا لله على ما وهبني .


أيها القارئ ....


أأنت من هذا الصنف الذي أتحدّث عنه أنا الآن ؟؟


كيف أنت من ذلك العدوّ الذي طعنني وآلمني .. لكن خسر هو ... وفزت أنا ..


لكن لا غرابة في ذلك ولا عجب أن أفوز وأنا الذي لم أرفع عليه صوتي يومًا ولم أحرجه يومًا .


وهذه هي الأوراق ( بمختصرها ) التي تشمئزّ مني لكي لا أتركها عبثًا دون نشرها أو طرحها أمام أعين الناس كي ينزعوا هذه الظاهرة من أمام أعينهم تارة ومن داخل نفوسهم تارة أخرى.


وختامًا ... ذلك الصديق ( الأنانيّ ) لم أتركه إلى الآن مطلقًا .. بل لا زلت أزوره وأهدي له الهدايا .. أنا لا أكرهه أبدًا .. اعتبره كأخي بل اعتبره الحبيب والصديق ... الذي اعتززت به مرّ تلك السنين .. أتمنى أن قد وصلته سياق كلماتي هذه .. لا لأجرح المشاعر وإنما ليعرف سبب ندمه وخسرانه في النهاية ...

صمت الوداااع