منتديات حــلا

منتديات حــلا (http://vb.7laa.com/index.php)
-   مجلس حلا العام (http://vb.7laa.com/forumdisplay.php?f=3)
-   -   القصص الرائعة من كتاب قصص العرب (http://vb.7laa.com/showthread.php?t=4178)

اسيرالحب 16-12-2004 12:38 AM

القصص الرائعة من كتاب قصص العرب
 
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته :
إخوتي سأشارك في كتابة بعض القصص الرائعة من كتاب قصص العرب
تعد القصة أقدر الآثار الأدبية على تمثيل الأخلاق ، و تصوير العادات ، و رسم خلجات النفوس ؛
كما أنها إذا شرف غرضها و نبل مقصدها ، و كرمت غايتها تهذب الطباع و ترقق القلوب ، و تدفع الناس إلى المثل العليا : من إيمان بالواجب و الحق و التضحية و الكرم و الشرف و الإيثار
أحبتي إليكم القصة الأولى

سبق السيف العذل

كان للنعمان بن ثواب العبدي بنون ثلاثة : سعد و سعيد و ساعدة ، و كان ذا شرف و حكمة ، يوصى بنيه ، و يحملهم على أدبه .
أما ابنه سعد فكان شجاعاًَ بطلاً من شياطين العرب ، لم تفته طلبته قط ، و لم يفر عن قرن .
و أما سعيد فكان يشبه أباه في شرفه و سودده .
و أما ساعدة فكان صاحب شراب و ندامى و إخوان .
فلما رأى الشيخ حال بنيه دعا سعداً _ و كان صاحب حرب _ فقال : يا بني ، إن الصارم ينبو ، و الجواد يكبو ، و الأثر يعفو ، فإذا شهدت حرباً ، فرأيت نارها تستعر ، و بطلها يخطر ، و بحرها يزجر ، و ضعيفها ينصر ، و جبانها يجسر ، فأقلل المكث و الانتظار ، فإن الفرار غير عار إذا لم تكن طالب ثار ، و إياك أن تكون صيد رماحها ، و نطيح نطاحها .
و قال لابنه سعيد _ و كان جواداً : يا بني ؛ لا يبخل الجواد ، فابذلالطارف و التلاد ، و أقلل التلاح ، تذكر عند السماح ، و ابل إخوانك ، فإن وفيهم قليل ، و اصنع المعروف عند محتمله .
و قال لابنه ساعدة _ و كان صاحب شراب : يا بني إن كثرة الشراب تفسد القلب ، و تقلل الكسب ؛ فأبصر نديمك ، و احم حريمك ، و أعن غريمك ، و اعلم أن الظمأ القامح خير من الري الفاضح ، و عليك بالقصد فإن فيه بلاغاً .
ثم إن أباهم النعمان بن ثواب توفى ، فقال ابنه سعيد _ و قد كان جواداً سيداً : لآخذن بوصية أبي ، و لأبلون إخواني و ثقاتى .
فعمد إلى كبش فذبحه ، ثم وضعه في ناحية من خبائه و غشاه ثوباً ، ثم دعا بعض ثقاته ، فقال : يا فلان ، إن أخاك من وفى لك بعهده ، و حاطك برفده ، و نصرك بوده . قال : صدقت ! فهل حدث أمر ؟ قال : نعم ! إني قتلت فلاناً _ و هو الذي تراه في ناحية الخباء _ و لا بد من التعاون عليه ، حتى يوارى ! فما عندك ؟
قال : يا لها سوأة و قعت فيها ! قال فإني أريد أن تعينني عليه حتى أغيبه ! قال : لست لك في هذا بصاحب ! و تركه و خرج . فبعث إلى آخر ثقاته ، فأخبره بذلك ، و سأل معونته ، فرد عليه مثل ذلك ! حتى بعث إلى عدد منهم ، كلهم يرد عليه مثل جواب الأول .
ثم بعث إلى رجل من إخوانه يقال له خزيم بن نوفل ، فلما أتاه ، قال له : يا خزيم ، مالي عندك ! قال : ما يسرك ، و ما ذاك ؟ قال : إني قتلت فلاناً ، و هو الذي نراه مسجى ! قال : أيسر خطب ! فتريد ماذا ؟ قال : أريد أن تعينني حتى أغيبه ! قال : هان ما فزعت فيه إلى أخيك !
و كان غلام لسعيد قائماً بينهما ، فقال خزيم : هل اطلع على هذا الأمر أحد غير غلامك هذا ؟ قال : لا ! قال : انظر ما تقول ! قال : ما قلت إلا حقاً . فأهوى خزيم إلى غلامه ، فضربه بالسيف فقتله ، و قال : ليس عبد بأخ لك .
فارتاع سعيد ، و فزع لقتل غلامه ، و قال : ويحك ! ما صنعت ! و جعل يلومه .
فقال خزيم : إن أخاك من واساك !
قال سعيد : فإني أردت تجربتك ! ثم كشف له عن الكبش ، و خبره بما لقي من إخوانه و ثقاته ، و ما ردوا به عليه . فقال خزيم : سبق السيف العذل !


الساعة الآن 06:11 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd