منتديات حــلا - شمس الخير التي لا تغيبز..موضوع عن الشيخ زايد -رحمه الله-

عندما تكتب عن إنسان تعتز به كل البشر، تتزاحم لديك الأفكار، فتحتار من أين تبدأ... هي إرادة السماء.. مشيئة الرحمن.. نهاية الإنسان، رحل عنا رجل الخير والعطاء، رجل الحب والجمال والأرض والوطن. قبل عام رحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وحيداً.

. حيث تبادلت الأرض والسماء روحه وجسده، فاحتضنت الأرض الطيبة جسده، بينما رفعت إلى السماء روحه الطاهرة والنبيلة.. ودعته قلوب وعيون العالم الدامعة.

رحل عنا لتبقى ذكراه خالدة في ذاكرة تاريخ الشعوب وفي سماء المجد والسمو.. ولا تزال مآثركم شاهدة على العصر ووشماً محفوراً في سجل العطاء. إذا كان هناك ثمة رجال صنعهم التاريخ وقدم لهم الزمن، فإن فقيد الإمارات والأمة العربية والإسلامية، قد صنع تاريخاً مجيداً ليس لشخصه وشعبه فقط وإنما لأمته العربية والإسلامية كلها.

إرث يجري كالنهر، يتغلغل في قلوب أبناء الأمة العربية التي ننتمي إليها.. تبقى المحرك الأول والحافز الأول لإنسانية الأمة العربية.

لم تكونوا يوماً اسماًَ عادياً أو رجلاً عادياً بل كنتم رحمكم الله مؤسسة إنسانية قائمة بذاتها. أقول هذا الكلام عن رجل غيبه الموت لأننا نعرف ما معنى أن يموت إنسان عزيز على قلوبنا، فكيف إذا كان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه راعياً لكل ما هو جميل في شتى أصقاع الدنيا.

في تاريخ الشعوب أسماء مسطورة بأحرف من نور وفي تاريخ الأمم عظماء تروى سيرهم الشخصية حقبا من تاريخ أوطانهم ومجتمعاتهم لأنهم كانوا جزءاً من هذا التاريخ.

اسمكم يا شيخنا الجليل يسكن ثرى الإمارات والعالم. ستبقون في قلوبنا بانياً من بناة التقدم بمعناه الحضاري ومفهومه الشمولي.. تزهو بكم الأوطان وتعتز وتتفاخر بكم الشعوب... تتباهى بعطاياكم وأدواركم وانجازاتكم النبيلة.

ويتخذون منها نموذجاً يجسد القيم الإنسانية النبيلة والهمم العالية والنفوس الأبية.إن الكلمات لا يمكن أن تفي شيخنا الغالي قدره الذي لم يغب فضله يوماً عن ذاكرة الأوطان.

برحيله فقدت الإمارات والأمة العربية والإسلامية عقلاً منيراً تفاعل مع واقعه مستشرفاً مستقبل أمته، وتتطلع إليه الشعوب والأمم التواقة إلى تحقيق ذاتها وتثبيت حقها في الحياة الكريمة.

لقد عشتم يا شيخنا عملاً جاداً مخلصاً وتركتم لنا إرثاً تحتضنه الأجيال وتقطف ثمراته وتبني عليها رحمكم الله يا رجل الخير.. ورحلتم مع ركب شهر الخير فبكتكم قلوب كثيرة .

وباركتكم نفوس تعلم أنكم ستبقون أثراً لا يمحى وستظل صورتكم محفورة في قلوب الملايين.قلوبنا تشيعكم بدموع الافتقاد وتدعو لكم في خشوع الأتقياء بالرحمة والمغفرة وجنات الخلد.