منتديات حــلا

منتديات حــلا (http://vb.7laa.com/index.php)
-   مجلس حلا العام (http://vb.7laa.com/forumdisplay.php?f=3)
-   -   مكـــــان الكبـــار (http://vb.7laa.com/showthread.php?t=19339)

~القيصر~ 14-01-2006 01:42 AM

مكـــــان الكبـــار
 
http://www.ahdaf.net/main/modules/As...es/BismD06.gif


http://3ssom.com/uploader/uploads5/scs.gif




مكـــــان الكبـــار



علي في العاشرة من عمره ، يعيش مع أمه و أبيه و جده في

منزل كبير حياة سعيدة هنيئة ، كان صبيا مجتهدا في دراسته

محبا لأسرته ، مطيعا للكبار ، حريصا على الصلاة في أوقاتها ،

وكان يحب جده العجوز كثيرا و يقضي معه معظم وقته ، يتجاذبان

أطراف الحديث و يتسامران و يتضاحكان



في أحد الأيام بعد أن انتهى علي واجباته المنزلية وأنهى

جميع ما عليه من دروس ، ذهب كعادته إلى غرفة جده و سلم

عليه و جلس معه يحدثه عما تعلمه في المدرسة من أمور



دخل والد علي على والده و ابنه الدار و ألقى التحية عليهما ثم

جلس نائيا و التزم الصمت لبرهة قصيرة و كأن أمرا ما يشغل باله




سأله أبوه برفق

:
ما بك يا ولدي تبدو منشغل البال .. هل هناك ماتود أن تخبرني به ؟ -


رد أبو علي : الحقيقة يا أبي أنني أراك وحيدا طوال الوقت .. و

أخشى أن تسبب لك هذه العزلة الحزن و الاكتئاب فلماذا لا

تحاول أن تكون بعض الصداقات مع غيرك ؟




استغرب كلا من الجد و علي من هذا السؤال ، فهذه هي المرة

الأولى التي يطرح فيها هذا الموضوع



قال الجد : ماذا تحاول أن تقول يا بني ؟



رد أبو علي : لقد أخبرني أصحابي عن دار يجتمع فيها الكثير من

الشيوخ و الرجال للسمر و تكوين الصداقات و الترويح عن النفس

بالأحاديث اللطيفة .. فما رأيك لو ذهبنا غدا إلى هناك ؟



بدا الأمر لعلي غريبا مثيرا للشك ، فهو لم يسمع بهذه الدار من قبل

إلا أن جده أبدى حماسة شديدة لهذا الأمر الذي بدا لهو مشوقا و مثيرا




قال الجد و الحماسة تلمع في عينيه : خذني إليها غدا يا ولدي إن استطعت



ابتسم أبو علي ابتسامة غريبة و قال : حسنا .. ليكن



و لكن علي .. ما زال مرتابا بخصوص هذه الدار ..

فماذا يكون سرها يا ترى ؟



قال على لأبيه : هل تأذن لي بمرافقتكم يا أبي ؟


تجهم وجه الأب و قال : لا يمكنك أن تأتي معنا ، الأفضل أن تباشر

دروسك ..



تدخل الجد بمرح كعادته قائلا : يمكنك أن تأتي معنا يا صغيري إذا

أنهيت دروسك باكرا



و هكذا كان .. حرص علي على أن ينهي واجباته و دروسه بسرعة

و عندما حان موعد الانطلاق كان أكثرهم استعدادا و فضولا لكسف

سر " الدار " التي تحدث عنها والده



و ركب ثلاثتهم السيارة و انطلقوا في طريقهم ، كان الجد منتشيا

مسرورا ، و كان علي متوجسا متشككا يكاد الفضول يقتله ، في

حين كان الأب – و يا للعجب – متوترا عصبيا منزعجا


ترى ما السبب ؟



كانت الطريق التي سلكتها السيارة طويلة جدا ، و لكنهم وصلوا أخيرا ..



و فعلا ، رأى علي الدار التي تحدث عنها والده ، و كان فيها الكثير

من الشيوخ و العجائز الذين سرعان ما وجد الجد مكانا بينهم ،

و كانت هناك لائحة كبيرة معلقة على باب الدار كتب عليها بخط أسود عريض

(( دار العجزة و المسنين ))



دهش علي مما رآه ، هل كان والده يقصد التخلص من الجد

العجوز بنقله إلى دار العجزة ؟ هل يعقل ذلك ؟


لماذا يتخلى الإبن عن أبيه الذي لم يتخلى عنه قط ؟



تساؤلات حائرة ثارت في عقل علي الذي تملكه القلق الشديد

والخوف على جده المسكين ، أما بالنسبة للأب فما إن رأى أن الجد

قد استقر في مكانه و انغمس في الحديث مع غيره حتى شد

علي من يده و غادر الدار



أدرك علي أن والده يريد التخلص من الجد العجوز و سرعان ما

فكر بطريقة ذكية لإنقاذ جده .. و لكن الوقت لا يسعفه ، فسرعان

ما انطلقت السيارة به و بوالده تشق طريقها قافلة إلى المنزل



كان الأب متوترا و كأنه يتحاشى خوض حديث مع ابنه الذي بادر و سأله

:


أبي .. أين جدي ؟ -


تركناه في الدار -


لماذا ؟ -


لأنها مكان الكبار -



لزم علي الصمت لبرهة ثم قال : أبي .. ما اسم هذا الشارع ؟


رد الأب بضجر : شارع السعادة


و ما اسم هذه المنطقة ؟ -


منطقة الشهيد -


و ما اسم000 -



قاطعه ابوه بحدة وضجر و صرخ فيه : أما من نهاية لهذه الأسئلة

المزعجة ! لماذا تسأل عن هذه الأمور ؟


رد علي بهدوء : أريد أن أسأل عن العنوان حتى أحضرك إلى هنا

عندما تكبر كما أحضرت جدي

أولم تقل بأن هذا مكان الكبار ؟



أصيب الأب بذهول مفرط حتى أنه عجز عن قيادة السيارة و أوقفها

جانب الطريق و راح يحدق في ابنه بدهشة و بلسان معقود لا

يدري ماذا يقول


و فوجئ علي بأبيه يغطي وجهه بكفيه و يبكي ندما و هو يردد

" سامحني يا أبي "

" سامحني يا أبي "



جزع علي من بكاء أبيه و لكنه أدرك أنه ندم على تخليه عن أبيه

في كبره و إلقائه في دار العجزة ، وضع علي يده على كتف أبيه

وقال : أبي .. أرجوك .. لنعد إلى جدي و نأخذه معنا إلى البيت



------------------


وصلتني عبر الايميل

اسيرة الصمت 14-01-2006 01:10 PM

مشاركة: مكـــــان الكبـــار
 

أعجبني فطنة الطفل وسرعة تخليص جده مما كان سيحصل له، فهنيئاً لهذا الطفل عند رب العرش العظيم

إن للوالدين حق علينا وكل ما نفعله بهم سيفعل بنا كما قيل ( يا ابن آدم افعل ما شئت كم تدين تدان )
ويجب علينا أن نحترمهما ونقدرهما

القيصر
يسلمو كتير لنقلك لنا هذه القصة المؤثرة جدا
وان شاء الله الكل يقرأها وتكون عبرة للجميع
يعطيك الف عافية على مجهودك
تقبل خالص ودي واحترامي

حلا الغلا 14-01-2006 02:37 PM

مشاركة: مكـــــان الكبـــار
 
رائعه جدا

موعظه جميله تحمل بطاياتها جبروات الانسان

وبالوالدين احسانا


مشكور عزيزي القيصر

مــ الحزن ــلاك 14-01-2006 03:22 PM

مشاركة: مكـــــان الكبـــار
 



•.••◙» ~القيصر~ «◙••.•

الله يعطــــــــيك العـــــــــافية

مـــــوضــوع رائـــع ومتــميــز

مشكـــــــــور علـــــى النقــــل

لا عــــدمنــــاك...

تحيـــــاتـــي

أختـــــك,,,

مــ الحزن ــلاك

NOOR ELHOODA 14-01-2006 05:19 PM

مشاركة: مكـــــان الكبـــار
 
•.••◙» ~القيصر~ «◙••.•


اشكرك على حسن الأختيار

أحسن الله إليك ووفقكِ لطاعته

وجعله الله في ميزان حسناتك


تقبل مني كل التقدير والاحترام

شموخ وردة 14-01-2006 05:54 PM

مشاركة: مكـــــان الكبـــار
 
ابدعت اخوي القيصر على نقل هالقصه
مؤثره حدهاااا وفيها هدف وعبره ما تخفى عن القارئ

الانسان الطموح 14-01-2006 11:40 PM

مشاركة: مكـــــان الكبـــار
 
ابداع من عضو مبدع اسمو
القيصر
مشكور اخي القيصر علي النقل
المميز

rock 15-01-2006 01:14 AM

مشاركة: مكـــــان الكبـــار
 
القيصر
قصه مؤثرة فيها الكثير من العظه مشكور اخى الكريم تحياتى
الروك

البريئة 15-01-2006 05:45 PM

مشاركة: مكـــــان الكبـــار
 
~القيصر~

مشكــــور وتسلـمـ

قسه في غـاية الروعه

دائما وابداا كل جديد

مفيد ورائع هو منك

ربي يعطيك العافيه

وننتظر جديدك دائما


دمــــــــت بود

دموع فلسطين 15-01-2006 05:56 PM

مشاركة: مكـــــان الكبـــار
 
قصة مؤثرة جدااااا

وفيها كثير من العبر ان شاء الله الكل يستفيد منها

القيصر

مشكوووور اخي على النقل
يعطيك الف عافية
تقبل تحياتي واحترامي


الساعة الآن 01:43 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd