منتديات حــلا - ~*¤ô§ô¤*~يا صديقي~*¤ô§ô¤*~

تتشابه آلامنا يا صديقي وكأنها وليدة الجرح ذاته

معك
كنت أشعر بالأمان
فكنت أبوح لك بلا تردد
وكنت أعري حزني أمامك بلا انتهاء

ومعك
كنت كالطفلة لا اجيد التلون والتلوث
كانت كل أقنعتي حقيقية
كانت كل حكاياتي حقيقية
كانت كل أحزاني حقيقية

كالغرباء التقينا
في عينيك امرأة لا تغيب من عينيك
وفي قلبي رجل.. لا يشعر بقلبي
فكنت انت
كالوطن بلا أميرة
وكنت أنا.. كالأميرة بلا وطن

كلانا كان يدرك
أنه يمسك السراب في يديه
ومع ذلك كنا نغلق أيدينا بقوة
خشية أن يتسرب السراب منها
كانت هي.. كالسراب في يديك
وكان هو.. كالسراب في يدي

أخبرتك يوماً
أن الفرق بينك وبينه
أنك رجل
لديك قلب.. وليست لديك حبيبة
وهو رجل
لديه حبيبة
وليس لديه قلب

أبكيتني
من قال إن فراقك لا يرعبني؟
لكنه زمن
تداس فيه القلوب تحت الأقدام

تصرخ بي.. غبية
ما أكثر الأحذية من حولك
وما زلت تسيرين حافية القدمين
على أشواك حكايته
أنت أيضاً
لا تقل غباء عني
وأشواك حكايتها ما زالت تدمي قدميك

لا ترتعب
فلا أحد يأخذ مكان أحد

اصرخ في وجهي
أحتاج إلى عقلك الآن جداً
فـ"بي" الآن من الحنين إليه ما لا أطيق
اصرخ في وجهي
ضع قطرات الصبار المر على حكايته
كي لا أعود
احمني يا صديقي من نفسي

أمواج الحنين ترتفع حولي وتعلو
فانتشلني
ارم طوق الدفء علي
إني أكاد أتجمد إليه حنيناً

تأكد
أحدنا سيتمرد على جرحه يوماً
ويكسر قيوده
وينسلخ من أغلال حكايته

احذر
لا تغرق في.. ولن أغرق فيك
وليبق كلانا طوق النجاة للآخر

سفينة نوح
والحلم القديم المتجدد كجرح حي
سفينة نوح
والشواطئ المليئة بالنوارس الحزينة
سفينة نوح
والكائنات المختارة المنتقاة
سفينة نوح
وامرأة على قيد الانتظار تدعى أنا
ترى؟ هل ستتأخر السفينة أكثر؟

هذا المساء
جئتك أبوح لك بالكثير
فما أقسى وما أثقل المساءات
حين تأتي مثقلة بما لاطاقة لنا به من الأحاسيس
فتمر فوق أراضي احلامنا العطشى
كالسحب الحبلى ولا تمطر
وتتركنا للجفاف والعطش والموت

تعال
تعال لنتقاسم الحزن كالأرغفة
تعال نغتسل بالهم بالحنين بالبكاء
تعال نتظاهر بالفرح بالسرور
تعال نضحك على قلوبنا بغباء
تعال نطفئ حنيناً تحت أضواء الذكرى
تعال ننطفئ حنيناً تحت الأضواء
تعال نتبارى في الكذب
تعال نمارس نسيانهم كالظلم كالافتراء
تعال حدثني عنها بصوت الشوق
تعال أحدثك عنه بصوت الغناء
تعال لملمني من شتاتي
تعال أجمعك من انكسارك كالأجزاء
تعال نمضي من هنا بلا تردد
تعال نغادرهم بهدوء كالغرباء

من روائع شهرزاد/ زهرة الخليج