رد: .¸¸❝:..رواية (فجعتَ قلبي ) للكاتبة الدكتورة قمرة Dr.MJM ..:❝¸¸.
((.. الحلقة الثانية عشرة .. )) * * * * * * * * * * * ** عودة القمر ** - روح مع خالك ، و هو يشتري لك . طالعني ولدي (بدر ) باستنكار ، يبيني أنا أروح معه ، بس رديت قلت له : - خلاص حبيبي أنت الحين صرت رجـّـال و لازم تساير الرجال ! شكله اقتنع ، و ابتسم ، و قال : - زين يمـّـه ، بس لا تنسي اللي وعدتيني به ؟ ابتسمت له و قلت : - حاضر ، يالله روح الحين قبل ما يمشي عنك ... و راح يركض بكل عفوية و بكل براءة ... ولدي بدر خلـّـص 11 سنة من عمرة ، و بكرة باسوي له ( حفلة ميلاد ) للمرة الأولى بحياته .. بصراحة ، كان هدفي من الحفلة هو أنا نعزم أهلنا و أصحابه الجدد ، عشان يتعود عليهم و يتقرب منهم ، بعد ما قضى عشر سنين و كم شهر برى البلد ... ما صار لنا غير فترة قصيرة من ردينا للبلد ، و دخل المدرسة المتوسطة ، كل شي بالنسبة له جديد ... ولدي بدر ، صار يعني لي كل شي بالدنيا ... الدنيا كلها ... فقدت حبيبي ، و فقدت زوجي ، و رحلت عن بلدي و أهلي و ناسي ... ما ظل لي إلا وليدي ... و صرت أشوف الحياة بس عن طريقه هو ... اتصلت بـ سلمى ، و عزمتها و أولادها على الحفلة ، و أكدت لي أنها رح تكون من أول الواصلين ، و ما كذبت خبر ... ! - ماشاء الله على ولدك يا قمر ! اللي يشوفه ما يصدق أن عمره 11 سنة ! ما اعطيه أقل من 15 سنة ! الله يحفظه لك ! قالت سلمى و هي تناظر ولدي ، وسط بقية الأولاد... بدر طالع ضخم البنية ، مثل أبوه الله يرحمه ، و كان لابس ثوب و غترة ، و يتصرف تصرفات أكبر من عمره .. و أحس بفخر لما أشوفه ... الحمد لله ، الله عوضني به خير ... - بس تصدقي متعلـّـق بي تعلق الأطفال بأمهاتهم للآن ؟ قلت لسلمى ، و طالعتني و هي ترفع واحد من حواجبها و تنزل الثاني ، و تبتسم بمكر : - هو اللي متعلـّـق بك ؟ و الا أنت اللي مهووسة به ! ها قمر ؟ ضحكنا ، ضحكات صادقة ، مثل الضحكات اللي كنا نضحكها أيام الدراسة ، قبل عشر سنين ... ما كأن عشر سنين و زود ، فصلت بيننا ... سلمى هي سلمى ، و قمر هي قمر ... أما شوق .... - ذكرتيني بالأيام اللي راحت ! لما كنا نجلس بالساعات ، أنا و أنت ِ و شوق ، نسولف و نضحك بكل سعادة ... أيام الجامعة ! تذكرين ؟ - أكيد ... - يا ترى وش أخبارها ؟ - الله أعلم ... بسرعة ، وجهنا أنظارنا للأولاد ، ما نبي نرجع للوراء و نذكر الماضي ... خلنا نطالع قدام ... المستقبل ... بعد ما خلصت الحفلة ، و ولدي أخذ كفايته و زود من الانبساط ، و ثامر و أبوي و أمي راحوا غرفهم ، ظلينا أنا و بدر وحدنا .... - ها بدري ! مبسوط ؟ - كثير ! مشكورة يمـّـه ... - يالله حبيبي نروح ننام ! سكت شوي ، مع أن عيونه ظلـّـت تتكلم ... ، لين رد قال : - ما نسيت ِ شي ؟ ابتسمت له ، كنت أعرف أنه ينتظر على نار ... و قمت ، و طلعت العلبة من الخزانة ، و عطيتها له ... - تفضل يا عين أمك يا أنت ! و هذه الهدية اللي طلبتها ! آمر بعد ؟ أخذ بدر العلبة بسرعة ، و فتحها بسرعة ، و طلع الـ ( هاتف الجوال ) و هو شوي و يطير من الفرح ... كان يتمنى واحد من زمان ، و انا ما بغيت أجيب له ، و ادري أنه ما يحتاج له ... بس ، وش يسوى ( جوّال ) مقابل لحظة يعيشها في حضن أبوه ؟ أبوه اللي مات قبل ما ينولد ... لا عمره شافه و لا عمره عرف معنى كلمة أب لو أملك الدنيا كلها ، و يطلبها وليدي مني ما أتأخر عليه ... ناظرته و هو فرحان ، فرحة تسوى الدنيا و اللي فيها ، و طالع فيني ، يبي يعبر عن شكره ، و جا صوبي و ارتمى بحضني و ضميته بقوة ... صرت أقبل جبينه و راسه و أنا فرحانه لفرحه ، فرحانه أكثر أن الناس كلهم مدحوا فيه و باركوا لي عليه ... و أنا أقبـّـل راسه ، فجأة ... داهمني شعور غريب .... تسللت لأنفي ريحة ... ريحة عطر ... من الغترة اللي كانت على راس بدر ... حسيت كأن جسمي تكهرب و سرت به رعشه ... معقول ؟ ... معقول ...؟؟؟ جا وليدي يبي يبتعد عني ، ضميته لي أكثر ... و صرت أتشمم غترته ... أتأكد ... من الريحة ... الله يا زمن ... ! بعـّـد وليدي عني شوي ، و طالعني باستغراب ، و رديت قربت راسه من أنفي و أخذت أنفاس طويلة ، واحد ورى الثاني ... مو مصدقة ... هذا حلم ... ؟؟ - يمـّـه ؟؟ خير ؟ سألني بدر و هو مستغرب ... - بدر ... من وين لك هذا العطر ؟ - عجبك يمـّـه ؟ اشتريته مع خالي ! شلت الغترة من على راسه ، و قربتها من أنفي و شميتها مرة بعد مرة ... و ما دريت بدموعي تسيل على خدي ... ، و على شفايفي ... تعبير حائر ... ما هو عارف ... هل هي لحظة سعادة و الا حزن ؟ هل أبتسم و الا أبكي ... ؟؟؟ - يـمـّـه وش فيك ؟ طالعني بقلق ... و طالعت به و أنا ما ادري وش الشعور اللي غلبني ساعتها ... - هذا العطر ... شمـّـيته من قبل ... قبل سنيــن ... قبل ما تنولد أنت يا بدر ... تعجّب بدر ، و سألني : - عطر من ؟ ... أبوي ؟ طلعت مني آهه غصباً علي ، الكلمة تهز قلبي و ترج جسمي كله ، لا طلعت من لسان ولدي اللي ما عمره عرف وش معناها أصلا ... - يمـّـه أنت ِ بخير ؟ هزيت راسي ، نعم بخير ... و الغترة بعدها عند وجهي ... - ما هو أبوك الله يرحمه ... شخص ثاني ... كان يستخدم نفس العطر ... من قبل 13 سنة ... - صحيح ، البيـّـاع قال أنه عطر أصلي و قديم ! بس ريحته اعجبتني ... يمـّـه من هو ؟ سالت آخر دمعة على خدي ، و مد بدر يدّه و مسحها ، و هو بين المستغرب و بين القلـِـق و الحيران ... - خلاص بدر ، يالله نروح ننام تأخـّـر الوقت ... اعترض بدر ، و قال بالحاح ... - يمـّـه قولي لي ؟ - خلاص حبيبي ، خذ الجوال و رح غرفتك ... ما أبي أذكر شي ... ما أبي أفتح الجروح .... ما أبي أحيي الذكرى الميتة ... سلطان انتهى ... سلطان اندفن ... سلطان غرق ... وسط البحر ... ذاك اليوم ... رحت لغرفتي ، و الغترة معي ، و معها ريحة عطر سلطان ... للحين ما نسيته ، بعد كل هذه السنين ... ! وش جيبك يا ذكرى الحين ؟ تاه قلبي في ذكرى الماضي ... ذكرى العذاب ... ذكرى الألم ... آه يا سلطان ... يا ترى وين أراضيك ...؟ يا ترى عايش و الا ... يا ترى تذكرني ... ؟ إيه يا زمن .... ما تصورت أني بعد كل هذه السنين و العمر ، بـ أرد أذكره ... و من ريحة عطره ... ... الله ... ... ... يا سلطان ... تمددت على سريري ، و الغترة بحضني ، عند قلبي ، و على وجهي ... اسحب منها ريحتها ، و تسحب مني دموعي ... تقلـّـبت كل المواجع و كل الآهات ... و أنا أحاول ابعثر الذكرى اللي سيطرت علي ، بعدت الغترة عن وجهي و شحت به ناحية اليسار ... و طاحت عيني ... على واحد من الأدراج ... الدرج اللي احتفظ فيه بعلبة خاصة ما فتحتها من سنين ... تملكتني الرغبة العارمة ، و قمت ، و فتحت الدرج ، و طلعت العلبة ... كانت علبه مجوهرات ... و بداخلها ... كان فيه ... عقد به حجر بالمنتصف ، منقوش على ظهره : (( حبيبتي قمر حلوة )) .... و بداخل العلبة بعد ، كانت متبعثرة 33 خرزة ( فص ) فضية .... * * * * بعدما هدني حبيبي و قال لي ...... ناوي أخطب وحدة من باقي هل لا تكدري خاطرك أو تزعلي ..... الزواج حظوظ و حظك ما هو لي صرت ادور عن حبيب فاضي لي ... غايتي انسى حبيبي الأولي كفكفي دموعك يا عيني و اجعلي ... باب قلبك منفتح للي يلي أي واحد يعرض الحب أقبله ....... حتى لو أدري بكلامه مجامله ما يهمني وين قلبي أرسله ......... المهم حبي الحقيقي اقتله قبر أباحفر له و بيدي بادفنه ......... و انثر أزهار الغدر في مدفنه خله يروي الأرض بدمامه و أنا ...... بارتحل لقلب غيره و اسكنه و انكتب من بعد هجره لي نصيب ... واندفن قلبي مع ذاك الحبيب ما شغل بالي نصيبي وش يجيب ؟ ... ملتهب جرحي و محتاجه لطبيب ويلي عيـّـا القلب ينسى نظرته ....... وهو كاشخ لي و لابس غترته عطره بيظل في نسيمي لـمتى ؟ . ... حظها و الله و هي تشمه حرمته ! كنت أظن بانساه في كم يوم يمر ..... مرت شهور و سنين و مر عمر... حتى جا يوم ٍ و أنا أحضن ضناي ... كان أشم في غترته نفس العطر ! رجعت الذكرى في بالي للورى ... و انفتح بعد الدهر ذاك القبر و انبعث محبوبي من تحت الثرى ..... قلبه نابض ما فناه طول العمر سالت العبرة على خدي و بكيت ... لسـّـه حبي عايش ٍ في المقبرة حتى عطره لحد يومي ما نسيت ... حتى صوته و حتى همسه أذكره ناظر وليدي و يمسح دمعتي ...... وش بلاها أمي تشمم غترتي ؟! يا ابني يا روحي و غاية مهجتي ..... آه لو تسمع خبايا قصّتي ... يا ولدي خل الجراح مسكرة ...... ما بي افتح قلبي ما بي أذكره مدري وش صار بحياته وش جرى ؟ ..... يفتكرني و الا ناسي يا ترى ؟؟ يا ولدي حبيت قلبه و حبني ......... في النهاية خذ له غيري و سابني ما ادري وش حصل بها وش عابني ؟ .... ما سال وش صار لي وش صابني؟ كل حياتي و كل كياني كان له ...... تالي خلاني وحيدة مذلله ما رحم فيني الدموع السايله ........ و الشعور اللي بقلبي شايله عطره هيّج حبي اللي أكننه ........... ليت أشوفه ، ليت أشمه و احضنه لو يرد لي لو بعد إمية سنه ............ كان أحطه في فؤادي و اسجنه * * * * |
رد: .¸¸❝:..رواية (فجعتَ قلبي ) للكاتبة الدكتورة قمرة Dr.MJM ..:❝¸¸.
( هبه ) ، هي بنت أخوي سلطان الوحيدة ، و اللي جابها بعد تسع سنين ، من ولادة ( نواف ) ، و البنت الوحيدة و أصغر طفلة في عيلتنا حاليا . الحين هبه في الثالثة من عمرها و أخوي و منال متعلقين بها و يدللوها دلال ما شافه أخوها الأول و الوحيد ، نواف ... و لمـّـا يكون عنده عمل طويل ، كثير ما كنت آخذها و نروح نمر عليه هو و ياسر بالشركة . اليوم ، اثنينهم رح يتأخروا الى الليل ، و انا بأجازة في الوقت الحالي ، و أخذت هبه ، و رحت بها لمكتبهم ... - هذه شكلها رح تصير إدارية مثلك يا سلطان ! وش رايك تكتب الشركة باسمها أو تورثها لها بعد عمر طويل؟ قال ياسر يمزح ، و ضحكنا كلنا ... - متى راجعين ؟ جت الساعة سبع و نص ! و بعدين أنا مسوية طبخة حلوة و لازم تتعشى معنا يا سلطان ! رد أخوي : - خلال ساعة نكون خالصين إن شاء الله ، اذا بغيت ِ تروحي روحي بس خلي هبه عندي ... ابتسمت ، و قلت : - تراك مدللها بزيادة يا أخوي ! الله يعينك عليها إذا كبرت ! شالها بحضنه و صار يقبلها بسعادة كبيرة ، كانت من أروع الصور اللي شفت فيها أخوي ، أب يحضن طفلته الصغيرة الحبوبة ، و هو واقف قدام النافذة المفتوحة ، و بعض الأنسام تداعب شعرها الأملس .... و البدر المكتمل يرسل نوره حوالينا بكل غرور .... الله ... و لا أجمل من ذي صورة ! - اصبر سلطان ! باجيب كاميرا و أصورك ترى المنظر حلو بالمرة ! قلت بمرح ، و جلسنا نضحك بسعادة ... بعد شوي ، جا أخوي يلم أغراضه عشان نروح . و على وحده من الطاولات كان فيه أرواق و طرود ، أظنهااشياء البريد اللي وصله اليوم . راح أخوي و القى عليها نظرة تفحص ، و توقف و دقق نظرة استغراب في وحدة من العلب ... - يالله سلطان خل البريد لبكرة ! قال ياسر و هو يفتح الباب يبي يطلع و أنا جايه صوبه ، لكن سلطان ، و هو شايل هبه على كتفه ، ترك شنطته العملية من إيده ، و أخذ ذيك العلبة و بعض الرسايل ، مصر يفتحها لآخر لحظة .... فتح أخوي العلبة ، و احنا جالسين ننتظره بطوله بال ... و لو تشوفوا تعابير الذهول اللي طلعت على وجهه فجأة ... تقولوا هذا شايف جني...! فجأة التفت للورا ، صوب النافذة ، كأنه سامع أحد يناديه ، و طالع في القمر ... ... أنا استغربت ، و اندهشت ، اش ممكن يكون شاف داخل العلبة ؟؟ العلبة كانت صغيرة ، بحجم (شريط كاسيت ) تقريبا ، وش ممكن يكون داخلها ...؟؟؟ - وش بلاك يا سلطان يالله باموت جوع ؟ قال ياسر ، و التفت لنا سلطان ، و طالع بي بذهول ... ، ما فهمت معنى نظرته ، و سكـّـر العلبة و دخلها بشنطته و طلع معنا ... فيه شي تغير ، ما حسيته على بعضه ، حتى و احنا على العشاء ما أخذ بنته يأ ّكلها بنفسه كالعادة ، عطاني اياها و صار ياكل شوي شوي ، و بشروذ ... أنا طبعا فضولي وصل حده ، و انتهزت أول فرصة لقيتها ، و رحت ، و فتحت شنطة سلطان خلسة .... شفت العلبة و طلعتها ، و انا التفت يمين و شمال خايفة أحد يشوفني ، فتحت العلبة شوي شوي ... و اندهشت ... ما كان داخلها غير ( فص فضي ) ، و ورقة مكتوب عليها : (( القمر يبلغك السلام )) * * * * |
رد: .¸¸❝:..رواية (فجعتَ قلبي ) للكاتبة الدكتورة قمرة Dr.MJM ..:❝¸¸.
بعد ثلاثة أشهر ، في مرة من المرات ، و بشكل غير متوقع ، سألني أخوي فجأة : - قمرة رجعت البلد ؟ طالعت في أخوي ، و أنا كلي اندهاش ، يمكن ما سمعته زين ؟ - إيش قلت أخوي ؟؟ و رد علي بنفس النبرة : - قمرة رجعت البلد ؟؟؟ ظليت أناظر به ، نظرة بلهاء ، كأني وحدة غبية أو ما تفهم اللغة ... من كثر ما أنا متفاجأة من السؤال ... - ... أي ... قمرة ... ؟؟ سألت ، و أنا أبي أقنع نفسي أني ما سمعته زين ، أو أنه يقصد شي ثاني ... - قمر صديقتك ... ردت البلد و إلا ما عندك خبر ؟ أكيد كان يقصد قمر نفسها ، ما غيرها .... ! - ... قمر ... صديقتي زمان ؟ طالع بي بنفاذ صبر من ( استهبالي ) ، لكن ... - ... وش جابها على بالك الحين ؟؟؟ أخوي ، مد إيده بجيبه ، و طلـّـع علبة صغيرة ، و فتحها قدّامي .... داخل العلبة ، كان فيه أربعة فصوص فضية ، مثل الفص اللي شفته قبل ثلاث شهور ... و جنبها سلسلة فضية .... أخوي ، أخذ السلسلة و صار يدخل بها الفصوص واحد ورا الثاني ... الحين بس ، لما شفت الفصوص في السلسلة ، تذكرتها .... طالعت بكل معاني الدهشة و الذهول و الاسغراب الشديد ... هذه ... سبحة أخوي سلطان ، اللي كانت عنده قبل 13 سنة ، و اللي أذكر ... أن قمر أخذتها منه يوم رحت أنا معها له في مكتبه ذاك يوم .... ! ! ! قمر ... سافرت قبل أكثر من عشر سنين .... و أخبارها عني انقطعت .... و أنا ... بعد كل اللي صار في الماضي ، ما تجرأت اتقصى عنها و عن أخبارها... و الحين ... ما اقدر اتجرأ ... * * * * |
رد: .¸¸❝:..رواية (فجعتَ قلبي ) للكاتبة الدكتورة قمرة Dr.MJM ..:❝¸¸.
فيه شي تغير في سلطان ... الرجـّـال ما هو بطبيعته الأوله ... الشروذ صار يرافقه أغلب الوقت ... و البهجه تهل عليه بشكل ملحوظ و غريب ، كلما وصلته علبة جديدة ، من العلب اللي صارت تجيه نصف كل شهر ... ! يفتحها ، و يبتسم ، و تشوفه يرتخي فجأة و تنبسط كل عضلاته ، و يسبح في بحر من الشروذ ... تقول ( مخدرات ) و العياذ بالله ! اليوم ، جالس على أعصابه ، ينتظر البريد ، ينتظر ( الفص المخدر ) - وش فيك يا سلطان ما انت على بعضك ؟ - ولا شي ياسر ... خليك بحالك . - يا رجـّـال ! اللي يشوفك يقول عاشق غرقان في الحب ! - ياسر ما لي مزاج لتعليقاتك الساعة ، أجلها شوي ... وش رايك تنقشع عني الحين ؟ وشوي ، و وصل البريد ، و وصل معه الفص الفضي ، و تهلل وجه الرجّال و صار غير اللي كلمني قبل شوي ... ! - ياسر ، وش رايك نروح نتعشى الليلة بمطعم ؟ على حسابي ؟ - سبحان مغير الأحوال ! ابتسم ، و أخذ الفص رقم 30 ، و دخله في السلسلة ... و قال : - باقي ثلاثة ... - سلطان ، أبي أقول لك شي ، تراك مجنون يا أخي ... ما عبرني ، بعده في نشوة المخدر ! - سلطان ، أقول لك تراك جنيت ، و لازم تروح المستشفى ! انتبه لي فجأة ، كأني قلت شي خطير ، و طالعني بنظرة ادراك ، يمكن أوحيت له بفكرة كانت غايبة عن باله ؟ - المستشفى .... قالها ، و ابتسم ، و أخذ نفس طويل ، و رجع لحالته الأولى ، الطبيعية ، انتهى تأثير المخدر .... - و بعد ما تكتمل السبحة ؟ سألته ، بس ما رد علي ... أنا بديت أخاف عليه ، أنا متأكد أن هذه من علامات الجنون المبكرة ، و يا ليتنا نلحق عليه قبل فوات الأوان ... ! - سلطان وش تفكر فيه ؟ بعد ما تخلص السبحة ؟ - يكفيني .. أني أحس بها موجودة حواليني ، في مكان قرب أو بعد ... بس هي حواليني ... - أنت مجنون من جد يا سلطان ، المره يمكن تزوجت واحد ثاني و عشان كذا تبعث لك الفصوص ، مثل ما بعثت السلسلة ليلة زواجها من بسام ، الله يرحمه ... تذكر ؟ يا ليتني ما قلت اللي قلته ، ثار سلطان بوجهي : - اسكت يا ياسر اسكت ، خلني اتهنى لحظة من عمري ، اسكت يا ياسر و اطلع برى لو سمحت ... حتى لو تزوجت عشر مرات ... قمرة عايشة بأنفاسي أنا... روحها هي اللي تحركني ... أنسامها مازالت بصدري من ذاك اليوم ... لما رجعت البيت ، قلت لشوق : - أخوك سلطان مريض ، و رح ينجن ، و لازم تشوفي له طبيب نفساني ... * * * * |
رد: .¸¸❝:..رواية (فجعتَ قلبي ) للكاتبة الدكتورة قمرة Dr.MJM ..:❝¸¸.
ثلاثين فص ، في ثلاثين شهر مروا ... و قمر موجودة بمكان ... بس ما بغيت أسأل عنها ... أكيد ردت البلد ... لكني ما ودي أشوفها ... ما أعرف بأي وجه و أي تعابير أقدر ألتقيها ... بعد أكثر من عشر سنين .... من الفاجعة المشؤومة ... إش الهدف ... من أنها ترسل الفصوص ؟ ما أدري ... هل هي بنفسها اللي ترسل الفصوص ؟ بعد مو متأكدة ... اللي متأكدة منه ، أن أخوي سلطان زي ما قال ياسر .... قرّب ينجن ! أظن هذا رح يكون حكمكم عليه لما تعرفوا وش اللي صار .... ! * * * * |
رد: .¸¸❝:..رواية (فجعتَ قلبي ) للكاتبة الدكتورة قمرة Dr.MJM ..:❝¸¸.
كان اليوم نصف الشهر ... الواحد و الثلاثين ، و سلطان كالعادة جالس ينتظر (الجرعة) التالية .... انتظر ... و انتظر ... لكن الجرعة تأخرت .... و الرجّال صار ما له حال ... تأخر الوقت بالليل ، و ما وصلتنا العلبة المنتظرة .... أنا بصراحة كنت تعبان ، و قلت له : - يالله أنا ماشي ، ما بتروح ؟ صار يناظر الساعة ... بقلق و ضيق صدر ... و تالي قام وراح بنفسه يتأكد من صندوق البريد ... و ما لقى شي ... اتصلت عليه زوجته بعد شوي تسأل عنه و ليه متأخر ، و سمعته يقول لها إنه يبي يروح مشوار و يرد بعدين ... رجعت أنا البيت ، و قلت لشوق أنه أخوها مو بعلى بعضه ... و أن القمر ما سلم عليه الليلة ! شوق كانت قلقة ، لكنها ما علقت على الموضوع ... يوم ثاني ، كان أسوأ و أسوأ .... أنا قلت يمكن البريد متأخر أو حصل خلل أو شيء ... و أكيد القمر بيوصله اليوم ! اللي صار ... أن اليوم عدى ، و عدت بعده أيام و أيام .... و رحل الهلال ... من غير سلام ... سلطان كان مثل المجنون .... كل شوي يسأل عن البريد ... يدخل يفتح الصندوق ، و يطلع يفتحه ... أعصابه صارت مشدودة و تركيزه متشتت ... و كل اللي بالعمل ، و أكيد بالبيت ، لاحظوا .... كان ينتظر الشهر الجديد ... يمكن القمر نسى الشهر الماضي ، و جل ما لا يسهو ؟ لكن ... اللي صار ... أن البدر اكتمل ... و ما سلم عليه ... في ذاك اليوم أنا كنت مو موجود بالمدينة ، طالع مشوار عمل ... و شوق و حدها مع الأطفال بالبيت ... * * * * |
رد: .¸¸❝:..رواية (فجعتَ قلبي ) للكاتبة الدكتورة قمرة Dr.MJM ..:❝¸¸.
كانت الساعة وحدة الليل ... و كنا نايمين ، و رن جرس الباب .... صحيت من النوم مفزوعة ، من يمرنا هالساعة ؟؟؟ زوجي ياسر ما كان موجود ، و مستحيل يكون هو رد و ما معه مفاتيح البيت .... الجرس ظل يقرع باصرار و أنا قمت من سريري متوجسه ... و رحت أبي أطل من النافذة أشوف من يكون ؟ في نفس اللحظة رن الهاتف ، و طلع رقم جوال أخوي بالكاشف ... رفعت السماعة و كلي خوف ... وش صاير ... ؟ الله يستر ... - ألو .. - هلا شوق ، أنا عند الباب ... - عند الباب ؟؟؟ - افتحي شوق .... طليت من النافذة و قدرت أشوف سيارة أخوي ، و أنا أرد عليه .. - طيب تفضل ... ثواني ، و كان أخوي قدامي .... مثله ... مثل شبح ... مثل مومياء ... و الله أني ما أنسى حالته ذي ... طاح قلبي يوم شفته حسبت صار شي بالأولاد أو منال ... بلعت ريقي و همست بصوت مختفي ... - خير ؟؟ تنهد أخوي ، قال يطمني ... - بسم الله ... لا تخافي شوق ما صاير شي .... كلنا بخير ... ما تطمن قلبي ... رديت أسأله : - وش فيه ؟؟ فجأة ، ارتمى على الكنبة ... و سند ظهره عليها بتثاقل ... و رفع راسه و غمض عينه ....و مسح براحه إيده على جبينه و هو يتأوه بألم .... أنا ظليت واقفة مثل التمثال ... مذعورة ... و لساني مو قادر يقول شي .... فتح عينه و قال لي ... بدون أي مقدمات .... - قمر رجعت الديرة ؟ وين هي ؟ انفجر قلبي بنبضة قوة كبيرة ، بعد انحباس .... و سرى دم حار متوهج بجسمي كله ... و ما قدرت ركبتي تشيلني ... جيت و جلست جنبه اجمع شوية أنفاس ... و اهدىء نفسي من الفزعة .... طالعت فيه ، و أنا صامته ... للحين لساني مشلول ... لكن نظراتي كانت تعبر بكل شرح و توضيح .... أخوي ظل يناظرني و يقرأ تعابير وجهي ... طبعا ... الموقف صاير فوق مستوى التبرير ... و أنسب تعليق كان له ... هو شلال من الدموع فاضت من عينه قطّعت قلبي قبل تقطع طريقها على خدينه .... مسكت راسه و قمت أمسح الدموع ... و مد إيده و مسك إيديني ... ونطق ... بالجملة الأخيرة اللي قدر ينطق بها لسانه ذيك ليلة .... - أرجوك شوق ... شوفي لي وين هي ...؟؟؟ ... يتبع ... |
رد: .¸¸❝:..رواية (فجعتَ قلبي ) للكاتبة الدكتورة قمرة Dr.MJM ..:❝¸¸.
((.. الحلقة الثالثة عشر .. )) * * * ** * * * * * ** و تجدّد اللقاء ** أخيرا قرر أخوي ثامر أنه يتزوج ، بعد ما مرت سنة و نص من رجعنا البلد و أمي تلح عليه كل يوم ! و الاختيار كان على وحدة من معارفنا القدامى... حفلة الخطوبة رح تكون عقب كم يوم ، و الوالدة ما خلت أحد بالديرة إلا و عزمته ! في الواقع انشغلت كثير أواخر الأيام .... و قررت آخذ أجازة كم يوم ... ولدي بدر ... صار ما بين كل يومين ثلاثة يروح يتغذى أو يتعشى أو حتى يبات في بيت جدته ، أم بسام الله يرحمه ... الولد صار يتعلق بعمينه ، ماجد و رائد كل يوم بعد يوم ... خصوصا بعد ما قرر ثامر أنه يرتبط ... الولدين اثنيهم يدرسوا بالجامعة ، و فارق السن بينهم و بين بدر حول تسع سنين ... بس صاروا عنده أقرب أصحابه... بصراحة ... أنا بديت أقلق ... كبر الولد ... و صار شوي شوي يبتعد عني و يتعلق بأصحابه ... و بالأخص عمينه ... أكيد هذا الشي الطبيعي ... لكن ... أنا اللي وضعي مو طبيعي ...ما أبي ولدي يبتعد عني ... هو كل اللي بقى لي من الدنيا .... بُعد بدر عني أواخر الأيام ... يمكن أعطاني فرصة إني ... إني... أفكر في...سلطان.. آه يا سلطان .... * * * * |
رد: .¸¸❝:..رواية (فجعتَ قلبي ) للكاتبة الدكتورة قمرة Dr.MJM ..:❝¸¸.
من ليلتها ... ليلة ما جاني أخوي بذيك الحالة ، و أنا أحاول ... مع أنى و الله ما ودي ، بس ... أحاول أشوف طريقة التقي فيها بقمر ... ودي بس أسألها ... هي ليه تسوي كذا ؟ و إيش قصدها من بعث فصوص السبحة بهذه الطريقة ؟؟؟ الفرصة جتني من الله ، يوم عزمنا بعض معارفنا على حفلة خطوبة بنتهم ، لثامر ... أخو قمر ... و شفتها فرصة ذهبية ... و لازم أحضر الحفلة ... توقعت ... في ذي الحفلة ... طبعا باشوف .... سلمى ! بعد ما تهاوشت معها قبل سنين ... قطعت علاقتي بها ... و في المرات اللي التقينا فيها صدفة بشكل أو بآخر ... كل وحدة منا كانت ... تتجاهل الثانية ... منال بعد كانت معزومة ، بس طبعا ما فكرت تروح ... أخوي لما عرف مني عن الحفلة ، قال لي : -( اتصلي علي أول ما ترجعين لي بالخبر ... ) رحت الحفلة و أنا قلبي مقبوض ، كنت متوترة ... و من أول ما وصلت ، لقيتهم بالاستقبال ! * * * * |
رد: .¸¸❝:..رواية (فجعتَ قلبي ) للكاتبة الدكتورة قمرة Dr.MJM ..:❝¸¸.
مبسوطين و مستانسين ، كنا بأمان الله ، أنا و قمر واقفين عند المدخل نرحب بالمعازيم ، و معنا قرايب قمر و العروس ... و فجأة ، ظهرت في الصورة ... شخصية صدمتني ! ... - مساء الخير ... قالت ( شوق ) .... نعم شوق بعينها ... و هي جاية تدخل الصالة .... أنا ... ما تكلمت .... بس ظليت أدقق النظر أتأكد ... هي و إلا غيرها ؟؟؟ و جت وحدة من أهل العروس ترحب بها بحرارة .... ناظرت قمر .... ما شكلها استوعبت ... لأنها كانت واقفة تطالع بنظرة استغراب ! لفت شوق صوب قمر ... ابتسمت ... و ردت تقول : - مساء الخير ... قمر !... مبروك ... و مدت إيدها تبي تصافحها.... قمر ... مدت إيدها ببطء و تردد .... و أخيرا لامست يد شوق ... و سلمت عليها ... - كيف حالك ... يا قمر ؟ -... بخير ... الحمد لله ... تفضلي ... البرود ... اللي ساد الأجواء ذي اللحظة ... خلاني أحس بقشعريرة تسري بجسدي ... التفتت شوق صوبي ... تبي تسلم علي ... صافحتها ... ببرود الثلج ... و بابتسامة مجاملة باهتة ... و لا كأننا كنا في يوم من الأيام ... أقرب الصديقات و أحب الأخوات .... النظرات الصامتة الرهيبة...تبادلناها احنا الثلاث.... ثلاث صديقات ... كانوا يوم من الأيام ... زميلات بالجامعة .... من أعز الناس على بعض ... ياما كنا مع بعض ... نروح و نجي مع بعض ... ناكل و نشرب مع بعض ... نسولف و نضحك مع بعض ... نحزن و نبكي مع بعض ... الحين ... و بعد ما مر على تفرقنا حول 13 سنة ... ردينا اجتمعنا مع بعض في مكان واحد .... كل وحدة تناظر الثانية ... بمنتهى البرود ... كأنها تتعرف عليها للمرة الأولى ... اجتمعنا احنا الثلاث ... للمرة الأولى ... بعد كل ذاك العمر .... الدكتورة قمر.... أخصائية أمراض أورام أطفال .... الدكتورة شوق ... أخصائية أمراض عيون ... و الدكتورة سلمى ... أخصائية ... ... ... طبعا حزرتوا ؟؟؟ أخصائية أمراض و جراحة المخ و الأعصاب ....! من يوم ما صار لقمر ذاك النزيف بالمخ و أنا مهووسة بجراحة الأعصاب زي ما انتوا فاكرين ! - تفضلوا يا جماعة ليش واقفين عند الباب ! جا صوت قريبة العروس .... شتت نظراتنا الباردة ... و بدد الأجواء الصامتة الرهيبة اللي سيطرت علينا .... دخلنا وسط القاعة .... احنا الثلاث و معنا قريبة العروس ... و جلسنا حوالين مائدة وحدة .... بدت قريبة العروس تتكلم بمرح و احنا نتجاوب معها ، بشكل ( شبه طبيعي ) و كل وحدة منا تحاول تتجاهل نظرات الثانية اللي ( من ذاك النوع ! ) و زي ما اقتضى الحال ، عرفنا عن أخبار بعض بشكل ( غير مباشر ) ! * * * * |
الساعة الآن 03:21 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd