منتديات حــلا

منتديات حــلا (http://vb.7laa.com/index.php)
-   مجلس حلا للقصص والروايات (http://vb.7laa.com/forumdisplay.php?f=21)
-   -   .¸¸۝❝:..رواية (فجعتَ قلبي ) للكاتبة الدكتورة قمرة Dr.MJM ..:❝۝¸¸. (http://vb.7laa.com/showthread.php?t=56063)

مــ الحزن ــلاك 23-06-2007 01:39 AM

رد: .¸¸۝❝:..رواية (فجعتَ قلبي ) للكاتبة الدكتورة قمرة Dr.MJM ..:❝۝¸¸.
 





.... ســـلـــطـــاااااان ....





*
* *
*













- سلطان !




انتبه لي ، و التفت لي ، و ارتسمت الدهشة على وجهه ، بس ما تقارن بالدهشة اللي كانت مرسومة على وجهي أنا ....





- شوق !!؟؟

- وش جالس تسوي ؟؟؟

- وش مصحيك انت ِ ؟

- أنا كنت جالسة أذاكر ، نمت على المكتب و لا دريت بحالي ! صحيت و جيت ابي
اصك النافذة و لمحتك ... !





تنهد أخوي سلطان ... و عرفت أن فيه شي ، بالأحرى ، عرفت وش فيه ...





- أنت بخير ؟

- إيه بخير ، بس حبيت اشم شوية هواء ...






يشم شوية هواء الساعة ثنتين عز الليل ؟؟



قبل ساعة أنا فتحت النافذة ابي شوية هواء ، ما كان هو موجود بالحوش ، جلست عند مكتبي و قرأت لين غلبني النعاس و نمت بلا شعور ...




أنسام الهواء الباردة هي اللي صحتني ، و لما جيت اصك النافذة ، لمحت أخوي سلطان واقف بالحوش يناظر القمر ...

و الله اللي يشوفه يفكره جالس يتكلم معه !




بصراحة خوفني أول ما شفته ، بس بعدها حسيت بقلق عليه ...


سلطان من كم ليلة ما هو طبيعي ... يتأخر بالعمل كثير ، دوم شارذ ، و كأنه مهموم ... و أكيد منال و البقية لاحظوا ذا

الشي مثلي ...







- الجو بارد !

- نعم ، روحي نامي احسن يا شوق

- و أنت ؟

- جاي ...

- باحاول اقرا لي صفحتين ينفعوني بالامتحان !

- ما هو وقت مذاكرة الآن يا شوق ! خليها لبكرة

- بكرة رح انزحم ! تدري ! الحفلة تبدأ ثمان و رح انشغل طول النهار استعد لها !









يا ليتني ما قلت ... ما ادري هو كان ناسي و أنا ذكرته ؟ و الا فاكر و أنا قلبت عليه الذكرى ؟؟؟



سلطان وجهه تغير ، حتى وسط ذاك الظلام ، نور البدر سمح لي أشوف تعابيره تنعفس ... و خصوصا ، لما رفع بصره

للقمر بعد ما سمعني ، كأنه يستشهده علي !




أخوي سلطان هو أغلى انسان عندي بالدنيا ، و ما لي غيره ...

أحزن لما أشوفه متضايق ، و أنا اعرف السبب ، و لا اقدر أسوي شي ...




أنا ما سمعته يقول لها ( أحبك ) ذاك اليوم ، مثل ما سمعتها تقول له ، لكني شفتها مكتوبة ، على ورقة من الاوراق

اللي تبعثرت من فوق المكتب ...

( قمره ، أنا أحبك )








بكرة ... تتملـّـك تمر حنا لواحد ثاني ... و سلطان ... الليلة ... ما رح ينام ....






- تصبحي على خير ...




قالها بعد ما نزّ ل عينه عن القمر ، و دون ما ينظر لي ... و راح ...



- و انت من أهله اخوي ...





*
* *
*


مــ الحزن ــلاك 23-06-2007 01:40 AM

رد: .¸¸۝❝:..رواية (فجعتَ قلبي ) للكاتبة الدكتورة قمرة Dr.MJM ..:❝۝¸¸.
 






ثلاث أسابيع مرت ، من ليلة خطوبتنا و ملكتنا أنا و قمر ...

خلال هالمدة ، قابلتها أربع مرات ...

و الليلة ، المفروض أن حنا طالعين نتعشى سوى في مطعم .

اتصلت علي قبل شوي ، و قالت أنها يمكن ما تقدر تطلع معي ، عندها شغلة ضرورية من واجبات الجامعة ، و ما

تتوقع تخلصها قبل عشر الليل ...





بصراحة ، ضاق صدري و تكدّرت ...

عاد أنا كنت مبسوط و طاير من الفرحة ، أول مرة نروح سوى مطعم ... ودي نستمتع بأوقاتنا ...





ثلاث أسابيع مرت ، و أنا ... للحين ما أحس ان قمر فرحانة بي مثل ما أنا فرحان بها

يمكن لسا ما تعودت علي ؟ يمكن البنت خجولة شوي ؟؟ ما ادري ...

بس كنت أتوقع أن حنا رح ننبسط أكثر ...





على كل ٍ ، زواجنا رح يكون بعد كم أسبوع ... و أكيد الأوضاع رح تتغير ...


و ما دام الليلة ما فيه سهر مع الخطيبة ، أروح أسهر مع الشباب على البحر ...


بدّ لت ثيابي ، و جيت باطلع و صادفت الوالدة بطريقي ...






- بسـّـام ! وين ؟؟؟


و هي تناظر ثيابي مستغربة

- مع الشباب ، على البحر .

- مو كأنك قايل ....

- ايه ، بس مشغولة و أجلنا لوقت ثاني .
تامري بشي قبل ما أمشي ؟

- الله يحفظك ...






كانت الساعة ثمان الليل ، ركبت السيارة و سرت بملل ... و دقايق ، إلا و الجوال يرن علي ...

تفاجأت ، لأني ما توقعتها ترد تتصل بعد ما قالت : تصبح على خير ...





- هلا قمر !

- أهلا بسّام ... وينك فيه ؟

- بالسيارة ...

- وين رايح ؟

- أمر على الشباب ... بغيت ِ شي ؟





ما ردت على طول ... ، لما شفتها ساكته شجعتها :



- آمري ؟ تدللي ؟

- تعبت من شغل الواجبات ، باكمل بعدين ... أبي أغير جو ....




عاد أنا ما صدقت خبر !

يا حليلهم البنات ! بسرعة يغيروا رايهم !





- ثواني و أنا عند الباب ... !

- لا لا تسرع ... على مهلك .

- تخافين علي ؟

- ......... أشوفك على خير .






تفشلت و أنا راد البيت ، و داخل مبدل ثيابي مرة ثانية ، و طالع و الوالدة تراقبني باستغراب !



- بسـّـام ! وش سالفتك الليلة ؟

- إذا بغيت ِ شي يمـّه دقي علي الجوال ، مع السلامة .





و طلعت بسرعة ، و طيران لبيت ولد خالي ...






بعد أقل من ربع ساعة ، كنا أنا و قمر ، جالسين سوى بالسيارة ، و لأول مرة...


لفترة ، ظلينا ساكتين ، مش لأنه ما عندنا كلام نقوله ، لكن ... الخجل !


الحين أعذرها ، إذا كنت أنا نفسي حاس بارتباك شوي ، كيف هي ؟ البنت الخجولة الهادئة !؟


شوي شوي ، و أكيد رح نتعود على بعض ، و نصير مثل اللي يجيبونهم في المسلسلات !


لازم أكا أكسر حاجز الصمت الرهيب ذا ، وش أقول ؟ أحد يسعفني ؟

واحد جالس مع خطيبته ، بايش يبدأ الكلام ؟؟؟






- بقى لك كثير من الواجبات ؟

- لا ، لما أرجع أكمل الباقي ...

- مذاكرة ؟ امتحان ؟

- أبدا ، موضوع مطلوب مني القيه على زميلاتي و جالسة اكتب فيه و ألخّـص ...
زهقت منه ... بغيت أغير جو ...






أما أنا ما عندي ذوق ، البنت زهقانة من واجبات الدراسة ، و أنا جاي اكلمها عنها ؟ خلني أغير الموضوع أحسن ...





- وين تحبي نروح ؟

- بكيفك ...

- فيه مطعم فاتحينه قبل شهرين ثلاثة ، جربته مرة و عجبني كثير ... نروح نتعشى فيه ؟

- و هو كذلك ...






بعدها ، ظلت هي تراقب الشارع و السيارات ، يعني وجهها لاف الجهة الثانية ، و أنا كل شوي التفت لها ، تمنيت نظراتنا تلتقي ، بس ظلت شارذة عني و ساكتة لين وصلنا المطعم ...




الحين ، صرنا جالسين وجها لوجه ، اقدر آسر نظراتها و احتكرها لي !


طلبنا الوجبة ، هي ، كان اختيارها بسيط جدا ، و أنا ، مع شهيتي المفتوحة ، طلبت كل اللي راق لي !




- أنت ِ مسوية ريجيم ؟

- لا أبدا ، بس بالليل ما أحب أكثر ...




أنا ( مليان شوي ) و ضخم حبتين ، و خطيبتي رشيقة و اقرب للنحافة ، يعني لازم أحاول أخفف ، و ندمت على

الطعام الزايد اللي طلبته ، و لا لمسته ...





طول الوقت وأنا اراقبها ، و نظراتها على الطاولة ، على الشنطة ، على كاس العصير على أي شي ، إلا على عيني أنا ...





لمحات بسيطة و عابرة ، اللي تمنحني إياها من حين لحين ... و أنا بصراحة ودي اتأمل بعينها ... و اركز بنظراتها

بحرية ... مو خطيبتي ؟ ؟ ؟







لازم الفت انتباهها ... و استحوذ على اهتمامها ....





و هي تحرك قطع الجليد بكاس العصير بالماصّـة ، و عينها على دوامة العصير داخل الكأس ، ناديتها بصوت منخفض ...



- ... قمر ....





رفعت البنت نظرها عن الكأس ، و طالعت فيني ...


بلعت ريقي ! كأن الكلام اللي ودي أقوله انبلع مع الريق ، و ظل طرف لساني فاضي ... توهقت ... !



- إن شاء الله عجبك المكان ؟؟؟



( هذا اللي قدرت عليه ! )



- أكيد ...




و رجعت أنظارها للدوامة اللي بعدها ما وقفت ....



انقهرت من نفسي ! البنت كلامها مثل نظراتها مثل أكلها ، قليل ...

و أنا مو عارف كيف أبدأ !

لكن مستحيل استسلم ، ما أخلي ذي الليلة المميزة تمر كذا ...

لازم اتقرب منها اكثر ، لازم أحمّـي علاقتنا شوي ... بس ما أدري هي وش تتوقع مني و ايش تتقبل عند هالحد ؟

استجمعت عزيمتي مرة ثانية ، و انتهزت لحظة شربها للعصير – و كأنّ الماصـّة حاجز يخفي ارتباكي شوي ! ــ

و قلت قبل ما اتردد :



- عيونك حلوة ...




يمكن العصير اللي دخل حلقها تخرّع من كلمتي و تلخبط و دخل القصبة الهوائية بدل البلعوم ، لأنها فجاة شرقت و

كحّـت متواصل لكذا ثانية !





- سلامات ...

- آسفة ...





و بعد ( آسفة ) ما قالت شي ، و رجع الصمت ... و ما رفعت عينها صوبي بعدها

ما ادري ، هل ( الشرقة ) سبقت كلامي ؟ ما وصلها ؟ ما سمعتني بسبب الكحة ؟ و الا الكحة بسبب السمع ؟

بس و الله ما أفوتها ! ما صدقت لساني قال ( كلمة حلوة ) ! أكيد سمعت ، بس الخجل يمنعها تقول شي ... و أكيد

تنتظر مني أنا أتكلم ...




- كأنها سما الليل ... سوداء ... و صافية ...




لمحت شبه ابتسامة خجل على زاوية من من شفايفها ، و انحنى راسها أكثر و أكثر ، كأنها تبي تبعد نظراتها أكثر و

أكثر ... كأنها تبي تدفن رأسها بالأرض !





للحق ، أنا انبسطت !

حسيت بتوترها ، يعني كلامي وصلها و عنى لها شي !

و هذا منحني جراة أكبر أني أواصل ...






- أنا محظوظ !



الناس كلهم يقولون عني ( خفيف دم ) ، الناس اقصد بهم أصحابي و معارفي و أخواني بالبيت ، أما دمي على

الـ ( بنات ) ما أدري كيف يكون ؟ يا ليته يكون خفيف عليك يا قمر ، يا ليتك تستلطفي كلامي ... يا ليت تاخذي عني

انطباع حلو ، يا ليت اعجبك !





جيت أبي افتح فمي باقول شي ، إلا و الجوال يرن ، جوالي !




( الله يهديك يا الوالدة ! هذا وقته الحين ؟؟؟ )





رديت على المكالمة ..





- هلا يمـّـه

- هلا بسـّام ، وينك ؟

- خير يمـّه بغيت ِ شي ؟

- أخوك ( رائد ) تعب علي ، الحق نوديه المستشفى ...

- رائد ؟ وش صابه ؟

- ما ادري و الله وش بلاه ما هو بخير ... لا تتأخر ...

- إن شاء الله يمـّه ...





و انهيت المكالمة



بالله هذا وقته يا رائد ؟ هذا وقته ؟؟؟


أخيرا ، قمر رفعت نظرها صوبي ، و بوجهها تساؤل ...

خجلت و انا اتنهد بلا حيلة ، و تلعثمت و انا اعتذر ...






- أأأ ... اعذريني يا قمر ، لازم نروح الحين ... آسف

- ... خير ...؟

- و الله آسف ، بس أخوي رائد شكله تعب ، و باروح أوديه الطبيب ... تعرفي ما غيري مسؤول بالبيت ...

- سلامته ، عساه بخير ...

- ان شاء الله ، أنا آسف قمر ....

- ما فيه داعي للاعتذار أبدا ... يالله نقوم ...

- نعوضها المرة الجاية ، و الجايات أكثر ...













قلتها و ابتسمت ، أبي منها أي ابتسامة تشجيع أو تأييد ، بس البنت انشغلت بشنطتها عني ، و طلعنا من المطعم ،

و للسيارة ، و ردت تراقب الشارع ...

و أنا مقهور في داخلي ، ما قدرت اتهنى بأول ليلة أطلع فيها مع خطيبتي ... ما قدرت أعيش معها لحظة مشاعر وحدة !





لما وصلنا عند بيت ولد خالي ، حتى ما قدرت أمر أسلم عليهم ... كنت مستعجل و إذا أخوي رائد تعب يعني مشكلة ...


وقفت السيارة ، و قبل ما تنزل خطيبتي رديت اعتذر لها ...






- انا آسف كثير قمر

- ماله داعي الأسف ، بس طمّـني على رائد

- إن شاء الله ...

- تصبح على خير






و هي تفتح الباب ، قلت ...



- اقدر أشوفك بكرة ؟



كنت أبي اتمسك بأي خيط أمل تعويض عن اللي فات ، و قبل ما ترد علي ، زدت:



- اقدر أجيبك كل يوم من الجامعة ، بدل الوالد ؟



ما ردت للثواني الأولى ، بعدها قالت :




- نشوف ، يصير خير
مع السلامة






و نزلت من السيارة ، و راحت ...



أنا ظليت أراقبها لين دخلت البيت ، و صكت الباب ...


هذا كان أول يوم نطلع فيه سوى أنا مع مخطوبتي ...

ما ظلينا سوى ، غير ساعة و ثلث ...





مسكين رائد ! هو تعبان و أنا مقهور فيه لأنه حرمني من عز فرحتي !

بالله لو رحت البحر مع الشباب وش صار ؟






رائد أخوي ، توأم ( ماجد ) ، أخوي الثاني

التوام اللي طلع مريض من بينهم ، و اللي له سجل وش كبره في المستشفى ...

و اللي بسببه هو ... صار اللي صار ، بعد كذا ...

















... يتبع ...


مــ الحزن ــلاك 23-06-2007 01:41 AM

رد: .¸¸۝❝:..رواية (فجعتَ قلبي ) للكاتبة الدكتورة قمرة Dr.MJM ..:❝۝¸¸.
 


((.. الحلقة السادسة .. ))

* * * * * * *

** لم استقر **





طلعنا من قاعة الإمتحان أنا و سلمى و شوق ، و رحنا الكافاتيريا ، بالجامعة .

سلمى صممت تعزمنا على الغذا اليوم ، و مع أني عارفة أن بسـّام و أمه و أخوانه الإثنين جايين يتغذوا عندنا اليوم ،

سويت حالي ناسية ، و شفتها فرصة للهروب ...






- لكم علي إذا جبت أعلى علامة فيكم أعزمكم أنا !



قالت شوق بسخرية ، كان الإمتحان صعب ، و كلنا متوقعين درجات منخفضة ...



و استطردت :




- اللي تجيب أعلى درجة عليها العشاء !


- أنا الحمد لله ! واثقة بـ أجيب أقل وحدة فيكم و في الدفعة كلها ! يعني لا أحد يتوقع مني لا عزومة و لا شي ... !


- يا بخيلة يا قمره !





( قمره ) ... رنّـت بإذني .... طالعت شوق ، كانت تبتسم بمرح ، و طبعا ما جا ببالها شي ... سلطان لحد الآن ، كان

الشخص الوحيد اللي يناديني ( قمره ) ....





بسرعة طردت صورته عن بالي ، مو وقته الحين يا قمر ... خلني بحالي يا سلطان ...




- إذا عشان اللمّة ، خلاص ... تجوني ليلة الخميس الجاي ثنتينكم ؟




و أنا بعد أدري أن ليلة الخميس ، ليلة ( الخطيب ) الموعودة ، قال لي إنه يبي نطلع نعوض سهرة الأسبوع اللي

فات ... و أنا ما عطيته قرار نهائي ... !






و اتفقنا إحنا الثلاثة نجتمع ببيتنا ليلة الخميس الجاي ...




ما كان عندنا شي بعد وقت الغذا ، و كان المفروض إني أتصل على بسـّـام يجيني بعد الإمتحان ... و أكيد بسـّـام

الحين ... ينتظر اتصالي ....





و جلست بالجامعة ، مع سلمى و شوق ... نسولف و نضيع وقت ، لين عدت الساعة ثنتين و نص الظهر ...




بعدها ، استأذنت شوف ، و رجعت بيتها ، و ظلينا أنا و سلمى ...





- متى رايحة قمر ؟

- الساعة 3 ، كالعادة !

- من بيجيك ؟ الوالد أو ؟؟؟




ناظرتها بعين فاهمة ، أدري بها سلمى ، تبي تجيب سيرة بسّـام بأي طريقة ، ودها تعرف عن أخباري بس ما ودها

تسأل مباشرة ، تبيني أنا أتكلم ...

و طبعا ، مو قدّام شوق ...






- بسّام ...

- هنيا لك يا ستـّي ! مفتكة من الباصات و مشاوير الباصات ! متى ربي يفكني أنا منها بعد ؟

- تبي أوصلك معي ؟

- لا لا ! لو كان أبوك ممكن ! بس مع خطيبك لا و الله فشلة !






ابتسمت ، غصبا علي ، ما أدري ... دوم أحصّـل في سلمى سبب يخليني ابتسم ... لو وسط الدموع ...

كأن ابتسامتي الواهية طمّـنت قلبها و شجعتها ، فقالت بعد تنهيدة ارتياح بسيطة :





- الله يسعدكم يا رب ...
و يرزقني أنا بعد ! لأني بصراحة ، طفشت من الدراسة و الجامعة ! و لو أتزوج أطلع منها و أجلس في البيت !


- أجل يا رب ما تتزوجين قبل ما تخلصي دراسة !





ضحكت سلمى بمرح ، ضحكة تشرح الصدر ..
.
سلمى بالنسبة لي ... بهجة حياة ... و أحيانا ... لسعة قدر ... !






- على طاري الزواج ، قمر متى قررتوا إن شاء الله ؟؟





وصلت الحين لصلب الموضوع ، مع أنها تدري ، ما زال الوقت مبكر على تحديد الزواج ، و احنا تونا مخطوبين من أقل من شهر ...




- بدري ، ما حددنا ، بس ما أظن يطول فوق ستة أشهر

- ستة اشهر ! كثير يا قمر ! مو كأنك قلت ِ قبل كم يوم ، بعد كم أسبوع ؟؟؟




تنهدت بضيق ، و قلت :



- بعدني ما تعودت عليه ... احتاج وقت أطول ...

مو سهل ...






و قطعت كلامي ، ما بغيت أكمّـل ...

مو سهل أني أمحي صورة عسل ، و استبدلها بصورة بسّـام بالسرعة ذي ...

أصلا ... لو جيت أبي اعقد مقارنة بينهم ...

ما فيه مجال ... أبد ...





أحس بسّـام ... غريب عني ، مو قادرة آلف وجوده ، مو قادرة أعتاد عليه ...

بالأحرى ... مو قادرة اتقبله ، أو أعطي نفسي حتى فرصة ، أني اتقبله ....






كأن أفكاري ذي كلها وضحت على تعابير وجهي و عيني ، قالت لي سلمى :




- قمر ... مبسوطة عزيزتي ؟






ملامح القلق باينة على وجهها ، مثل ما كانت ( إشارة إكس ) معقودة بين عيوني و حواجبي ...




مسكت سلمى إيدي بحنان ، و تشجيع ... و ابتسمت ابتسامتها اللي أحبها و احتاجها ... اللي ترفع معنوياتي و تجدد

الأمل ... و زادت ضغطها على إيدي ، و قالت ...




- بـتتعودين ... تو الناس ... كل شي بيجي تلقائيا ... أنت ِ بس خلي الأمور تمشي طبيعية ...





هزيت راسي ( نعم ) ، و بإيدي الثانية مسكت إيدها القابضة على إيدي ، تعبيرا عن ( شكرا ) ....







لمحت الساعة و أنا أحط إيدي على إيدها ، تقترب من ثلاث العصر ...

حسيت بشوية تأنيب ضمير ، لأني ما اتصلت على بسّـام و قلت له على الأقل ، متى رح أخلص ...











لو كنت ركزت بعينه ، يمكن كنت شفت فيها نظرة العتاب ، لكن أنا ، بعد ما جلست بالسيارة سويت حالي أرتب بأوراق كانت بيدي ...



هو ، بعد ما قال شي عن تأخري ، أو اتصالي ...


أول ما سالني :




- كيف كان الامتحان ؟

- نص و نص ، صعب إلى حد ما

- الله يوفقك ...

- جميع ...





مشى بالسيارة بهدوء ... و ما تكلم ، عكس الأيام اللي فاتت ، كان تقريبا ما يبطل كلام ، طول المشوار ...


هذا زود علي احساسي بالذنب ... اعرف أني غلطانة و المفروض اعتذر ...






- أنا آسفة ، ما اتصلت عليك ، انشغلت مع زميلاتي ...

- مو مشكلة ...







و ابتسم ، اللي خلاني أفهم أنه ما أخذ على خاطره مني ، و ارتحت ...

مو لأنه هو بسّام بذاته مو زعلان علي ، بس لأني ما أحب أزعل حد ... و لو كان أي أحد ثاني بداله كنت حسيت بنفس

الشعور ...

بسّـام لللـّحظة ذي ، ما عنى لي شي ...







لما وصلنا البيت ، توقعته ينزل معي ، بس ظل بمكانه و قال :




- أشوفك على خير بكرة إن شاء الله ...










في البيت ، صادفت أمي بالصالة ...





- هلا يمـّـه ، وين العمـّـه ؟

- هلا ، راحت خلاص ! وداها ولدها قبل ما يروح لك ...






ظنيتها لسّـا موجودة ، ... بس الحين عرفت ليه بسّـام وصلني و راح ...





- أنا طالعة غرفتي



لفـّـيت أبي أروح ، لكن الوالدة نادتني




- لحظة قمر





التفت لها ، و عرفت من نظراتها ، فيه شي ... و أدري وش رح تقول ...




- أنت ِ مو قايلة ما عندك شي بعد الامتحان ؟ متى خلص ؟

- وقت الصلاة ، بس بعدها انشغلت مع زميلاتي ...

- و تدري أن خطيبك و عيلته جايين يتغذوا عندنا اليوم ! ليه ما رجعتي على طول ؟

- اللي صار ...






استنكرت أمي فعلتي ، و حسيت أنها ناوية تهاوشني شوي ، و أنا تعبانة و ضايق صدري من الامتحان ، و شايلة

شنطتي على كتفي ، و أوراقي بايدي ... أبي بس أوصل سريري و اتمدد عليه ...





- يا قمر انحرجنا معاهم ! تدرين انهم أكثر جايين عشانك

- يمّـه هذا اللي صار ، خيرها بغيرها ... ودي أطلع انام شوي ...

- الله يهديك يا قمر ، على الأقل اتصلت ِ بخطيبك اعتذرت ِ له ! وش يقول عنك الحين؟ ما تفهمي في الأصول ؟؟؟







فلتت أعصابي مني ، انفجرت بصوت عالي بلا شعور :



- إيه أنا ما أفهم في الأصول ! مو عاجبنه خلـّـه يدور غيري ! ما حد جبره علي ...




قلتها بعصبية و بلا تفكير ، و ذهلت الوالدة ، و ظلت تطالعني بدهشة ...

أنا .. ما أرفع صوتي قدّام الوالدة ، بس أعصابي انفلتت ...




لكن اللي همها ما هو صراخي بوجهها ، الـّي همها ، هو الكلام اللي قلته ، و اللي كان بيكون له نفس الوقع و

التأثير ، حتى لو قلته بصوت هادىء و منخفض ...




- قمر ؟ وش الكلام هذا ؟؟؟


- أنا آسفة ...



حاولت أنهي الموضوع باعتذار ، بس الوالدة الله يسلمها ... ما عتقتني ...



- اش بلاك يا بنت ؟؟

- يمـه أنا آسفة ، رح اتصل عليهم و اعتذر لهم فرد فرد ... خلاص ؟

- لا مو خلاص ، الولد فيه شي مو عاجبنك ؟




ما رديت ، لفيت أبي أمشي لأني من جد مو مستعدة لأي نقاش الساعة ذي ...


- بعد إذنك

- وين يا قمر قولي لي صاير شي ؟

الرجال مسكين ظل ينتظر ، و كل ما قلنا نحط الغذا قال نصبر ، يمكن تتصل الحين ! و طلع هو و أمه متضايقين من

داخلهم ! المفروض تحترمينه هو و أمه و تقدرينهم مو تفشلينا قدّامهم !






صرخت مرة ثانية ، و كلمة المفروض ذي استفزتني بالمرة :


- موافـَـقــَة ، و وافقت عليه ، و خطوبة و سوينا ، و زواج و بتزوجه بعد كم شهر ، و مصيري و انربط به ، وش تبون

بعد أكثر من كذا ؟؟؟ مو خلاص حققتوا اللي ببالكم ؟ تبوني أحبه غصب بعد ؟ حاضر يا يمة ، اللي تبونه رح يصير بس

فكوني خلااااااااااااااااااص ............









و رميت الأوراق اللي كانت بايدي على الأرض بقوة ، و رحت أسرع لغرفتي ، دخلت و صفعت الباب ، و قفلته ، و

انهرت على سريري ....






و تحطم بسهولة ، القناع اللي كنت طوال الأيام الماضية أحاول أخفي وجهي به ...


انهرت ، بالضبط مثل ما انهرت يوم ما رحت لسلطان بالمكتب أقول له عن بسام ... و قام يبارك لي ...


بكيت ... بكيت بمرارة و حرة ، و أنا اللي وعدت نفسي ما أبكيه بعد آخر لقاء بينا ، قبل شهر ...






ليه يا سلطان ؟؟؟ ليه بعدت عني ؟ ليه تركتهم يلعبوا بمصيري ؟ ليه خليتني ارتبط بواحد ما أحبه ؟ ليه حرمتني من

حبي ؟ ليه حكمت على قلبي بالموت ؟؟؟

حرام عليك يا سلطان ... ليه سويت فيني كذا ...

سلطان ...

سلطان أنا أحبك أنت ...

ما عمري حبيت قبلك و لا بعدك ...

ما اقدر أجبر نفسي أحب غيرك ... مو بيدي ... أنت اللي ملكت قلبي ، وحدك أنت ...

ليه يا سلطان ...

ليه قتلت فيني ... أجمل شي ... ممكن ينولد ... في قلب بنت ... ؟؟؟



ليــه و ليــــه و ليــــــــــه ...



عشرات الـ ( لــيــهــات ) تعاركت في راسي و لعبت باعصابي ... تصادمت الأفكار ، و تضاربت المشاعر ... و

تفجرت الآهات ... لين صدعت راسي و ما قدرت أتحمل ... أخذت الوسادة و حطيتها على راسي ، مثل اللي يحاول

يسد مسامعه عن دوي الضجة ، كأن الضجة كانت من برى راسي و ما هي من داخله ...





ما زالت الأصوات قوية ، حركت إيدي ، أبي اتحسس الوسادة الثانية ، وسادة وحدة ما تكفي تصد جهمات الأصوات

المضطربة ...

و أنا أحرك إيدي فوق السرير ، عند طرف الوسايد ... و راسي مدفون تحت وسادتي الأولى ... لامست يديني شي

بارد ...



شيء معدني ...

حشد من الأجسام الكروية الصغيرة ...

صف من الخرزات المثقوبة ...

يخترقها و يربط بينها ... سلسلة نحيلة ...

... سبحة سلطان ....







*
* *
*








مــ الحزن ــلاك 23-06-2007 01:42 AM

رد: .¸¸۝❝:..رواية (فجعتَ قلبي ) للكاتبة الدكتورة قمرة Dr.MJM ..:❝۝¸¸.
 




خسارة ، راحت الفرصة ، بس ما دمنا انا و قمر متفقين نطلع سوى يوم الخميس الجاي ، مو مشكلة ... نعوض
( عزومة اليوم ) !




ما تضايقت من غيابها عن الغذا اليوم الظهر قد ما تضايقت الوالدة !

تقول عليها ( متكبرة شوي ) ، مع أنها انبسطت كثير و شجعتني لما قلت أبي أخطبها و أذكر كلمتها لما قالت :

( هذه البنت اللي أبيها تصير بنتي ! الله بيعوضني فيها خير )






الله يعينها على هذا الدوام الصعب !

كل يوم تطلع من الجامعة ثلاث أو أربع العصر ، و ترجع البيت ، تنام لها شوي ، و تنشغل بواجبات الجامعة الين ساعة

متأخرة من الليل ...

عشان كذا ، ما اطول في الكلام معها لما اتصل عليها بالليل ، و هي بعد ، كلامها قليل ، و مختصر ...



اليوم ، اتصلت مرتين ، و لقيتها نايمة ...

قلت ، خلني بادق عليها آخر الليل ، و أشوف !




ما ادري ؟ هل انا جالس أبالغ ؟

أبي نقرب من بعض أكثر ، لأني بصراحة إلى الآن ، ما أحس فيه شي يربطنا ...

و اعتقد ، شهر مدة كافية عشان تتخلى خطيبتي عن جزء من خجلها مني ، و تكلمني على أني خطيبها ما هو رجال

غريب !




أنا أحاول أتقرب منها أكثر ، أحاول أخطو صوبها مرة بعد مرة ، بس ... ما اشوفها هي تخطو صوبي ... واقفة بمكانها

من ليلة الخطوبة ...



و بعد ، اهتمامها بالجامعة أكثر من اهتمامها بي !

لكن ، تو الناس ... خلني اعطيها فرصة أكبر ، تتعود علي ...




و احنا متفقين نطلع سوى ليلة الخميس الجاي ، و إن شاء الله تكون فاتحة خير ...

و إن شاء الله بعد ( رائد ) ما يسخـّـن مثل المرة اللي فاتت ، و نظل معه ثلاث ساعات بالمستشفى ...

و بكرة عنده موعد ، و اللي بعده عندي ارتباطات العصر ، و ما رح اقدر اشوف الخطيبة ها ليومين ...






أنا ما أفهم في ( المجوهرات ) ، و ذوقي مرة تعبان ، بس أعرف أن البنات يحبوها و تسحرهم ! و عشان كذا ، قررت

أشتري شي جميل – بذوق صاحب المحل طبعا – و اهديه للخطيبة ، لما نلتقي ليلة الخميس الجاي ...




رح تكون بادرة حلوة مني ، رح تعجبها ، و يمكن ... تنطلق شوي !


متى تجي ليلة الخميس بس ؟؟؟






*
* *
*




مــ الحزن ــلاك 23-06-2007 01:42 AM

رد: .¸¸۝❝:..رواية (فجعتَ قلبي ) للكاتبة الدكتورة قمرة Dr.MJM ..:❝۝¸¸.
 





فتحت عيني ، و تهيا لي أني بعدني مغمضة ، الدنيا كانت ظلمة و عتمة ...

رفعت راسي عن السرير ، و طالعت صوب النافذة ، أذكر أن الستاير كانت مفتوحة قبل ما أنام ، الدنيا ظلام ... كم

الساعة الحين ؟؟؟





نوّرت المصباح اللي جنب سريري ، و طالعت بالساعة اللي جنبها ، و تفاجات !



10 و نص الليل ! معقولة نمت كل ذا الوقت ، و لا حسيت بنفسي ؟


كانت ملابس الجامعة لسّـا علي ، و حتى الشرابات ...


إش أسوي الحين ؟ أكيد رح أظل صاحية لبكرة الصباح ، و أروح الجامعة و أنام عليهم !


جلست بملل و كسل شديد ، و ما لي خلق حتى اتحرك عن سريري ...


الغريبة ، أن أمي ما جت وراي بعد اللي صار ... و لا جت تصحيني المغرب كالعادة ...


أكيد زعلانة مني ، بس غصبا علي ...


تلفت يمين و شمال ، أدور السبحة ...


آخر ( لقطة ) أذكرها قبل ما أنام ، أنها كانت عند قلبي تشاركني النبض ...


ما راحت بعيد ، بعدها جنبي ، شاركتني أحلامي ... و وحدتي ... و الظلام ...


دقايق ، و رن التلفون ....


رن كذا مرة ، أكيد أهلي ناموا !


قمت ببطء و كسل ، و رفعت السماعة ، و قلت بصوت ممزوج بتثاؤب خفيف :




- نعم ؟



صحصت فجأة ، لما وصلني صوت الطرف الثاني ... بسـّـام ...


- مرحبا قمر !


- بسام !؟


- صح النوم ! كيفك ؟


- بخير ...


- متى صحيت ِ ؟ قالوا لك أني اتصلت مرتين ؟


- لا، توني الحين صاحية


- سلامات ! كنت ِ تعبانة أو شي ؟


- شوي .


- سلامتك من التعب ، يا روحي







هيّـجتني الكلمة ، من متى و أنا روحه ذا بعد ؟ ما صار لنا حتى شهر مرتبطين ... !

و بعدين وش يبي متصل علي الآن ؟





بغيت اتخلص منه ، قلت :


- الله يسلمك ، بس يبي لي آخذ دش الحين و يزول الإرهاق ، و اقدر أشوف واجباتي




سكت شوي ، فهمها طبعا ، و رد بصوت مخيوب الأمل :



- ... الله يوفقك ... بس حبيت أتطمّـن عليك ....

و أقول لك ، اعذريني ، ترى بكرة و اللي بعده عندي بعض ارتباطات بالعمل و ما رح أقدر أجيبك من الجامعة

العصر ...


- مو مشكلة ...


- بس إن شاء الله أشوفك ليلة الخميس على الموعد !





ليته ما جاب طاري الخميس لحظتها ، بدون تردد قلت :


- ليلة الخميس بيجيني ضيوف على العشاء ... نخليها وقت ثاني ...




انفعل بسام ، و تغيرت نبرة صوته و هو يقول :


- بس احنا اتفقنا ! ليه ما تأجلي ضيوفك لوقت ثاني ؟

- ((( ... ما اقدر ... )))








أظن ، من ذيك الليلة ، بدأ بسّـام يحس ... إني ... ما كنت أبيه ...






الندم ، و تأنيب الضمير بدأ يتسلل إلى قلبي بعدها بساعة ...

كنت أحاول أركز في الكتاب ، لكن لسعة الضمير ما خلتني بحالي ...

و مرت علي الساعات ... و أنا أحاول أرضيه و أبرر له ، بس ضميري ... ( ما ينقص عليه ! )







بسـّـام وش ذنبه أعامله بالطريقة ذي ؟

بسّـام يبي يعيش حياته ، يعيشها بمرح و اقبال و سعادة ، و أنا ...

مو ذنب بسّـام إني فشلت في حبي لـ سلطان ....





آه يا سلطان ...

يا ترى في ساعة زي ذي ، في أي وادي أنت يا سلطان ؟؟؟

أكيد نايم ... و يمكن تحلم ...

ليتني أقدر أقتحم حلمك ... بس أشوفك لو نظرة وحدة ... من زمان مجافيني حتى في أحلامي ... بعد ذاك الكابوس

المفزع ... ما عدت جيتني ... ليه ... ؟






حدني الشوق له ، جيت صوب جهاز الفاكس ، مدفوعة من أوامر قلبي ، مستسلمة لسطان حبي ، و كتبت ، و أنا في

غمرة الشوق و الحنين ...








* * *
*
*


يا حبيبي لو تجس نبضي تشوفه * من كثر أشواقي لك طاف الريــــــاح

دق قلبي لين ما كسّـر دفــوفــه * و رقصت دموعي على غنوة نياح

غايب ٍ مثل البدر ليلة خسوفه * لا هو راح و لا ضياه في الكون لاح

حاضر ٍ بس مختفي يداري طيوفه * ينتظر إمتى يهل نور الصباح

كم مضى من فارقت كفي كفوفه * طارت اللمسات و ما فيها جناح

كم لنا ما وسدت راسي كتوفه * و لف بذراعه علي مثل الوشاح

ليه نقضي الليل كل ٍ في عزوفه * ما بقى من عمرنا كثر اللي راح

ليه نجرح بعضنا جروح ٍ نزوفه * ما تعبنا من كثر زعل و سماح ؟

حبنا مثل الحلى و احنا نعوفه * ما رضينا إلا بمرّه و القراح

حبنا جنة زهر غطـّـت صفوفه * أرضنا بالوان و عطره فيها فاح

بيننا نهر ٍ تباعدنا ضفوفه * كـلــّــما شـِدنا جسر في النهر طاح

زاد قربك قلبي نيران و لهوفه * و زاد بعدك عني آهات و صياح

آه من هجر الحبيب و من جحوفه * جيته بالأشواق و جاني بالجراح

تاه قلبي بين وديانه و كهوفه * ضاعت الأشواق أدراج الرياح ...



*
*
* * *








مــ الحزن ــلاك 23-06-2007 01:43 AM

رد: .¸¸۝❝:..رواية (فجعتَ قلبي ) للكاتبة الدكتورة قمرة Dr.MJM ..:❝۝¸¸.
 





و جيت أبي أرسلها له ، متجاوزة في ذيك اللحظة أي اعتبار ، و كل اعتبار


و أنا جاية بـ أحط الورقة بالجهاز ، فجأة ، برقت في عيني لمعة ( الدبلة ) اللي في صبعي الثاني ، بإيدي اليمنى ...



وقـْفت إيدي في نصف الطريق ، معلقة بين سطح الطاولة ، و جهاز الفاكس ...

و وقفت أحداث حياتي عند ذي اللحظة ...




أنا وش جالسة أسوي ؟؟ لا يا قمر ... لا ... لا ... لا ...




تركت الورقة على الطاولة ، و طلعت من غرفتي بسرعة ، كأني أبي أهرب من شي أبتعد قبل ما اتهور ...

أمنع نفسي غصبا عنها و عن سلطان قلبها ، من اللي كانت بجنون ناوية تسويه ....





نزلت الدور الأرضي ، ورحت المطبخ أبس أشغل نفسي بأي شي ، أي أي شي ...

شفت أوراقي اللي رميتها على الأرض محطوطة في واحد من الرفوف ..

تذكرت الوالدة ، و كيف زعلتها ، و زاد عذاب ضميري ...





يمكن ، كنوع من الاعتذار ... ما شفت حالي الا جالسة أحضر غذا و فطور لبكرة !




بعد كم ساعة ، صحت أمي تصلي الفجر ، و نزلت المطبخ – كعادتها كل يوم – و أول ما التقت عيني بعينها ،

ابتسمـْت ، و قلت بطريقة حاولت تكون مرحة قدر الامكان :




- فطوركم و غذاكم اليوم على حسابي !





و ابتسامة منها ، كانت أكثر من كافية لأن تطمني أنها مو زعلانة علي ، و أنها نست الموضوع ، و أنها ...

مو ناوية تفتحه من جديد ...






*
* *
*










مــ الحزن ــلاك 23-06-2007 01:43 AM

رد: .¸¸۝❝:..رواية (فجعتَ قلبي ) للكاتبة الدكتورة قمرة Dr.MJM ..:❝۝¸¸.
 



يوم الأربعاء ، طلعت نتايج امتحانا الأخير ، و كانت شوق ، هي اللي حصلت أعلى درجة بيننا احنا الثلاث ...




- مبروك شوق ! تستاهلين أكثر !

- تسلمي قمر ! بس ما توقعت الدرجة ! الحمد لله !



ناظرتها سلمى و هي تبتسم ، و رافعة صبعها و تهز ايدها – للتأكيد و تضغط على كلامها :




- شوق ! لا تنسي ! العشاء عندك زي ما اتفقنا !

- أكيد سلمى ! خلاص تجوني الليلة !





احتجيت :



- لا ! احنا اتفقنا العشاء عندي أنا الليلة !



و ردت شوق :



- قلنا اللي تجيب أعلى درجة العشاء عليها ! عندي يعني عندي و بدون اعتراض ، و أنتِ نخليك للامتحان الجاي !



طالعت في سلمى أبي تأييد منها ، لكن بالعكس ، قالت :



- الاتفاق اتفاق ! خلاص شوق يالله روحي البيت عشان تسوي لي بيتزا لأني بدون بيتزا ما أقبل العزومة !





و جلسنا نضحك ، و صدورنا متوسعة ، ما تفرق ، عندي أو عند شوق أو سلمى ، احنا صديقات و الله يديم علينا

المعزة !





و قلت باستسلام :




- زين شوق ! بس الأسبوع الجاي عندي أنا !

- و هو كذلك قمره ! الأسبوع الجاي عندك !






( قمره ) ... فجأة التقطتها إذني بسرعة ، و اهتزت الطبلة ، و معها اهتز القلب ، و انتفض الجسد ...



مو بس لأنها ذكرتني بسلطان ...


بعد ، لأنها نبهتني ... إلى شي غفلت عنه ...


و هو ... أني رايحة للعشاء في بيت سلطان ..... !










كان الأوان فات خلاص ...

ما قدرت بعدها اعتذر أو انسحب ...

ما لقيت أي مبرر ... إش أقول لشوق ؟

ما أبي أجي بيتك لأن أخوك سلطان و زوجته فيه ؟

أنا يا ما رحت لها ، قبل زواجه ... قبل أربعة أشهر ... لكن من تزوج ما طبـّـيته ...

وشلون فاتتني هذه ؟

يا خوفي ... يا خوفي تجيب منال ... تجلس معنا ...

ما أبي أشوفها ...

ما أبي أعرفها ...

ما أبي أسمع منها أو عنها أي شي ...

لازم انسحب ، لازم أعتذر لـ شوق بأي طريقة و أي حجة ... و أي حجة أفضل من .... بســّـام ... ؟؟؟






الله هداني لذي الفكرة ، ما لي إلا أني أتصل على بسـّـام و أقول له أن ضيوفي أجلوا زيارتهم ، و مستعدة اطلع معه ...


و بعدها أتصل على شوق ، و أقول لها أني باطلع مع خطيبي ، و ما أظن رح تلومني او تعتب علي !


بدت لي الفكرة معقولة جدا و مناسبة ...


بعد صلاة المغرب ، اتصلت على بسـّـام ...





- ((( ... ما اقدر ... )))






كانت نفس الكلمة ، ردها علي ، كأنها ( وحدة بوحدة ) ، بس في الحقيقة شرح لي ارتباطاته و اعتذر و تأسف كثير ،

أنا اللي حذفت الموعد ، و مو ذنبه أنه بعدها ارتبط بمواعيد ثانية ...





اتصلت بعدها على سلمى ، و قلت لها إني ما ودي أروح ، لأني ما ودي أشوف المخلوقة اللي اسمها ( منال ) و تعيش

في ذاك البيت ...





طبعا سلمى صارخت علي شوي ، و أنبتني ... و قالت لي :



- أنت ِ رايحة عشان شوق ، مو عشان غيرها ، ترى و الله تاخذ بخاطرها منك

و ما تجيك الأسبوع الجاي ، قمر لا تفسدي الود و تعكري الجو ...

و بعدين ليه تفترضي أن منال رح تجلس معنا ؟ ما أظن ! أكيد رح تطلع مع زوجها، الليلة خميس و الكل يطلع !






سلمى ما فهمتني زين ... بس أنا ورطت نفسي ، و ما لي إلا أني أروح ...



... و اللي يصير ... يصير ...












... يتبع ...


مــ الحزن ــلاك 23-06-2007 01:43 AM

رد: .¸¸۝❝:..رواية (فجعتَ قلبي ) للكاتبة الدكتورة قمرة Dr.MJM ..:❝۝¸¸.
 


((.. الحلقة السابعة .. ))

* * * * * * * *
** دوخة **




وصلنا بيت ( شوق ) ، أنا و ( سلمى ) حوالي الساعة ثمان ...


طول المشوار ، و أنا قلبي يخفق بسرعة و توتر ، كأني باسوي مقابلة شخصية للالتحاق بالجامعة !




كنت خايفة ... و متوجسة ... من شوفة زوجة عسل ، و اللي ما قط شفتها من قبل



ياما تخيلتها ، و رسمت لها صورة ببالي ...

شكلها ، هندامها ، صوتها ، أطباعها ...



كل شي ... صورة كاملة عن شخصية ما عمري عرفت عنها شي ، غير أنها بنت خالة ( شوق ) ، و أن اسمها

( منال ) ، و أنها التحقت بالجامعة هذه السنة – يعني أصغر مني – و أنها ... تزوجت الرجـّـال اللي أنا أحبه ...



رسمت لها هالصورة ، و كرهتها !







طبعا عندي فضول أني أشوف ، الإنسانة اللي يعيش معها حبيبي ، و تشاركه كل شي ... لكن ، أنا للآن

جرحي ينزف ، و ناري ما خمدت ... ما هو الوقت المناسب إني اتلقى صدمة تهدني من أول و جديد ....






عند المدخل ، وقفت ، و تراجعت خطوة وحدة ، و ناظرتني سلمى مستغربة :




- ها قمر ؟ وش بلاك راجعة لوراء ؟

- سلمى ... أبي أرد البيت !







مسكتني من إيدي و سحبتني معها ... دون ما تقول شي ... ، و دخلنا البيت ....










تغير ، سووا بالحديقة و الممر تعديلات ، عن آخر مرة شفتها قبل كم شهر ...

الأشجار كانت منسقة على جانبي الممر العريض بشكل فني مدهش ...

و الجو عابق بريحة الورود ممزوجة بالرياحين ... مع رطوبة باردة ، تخلفها الأشجار في الليل ، و تحملها الأنسام إلى

صدورنا ، و نحس براحة و انتعاش تلقائيين ... !










عند بوابة البيت ، كانت ( شوق ) واقفة تنتظرنا ...



استقبلتنا بترحيب حار ، و بـ ( شوق ) مماثل لاسمها الجميل ...

ما كأننا قبل كم ساعة بس ، كنا سوى بالجامعة !









حتى من داخل البيت ، التصميم تغير ، و الغرف تبدلت ... بس كان ، تحفة فنية مدهشة ...

آخ لو كان هذا بيتي ... ! يا ليت ...







أخذتنا شوق إلى غرفة جانبية ، أذكر أنها كانت من قبل مكتبة ، و أذكر .. أن الغرفة اللي جنبها على طول ، كانت ...

مكتب سلطان ...








- تغير بيتكم كثير يا شوق !

- صحيح ! من مدة ما زرتينا ، يمكن نص سنة أو أكثر ! بيتنا على ذي الحال من حول خمسة شهور !






صحيح ، معها حق ، صار لي شهور ما جيتهم ...

طبعا الأحداث ارتبطت بمسألة خطوبة سلطان و زواج سلطان ...


اللي خلى سلمى – عشان تسكر أي باب ينفتح لذكر سلطان – تقول مغيرة الموضوع :







- سويتي لي البيتزا و الا لا ؟ قولي بسرعة ترى ( سوّاقي ) ينتظر برى و إذا ما فيه بيتزا أخذت بعضي و مشيت !





ضحكت شوق ، و قالت بين ضحكاتها :



- لا تخافي ! سويت لك صينية كامله عشانك وحدك ! و إذا ما اعجبتك ، خليت ( سوّاقك ) يروح يجيب بيتزاية وحدة

من كل المطاعم اللي بالشرقية !










بعد فترة ، طلعت شوق ....






- وش فيك قمر ؟ شارذة عنا ؟





سالتني سلمى ، و هي لاحظت أني قليل اللي اتكلم ، و ابتسم ...





- تتوقعين ... تجي ؟

- ردينا ؟ وش عليك منها حتى لو جت ؟ وحدة ما تعرفينها ، أنت ِ جاية لبنت خالتها مو لها هي ،

و أظن أن شوق منتبهة للنقطة ذي ، و لا راح تتعمد تجمعكم !








طمـّـني كلام سلمى ، ما فيه أي داعي يخلي شوق تجيب منال تجلس وسطنا ...

و تطمنت أكثر لما رجعت شوق وحدها ، و قالت بدعابة :







- تفضلوا ...

( البيتزا ) جاهزة !










في غرفة المائدة ، جلسنا احنا الثلاث متعاونين على ذيك بيتزا لين قضينا على معظمها !

كانت الجلسة حلوة و السهرة ممتعة ، و انبسطت بشكل أكثر مما توقعت ...

أو بالواقع ... انهرت بشكل أفظع مما توقعت ...








بعد العشاء ، رجعنا للغرفة الأولى ( المجلس ) ، و بطريقنا لمحت باب الغرفة المجاورة – مكتب سلطان – مفتوح شوي ...







دخلنا المجلس ، و جلسنا عند الكنبات اللي عند نفس الجدار ، اللي يفصل بين الغرفتين ، المجلس و مكتب سلطان ،

... و أنا اتخيل أن سلطان موجود بالغرفة الثانية ... و يفصلني عنه ، جدار واحد بس ...








ايش يصير ... لو يتحطم هذا الجدار ....

ايش يصير ، لو تتحطم كل الجدران اللي بالدنيا ـ اللي فصلت بيني و بينك ...

ليت الجدار كان شفاف ، و أشوفك ...

ليته كان زجاج ، و أكسره و أجيك ...

ليت كان فيه بس نافذة ، أطل منها عليك !

او حتى ثقب ، أناظرك منه ...

ليت شوق و سلمى ، يناموا دقايق بس ، باروح أشوفه و أرجع !

يا قربك و يا بعدك ...








مثل المجنونة صرت و قلبي متعلق عند ذاك الجدار ، لمجرد أني تخيلت ، أن سلطان موجود خلفه ...

أجل وشلون لو كان ... صحيح موجود ...؟؟؟







حلقت بخيالي في سماه ، و نسيت حالي ...

شوق و سلمى يسولفوا و أنا بعيدة عنهم ... فكري و بالي نسيتهم عند باب ذيك الغرفة ... لفيت براسي صوت

باب المجلس ، و أنا أتخيل نفسي أقوم ، و اطلع ، و أروح له ... أو أنه هو يجي و يفتح هالباب !






و انفتح الباب ... !







ارتعبت ، و وقف قلبي ... و انحبس آخر نفس أخذته داخل صدري ، و عيني انفتحت أوسعها .... و أنا ارتقب ...

أكيد أنا أتخيل ... الباب ينفتح ببطء ... الحين بيطل منه سلطان ؟؟؟

خيالي رح يتحقق ؟؟؟ سلطان هذا أنت ؟؟؟







و دِخـْـلـَـت ....







كنت أنا أول وحدة انتبهت لها .... و جت عينها على عيني على طول ، كأنها جاية متعمدة تشوفني ، تدوّر علي ....




- السلام عليكم ...




لما جا صوتها ، انتبهت لها شوق و سلمى ، و اللي كانوا مشغولين بالكلام و الضحك ...







إش صار بعد كذا ؟؟؟


خلي سلمى ، تحكي لكم ....





*
* *
*








مــ الحزن ــلاك 23-06-2007 01:44 AM

رد: .¸¸۝❝:..رواية (فجعتَ قلبي ) للكاتبة الدكتورة قمرة Dr.MJM ..:❝۝¸¸.
 




كنا جالسين نسولف ، و نضحك بمرح ، أنا و شوق و قمر ، في بيت شوق ...

كانت قمر معظم الوقت ساكتة ، و يا دوب تبتسم ...



فجأة ، سمعت صوت غريب :





- السلام عليكم







و التفت جهة الصوت عند الباب ، و شفت ( منال ) ...



أول شي قفز ببالي على طول ، هو قمر


و قبل ما أرد السلام ، التفت عليها ...


قمر ما كانت شافت منال من قبل ، و كانت خايفة تلتقي بها هذه الليلة ، و أنا قلت لها :

( مستحيل شوق تتعمد تجمع بينكم .... )








الحين ، و أنا أطالع بوجه قمر ، و أشوف عينها مفتوحة لأقصى حد ، و وجهها مخطوف اللون ،

و تعابيره كأنها تعابير المحتضر لا شاف ملك الموت ... الحين بس عرفت و قدرت الخوف اللي كانت عايشتنه ...








وقفت شوق ، و علامات الدهشة على وجهها ، و نقلت انظارها بيننا احنا الثلاث ، و قالت ترحب بـمنال :



- و عليكم السلام ! هلا منال ...







كان واضح عليها أنها ما توقعت منال تجي ...






أنظار منال الحين جت علي ، و وقفت من باب الأدب و سلمت عليها و صافحتها

الدور التالي طبعا كان ... على قمر ...

قمر جامدة في مكانها مثل التمثال الخشبي ...

شوق ، حبـّـت تعرّف عن كل وحدة للثانية ، لأنهم أول مرة يلتقون ...







- هذه صديقتي و زميلتي قمر



قالت موجهه كلامها إلى منال ، و بعدها ، طالعت في قمر ، بنفاذ حيلة ، و قالت :



- ... منال ... زوجة أخوي سلطان ....








منال ابتسمت ، و مدت إيدها تبي تصافح قمر ، و لا هي دارية عن شي !


ضربت جزمة قمر بجزمتي ضربة خفيفة ، أبيها تتحرك ، تقول شي ...


ما أدري ، هي حست بالضربة أو لا ؟ بس شفت راسها يطاطىء صوب الأرض ، و يدينها ترتكز على الكنبة ، كأنها

تبي تستند عليهم عشان توقف ، و شوي شوي ، ارتفع جسمها عن الكنبة كم بوصة ، قبل ما تنهار عليه فجأة و تغيب

عن الوعي .....











الأحداث اللي صارت بعد كذا جت بسرعة ، ما لحقت أسجل تفاصيلها الدقيقة بذاكرتي ...


كانت ليلة ما تنسى ، منها كرهت البيتزا – اللي ما لها ذنب – و ما عدت آكلها ...

كل البيتزا ، و كل اللي أكـَـلـَـتـْـه على ذاك العشاء طلع في حالة مهولة من الترجيع ...








أذكر ، أن ضغطها ، لما جابت شوق جهاز الضغط و قاسته بسرعة ، كان سبعين على خمسة و ثلاثين ...





حسيت ليلتها ، أن روحها خلاص بتطلع ... كأنها حالة تسمم حادة ، بس كانت صدمة عصبنفسية مباغتة ..





كان نبضها بالمرة مضطرب ، و أنا أصريت نوديها للمستشفى في الحال


قمر كانت معترضة ، تقول باروح البيت ... ، بس حالتها ما طمنتني


أصلا هي ما قدرت ترفع راسها عن الكنبة ، كانت دايخة بالمرة و عينها اللي كانت مفتوحة حدها قبل شوي ، غمضتها

و ما عاد تقدر تفتحها ... تقول :

(الدنيا تدور)









جيت أبي أقوم أتصل لأحد من أهلي أو أهلها ، يجي يوديها المستشفى ، و سمعت منال تقول :



- نخلي سلطان يودينا ؟



ردّت عليها شوق :




- سلطان موجود ؟

- ايه بالمكتب







و كان صبعها يأشـّـر على الجدار اللي ورانا ، و بنفس اللحظة طلعت بسرعة ، عشان تروح تقوله ...




يا ليت كان عندي سواق ، ينتظرني عند الباب ... يا ليت ...



مسكت التلفون ، بغيت أتصل لأمها ، بس شوق منعتني





- ما فيه داعي يا سلمى ، لا تخوفينها ، شوي و تصير زينة ... دوخة و تروح ...


و يا ليتها كانت ... ( دوخة و تروح .... )








كان بو ثامر – والد قمر – حسب اتفاقنا ، رح يجينا حول الساعة عشر ونص


طالعت الساعة ، كانت عشر إلا ثلث ، قمر ، فتحت عينها و رفعت راسها شوي شوي ،

و حطت إيدها على جبينها ، و تأوهت ...




- ودوني البيت










شفت ، كأن وضعها أفضل و الدوخة بدت تروح ...


- قمر أنت ِ بخير ؟ وش تحسي فيه ؟








سألتها بقلق ، و هزت راسها ، تطمني أنها بخير ...

و بعدها ردت تقول :



- ودوني البيت







و اسندت راسها على مسند الكنبة... و غمضت عينها مرة ثانية ...




شوي ، و جت منال تقول :


- يالله ... السيارة تنتظر ...







صبرنا دقيقتين أو ثلاث ، لين خفت الدوخة عنها ... و قدرت توقف ، و أنا و شوق ساندينها من الجنبين ...


منال سبقتنا للسيارة ، و احنا نمشي شوي شوي ماسكين قمر ، تهيأ لي أنها بـ تطيح أي لحظة ...

ما كانت طبيعية ، سمعتها تقول ، و احنا نعبر ممر بالبيت رايحين للسيارة :





- ريحة الورد حلوة ... !

باكسـّـر الجدار ... !








صحيح كانت ريحة الورد و الرياحين مالية الجو ، بس التعليق جا مو في مكانه ..!

أما ( بـ اكسر الجدار ) فما لقيت لها أي تفسير ؟؟؟









وصلنا السيارة ، كانت منال جالسة قدّام ، و سلطان مو بها


جلسنا على المقاعد الخلفية ، أنا على اليمين ، و شوق على اليسار ، و قمر بيننا






ثواني و وصل سلطان ، و بسرعة ساق ، و وصلنا المستشفى بعد سبع دقايق



طول الوقت ، و قمر راسها مايل على كتفي ، و إيدي بإيدها و كل شوي أسألها :



- كيف تحسي ؟






و يجي جوابها بضغطة خفيفة من إيدها على إيدي ( أنا بخير )





وقف سلطان السيارة عند بوابة الطواريء ، و نزل ... رايح يجيب كرسي عجلات


قمر فتحت عينها و تلفتت من حواليها ، و قالت باعتراض :






- ودوني البيت ! ما رح أنزل هنا أنا بخير ...

- لكن يا قمر ...




قاطعتني :

- سلمى تكفين أبي أرجع البيت ...









ثواني و رجع سلطان بالكرسي ، و لما وصل لعند السيارة فتحت شوق النافذة و قالت:



- خلاص أخوي بنوصلها بيتها ...


و رجعنا بطريقنا ...







*
* *
*






مــ الحزن ــلاك 23-06-2007 01:44 AM

رد: .¸¸۝❝:..رواية (فجعتَ قلبي ) للكاتبة الدكتورة قمرة Dr.MJM ..:❝۝¸¸.
 




أخوي سلطان صار يسوق بسرعة طبيعية ، و كانت عيني أنا و سلمى على قمر ، مو على الطريق ...



ما انتبهت ، إلا على صوت أخوي ، لما وصل مفترق طرق ، يسأل :


- وين ؟



رفعت عيني عن قمر و طالعت الشارع ، و ناظرت أخوي بالمراية و قلت له :



- يمين ، ... بيت بو ثامر ...








و نظراتي بنظراته على المراية ، شفت – رغم أن الإضاءة خافتة – شفت نظرته فجأة تضطرب ، و جفونه تنفتح

على آخرها ... و حدقت عيونه بعيوني تسألها :




- ( هذه قمر ؟؟؟ )

و هزيت راسي هزة بسيطة : ( .. نعم .. )







وقتها بس ، عرف سلطان أنها كانت ... قمر ...










وصلنا عند آخر لفة ، توصل لبيت بو ثامر ... كانت يد قمر بيد سلمى ... ما أدري وش حست بها فجأة ، لأنا سمعناها

فجأة تنادي بصوت عالي مفزوع :





- قمر ! .... قمر .... تسمعيني ؟؟؟





فزعنا كلنا ، و وقف أخوي سلطان السيارة قريب باب البيت ...

و قمنا أنا و سلمى نهز قمر ، نبيها تجاوب أو تتحرك ، لكنها كانت مثل قطعة القماش




صرخت :



- ارجع المستشفى يا ســلــطــان







و بسرعة ، و بلمح البصر ... ( طار ) بالسيارة طيران للمستشفى ... المشوار ، ما أظن أخذ أكثر من دقيقتين !





وصلنا عند بوابة الطوارىء ، و فتح سلطان الباب بسرعة و قفز من السيارة ...


ها المرة ، ما راح يجيب كرسي العجلات ...


لف على الباب اللي جنبي و فتحه بسرعة ، و صاح :




- انزلي شوق ...




أنا ، ما استوعبت شي ، ما مداني استوعب ... طالعت به و حتى قبل توصله نظراتي المستغربة ، رد صرخ علي :


- بسرعة شوق !






نزلت من السيارة ، و جا هو ... و مد يدينه داخل ، و شال قمر على ذراعيه ... و طار بها لداخل المستشفى ...





ركضنا وراه ، وصلنا و شفنا ه يحطها على السرير ، و تجي الممرضات و يختلط هذا بهذا و تعم الفوضى ...







*
* *
*









الساعة الآن 03:11 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd