حلا الحب
11-01-2007, 01:36 AM
الســــلام عــليكـــم ورحــمـــة الله وبــركــاتـــه
أحــبــبـت أن أطـــرح الـيــوم مـقـتـطــفــات مـن ســيــرة نـبـيـنــا وحـبـيـبــنــا مـحــمــد عـليــه أفـضــل الـصــلــوات وأتــم الـتـســليــم
عندما توفي عبد المطلب - جد رسول الله صلى الله عليه وسلم- كفله عمه ابو طالب. وفي يوم من الايام خرج ابو طالب في ركب تاجرا الى الشام ، فلما تهيأ للسفر واجمع المسير أخذ رسول الله معه فلما نزل الركب بصرى من ارض الشام ، وبها راهب يقال له " بحيرى " في صومعة له وكان اليه علم اهل النصرانية يتوارثونه كابرا عن كابر.
فلما نزلوا ذلك العام ببحيرى وكانوا يمرون به قبل ذلك فلا يكلمهم ولا يعرض لهم حتى كان ذلك العام فلما نزلوا قريبا من صومعته صنع لهم طعاما كثيرا وذلك فيما يزعمون عن شيء رآه وهو في صومعته انه راى الرسول عليه الصلاة والسلام في الركب حين اقبلوا وغمامة تظله من بين القوم.
عندما اقبلوا نزلوا في ظل شجرة قريبا منه فنظر الى الغمامة حين اظلت الشجرة وتهصرت اغصان الشجرة على رسول الله حتى استظل تحتها ، فلما راى بحيرى ذلك نزل من صومعته وامر بصنع الطعام ثم ارسل اليهم فقال : اني قد صنعت لكم طعاما يا معشر قريش فانا احب ان تحضروا كلكم صغيركم وكبيركم وعبدكم وحركم فقال رجل منهم : والله يا بحيرى ان لك لشانا اليوم ! فما كنت تصنع هذا بنا وقد كنا نمر بك كثيرا فما شانك اليوم!
قال له بحيرى : صدقت قد كان ما تقول ، ولكنكم ضيف ، وقد احببت ان اكرمكم، واصنع لكم طعاما فتأكلون منه جميعا فاجتمعوا كلهم وتخلف رسول الله من بين الركب لحداثة سنه.
فلما نظر بحيرى في القوم لم ير الصفة التي يعرف ويجد عنده ، فقال يا معشر قريش ! لا يتخلفن احد منكم عن طعامي ، قالوا : يا بحيرى ما تخلف عنك احد ينبغي له ان ياتيك الا غلام وهواحدث القوم سنا فتخلف في رحالهم، فقال : لا تفعلوا وادعوه فليحضر هذا الطعام معكم. فقال رجل من قريش واللات والعزى ان كان للؤما منا ان يتخلف ابن عبد الله بن عبد المطلب عن طعام من بيننا. ثم قام الرجل فاحتضنه واجلسه مع القوم فلما رآه بحيرى جعل يلحظه لحظا شديدا وينظر الى اشياء من جسدهقد كان يجدها عنده في جسده حتى اذا فرغ القوم من الطعام وتفرقوا قام اليه بحيرى فقال : يا غلام اسالك بحق اللات والعزى الا ما اخبرتني عما اسالك عنه حلف بحيرى بذلك لانه سمع القوم يحلفون بها ، فزعموا ان رسول الله قال : لا تسالني باللات والعزى شيئا فوالله ما ابغضت شيئا قط بغضهما، فقال له بحيرى : فبالله الا ما اخبرتني عما اسالك عنه ، فقال له : سلني عما بدا لك. فجعل يساله عن اشياء من حاله : من نومه وهيئته واموره ، والرسول عليه الصلاة والسلام يخبره،فيوافق ذلك ما عند بحيرى من صفته ثم يتظر الى ظهره فرأى خاتم النبوة بين كتفيه على موضعه من صفته التي عندهوكان مثل اثر المحجم.
فلما فرغ اقبل على عمه ابي طالب فقال له : ما هذا الغلام منك؟ قال : ابني . قال له بحيرى : ما هو بابنك ، وما ينبغي لهذا الغلام ان يكون ابوه حيا ، قال : صدقت ، فانه بابن اخي ، قال : فما فعل ابوه ، قال : مات وامه حبلى به، قال : صدقت ، فارجع بابن اخيك الى بلده واحذر عليه يهود ، فوالله لئن رأوه وعرفوا منه ما عرفت ليبغنه شرا فانه كائن لابن اخيك هذا شان عظيمفاسرع به الى بلاده .
فخرج به عمه ابو طالب سريعا حتى اقدمه على مكة حين فرغ من تجارته بالشام .
وروى الناس : ان زريرا وتماما ودريشا وهم نفر من اهل الكتاب قد راوا من رسول الله مثل ما راى بحيرى في ذلك السفر الذي كان فيه مع عمه ابي طالب فارادوه ، فردهم عنه بحيرى وذكرهم الله وما يجدون في الكتاب عرفوا ما قال لهم وصدقوه وانصرفوا عنه .
فشب رسول الله والله تعالى يكلؤه ويحفظه ويحوطه من اقذار الجاهلية لما يريد من كرامته ورسالته حتى بلغ ان كان رجلا افضل قومه مروءة واحسنهم خلقا ، واكرمهم حسبا ، واحسنهم جوارا واعظمهم حلما واصدقهم حديثا.
م/ن
أخــتــكــــــــــــ حــــــــ الحـب ـلا ـــم
أحــبــبـت أن أطـــرح الـيــوم مـقـتـطــفــات مـن ســيــرة نـبـيـنــا وحـبـيـبــنــا مـحــمــد عـليــه أفـضــل الـصــلــوات وأتــم الـتـســليــم
عندما توفي عبد المطلب - جد رسول الله صلى الله عليه وسلم- كفله عمه ابو طالب. وفي يوم من الايام خرج ابو طالب في ركب تاجرا الى الشام ، فلما تهيأ للسفر واجمع المسير أخذ رسول الله معه فلما نزل الركب بصرى من ارض الشام ، وبها راهب يقال له " بحيرى " في صومعة له وكان اليه علم اهل النصرانية يتوارثونه كابرا عن كابر.
فلما نزلوا ذلك العام ببحيرى وكانوا يمرون به قبل ذلك فلا يكلمهم ولا يعرض لهم حتى كان ذلك العام فلما نزلوا قريبا من صومعته صنع لهم طعاما كثيرا وذلك فيما يزعمون عن شيء رآه وهو في صومعته انه راى الرسول عليه الصلاة والسلام في الركب حين اقبلوا وغمامة تظله من بين القوم.
عندما اقبلوا نزلوا في ظل شجرة قريبا منه فنظر الى الغمامة حين اظلت الشجرة وتهصرت اغصان الشجرة على رسول الله حتى استظل تحتها ، فلما راى بحيرى ذلك نزل من صومعته وامر بصنع الطعام ثم ارسل اليهم فقال : اني قد صنعت لكم طعاما يا معشر قريش فانا احب ان تحضروا كلكم صغيركم وكبيركم وعبدكم وحركم فقال رجل منهم : والله يا بحيرى ان لك لشانا اليوم ! فما كنت تصنع هذا بنا وقد كنا نمر بك كثيرا فما شانك اليوم!
قال له بحيرى : صدقت قد كان ما تقول ، ولكنكم ضيف ، وقد احببت ان اكرمكم، واصنع لكم طعاما فتأكلون منه جميعا فاجتمعوا كلهم وتخلف رسول الله من بين الركب لحداثة سنه.
فلما نظر بحيرى في القوم لم ير الصفة التي يعرف ويجد عنده ، فقال يا معشر قريش ! لا يتخلفن احد منكم عن طعامي ، قالوا : يا بحيرى ما تخلف عنك احد ينبغي له ان ياتيك الا غلام وهواحدث القوم سنا فتخلف في رحالهم، فقال : لا تفعلوا وادعوه فليحضر هذا الطعام معكم. فقال رجل من قريش واللات والعزى ان كان للؤما منا ان يتخلف ابن عبد الله بن عبد المطلب عن طعام من بيننا. ثم قام الرجل فاحتضنه واجلسه مع القوم فلما رآه بحيرى جعل يلحظه لحظا شديدا وينظر الى اشياء من جسدهقد كان يجدها عنده في جسده حتى اذا فرغ القوم من الطعام وتفرقوا قام اليه بحيرى فقال : يا غلام اسالك بحق اللات والعزى الا ما اخبرتني عما اسالك عنه حلف بحيرى بذلك لانه سمع القوم يحلفون بها ، فزعموا ان رسول الله قال : لا تسالني باللات والعزى شيئا فوالله ما ابغضت شيئا قط بغضهما، فقال له بحيرى : فبالله الا ما اخبرتني عما اسالك عنه ، فقال له : سلني عما بدا لك. فجعل يساله عن اشياء من حاله : من نومه وهيئته واموره ، والرسول عليه الصلاة والسلام يخبره،فيوافق ذلك ما عند بحيرى من صفته ثم يتظر الى ظهره فرأى خاتم النبوة بين كتفيه على موضعه من صفته التي عندهوكان مثل اثر المحجم.
فلما فرغ اقبل على عمه ابي طالب فقال له : ما هذا الغلام منك؟ قال : ابني . قال له بحيرى : ما هو بابنك ، وما ينبغي لهذا الغلام ان يكون ابوه حيا ، قال : صدقت ، فانه بابن اخي ، قال : فما فعل ابوه ، قال : مات وامه حبلى به، قال : صدقت ، فارجع بابن اخيك الى بلده واحذر عليه يهود ، فوالله لئن رأوه وعرفوا منه ما عرفت ليبغنه شرا فانه كائن لابن اخيك هذا شان عظيمفاسرع به الى بلاده .
فخرج به عمه ابو طالب سريعا حتى اقدمه على مكة حين فرغ من تجارته بالشام .
وروى الناس : ان زريرا وتماما ودريشا وهم نفر من اهل الكتاب قد راوا من رسول الله مثل ما راى بحيرى في ذلك السفر الذي كان فيه مع عمه ابي طالب فارادوه ، فردهم عنه بحيرى وذكرهم الله وما يجدون في الكتاب عرفوا ما قال لهم وصدقوه وانصرفوا عنه .
فشب رسول الله والله تعالى يكلؤه ويحفظه ويحوطه من اقذار الجاهلية لما يريد من كرامته ورسالته حتى بلغ ان كان رجلا افضل قومه مروءة واحسنهم خلقا ، واكرمهم حسبا ، واحسنهم جوارا واعظمهم حلما واصدقهم حديثا.
م/ن
أخــتــكــــــــــــ حــــــــ الحـب ـلا ـــم